هل هي الشجرة أو مجموعة الأشجار التي سيتم اقتلاعها من ساحة تقسيم في اسطنبول دفعت الأتراك إلى الساحة منذ أيام؟ هل الشجرة من جعلتهم يهبون في أكثر من مدينة دفاعاً عن حقها بالحياة؟ هل هي الشجرة فعلاً ام أن ‘القلوب مليانة’؟ في اسطنبول تعتبر ساحة تقسيم الشاسعة والجميلة جزءاً من ذاكرة الناس من السكان المحليين وغيرهم.
فزائرو المدينة يعرفون أهمية المكان السياحية، وأهمية الساحات الكبرى في المدن، وكذلك أهل اسطنبول. وهم بأنفسهم ـ أي السائحين ـ يعاينون وعلى الطبيعة مباشرة أهمية هذا المكان الذي لا يمر يوم دون أن يشهد احتجاجاً على أمر معين، أو تظاهرة مهما كان حجمها. إذا هي ساحة التعبير عن الرأي في تلك المدينة التاريخية. ورغم انتقال عدوى التظاهر إلى مدن تركية أخرى، وسقوط ضحايا نتيجة اللجوء المفرط للقوة كما أقر نائب رئيس الوزراء، تبقى الأنظار متجهة نحو اسطنبول، وفيها تتركز وسائل الإعلام. هو التحدي بين المتظاهرين ورئيس الوزراء. أقسم المتظاهرون على أن المركز التجاري الذي يريده ‘الطيب أردوغان’ لن يرتفع. و’الطيب’ وصف مناهضيه باللصوص والارهابيين. الطرفان يقفان على الحد الأقصى والخيط المشدود، فلمن ستكون الغلبة؟
بحسب تلفزيون الجديد اللبناني فجيراننا الأتراك استعاروا منا نحن العرب، وبخاصة من جيرانهم الأقرب السوريين مهمة ‘الدبلجة’. عليهم الآن أن ‘يدبلجوا’ ربيعنا ـ إنما والحق يقال لا نريد لأي شعب ربيعاً مدمراً على طريقة الربيع السوري. منذ حوالي العقد والممثلون السوريون يدبلجون إلى العربية الدراما التركية. وبفضل الدبلجة العربية لتلك الدراما الحقيقية والرومنسية في آن كانت عندنا تداعيات اجتماعية جمة. أهم تلك التداعيات أن نساءنا ثرن على خشونة ازواجهن، وطالبن بلطف المعاملة، ورقة المعاشرة على الطريقة التركية. في المراحل الأولى لدبلجة التركي خطف مهند قلوب النساء، وخطفت نور قلوب الرجال. للأسف لم يحدث أن ‘دبلج’ العرب عواطفهم كما هي عواطف الأتراك الرقيقة في مسلسلاتهم. وما يحدث حالياً أن ربيعنا العربي تتم ‘دبلجته’ إلى التركية. وها هي مشاهد ربيعنا تنتقل من ساحة إلى ساحة، ومن مدينة إلى مدينة. وها هم المتظاهرون الأتراك يفترشون الساحات ليل نهار. هي الأحداث غير المستحبة في أي بلد كان. إنما هي تفرض نفسها على المشهد السياسي في لحظة ما، وبعد زمن من الاحتقان.
حتى اللحظة يظهر تناقض في القراءة الرسمية التركية لمشهد الساحات. أردوغان يخاطب المتظاهرين بفظاظة، فيما نائبه بولنت أرينتش يسعى لنزع فتيل التوتر، ويعترف باستعمال مفرط للقوة ضدهم. ترك أردوغان الشعب في الساحات، وغادر إلى زيارته الرسمية، وتقلد باعتزاز الدكتوراه الفخرية من جامعة الجزائر. وترك الشرطة تتحرك في ليل ونهار تركيا. فقد نقلت لنا الشاشات مشاهد ملفتة جداً من الليل في ساحة تقسيم. شبان يتناولون طعامهم والشرطة ترشهم بالماء. صبية تتقدم من حاجز الشرطة المسلح بالدروع لتقدم لهم الحلوى فيكون جزاءها مواجهة غير متكافئة مع خرطوم المياه. ومن ساحة تقسيم نفسها انتشرت على اليوتيوب صورة رومنسية جداً، ولطيفة جداً وسط ذاك الاحتجاج الكبير. إنها صورة حبيبين شابين تركيين يتعانقان، ومن حولهما خراطيم المياه تغير مسار الأجساد المتظاهرة. ربما يأتي هذا العناق من شوق، وربما يكون مظهر احتجاج بحد ذاته.
وفي المشهد الآخر من الصورة الآتية إلينا من تركيا العزيزة هو الليل. لقد حولت الشرطة الليل في اسطنبول إلى لوحات خلاّبة. تنفجر قنابل الدخان فوق رؤوس المتظاهرين فتشكل لوحات بألوان متعددة، منها الأحمر ومنها الأخضر. يزول هذا اللون الجميل سريعاً، ومن بعده يبدأ المتظاهرون بالسعال والابتعاد عن المكان.
في تركيا الجارة حيث ‘يدبلج’ ربيعنا إلى التركية، ربما يكون المسلسل قد بدأ. فالمشكلة ليست بالشجرة، بل ‘القلوب المليانة’. الشباب الأتراك، وأحزابهم المناهضة لحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ حوالي العشر سنوات، ومعهم الدعم النقابي يبحثون عن الحرية وعن الحق بالتظاهر. ويريدون من أردوغان أن يرحل. المضحك في الأزمة التركية الناشئة أن جارتها الأقرب سوريا، أصدرت تحذيراً لمواطنيها ‘بحسب قناة العربية’ بعدم زيارة الأراضي التركية بسبب الأوضاع القائمة على أراضيها! إنما لم يذكر البيان أي توضيح بشأن 150 ألف سوري لاجئ في تركيا.
العنف الأسري
أفادت قناة أم بي سي أن دراسة اجتماعية سعودية أظهرت أن 45 ‘ من الأطفال السعوديين يتعرضون للعنف المتواصل. ولم يقدم التحقيق المتلفز حوارات مع أطفال، بل اكتفى بحوار مع امرأة قالت بأنها تزوجت في عمر ال16 سنة لتتخلص من ظلم والدها وضربه الدائم لها. إنما حظ تلك الفتاة العاثر نقلها من أب عنيف إلى زوج عنيف. أنجبت ثلاثة أطفال، وتحول الأربعة إلى ميدان تجارب عنفية من قبل الزوج. ولم يكن أمامها سوى الهرب من الظلم المتمادي. قال التقرير في تحليله للظاهرة أن من يتعرض للعنف في طفولته، سيمارس الأمر عينه في حياته. هي إذاً الحلقة المفرغة؟ فهل سنبقى في دوران دائم فيها؟ هل سنبقى راضين بعدد المعنفين الذي يزداد تبعاً لزيادة عدد السكان، وزيادة حجم المُعَنِفين؟ أليس للحلقة المفرغة من نهاية؟ وإن كان التقرير السعودي قد قال بهرب 1400 امرأة خلال عام من العنف الأسري، فإن من لم يستطعن الهرب هنّ بحدود لا تقاس. اشار التقرير إلى وجود برامج للأمان الأسري التي تهتم بالمعالجة النفسية للأطفال المعنفين. وهذا واجب طبيعي. إنما قطع دابر العنف من جذوره لا يكون سوى من خلال قوانين مرعية الإجراء تمنعه، وتعاقب من يمارسه. قوانين مرعية الإجراء تتيح للزوجة رفع شكوى قضائية على زوجها الذي يعنفها. وقوانين مرعية تتيح للأطفال الاتصال عبر خط ساخن مخصص لهم لحمايتهم في حال تعرضهم للعنف. وضع حد للعنف الأسري على امتداد الدول العربية لن يكون بالدراسات والتمني فقط. هو القانون وحده الذي يحمي الضعفاء جسدياً من نساء وأطفال. السعودية أعدت دراستها، إنما الظاهرة متفشية في كافة الدول العربية دون وجود دراسة تحدد حجمها. إذاً هو القانون. وعلى النساء المطالبة به لحمايتهن، وليس الاتكال على الأخلاق الحميدة للرجال الذين يحاورون بالعنف، ولا على نوايا الحكومات وتمنياتها، خاصة تلك الحكومات التي تنظر إلى المرأة على أنها من مرتبة متدنية عن الرجل. وهنا يمكن جمع شمل كافة الحكومات العربية في مكان واحد. فالكل يقول بقوامة الرجل على المرأة، حتى في لبنان، حيث عجزت الجمعيات النسائية عن اقرار قانون يعتبر العنف الأسري جريمة لها عقاب في مجلس النواب!
حلم جميلة الغزاوية
على شاشة أم بي سي أيضاً ظهرت من غزة جميلة أبو عيشة صاحبة ال39 عاماً. رافقتها الكاميرا بين عملها في معمل للباطون، وبين ما يشبه البيت الذي تقيم فيها مع والدها في بيت لاهيا. بين المكانين هي رحلة شقاء وعذاب. ضاقت سبل العيش على جميلة ولم تجد مورداً يسد الرمق سوى العمل في معمل للباطون. ففي كل يوم تنقل جميلة ما يقارب ال200 كيس، ومعها تنقل همومها التي لا تحصى. وأجرها في نهاية كل يوم عمل 5 شيكل. رافقتها الكاميرا إلى ما تطلق عليه تعريف بيت. هي عبارة عن خيمة أقيمت كيفما كان وبعشوائية كاملة من الزنك والقماش معاً. تعيش فيها مع والدها وعدد من الحيوانات. تجرأت المذيعة على القول لجميلة: لا تؤاخذيني كيف لك العيش مع هذه الرائحة؟ الجواب كان: اعتدتها وماذا أفعل؟ جميلة لها أم مريضة وأخ يعيشان في مكان آخر ـ ربما يكون بيتاً ـ وهي من تعيلهم. حلمها هو البيت ‘بدي أعيش’. أما مسؤول في السلطة الفلسطينية فيقول أنه ليس من واجب السلطة أن تبني البيوت. ومن حق جميلة أن يكون لها بيت. تمّ الاعتراف رسمياً بحق جميلة، لكن من ينقذها من آتون الخيمة في صيف بيت لاهيا، ومن عواصفها شتاء؟ ربما تجد الحل عندما يفرغ الحكام العرب من ملئ مخازنهم بالأسلحة؟ أو ربما حين يفرغ هؤلاء الحكام من صرف المال الذي لا تأكله النيران على أحلام شخصية صعبة، تفوق أحجامهم.
أمير يزبك أمير
مواطن صالح زود قناة الجديد بصورة لسيارة الفنان اللبناني أمير يزبك من نوع هامر وهي تتجول في وسط بيروت. لقد هال هذا المواطن أن يكون أمير يزبك قد فتح دولة على حسابه وتخلى عن الأرقام التي تعتمدها وزراة الداخلية للسيارات الخاصة. وهكذا صارت لوحة سيارة أمير يزبك تحمل ما يلي وبالأجنبية: AMIR 78 لكنه احتفظ بالأرزة اللبنانية، وهذا كرم أخلاق، وربما كان يفضل صورته مكانها. فهل يحق لأمير يزبك ما لا يحق لسواه؟ أم يصح المثل في لبنان بأنه ‘حارة كل مين ايدو إلو’؟
صحافية من لبنان
هناك آلاف النساء مثل جميلة فى غزة والضفة وفى سوريا ولاحياة لمن تنادى أن النفط فى دول الخليج ملك لكل الوطن العربى وليس فقط لشعوب الخليج والله لو تم استثمار المليارات التى ذهبت للمعارضة فى سوريا لتدمير سوريا وتشريد الشعب السوري هذه المليارات يمكن أن تجعل كل العرب يعيشون مستورين ولن تجد مشرد أو محتاج لكن من يتحكم بالنفط مجموعة من السفهاء ومعدومى الضمير ياالله اضرب الظالمين بالظالمين وأرنا عجائب قدرتك فى المنافقين الحكام العرب جميعهم دون استثناء
لماذا القلوب مليانة على أردغان ؟ هلا وضحتِ لنا عزيزتي الكاتبة
الاستاذة الفاضلة زهرة. انا اعيش في اسطنبول وكنت موجود يوم الجمعة مع بداية الاحتجاحات بالصدفة في تقسيم. صحيح ان الشرطة استخدمت خراطيم المياه ولكن هل تعلمي ان شوارع وساحات تقسيم كانت مليئة بالزجاج المكسور. انه زجاج اواني البيرة بنية اللون التي رجم بها (المتظاهرون) الشرطة.. انهم يتظاهرون من اجل البيرة وعدم بناء مسجد. هذه هي الحقيقة…
شو فائدة الجوامع التي تعمل 24 ساعه ماكنة تفريخ لأفواج من المنخرطين والداعمين لمخطط اميركا تركيا الخليج اسرائيل ؟