الربيع من دولة إلى لا دولة !

حجم الخط
3

الربيع كلمة جميلة تشرح النفوس وتسر القلوب، ففيه تتفتح الأزهار وتزهو الأشجار ويعتدل المناخ فيطيب العيش والاستقرار، ومن هنا سميت الثورات العربية بالربيع تيمنا بما يأتي فيه من خير وإصلاح ونمو وازدهار فمن أجل الربيع بذلت الشعوب الأرواح والأبدان وخاضت المعارك الطوال، وعانت خلالها القهر والدمار فأسدل الليل ستاره وظلامه فوق ظلم وظلام دام عليها عقودا من الليل والنهار وها هي تنتظر زوال ليلها الذي خرجت من أجل إزاحته ففوجئت بكسبها فوقه ظلم وقهر وظلام حتى تغنت شعوبها بعد تلك المعارك الصعاب الشداد ببيت شعر يقوله ويتغنى به كل إنسان (أَلا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا.. فَاخْبِرْهُ بِمَا فَعَلَ الْمَشِيبُ) فندمت تلك الشعوب على فعلتها وأخذت تمني نفسها بعودة أيام الأمن والاستقرار والازدهار، فمتى ستهدأ تونس لتبني مجدها واقتصادها ليعمها الأمن والاستقرار والازدهار ومتى يتصالح الطوارق مع أهل ليبيا وينسون تلك الأحقاد والأضغان لتتوحد ليبيا ويعود لها عمر المختار، ومتى ينسى اليمنيون حربهم الأهلية وإنهم دولتان لتعود اليمن واحدة موحدة كما بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى تستقر مصر وقد حكمها (أخ) فلا يوجد (أخ) في بلد إلا وعمه الخراب والدمار ومن قال عكس ذلك فالجزائر له أكبر دليل وبرهان، ومتى يزول عن الشام سفاحها وقد تآمر عليها روس وفرس وصين وأذنابهم من أحزاب وتيارات قد شاع واشتهر عنهم القتل على الهوية والمذاهب والأديان!
فمتى تعود لتلك الشعوب دولتها وهيبتها لتبني اقتصادها واستقرارها وتحفظ أمنها وأمانها فيشعر بالأمان من زارها فينام رغدا كما كان ينام في حدائقها وأزهارها ولتسمو نحو الرقي والازدهار مجتمعاتها وشبابها، فيا ربيع الشؤم حللت لا أهلا ولا مرحبا فقد أهلكت وخربت العباد والديار، يا ربيع الشؤم قد طلاك من أرسلك لنا بألوان قوس قزح فازددت بريقا ولمعانا ولكن سرعان ما زال عنك الطلاء الزائف وظهرت على حقيقتك أفعى رقطاء ملتوية ذات رأسين تلدغ هنا وهناك تبغي نشر السم وخراب الأوطان يا ربيع الشؤم قد رفعت شعارك لا دولة بعد اليوم فحققت ما أردت فلا تفرح فان الربيع أقصر فصول السنة وسيأتي بعده الصيف وصيفنا حار يبخر الأنهار والبحار وسيبخرك حتما لازما ولا يبقي لك ذكرا أو أثرا أو أسما زائفا مستعارا .

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hassan:

    الفقر أصاب معظم الطبقات الإجتماعية فيما يسمى “الربيع” العربي. والفقر ليس عيبا وإنما أن تكون البلاد مرتعا للمافيا العالمية والمحلية وكل يحاول حبس المال
    عنده دون سواه للسيطرة الداخلية والخارجية على البلد فتلك هي الفوضى بعينها.
    الشرعية غريبة نوعا ما على من نالها وعلى من حرم منها فكانت سببا في الفرقة بين أبناء الوطن الواحد لا لشيء إلا للوصول إلى الحكم للعربدة والتسلط ما يدل على أنه لا وجود لما يسمى ربيع تتلاقح العقول فيه من أجل محاربة مظاهر التخلف. ربيع أهله عجزوا عن رفع قمامتهم وتنظيمها وفق المواصفات لا يعتبر ربيعا. تلك عينة بسيطة وعظيمة في آن واحد من الربيع العربي ما يدل على أن الكل يريد المال وليس غير المال فعظمت تعاسة الجميع لقول النبي تعس عبد الدينار وعبد الدرهم. فهلا أفاق الربيع واستفاق هو وأهله؟

    1. يقول عقيل حامد:

      صدقت والله الكل يتصارع من أجل النفوذ والمال والشعوب وحدها هي الضحية.
      فلا ربيع ولا ثمار وإنما هناك الهلاك والدمار.

  2. يقول ناصح للغافلين والواهمين:

    ها قد مضت عشر سنوات تقريبا على الربيع العربي وزلل الربيع وانتهى وذهب وانقضى ولم نرى دولة قائمة في الدول التي شهدت الربيع المشئوم فلا دولة قائمة ولا دماء مصانة ولا أموال وبنى تحتية قائمة فأين الربيع واين رجال الدولة؟؟؟؟؟!!!!!

إشترك في قائمتنا البريدية