الرياضة لا يمكن أن تبتعد عن السياسة!

حجم الخط
12

عادت أحداث عديدة مرتبطة بالرياضة، مؤخرا، تذكيرنا مجددا بقوّة تأثير السياسة عليها، وهو أمر تحاول الجهات الرياضية، على مستويات العالم والبطولات بين الأمم، وحتى في الساحات المحلّية، إنكاره أحيانا، أو الاعتراف به ومعالجة آثاره السيئة على حيثيات التنافس الرياضيّ.
إضافة إلى المشاكل العديدة التي رافقت تأجيله، فقد حفل أولمبياد طوكيو الذي افتتح أمس بعد تأخير طال سنة، بعدد من الإشكاليات ذات الطابع السياسي كان آخرها إقالة مدير الحفل الفني للافتتاح على خلفية تعليقات كوميدية ألقاها عام 1998 حول «الهولوكوست» واستقالة ملحن لفقرة موسيقية بعد كشف مقابلة قديمة له أقر فيها بممارسة التنمر على المعاقين، وكان المدير الفني لحفلي افتتاح وختام الألعاب الأولمبية قد استقال أيضا قبل أشهر على خلفية تعليقات مهينة للنساء، كما استقال الرئيس السابق للجنة المنظمة بعد تعليقات مناهضة للنساء.
شكّلت المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية، بين إنكلترا وإيطاليا، أيضا، رافعة لارتفاع منسوب العنصريّة بعد اساءات جسيمة طالت ثلاثة لاعبين سود من المنتخب الإنكليزي حيث اعتبر أنصار الفريق من البيض أن أولئك اللاعبين مسؤولون عن خسارة فريق بلادهم، وقد استثمرت تيارات اليمين المتطرّف العنصري هذه المشاعر وساهمت في تأجيج حملة الكراهية ضد السود والأقليات، كما لو أن اللاعبين تقصدوا إفشال منتخب بلادهم، أو أن لون بشرتهم هو سبب تلك النتيجة.
وكما أعطت بعض تيارات اليمين المتطرّف البريطانية طابعا سياسيا لهذه النتيجة الرياضية، فإن كتابا وهواة رياضة وناشطين أعربوا عن مواقف ذات طابع سياسي أيضا نحو هذا الحدث، حيث أشاد البعض بالنتيجة من مبدأ أن نجاح الفريق الإنكليزي كان سيعتبر نجاحا لدعاة الانفصال عن أوروبا، وتتويجا لخطّة «البريكزيت» التي قادها رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون، وشركاه من اليمين المعادي لأوروبا، وكذلك للأقليات عموما، كما هو حال نايجل فراج، الزعيم السياسي اليميني الذي لعب دورا كبيرا في نجاح قرار الانفصال.
إحدى الظواهر الرياضية التي ستظل لفترة طويلة مجالا للنزاع والتداعيات السياسية في العالم هي حركة الجلوس على الركبة التي يقوم بها الرياضيون للتعبير عن تضامنهم مع حركة «حياة السود مهمّة». بهذه الحركة التي ابتكرها رياضيون للتعبير عن تضامنهم مع السود بعد حادثة مقتل جورج فلويد الشهيرة على يد الشرطة الأمريكية.
أثارت تلك الحركة غضب التيارات العنصريّة، وكان لافتا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حاول لعب دور «كاسري الإضرابات» بتصريحاته العلنية ضد أولئك الرياضيين ومحاولة منعهم من القيام بتلك الحركة، وقد شهدنا بعد ذلك ردود فعل مشابهة من قبل الاتجاهات السياسية اليمينية والشعبوية التي تدلّ على عمق أثر العنصرية وضراوة المنافحين عنها، من أنصار ترامب العالميين، كحال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي أعرب صراحة عن تأييده لإشارات العنصرية التي يقوم بها أنصار منتخب بلاده كلما قام أعضاء ناد آخر بحركة التضامن مع السود.
تزيح هذه الوقائع أسطورة انفصال الرياضة عن السياسة، وتؤكد أن الرياضة هي جزء من النضال السياسي العامّ، وبعد عقود كانت التيارات السلطوية والشعبوية واليمينية تستخدم الرياضة لتثبيت أركان العنصرية والتمايزات الجندرية قرّر رياضيون كثر أخذ المبادرة والرد على أعداء الرياضة والشعوب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    يجب فصل الرياضة عن السياسة!
    ولكن:
    لا يجب فصل الرياضة عن الإنسانية!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح //الأردن:

    *يجب فصل (الرياضة) عن (السياسة).
    *الأولى : تعني الأخلاق والتسلية البريئة.. والمنافسة الشريفة.
    *الثانيه : تعني الكذب والنفاق والدجل ع الناس..

  3. يقول الشاهد:

    (حيث أشاد البعض بالنتيجة من مبدأ أن نجاح الفريق الإنكليزي كان سيعتبر نجاحا لدعاة الانفصال عن أوروبا، وتتويجا لخطّة «البريكزيت» Brexit التي قادها رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون، وشركاه من اليمين المعادي لأوروبا) انتهى
    حقيقة، غير صحيح هذا الكلام، خاصة القول بأن اليمين البريطاني معاد لأوروبا: إذا كانت هناك معاداة بالفعل فإنها مكنونة إزاء اليسار الأوروبي بالدرجة الأولى (ناهيك عن أقصى اليسار)… أما فيما يخص اليمين الأوروبي عموما فليس هناك معاداة تُذكر – حاولوا أن تكونوا دقيقين في تعابيركم !!!

    1. يقول نعيمة الحسن - أسيوط:

      تحية شكر وتقدير للأخ الكريم الشاهد وجازاك الله كل الخير على محاسن التقويم والإرشاد إلى الاحتذاء بالتفكير القويم

  4. يقول بلحرمة محمدالمغرب:

    كل شيء له صلة بالسياسة ويبتعد عن الحقيقة والصواب كل من ينفي دلك فهناك السياسات العسكرية وهناك السياسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية والتعليمية ومنها ايضا السياسات الرياضية فالرياضة كانت دائما مرتبطة بالسياسة كباقي النواحي الاخرى وقد تابعنا فصولا كثيرة ابان الخلافات بين الدول خاصة الكبرى حيث حدثت العديد من المقاطعات بين الخصوم في المنافسات الدولية وقد سمعنا مؤخرا عن اقالة مدير الحفل الفني للافتتاح على خلفية تعليقات كوميدية حول – الهولوكوست – فيخطئ جدا او يتجاهل او يتلاعب كل من ينفي صلة الرياضة بالسياسات الدولية وخاصة بين القوى الكبرى.

  5. يقول S.S.Abdullah:

    لكل موضوع هناك مليون زاوية وزاوية، ولكن لمعرفة ما الفرق بين الفلسفة والحكمة، ولماذا؟!

    فمثلاً، من يأتي على باله صياغة عنوان (من هم مؤلفو القرآن؟) هل يؤمن بوجود خالق؟!

    أو يأتي على باله صياغة عنوان (مواسم اغتيال الرؤساء!) هل يُريد عمل إنقلاب ضد النظام الملكي لتحويله إلى النظام الجمهوري أو العكس؟!

    هو أول ما خطر لي عند قراءة عنوان (الرياضة لا يمكن أن تبتعد عن السياسة!) والأهم هو لماذا جمهورية روسيا الإتحادية، لم تحضر إلى أولمبياد طوكيو 2020، تحت العلم والاسم الخاص بها، مثل (فلسطين)، أو حتى (البدون)؟!

    مناهج التعليم التي أساس المنهج فيها الفلسفة، فمن المنطقي سيفهم المنافسة على أنها صراع أو حرب، أي سيعمل لا إرادياً على قتل أو اغتيال أو إيجاد بديل لمن يقف في طريق تحقيق مصالحه (بالانتخابات)،

    ولكن لو كانت مناهج التعليم الأساس فيها الحكمة أو اللغة والترجمة، وليس فلسفة التأويل حسب مزاجه ورغبته،

    بلا منطق أو موضوعية أو حتى ضمير إنسان حي، يستطيع التمييز بين ما هو الحلال، وما هو الحرام، وما هو الغش/الفساد/ التعدّي/التقصير،

  6. يقول S.S.Abdullah:

    أي لا يمكن أن تكون الغاية تُبرّر الوسيلة في قتل الإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمنتجات الانسانية بالذات، داخل الدولة أو خارجها، من أجل سعادة ورفاهية النخب التي في يدها السلطة والحكم؟!

    المنافسة في السوق، لا يمكن أن تكون نفس المنافسة في الحرب، ومن يقول بذلك مجنون أو غير عاقل بمفهوم الانسانية،

    التي منعت وسائل الثنائي (بوتين-ميدفيدف) في الغش، باستخدام أدوية ومنشطات، تضر بالإنسان، من أجل الفوز في السباق الرياضي، لرفع اسهم العرق الروسي،

    بحجة هو الأفضل في كل شيء، مثله مثل عقلية الثنائي الألماني (هتلر-جوبلز)، كتطبيق عملي لمعنى (ثقافة الأنا)، أليس كذلك؟!

    ومن هنا أهمية العمل على الوصول إلى سوق صالح (الحلال)، داخل نظام الأمم المتحدة، بالذات في سياق عصر كورونا أو (إقتصاد الحياة عن بُعد).??
    ??????

  7. يقول مجتهد:

    وأي شيء يقدر يبتعد عن السياسة؟ الساية تتدخل في كل شؤون حياتنا الرياضية والثقافية والدينية والإجتماعية والتعليمية بل والسياسية. نحن نتفس سياسة ونأكل سياسة ونشرب سياسة بل موتنا وحياتنا سياسة. فمحال فصل السياسة عن أي شأن من شؤون الحياة.

  8. يقول Ian P. Mclelan:

    Wgen you read George Orwell essay on competitive sports his conclusion that s sport is an expression of nationalism , like a form of war, but not friendship camaraderie

  9. يقول Abed yahoo:

    يقاطع الرياضيون الجزائريون المنافسات عند مواجهتهم لرياضيين صهاينة في مختلف التظاهرات الرياضية الدولية و هذا موقف سياسي و إنساني مشرف و نعتز به .

  10. يقول ابكر عبد الشافع:

    لايجوز فصل السياسة عن الرياضة،المجتمع هي عبارة عن وحدة متكاملة،اذا حدث اي تغيير في احد اجزائه اكيد ذلك يعكس اثر على باقي مكونات المنظومة الاجتماعية.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية