المشهد الإقليمي بالغ التأزم بدلالة هذه المعطيات:- «إسرائيل» قصفت بصواريخها موقعاً عسكرياً قرب دمشق ذهب ضحيته شهيداً لحزب الله.
– سبق لقائد المقاومة السيد حسن نصرالله أن أعلن قبل أشهر تصميم المقاومة على الردّ في حال خرقت «إسرائيل» قواعد الاشتباك، وتسبّبت في استشهاد مجاهدين لحزب الله، سواء في لبنان أو سوريا أو أيّ مكان آخر.
– نصرالله أكّد أن الرد «لن يكون بالضرورة في مزارع شبعا المحتلة، إنما في لبنان».
– تجدّد الجدل بعد العدوان الإسرائيلي الأخير حول عبارة «الرد سيكون في لبنان.» بعض الخبراء العسكريين قال إنه سيكون حصراً داخل الأراضي اللبنانية. بعضهم الآخر استبعد ذلك وشدّد على أنه سيكون من لبنان، وفي أي مكان تحتله «إسرائيل» في لبنان أو سوريا أو فلسطين.
– أعقب العدوان تحرش مقاتلات أمريكية بطائرة ركاب مدنية إيرانية فوق منطقة التنف السورية المحتلة، فاضطرت إلى الهبوط سريعاً إلى مستوى أدنى ما ألحق اضراراً بدنية بركابها قبل هبوطها بأمان في مطار بيروت الدولي.
– إيران استهجنت التحرش العدواني الأمريكي، وتوعّدت بالرد في المكان والزمان المناسبين، كما صدر عن قيادة محور المقاومة تهديد بالردّ على أي اعتداء يستهدف أحد أطرافه.
– توقعت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وتحسّبت لردٍّ أكيد من حزب الله، فنشرت قوات برية إضافية على طول الحدود مع لبنان، وأخلت دونما ضجة بعض المستوطنات الحدودية، وقلّصت المجال الجوي في شمال الكيان إلى 6 كيلومترات، بدعوى تسهيل كشف التهديدات المرتقبة ضدها من لبنان.
– رئيس الحكومة نتنياهو أمر وزراءه بعدم التعليق على مسألة العدوان، وكيف يمكن أن يكون شكل الردّ من حزب الله، منعاً لأي إحراج لأطراف الصراع.
– الولايات المتحدة حرّكت حاملة طائراتها ايزنهاور مع 12 مدمرة إلى المياه اليونانية بدعوى إجراء تدريبات مع القوات الجوية اليونانية، بعدما ألغت مناورة «النجم الساطع» المقررة مع البحرية المصرية. كما حرّكت حاملة الطائرات نيميتز إلى شرق المتوسط بحسب ما سرّبته «إسرائيل».
– رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارك ميلي، سارع إلى «إسرائيل» للاجتماع إلى نتنياهو وقادته العسكريين في قاعدة نفاتيم الجوية، لتدارس «خطر إيران والوضع المتأزم في الإقليم».
في ضوء هذا الوضع المتأزم ينهض سؤال متعدد الأبعاد ومقلق لجميع أطراف الصراع في غرب آسيا: أين سيكون ردّ حزب الله؟ وهل سيكون ردّه متناسباً مع حجم الاعتداء الإسرائيلي الأخير قرب دمشق؟ أم غير متناسب بالضرورة؟ وهل يمكن أن يعقب ردّ حزب الله ردٌّ اسرائيلي بدعم أمريكي قد يتطور إلى حرب واسعة؟ وفي حالةٍ كهذه، ماذا يمكن أن تكون التداعيات؟ الجواب عن هذا السؤال المتعدد الأبعاد ولّد بدوره اجتهادات وأسئلة متعددة من عدّة خبراء عسكريين ومراقبين متابعين.
هل يمكن أن يعقب ردّ حزب الله ردٌّ اسرائيلي بدعم أمريكي قد يتطور إلى حرب واسعة؟
في موضوع المكان المستهدف بالردّ رأى بعضُ الخبراء والمراقبين انه سيكون في منطقة الجليل المحتلة، حيث لـِ»اسرائيل» عدّة مستوطنات وقواعد عسكرية ومرافق اقتصادية يسهل على المقاومة استهدافها من لبنان، مع التحوّط لردة فعل العدو. البعض الآخر لم يستبعد أن يكون منطلق ردّ المقاومة من سوريا، حيث لحزب الله وجود وقدرات، وأن يكون الموقع المستهدف في الجولان السوري المحتل، حيث للعدو مستوطنات ومرافق مهمة أيضاً. ويتساءل هؤلاء: لماذا لا يكون ردّ المقاومة من سوريا، وفي سوريا (المحتلة) ما دام العدو قد هاجم موقعاً في سورياً يحتضن مجاهدين لحزب الله؟ في موضوع هل سيكون ردّ المقاومة متناسباً أو غير متناسب مع حجم الاعتداء الإسرائيلي الأخير قرب دمشق، انقسم الخبراء والمراقبون بين فريقٍ رجّح أن يكون الردّ متناسباً لحرص حزب الله على إلزام «إسرائيل» احترام قواعد الاشتباك، وفريق يدعو إلى أن يكون غير متناسب، وحجته أنه آن الأوان، إزاء تكرار الاعتداءات الإسرائيلية من جهة، وضرورة التحذير من مغبة التمادي في هذه السلوكية العدوانية من جهة أخرى، لتسديد ضربة غير متناسبة للعدو لحمله على الاتعاظ والانكفاء.
في موضوع هل يمكن أن يعقب ردّ حزب الله غير المتناسب على «اسرائيل» ردٌ من العدو مدعوم أمريكياً قد يتطوّر إلى حرب واسعة، يرجّح بعض الخبراء والمراقبين، أن يبقى الردّ الإسرائيلي متناسباً، وإن على قدْرٍ من الشدْة وذلك لانشغال «إسرائيل» حكومةً وجمهوراً، بأزمات وتحدّيات كثيرة ليس أقلها استشراء جائحة كورونا، وازدياد إغلاق القطاعات الاقتصادية، وتزايد نسبة البطالة إلى معدلات غير مسبوقة، واتساع رقعة التظاهرات ضد حكومة نتنياهو، بسبب تفاقم الضائقة المعيشية. البعض الآخر لا يستبعد البتة أن يتطور الردّ الإسرائيلي، عمداً أو نتيجةً لتفاعلات غير منظورة، إلى حرب واسعة يبتغيها كلٌ من نتنياهو وترامب، بفعل الشبق المستبّد بهما للبقاء في السلطة، ولظنّهما أن حرباً واسعة ستؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير إيران، وبالتالي تغيير وجهة استطلاعات الرأي في أمريكا المائلة حاليّاً لمصلحة جو بايدن، وتفادي إدانة نتنياهو بالرشوة وخيانة الأمانة في المحاكم الإسرائيلية.
هذا الفريق من الخبراء والمراقبين يلتقي مع فريق من أهل الرأي يعتقد أن ردّ المقاومة على العدو، يجب أن لا يكون غير متناسب فحسب، بل يقتضي اغتنام الفرصة أيضاً، إذا ما ركب العدو الصهيوأمريكي رأسه ووسع رقعة الحرب للردّ عليه بقسوة على مستوى الإقليم برمته، وبجبهة موحدة تضمّ جميع أطراف محور المقاومة، وتستهدفه بحربٍ متعددة الجبهات والمواقع والأبعاد بغية إلحاق تدميرٍ كارثي بالكيان الصهيوني، لا يقوى بعدها على النهوض.
هذا الخيار (أو وجهة النظر) يجدّ مسّوغاته الوازنة لدى الداعين إليه، عند استشراف تداعيات الحرب الواسعة التي يمكن أن تقع. ذلك أنهم يعتقدون أن الدمار الذي سيلحق بـ»اسرائيل» سكاناً وعمراناً وصناعةً ومرافقَ ومستوطنات ومواصلات وموانئ سيكون كارثياً، وبحجمٍ يفوق بأضعاف ما سيلحق بلبنان وسوريا وإيران وقطاع غزة والضفة الغربية من أضرار، لدرجة قد يحمل قادة العدو على تفاديه بالإحجام عن اعتماد خيار توسيع رقعة الحرب. متى تدقّ ساعة القرار؟ الكل في حال انتظار.
كاتب لبناني
الرد لن يكون إلا ضد اهلنا في سوريا ممثلا في البراميل المتفجرة والاغتيالات والتهجير.
اما العدو الصهيوني فله مقولة الرد في المكان والزمان المناسبين.
منذ اغتيال عماد عام ٢٠٠٨ في دمشق، وحسن نصر الله يهدد بانه سينتقم في الزمان والمكان المناسب !
إي شو عليه ننتظر شو ورانا
“وتفادي إدانة نتنياهو بالرشوة وخيانة الأمانة في المحاكم الإسرائيلية” هذا هو سر تفوق الكيان المحتل على جميع العرب اما الرد فالاولى ان ترد ايران فهي منذ حولي شهر تحت القصف و لم تجرا حتى على الاعتراف بالقصف حتى تتحنب تبعات الرد