السجال السياسي الإسرائيلي بعد عملية «طوفان الأقصى»

ارتفعت وتيرة السجالات في إسرائيل بين الأطياف المختلفة بشأن تداعيات عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي ، والتي كشفت هشاشة الأمن الإسرائيلي وأذرع إسرائيل العسكرية والاستخبارية.

هاجس الأمن

تركزت الهواجس الجامعة حول الانعكاسات المختلفة لعملية طوفان الأقصى على الساحة الإسرائيلية في كافة مناحي الحياة، وقد عزز المخاوف تخلخل عنصر الأمن الذي يعتبر الركيزة الأهم للاقتصاد والهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة، والاستمرار في بناء جيش قوي لحماية منجزات إسرائيل من جهة، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية من جهة أخرى.
لقد اتسعت حالة الارتباك والخوف لدى شريحة كبيرة من الإسرائيليين، وهي الحالة التي عبر عنها في الدعوات لمنح تراخيص حمل السلاح لمواجهة عمليات الشبان الفلسطينيين، كما عكس ارتفاع هذه الطلبات والدعوات لذلك من قبل قيادات وأحزاب إسرائيلية، وقد لبى بن غفير تلك النداءات، ليرتفع منسوب تقتيل الفلسطينيين في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية بما فيها القدس من قبل الجيش الإسرائيلي وقطعان المستوطنين على حد سواء، جنباً الى جنب مع استمرار مجازر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة على مدار الساعة؛ واللافت أن عنصر الأمن هو القاسم المشترك الأعظم لكافة الأطياف السياسية في إسرائيل بغض النظر عن مسمياتها وتوصيفها وكذلك للتجمع الاستعماري الصهيوني بشكل عام.

تهجير الفلسطينيين

ارتفعت وتيرة السجالات في الساحة السياسية الإسرائيلية منذ تشرين الأول /أكتوبر المنصرم، حيث يسعى كل حزب أو حركة إلى كسب الرأي العام، وهناك إجماع إسرائيلي داخل التجمع الاستعماري، وكذلك بين المستويين العسكري والسياسي لإعادة هيبة الجيش الإسرائيلي التي توضحت أنها أكذوبة بعد نجاح عملية طوفان الأقصى في غلاف غزة، ورغم إفصاح نتنياهو عن أهداف العدوان على غزة، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق سوى قتل آلاف من المدنيين في قطاع غزة جلهم من الأطفال والنساء ، فضلاً عن التدمير الممنهج للبنى التحتية.
والأخطر أن هناك مخططا مستمرا لتهجير عدد كبير من أهالي غزة باتجاه شمال سيناء المصرية، وقد يكون الهدف الأكبر لهجوم إسرائيلي قريب وواسع على مدينة رفح، رغم الدعوات الدولية إلى عدم شن الهجوم الإسرائيلي الذي يصر عليه نتنياهو والمجلس العسكري وتوافقه في ذلك نسبة وشريحة إسرائيلية وازنة، رغم الحديث المتكرر حول ضرورة الحفاظ على حياة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

الحقد المستفحل

لم يكن هذا الحقد المنتشر في المجتمع الاستعماري بشكل شاسع وليد لحظة بعد عملية طوفان الأقصى، بل تجمع الدراسات والبحوث بشأن المناهج التعليمية في إسرائيل على أنها تعلم الحقد والكراهية، فقد نشر الباحث الإسرائيلي إيلي بوديا قبل عدة سنوات دراسة حول كتب مناهج التاريخ في مدارس إسرائيل تحت عنوان “الصراع الإسرائيلي” في كتب التاريخ الدراسية العبرية، حيث استنتج أن هذه المناهج تساهم في استمرار الصراع العربي الإسرائيلي، وفي تعثر صنع معاهدات سلام مع الفلسطينيين، ويصف المناهج أنها مشوهة بفكر صهيوني متطرف يربي كراهية وحقدا ضد العرب بشكل عام وضد الفلسطينيين بشكل خاص، حيث يجردهم من إنسانيتهم ويصفهم بالتوحش والعنف والإرهاب والتأخر والإجرام والقذارة والحيوانية، وقد أكد ذلك في الآونة الأخيرة قادة وحاخامات إسرائيليون من خلال تصريحات بالصوت والصورة.

كاتب فلسطيني مقيم في هولندا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية