السعودية ترجئ الإعلان عن مخصصات غاز البترول المسال للشهر المقبل بعد الهجمات

حجم الخط
0

سنغافورة/ سول- رويترز: قالت ثلاثة مصادر إن «أرامكو» السعودية سترجئ إعلان تخصيص شحنات غاز البترول المسال لشهر أكتوبر تشرين الأول إلى 18 سبتمبر أيلول بدلا من 16 سبتمبر أيلول عقب هجمات على منشأتي نفط في المملكة.
وتعاني آسيا من عجز هيكلي في غاز البترول المسال، الذي يتألف في الأساس من البيوتان والبروبان، وتحتل الصين واليابان وكوريا الجنوبية المراكز الثلاثة الأولى بين المستوردين.
وتعتمد الصين بشدة على إمدادات الشرق الأوسط بعد أن تخلى المشترون عن الشحنات الأمريكية بسبب الرسوم المفروضة علي بكين. لكن أسعار غاز البترول المسال تراجعت في الاشهر الأخيرة بسبب الإمدادات الكبيرة، وحلّت الولايات المتحدة محل الشرق الأوسط كأكبر مورد لغاز البترول المسال لكوريا الجنوبية قبل أكثر من عامين.
وأظهرت بيانات من شركة النفط الوطنية الكورية الجنوبية أن كوريا الجنوبية استوردت 49.2 مليون برميل من غاز البترول المسال في أول سبعة أشهر من العام. وشكل غاز البترول المسال الأمريكي 91.4 بالمئة من إجمالي ورادات كوريا الجنوبية، أو 44.9 مليون برميل مقابل حصة السوق السعودية البالغة 1.4 بالمئة.

«أرامكو»: سنفي بالتزاماتنا في آسيا مع تعديلات

لكن المشترين يشعرون بالقلق من أن «أرامكو» السعودية قد ترفع أسعار غاز البترول المسال.
وتعد «أرامكو» السعودية التي صدرت نحو 9.2 مليون طن من غاز البترول المسال في 2018، ثاني أكبر مورد في الشرق الأوسط بعد قطر التي صدرت ما يزيد قليلا عن عشرة ملايين طن العام الماضي حسب بيانات إف.جي.إي.

السعودية ستفي بوعودها

وفي ما يتعلق بالنفط، أخطرت «أرامكو» السعودية ما لا يقل عن ست شركات تكرير في آسيا بأنها ستورد كامل الكميات المخصصة لها من النفط الخام في أكتوبر/ تشرين الأول، رغم أن شركة واحدة على الأقل أُبلغت بتبديل جزئي لدرجة الخام.
وتقول السعودية إنها ستكون قادرة على الوفاء بطلب العملاء من مخزونها الوفير. لكن هذا أول مؤشر على أن إمداداتها لأكبر المستهلكين في آسيا، الذين يستهلكون أكثر من سبعين في المئة من إجمالي صادرات النفط السعودية، ستظل مستقرة بشكل كبير.
وقالت ثلاثة مصادر في القطاع إن ثلاث شركات تكرير حكومية هندية، وهي مؤسسة النفط الهندية، وبهارات بتروليوم، ومانغالور للتكرير والبتروكيميائيات، ستتلقى كامل الكميات المخصصة من النفط الخام من السعودية لشهر أكتوبر تشرين الأول.
وقال أحد المصادر، والذي رفض نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، إن «أرامكو» أخطرت مؤسسة النفط الهندية بأنها ستعطيها بعض الكميات من مزيج الخام العربي.
ويشير هذا إلى أن السعودية تعرض الخام الثقيل بدلا من الخفيف إذ أن المزيج العربي يجمع بين الخامين الخفيف والثقيل.
وقال رئيس المصافي في شركة بهارات بتروليوم، آر. راماتشاندران، إن الشركة ستحصل على كامل الكميات من «أرامكو» لشهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول دون أي تغيير في درجة الخام.
وقالت شركتا تكرير في الصين وتايوان أيضا إن «أرامكو» السعودية أخطرتهما بأنه لن يكون هناك تغيير على جدول التحميل في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول.
وقال أحد المصادر:» السعودية أكدت (لنا) أن مصفاتنا ستتلقى شحناتها المطلوبة بالكامل في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول). لم يُطلب منا التبديل أو الإرجاء».

تأجيل في شحنات «بتروتشاينا»

في المقابل، قال مصدر صيني حكومي كبير بقطاع النفط إن «أرامكو» أخطرت بتروتشاينا، أحد المصافي الحكومية في الصين التي تشتري الخام السعودي بعقود طويلة الأجل، أمس الثلاثاء بأن بعض شحنات من الخام الخفيف لشهر أكتوبر/ تشرين الأول ستتأجل لمدة تصل إلى عشرة أيام تقريبا. لكن المصدر قال إن شركة النفط الحكومية السعودية ستظل تورد نفس أنواع الخام والكميات المطلوبة لمخصصات ذاك الشهر.
وأضاف المصدر أن شركة التكرير الحكومية الصينية أُبلغت أيضا بأن شحنات سبتمبر أيلول من الخام الخفيف ستُستبدل بخام أثقل دون تغيير في الكميات أو تأجيل.
وقال إن مواعيد التحميل والكميات الخاصة «بشحنات سبتمبر /أيلول، وشيكة للغاية بما لا يتيح تعديلها، إذ أن «أرامكو» ربما ما زالت تقيم الأضرار التي لحقت بمنشأتيها».
وتعد بتروتشاينا والصين أكبر عميل للخام السعودي، وتستأثر بربع صادرات المملكة، والمشتري المهيمن هو شركة تشاينا بتروليوم آند كيميكال كورب (سينوبك).
وفي السوق الآسيوية، فإن شركات التكرير في اليابان وكوريا الجنوبية والهند وتايلاند هي أهم المشترين للخام العربي الخفيف والعربي الخفيف جدا من السعودية، حسب أحد المصادر.
قال نائب وزير الاقتصاد والمالية الكوري الجنوبي كيم يونج-بوم، أمس الثلاثاء، إن الحكومة ستبحث استخدام احتياطياتها الاستراتيجية من النفط في حال تعطل إمداداته، مضيفا خلال اجتماع مع المعنين بقطاع الطاقة في كوريا الجنوبية أن «الحكومة ستتخذ بسرعة تدابير لتحقيق الاستقرار في العرض والطلب في حال تعطل إمدادات النفط.». ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن نائب الوزير كيم القول إن كوريا الجنوبية ستسعى إلى تأمين مصادر بديلة لواردات النفط بالتشاور الوثيق مع مصافي التكرير المحلية، إذا لزم الأمر. وصرح كيم بأن الحكومة ستراقب عن كثب أسعار النفط لأن هناك احتمال أن يستمر الوضع بسبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
أما في اليابان، فقال مسؤولون من مصافي «جيه.إكس.تي.جي هولدنغز» و«إدميتسو كوسان» و«كوزمو إنرجي هولدنجز» اليابانية إنهم يجمعون معلومات لكنهم رفضوا التعليق أكثر علي إمدادات النفط السعودية أو إمدادات بديلة. وقال وزير النفط الهندي، دارمندرا برادان، أمس الثلاثاء إن الهند تدرس زيادة واردات النفط من روسيا. كما قال برادان، الذي اجتمع مع إيغور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية الكبيرة روسنفت، إن أربع شركات هندية أيضا تخطط لزيادة الاستثمار في حقول نفط روسية وفقا لما نقلته وكالة إيه.إن.آي على موقع «تويتر».
في المقابل، قال مصدر لوكالة «رويترز» الثلاثاء إن «أرامكو» السعودية عرضت على مؤسسة النفط الهندية الخام العربي الثقيل بدلا من الخام العربي الخفيف. وأفاد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه بأن مؤسسة النفط الهندية ستتلقى كامل الكميات المخصصة لها من «أرامكو» السعودية في سبتمبر أيلول وأكتوبر تشرين الأول.
واشار مسؤول كبير في بنغلادش بتروليوم المملوكة للدولة، إنها ستتلقى كامل الكمية المخصصة لأكتوبر/ تشرين الأول. وقال المسؤول «بالأمس، أجرينا مناقشة بشأن الشحنة المقبلة وطمأنونا أنه لن يكون هناك أي تأجيل».
ومن المقرر تحميل حوالي مئة ألف طن من الخام العربي الخفيف في الثامن والعشرين من سبتمبر أيلول. وتستورد «بنغلادش بتروليوم»، 700 ألف طن من الخام العربي الخفيف من «أرامكو» السعودية سنويا لمصفاتها الوحيدة.
وقال مصدران تجاريان إنه بينما بمقدور شركات التكرير إيجاد مصادر لدرجات بديلة من الخام من الولايات المتحدة وغرب أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، حال حدوث اضطرابات في الإمدادات، فإنه من المتوقع ارتفاع العلاوات الفورية للخام الخفيف. وقال مصدر تجاري: «المكثفات الأثقل والدرجات المتوسطة الغنية بنواتج التقطير مثل مكثفات الحقول المزالة الرائحة يمكن أيضا استخدامها كبديل للخام الخفيف إذا أصبح الخام الخفيف باهظ التكلفة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية