رغم أن أخبار الإعدامات في بلدان مثل السعودية وإيران وباكستان والصين تتكرر تكرارا شبه روتيني، ورغم أن الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها جمال خاشقجي رحمه الله لم تترك مجالا لاستغراب أي جرائم أخرى قد تأتي من المصدر ذاته، فإن خبر اعتزام الرياض إعدام سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري مثير للدهشة والحيرة. إذ إن التهم الموجهة لهؤلاء الأشخاص المعروفين لا يقبلها عقل، ولهذا أتى في أحد عناوين الصحف البريطانية أن «السعودية تعتزم تنفيذ إعدام ثلاثي بعد رمضان على كاتب معتدل، ومذيع تلفزيوني وعالم دين بتهم إرهاب غريبة شاذة!
إلا أن ما يبدو لبقية البشرية شذوذا قد يبدو عين العقل والحكمة بالنسبة للقيادة السعودية الجديدة. ومن هو أخبر بطريقة تفكيرها من جمال خاشقجي؟ فقد نقل موقع «ميدل ايست آي» أنه قال، قبل يومين فقط من مقتله، إنهم «سوف يعدمون سلمان العودة ليس لأنه متطرف، بل لأنه معتدل! لهذا يرون أنه خطر عليهم». أي أن اعتدال سلمان العودة وتعقله ووسطيته هي مصدر خطره وخطورته!!!
وتفسير قرار إعدام الرجال الثلاثة بعد رمضان، حسب مصادر «ميدل ايست آي»، هو أن السلطات السعودية أعدمت في نيسان/ابريل 37 سعوديا، معظمهم من الشيعة، وأنه لمّا تبيّن لها أن هذه الإعدامات لم تستثر أي رد فعل دولي، خصوصا على مستوى رؤساء الحكومات والدول، فإنها قررت المضي دون حرج في عزمها المبيّت على إعدام العودة والقرني والعمري. كما أن التوتر السائد في الخليج حاليا ومحاباة واشنطن للرياض قد شجعاها على الإقدام، لأنها قدّرت أنها ستكون بمنجى من الانتقاد، وحتى من الانتباه.
التجارب النضالية أثبتت أن أصحاب المبادئ هم دائما أحرار في جميع الأحوال، بل إن السجناء منهم غالبا ما يكونون أكثر حرية من سجانيهم وجلاديهم
الأكيد إذن أن العد العكسي لارتكاب الجريمة قد بدأ. ذلك أن قتل العلماء والمفكرين (بحيلة «قانونية» اسمها حكم الإعدام) هو جريمة من مخلفات عصور الظلام. لهذا فقد صار من واجب المنظمات الحقوقية والديمقراطيات الليبرالية المسارعة إلى محاولة إنقاذ حياة هؤلاء المعتقلين الذين لم يفعلوا شيئا سوى التعبير السلمي عن آرائهم، والذين لم يكن لهم من سلاح أبدا سوى الكلمة. فليس هؤلاء دعاة عنف وفتنة، وإنما هم سجناء رأي وضمير. بل إن المؤسي أن الشيخ سلمان العودة لم يبلغ به الأمر حتى درجة التعبير عن الرأي. إذ إن حكم الاعتقال التعسفي ضده في ايلول/سبتمبر 2017 قد وقع بعد أن دعا الله عز وجل أن يؤلف بين قلوب حكام قطر والسعودية، حيث كتب على تويتر: «ربنا لك الحمد، لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم». أي أن الرجل لم يعتقل بسبب رأي، بل بسبب دعاء إلى الله!
وقد تحرك الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وناشد العالم «بذل كل الجهود لمنع تنفيذ حكم الإعدام في حق المظلومين»، وقال إن «إعدام وقتل العلماء الربانيين (..) جريمة كبرى تستحق غضب الله تعالى»، ودعا «المجتمع السعودي بجميع مكوناته وعلمائه ومفكريه وإعلامه إلى تحمل مسؤولياتهم في سبيل منع إعدام العلماء الربانيين المصلحين».
على أني أرى، إضافة إلى ذلك، أن الوضع يستوجب من جميع المثقفين الإسلاميين أن يقولوا كلمة حق بصفتهم الشخصية. ولعل من أقدرهم على أداء هذا الواجب الأستاذ راشد الغنوشي. لأسباب عديدة. منها أنه على صلة طيبة بالمسؤولين السعوديين، وأن الملك سلمان استقبله عام 2016. كما أنه وجه للملك، فور اندلاع أزمة الحصار، نداء بأن «يجمع كل أبنائه في الخليج مجددا على طريق واحد وعلى سمت الأخوة والتعاون».
السبب الآخر أن بين الغنوشي وسلمان العودة تقديرا متبادلا، حيث أذكر أني رأيتهما معا عندما شهدت في لندن عام 2007 ندوة عن «الإسلام وحرية التعبير» نظمها ناشطون من حركة النهضة (التي كانت آنذاك محظورة مضطهدة وكان المنتمون إليها موزعين بين السجون والمنافي)، وأنهما قد بديا متوادّين متناغمين. ومما أذكر أن من المعاني التي أكدا عليها، كلاهما، أن التجارب النضالية أثبتت أن أصحاب المبادئ هم دائما أحرار في جميع الأحوال، بل إن السجناء منهم غالبا ما يكونون أكثر حرية من سجانيهم وجلاديهم.
كاتب تونسي
*لو تم فعلا (الإعدام ) لا أقول سوى
قاتل الله من (خطط ونفذ وأمر ) بها.
*(على الباغي تدور الدوائر ).
يارب يا الله تفك اسرهم لعلماء الاسلام وترجعهم لبيوتهم واطفالهم سالمين يااا الله
مع كل المحبة و المودة و الاحترام للأستاذ مالك التريكي الذي اكن له و لمقالاته تقديراً كبيراً، الا انه في هذا المقال و ربما لأن الأمر لا يستوعبه انسان يحمل عقلاً في جمجته فأنه ناشد من لا يدرك من أمره شيئاً
الملك سلمان لو كان يدرك من أمره شيئاً او انه بنصف قواه العقلية لما جرى كل ما جرى منذ تعيين ابنه ولياً أولاً للعهد بعد أن انتزع المنصب بطريقة كوميدية سوداء
.
فهذا الغر الذي يحكم بكل هذا التهور و الصبيانية و الاجرام، لا يمكن لعاقل في الموقع الأول و قد بلغ من العمر عتيا، و بكامل قواه العقلية بل بنصفها كما ذكرت أن يسمح بما يجري و تحسب عليه و على عهده.
.
هذا الرجل عبارة عن خيال مآتة خارج عن الخدمة و عبارة عن واجهة لتلبيسه كل نقيصه
هو يملك و لا يحكم و يتكلم و لا يقول و يلقن فيأمر
و ربما لو جاء الغنوشي ليزوره، لاتحتاج لمستشاريه حتى يعرفوه به.
صحيح أن السعودية قامت وتقوم بأشياء رهيبة ضد الانسانية، لكنها وبكل المقاييس أفضل من إيران، فقد أعدمت إيران العام الماضي أكثر من ٩٠ شخصاً منهم عدد كبير ممن ظلوا في السجون سنين حتى بلغوا الثامنة عشرة، وأعدم عرب وبلوش وأكراد كثيرون لا لأنهم قاموا بشيء إجرامي، بل لأنهم عرب او سنة، وبشكل عام يعيش الشيعة في السعودية في بحبوحة من الرفاهية لا يعرف عنها السنة ولا العرب ولا البلوش والأكراد شيئاً، لا بل منع أهل بلوشستان السنة من جلب المواد الغذائية من باقي مدن إيران، وجوعوا وهم أكثر من ٣ ملايين حتى أصيب أطفالهم بالتقزم وعرضوهم للتبني. كلا النظامين في ايران والسعودية فاسد، لكن الوضع في السعودية أهون مئة بالمئة، فعلى من يكتب أن يكتب بإحاطة
السؤال المهم بعد إحالة مواطن أو أجنبي للقضاء بأية دولة: هل خالف المتهم قوانين سارية معلنة بتلك الدولة وثبت عليه بأدلة وقرائن وشهود فتم إحالته للقضاء؟ فإن توصل القضاء أنه خالف قوانين سارية معلنة بشكل قطعي وصدرت أحكام قضائية قطعية بتطبيق عقوبات نصت عليها القوانين بعد المرور بكل مراحل تقاضي فعندها يتحمل المتهم مسؤولية مخالفاته ويبقى مجال ندم وإعتذار وطلب عفو الحاكم لتخفيف عقوبة. فبدون قوانين تدخل الدول بفوضى ويتوالد أمراء بكل حي وقرية ويفرض كل منهم شريعة غاب تخصه، ولا عصمة لأحد ولا يغني تعدد جنسيات
الخلط بين الدين و السياسة هو سبب كل خراب فى الأرض …..1400 سنة من هذا الخلط أوصل الأمة الى الحضيض ….و لا مخرج فى الأفق ….قدر الأمة ….إما العسكر …إما الفقيه …..و الإثنان يقودان الى الوخم ….
العنوان معبر للغاية