السعودية ستتعامل مع الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها بالإجراءات الدولية وتضاعف التحذير من ‘الجهاد’ في سورية خشية تكرار تجربتي افغانستان والعراق

حجم الخط
1

الرياض ـ وكالات: أكد المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أنه سيتم إتباع الإجراءات المتعارف عليها دوليا للتعامل مع الجرائم الإلكترونية.
يأتي ذلك على خلفية الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له عدة مواقع لجهات أمنية ووزارات مهمة في السعودية.
ونقلت صحيفة ‘الاقتصادية’ امس الاحد عن اللواء التركي قوله إن ‘الهجوم شمل مواقع إلكترونية عامة لوزارات الخارجية والداخلية والمالية والعمل وهيئة حقوق الإنسان’.
وأضاف أن ‘حجب خدمات هذه المواقع استمر لأوقات مختلفة لم تتجاوز في أقصاها أربع ساعات لبعض المواقع’، موضحا أن ‘الهجوم تم من قبل مئات من العناوين الخارجية ومن دول مختلفة’.
وأوضح اللواء منصور التركي أن الإجراء القانوني الذي سيتم اعتماده في هذه الحالة هو اتباع الإجراءات المتعارف عليها ‘دوليا’ للتعامل مع الجرائم الإلكترونية.
وكان مصدر مسؤول في المركز الوطني للأمن الإلكتروني في وزارة الداخلية قد أوضح أن عددا من المواقع الحكومية الإلكترونية في السعودية ومن بينها موقع بوابة وزارة الداخلية الإلكترونية تعرضت خلال الأيام الماضية لهجمات إلكترونية منسقة ومتزامنة.
وأفاد بأن الجهات المختصة في المركز الوطني للأمن الإلكتروني باشرت مهامها للتحقيق في ذلك واتخاذ الإجراءات الضرورية واللازمة للتعامل مع تلك الهجمات الإلكترونية التخريبية والتقليل من تأثيرها على الخدمات الإلكترونية التي توفرها الجهات الحكومية للمواطنين والمقيمين.
من جهة اخرى تضاعف السلطات السعودية تحذيراتها من ‘التغرير بالشبان’ خشية تكرار تجربة العائدين من افغانستان والعراق، اثر تقارير حول شبان يقاتلون في سوريا حيث تعلن مواقع التواصل الاجتماعي مقتل العديد منهم.
وقد طالب الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخرا بتغليظ الاحكام بمن ‘يغررون بالشباب’.
وقال ‘سمعت مع الاسف ان هناك اشخاصا يلتقون بالشباب ويغررون بهم، وهذا الامر يجب ان يكون الحكم فيه ليس السجن فقط (…) لقد غرروا باطفالنا، فمنهم من قتل ومنهم من حبس’.
ولم يوضح الجهة او الدولة التي قصدها، لكن مراقبين تحدثوا عن شبان سعوديين يتوجهون الى سوريا للقتال هناك .
بدورها، تقدر مصادر دبلوماسية غربية أعداد السعوديين الذين يقاتلون في ‘ارض الجهاد’ الجديدة في سوريا بما لا يقل عن اربعة الاف.
وتتضمن مواقع التواصل الاجتماعي صفحات كثيرة لكتائب والوية منضوية في ‘الجيش السوري الحر’ واخرى موالية ل’جبهة النصرة’ تنعي فيها قتلاها منذ بداية الاقتتال في سوريا.
وهناك مئات الصفحات الخاصة ب’الجهاد’ في سوريا يتضمن بضعها نعي ‘شهداء’ سعوديين لا يتجاوز عددهم الثلاثين باسماء صريحة او اخرى مستعارة. اما المنابر الدعوية في المملكة وخصوصا تلك التي تتبع المنهج السروري (نسبة الى المفكر الاسلامي السوري احمد سرور) فانها تعمل على التعبئة غير المباشرة من خلال قصص وحكايات عن ‘ملائكة تقاتل في بلاد الشام’ وان الحرب هناك ‘ضد اهل السنة’. وهناك ايضا مقاطع فيديو لسعوديين لقوا مصرعهم في سوريا مثل احمد الصقري الذي قتل في حلب قبل فترة في حين يعرض يويتوب صور محمد سالم الحربي لحظة تشييعه واخر لشاب يافع يدعى بندر لحظة مقتله.
وتتضمن مقاطع اخرى لقطات لمجموعات سعودية تقاتل في سوريا.
من جهته، يقول خبير الحركات الاسلامية ستيفان لاكروا ان ‘القرار الرسمي للسلطات والمفتي بالنسبة للجهاد في العراق لم يمنع مئات الشبان من التوجه الى هناك العام 2003، واليوم يواجهون الاشكالية ذاتها حيال سوريا فهم لا يشجعون على القتال هناك’.
واضاف ‘اعلنت السلطات ان من يريد دعم القضية السورية بامكانه تقديم التبرعات التي يجب ان تمر عبر منظمات اهلية. لكن في الواقع، فان السلطة ليس لديها امكانية مراقبة الشبكات المالية التي تنقل الاموال الى مجموعات جهادية تقاتل في سوريا’.
بدوره، يحذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من الدعوة الى الجهاد في ‘الدول المنكوبة’ معتبرا انه ‘باب للتهلكة’، خصوصا في ظل الانفلات الذي تشهده التنظيمات المسلحة التي ‘لا تقاتل تحت راية واحدة’.
وقال ‘لا يعد هذا جهادا، اذ لا يعلم المرء تحت اي لواء ينخرط، ما يوقع الشباب في فخ واهداف الاعداء’ مشيرا الى ان الجهاد من دون موافقة ولي الامر يدخل ضمن مفهوم ‘الجاهلية’. واضاف ان ‘التنظيمات المسلحة لا تقاتل تحت راية، والذهاب الى بعض الدول المنكوبة باب للتهلكة’.
يذكر ان المملكة تعرضت لهجمات دامية بين العامين 2003 و 2006 قضى خلالها العشرات ضمنهم عددا من الاجانب ارتكبها العائدون من العراق.
وتنظر محكمة مختصة بالارهاب في قضايا عشرات الخلايا التي تضم الاف الاسلاميين المتشددين منذ مطلع صيف العام 2011.
بدوره، يقول المحلل جمال خاشقجي لفرانس برس ان الاعداد المتداولة حول السعوديين الذين يشاركون في القتال في سوريا ‘مبالغ فيها’.
واوضح ‘حتى في افغانستان، لم تكن الدولة تشجع الشبان الذين توجهوا الى هناك تحت ستار العمل الانساني، وكذلك الامر بالنسبة للعراق’.
في المقابل، قال مسؤول امني عراقي رفيع المستوى ‘كانت هناك اعداد كبيرة من المقاتلين السعوديين تاتي الى العراق، لكن بعد العمليات للقوات الامريكية والحكومية بدأت اعدادهم تقل’.
وتابع رافضا ذكر اسمه ان ‘غالبية المقاتلين السعوديين كانوا متشددين بشكل كبير، واظهرت التحقيقات ان الجهات التي ارسلتهم جعلتهم يشاهدون مقاطع فيديو حماسية تؤجج من مشاعرهم’، مشيرا الى ان ‘معظهم تم استخدامهم كانتحاريين’.
وقد اعلن المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي الشهر الماضي ردا على سؤال حول اعداد السعوديين الذين يقاتلون في سوريا ‘لا اعتقد انها كبيرة’.
وكان التركي اعلن في 24 اذار/مارس ان الوزارة ‘ستحقق مع من تثبت نيتهم الذهاب الى سوريا بهدف القتال وستمنعهم من السفر’ كما انها ‘ستعتقل من ذهب الى هناك فور عودته الى السعودية’.
كما كان اللواء سعيد البيشي مدير مركز الامير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية صرح من جهته ‘قمنا بمناصحة الذين ارادوا التوجه الى سوريا داخل دور التوقيف وخارجها’.
واضاف ‘في بعض الاحيان، يتصل احد اولياء الامور لابلاغنا بان ابنه يريد الذهاب الى سوريا وليسالنا عن الموقف الشرعي حيال ذلك’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله السوري:

    يا جماعة قلناها ونقولها للمرة مليون. بنوككم ووزارتكم ومواقعكم الإلكترونية ومصانعكم وسياراتكم الفارهة وطائراتكم العامة والخاصة تسير بأنظمة معلوماتية من تطويرهم وهم قادرون على شل طائراتكم وإيقاف مصانعكم وتصفير حساباتكم بأية لحظة. أنصح جميع العرب بالعودة إلى الأعمال الورقية طالما لن يستطيعوا أن يستغنوا عن الكنتاكي والمكدونالد.

إشترك في قائمتنا البريدية