الأناضول- اتهمت السعودية والأردن، إيران، بـ”إشعال الفتن والطائفية ودعمها للإرهاب”، كما عبر البلدان، عن “قلقهما البالغ إزاء تدخلات طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة”.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن الدولتين، الثلاثاء، في ختام الزيارة الرسمية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للأردن، التي استمرت يومين.
وأجرى الملك سلمان خلال الزيارة مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وأكد الجانبان، على “أهمية إيجاد حل سياسي للأزمات السورية واليمنية والليبية”.
وشددا على “رغبتهما الأكيدة في جمع الكلمة وتوحيد الصف العربي والإسلامي”.
وفي أعقاب ختام الزيارة الرسمية، سيترأس الملك سلمان وفد بلاده في القمة العربية التي تنطلق بالأردن، الأربعاء.
وعبر الجانبان- بحسب البيان- عن “رغبتهما الأكيدة في جمع الكلمة وتوحيد الصف العربي والإسلامي، وسعيهما الحثيث من أجل العمل على توثيق الروابط الأخوية بين الدول العربية والإسلامية وتعزيز التواصل فيما بينها في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات”.
وأعرب البلدان، عن تمنياتهما “النجاح والتوفيق للقمة العربية الثامنة والعشرين المزمع عقدها في الأردن”.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الجانبان على “أهمية إيجاد حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا، ومؤسساتها وفقاً لبيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم ( 2254 )”.
وينص بيان “جنيف1” الصادر في 30 يونيو/ حزيران 2012 على “إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تُهيّئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية، على أن تقوم بالتهيئة لدستور جديد ولمستقبل جديد في سوريا”.
وفيما يخص الأزمة في اليمن، أكدت الدولتان، على “أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، ودعم حكومته الشرعية، وإيجاد حل سياسي للأزمة، وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)”.
وأكد الجانبان، “دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن وكذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق اليمنية”.
وتقود السعودية منذ 26 مارس/ آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد “الحوثيين”، يقول المشاركون فيه إنه جاء “استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وفي الشأن الليبي، أكد البلدان، أن “على الليبيين العمل على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة أراضي بلادهم، ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب، وصولاً إلى حل سياسي ينهي هذه الأزمة”.
ويخيم التوتر على العلاقات بين الرياض وطهران، بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفين اليمني والسوري؛ حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام بشار الأسد بسوريا، وفي اليمن تحالف مسلحي “الحوثي” والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفيما يتعلق بمكافحة “الإرهاب”، عبر الجانبان عن “قلقهما الشديد إزاء تعاظم خطر التطرف والإرهاب وأعمال العنف وما يشكله ذلك من تهديد للأمن والسلم في المنطقة وفي شتى أنحاء العالم”.
وأكدتا دعمهما لـ”الجهود الدولية لمحاربة التطرف والإرهاب، مشيدين بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب (التي أعلنت السعودية في 14 ديسمبر/ كانون أول 2015 عن تشكيله ويضم 41 دولة)”.
كما بحث البلدان “الوضع الراهن في الوطن العربي، خاصة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة لشعبها، وفي مقدمتها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني واستناداً لحل الدولتين”.
ويستضيف الأردن القمة العربية، بدلا من اليمن، الذي اعتذر عن عدم استضافتها؛ نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر مطلعة للأناضول، بمشاركة 16 من الرؤساء والملوك والأمراء العرب في قمة “البحر الميت”، فيما يغيب عنها 6 رؤساء، لأسباب منها ما هو صحي أو غير معلن.
ويأتي هذا الحضور اللافت بخلاف القمة السابقة، التي عقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، صيف العام الماضي، وحضرها 8 قادة فقط.
وتبحث قمة الأردن حزمة ملفات، في مقدمتها الأزمات في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومكافحة “الإرهاب”، إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية، التي تأسست عام 1945.