بن سلمان رفقة مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وهو أحد أحفاد محمد بن عبد الوهاب
لندن ـ “القدس العربي”:
قال باحث مختص في تقرير له عن مآلات الوهابية والمملكة العربية السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، أن الأخير “قد يتجاوز كافة التوقعات في سعيه للقطيعة مع أسماها “الراديكالية السنية المحافظة” ولن يتوقف الأمر عند تقليم أظافر الأيدولوجية الوهابية والتي هي جزء لا يتجزأ من نسيج وهوية المملكة منذ تأسيسها لأكثر من ثمانين عامًا خلت”.
وتحليل نشره في موقع “موديرن يبلوماسي”، قال جيمس دورسي، الأستاذ في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية والمدير المشارك لمعهد تعزيز الثقافات في جامعة فورتسبورغ، إن “الأمير محمد غذى هذه التوقعات من خلال تشجيع ودعم علماء الدين الساعين لمراجعة الأيدولوجية الوهابية، بالإضافة إلى رفع الحظر عن النساء في قيادة المركبات والسماح بالترفيه المنظم من قبل الدولة، بما في ذلك الموسيقى والمسرح والسينما والأحداث الرياضية المثيرة للجدل مثل حدث المصارعة الأخير”.
واعتبر أن “هذه التوقعات تعززت بمراقبة حثيثة للخطوات التي انتهجها الملك سلمان ونجله ولي عهده الأمير محمد في الخروج عن العرف السائد ولعقود، وذلك بإسباغ الشرعية الدينية والتوافقية العائلية ، بحيث تم تجريد الثانية من قيمتها في أعقاب انتزاع سلطة ولي العهد محمد بن نايف والتي نقلت المملكة من عائلة توافقية بمرجعية دينية إلى حكم لشخصين. وبحيث ترتكز شرعية الملك وابنه على صورتهما كمصلحين وهذا ما يعيد هيكلية مفاهيم الشرعية الدينية للحكم كون الإصلاح يشمل أيضا التيار الديني المحافظ”.
ولتعزيز سلطته، قام الأمير محمد في العام الماضي بتهميش علماء الدين في مؤسسات الدولة، واعتقل النقاد والنخب الناشطة اجتماعيا وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، ورجال الأعمال البارزين، والمسؤولين الأمراء وجردهم من الكثير من صلاحياتهم وممتلكاتهم.
ويشير الكاتب إلى أنه في إطار توقعات متفائلة بتغيرات الأمير محمد بن سلمان، جادلت باحثة سعودية (إيمان الحسين) بأن احتضان ولي العهد لعلماء دين لا ينتمون للحرس القديم شجع على ظهور المزيد من “الشيوخ المتنورين”، مما دفع بعض علماء الدين الراديكاليين لإعادة التفكير في مواقفهم من قضايا عديده كانت تعتبر من التابوهات المحرمة، وهذا انعكس على مكانة الحرس القديم من أعضاء المؤسسة الدينية في نفوس المجتمع.
و ينقل الكاتب عن الباحثة السعودية قولها “إن الآراء المتضاربة والمختلفة التي قدمها هؤلاء العلماء ساعدت على هدم” الهالة “التي يتمتع بها بعض العلماء الراديكاليين ، ولسنوات خلت كانت مكانتهم بمصاف القديسين مما جنبهم المساءلة والإنتقاد. وسقوطهم سيسمح للناس باستعادة الثقة في تفكيرهم ، والامتناع عن الاعتماد بشكل كامل على تفسيراتهم الدينية الخاصة ، وإعادة العلماء إلى الأرض.
ويجادل بعض علماء الدين السعوديين بأن درجة التغيير في المملكة ستعتمد على نطاق الرأي بين علماء الدين ، وهم يرون أن التغيير سيحدث حينما ينقسم العلماء وسيتوقف حينما يتحدثون بصوت واحد ، وإن النطاق الواسع للرأي بين علماء الدين الإسلامي إلى جانب نهج الأمير محمد الاستبدادي سيمنحه – حسب رأي هؤلاء العلماء – مجالاً اوسع لحرية العمل .
تحميل الوهابية للإخوان والجهاديين
وينقل الكاتب عن نبيل مولين، وهو مؤرخ لعلماء الدين السعوديين وعلاقتهم بالملكية السعودية قوله إنه “من غير المرجّح أن ينفصل الأمير محمد عن المؤسسة الدينية الوهابية لأن رجال الدين أثبتوا بأنهم يتمتعون بالمرونة في خدمة السلطة وقد أظهروا قدرات كبيرة على التكيف مع تحولاتها وتقلباتها وليس فقط في الجانب الاجتماعي وانما السياسي الاقليمي ايضاً، وإدانة ولي العهد العلني للأفكار المتطرفة هو لتقديمه كشخصية سياسية حاضنة للإسلام المعتدل ولديه رغبة في الخروج عن الوهابية. ولكن في الحقيقة هو يعمل على الحفاظ على الوهابية وتقديمها بشكل جديد وتحميل مسؤولية الجوانب السلبية فيها لأية جهة أخرى لديها تفسيرها المستقل عن الوهابية للإسلام، كما تقول قراءة أقرب أن الأمير محمد يُدين في المقام الأول الإخوان المسلمين والجهاديين ويعفي الوهابية “.
ومضى مولين للقول إن “الميثاق التاريخي بين النظام الملكي والوهابية بمؤسستها الدينية الراسخة لم يواجها تحديا جديا أبدا. ودوما هنالك تناغم في المراحل الانتقالية للسلطة او التحولات والتغييرات التي تطال الشكل الذي تظهر وتقدم به الدولة امام المجتمع الدولي ولخدمة جهات دولية عظمى وهو تناغم يعكس قدرتهم كشركاء على التعامل مع التحديات بكفاءة “.
وتوقع مولين أن الوهابية ستظل على الأرجح دعامة للمملكة على المدى المتوسط المنظور، وأوضح بأن “أي مواجهة بين أبناء سعود وورثة أيدولوجية ابن عبد الوهاب ستكون مدمرة لكليهما”.
وقد أشار الأمير محمد بالفعل في الكلام والفعل إلى أن إصلاحاته قد لا تنطوي على انفصال تام عن الوهابية وكانت غامضة بشأن درجة التغيير الاجتماعي الذي يتصوره. ولم يقل بعد كلمة واضحة بشأن رفع نظام الوصاية في السعودية والذي يمنح الأقارب الذكور السيطرة المُطلقة على حياة المرأة.
وعند سؤاله عن الوصاية ، أشار الأمير محمد إلى أننا “نريد أن نتحرك ونكتشف طريقة للتعامل مع هذا الأمر الذي لا يضر بمصالح العائلات ولا يمس بالثقافة”. وبالمثل، ليس هناك ما يدل على أن الفصل بين الجنسين في المطاعم والأماكن العامة الأخرى سيتم رفعه في أي وقت قريب. “وإلى حينه ما زالت المرأة السعودية لم تحصل على حقوقها كاملة. فهناك حقوق منصوص عليها في الإسلام لا تزال لا تملكها. لقد قطعنا شوطاً طويلاً جداً ولدينا طريق قصير لنقطعه”، قال الأمير محمد.
عروض سيرك روسي ونساء غير محتشمات
وأقال الأمير محمد الشهر الماضي أحمد الخطيب، رئيس سلطة الترفيه بعد عروض لسيرك روسي الرياض، والذي شمل نساء يرتدين “ملابس غير محتشمة” ، مما أثار احتجاجات كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي العام الماضي عادت الشكاوي من تعديات الشرطة الدينية للظهور وهي تلك التي منعها الأمير محمد من الاعتقالات والملاحقة والتدخل في شؤون الرجال والنساء بالأماكن العامة بحجة منع الاختلاط . وقالت الشرطة، المعروفة رسميًا باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، في بيان لها في عام 2017 ، إنها بدأت “تطوير العمل الميداني وتعزيزه”. وقالت إن موظفيها سيكون لهم حضور أكبر في “المناسبات التي تتطلب ذلك بما فيها العطلات المدرسية. وقد أغلقت السلطات الرياضية السعودية في أبريل / نيسان الماضي مركزا للياقة البدنية في الرياض بسبب فيديو ترويجي مثير للجدل ظهرت فيه امرأة في ملابس الرياضة تمارس تمارين رياضية. “نحن لن نتسامح مع هذا” ، قال رئيس السلطة الرياضية السعودية (تركي آل الشيخ) في تغريدة حينما أمر بسحب ترخيص المركز. وانسحبت ملكة جمال سعودية في كانون الاول / ديسمبر الماضي من مسابقة ملكة جمال العالم العربي بعد تعرضها للهجوم والتهديد المنظم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفوجئ حاملو تذاكر حفل موسيقي في جدة من قبل البوب المصري تامر حسني باستلام قسائم تحذر من أنه “لا يسمح بالرقص أو التمايل” في هذا الحدث.
“لا رقص أو تمايل في حفلة! “إنه كمثل وضع الثلج تحت الشمس والطلب منه ان لا يذوب “، حسب تعبير أحد منتقدي التعليمات في حسابه في منصة التواصل الاجتماعي تويتر!
ويُعتقد أن شيرين الرفاعي، وهي مقدمة تلفزيونية، قد فرت من المملكة في يونيو / حزيران الماضي بعد أن قالت الهيئة العامة للإعلام السمعي البصري إنه يجري التحقيق معها بسبب ارتدائها ملابس “غير محتشمة” خلال تقرير حول رفع حظر القيادة على النساء. وكانت عباءة السيدة الرفاعي، وهي الثوب الذي يغطي جسد المرأة بالكامل، قد تحركت نتيجة للريح حين كانت تقوم بتصوير تقريراً في أحد الشوارع يتعلق بقرار رفع الحظر عن النساء في قيادة المركبات. وفي الوقت الذي احتفلت فيه النساء برفع الحظر الشهر الماضي، بدت العديد منهن متخوفات بعد أن تم اعتقال النشطاء والناشطات الذين شنوا حملة من أجل وضع حد للحظر، الأمر الذي يشكك في مفهوم ولي العهد السعودي للتغيير والتحديث والإصلاح. وقالت الشرطة في مكة المكرمة بعد مرور أسبوعين فقط على رفع الحظر، إنهم كانوا يبحثون عن متشددين معارضين لقيادة المرأة وقد أضرموا النار في سيارة سيدة سعودية (سلمى الشريف). وقالت السيدة الشريف إنها تعرضت للعديد من الانتقادات والتحرشات اللفظية من الرجال في حيها مباشرة بعد أن بدأت بالقيادة في محاولة لتخفيف العبء المالي عليها وعلى اسرتها. وقالت: “منذ اليوم الأول من القيادة، تعرضت لإهانات من الرجال”.ومن جانب آخر تلقت السيدة الشريف الكثير من رسائل الدعم على مواقع التواصل الاجتماعي وبمجرد أن انتشر خبر إحراق سيارتها.
إعادة هيكلة الوهابية بدأت في عهد الراحل الملك عبد الله
و يقول الباحث إن إعادة الحكومة السعودية هيكلة علاقتها بالوهابية بدأت في الحقيقة تدريجياً في عهد الملك الراحل عبد الله حينما كان وليا للعهد حينها (2003)، لكن هذا البعد الدرامي والمتسارع في التنفيذ اخذ منحاه في عهد ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان.
في حينه، نظم الأمير عبد الله أول مؤتمر للحوار الوطني في المملكة جمع 30 من علماء الدين يمثلون الوهابيين وغير الوهابيين من السنة، والصوفيين، والإسماعيليين، والشيعة.
ومن اللافت للنظر أن الممثلين الوهابيين لم يشتملوا على أعضاء بارزين في المؤسسة الدينية الرسمية في المملكة حينذاك. وعلاوة على ذلك، فإن وجود غير الوهابيين كان تحديا من قبل السلطة لمبدأ الوهابية الأساسي في التكفير لأولئك الذين يعتبرونهم مرتدين أو غير مسلمين وهو ما يرونه في الصوفية والشيعة. واعتمد المؤتمر ميثاقًا يعارض التفرد الوهابي من خلال الاعتراف بالتنوع الفكري والديني للمملكة ومقاومة مبدأ (سد الذرائع) ، وهو أحد أسس الوهابية والذي ينص على أن الأعمال التي قد تؤدي إلى ارتكاب الخطيئة يجب حظرها. وهو المبدأ الذي استندت إليه الوهابية في حظر قيادة النساء للمركبات ولعقود من الزمن.
وقدم الباحث في الشأن السعودي (ستيفان لاكروا) في حينه ملاحظة تحذيرية لا تزال صالحة حتى اليوم: يبدو أن هذا الجزء من النخبة الحاكمة يعترف الآن بضرورة مراجعة الوهابية. لقد أصبح من الواضح بالفعل أن مثل هذه الخطوة فقط من شأنها أن تسمح بإنشاء وطن سعودي حقيقي ، يستند إلى القيم الحديثة والشاملة لمفهوم المواطنة – وهي حقيقة لا تزال مفقودة وتحتاج إليها بشدة في أوقات الأزمات. ومع ذلك ، فإن النقطة الشائكة هي أن هذا التحول الأيديولوجي يجب أن يترافق مع إعادة صياغة جذرية للتحالفات السياسية القديمة في الداخل والخارج. وهنا تكمن المشكلة”.
الهاتف حاضر في كل وقت وكل مكان: إنه هاجس الخوف من أي طارئ يرافق بني سعود في حركاتهم وسكناتهم.
إن من فضل الله على هذه الدعوة وأهلها أن عداوة الكفار لها بما استتبعت من الحرب الشديدة الواسعة، والتي يتولى كبرها صهاينة الإدارة الأمريكية، تأخرت إلا أن رسخ منهج الدعوة في القلوب، وامتد رواقه ليلف الأرض كلها، ولذا فلا خوف عليها، بل إن قبولها عند الناس يتناسب طردياً مع تزايد معاداة أمريكا لها، لتعاظم موجة الكراهية لكل ما هو أمريكي. وإن كان شيء من أثر هذه العداوة يخشى على الدعوة منه فإنما هو التنكر لها من بعض المنتسبين إليها.
إنه بقدر شدة هذه العداوة بقدر ما تنبيء عن النصر الذي حققته الدعوة حتى أصبحت (يخافها بنو الأصفر والأحمر)، كما خاف أسلافهم محمداً صلى الله عليه وسلم ودعوته، ثم نصره الله عليهم. ولا يحسبن الناكصون عنها –من خاصة أو عامة، جماعة أو أفراد، دول أو شعوب- أنهم بانقلابهم عليها ستعدم من يحمل رايتها، وينصر منهجها، كلا، بل الذي سيحدث أن الله سيستبدل بهم قوماً يحملونها، هم أصدق وأصبر، كما وعد وتوعد بقوله سبحانه: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)،.وهذا؛ لأنها حق، والحق لا بد له من ناصر منصور، كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم..).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
الوهابيه لا علاقه لمحمد بن عبدالوهاب به هو فكر شرير وجد مناكثر 500 سنه.. اما فكر محمد فقط ابعد الشبهات عن السنه امحمديه. اما الشر الحديث فقد وصل من افكار شريره من مذاهب اخري
رحم الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب واحفاده احياء واموات