أدى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاق الإمارات مع إسرائيل على إقامة علاقات كاملة، إلى «استرخاء» إماراتي واضح بحيث بدأت تتواتر إلى أسماعنا معلومات كانت «السياسة» تفرض تسريبها قطرة قطرة، فعلمنا عن زيارتين سريتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أبو ظبي لكتابة بنود الاتفاق، وعن زيارات أيضا لمسؤولين أمنيين إماراتيين إلى إسرائيل، وصارت التحرّكات الأمنية والسياسية والاقتصادية بين أبو ظبي وتل أبيب تتسارع بشكل محموم، وما عاد هناك ضرورة للاستسرار والتخفّي وأشكال الباطنية التي كانت تسم علاقات التطبيع العربية عموما مع الدولة العبرية، فصار طبيعيا جدا أن يكون رئيس الموساد، يوسي كوهين، أوّل الزوار العلنيين، مستقبلا من مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، وأن تسرع الشركات الإماراتية لعقد الصفقات مع نظيرتها الإسرائيلية، وأن تدعو السلطات مواطنيها للحج إلى القدس الشريف!
رفعت الخطوة الإماراتية درجة حماس آخرين فسمعنا عن اقتراب إعلان البحرين وعُمان عن اعترافهما أيضا بإسرائيل، وسمعنا السياسي العراقي المطبّع مثال الألوسي يدعو الحكومة العراقية لاتفاقية مشابهة، كما وردت أنباء من موريتانيا بهذا الخصوص، وخرج المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي للتصريح إلى قناة إماراتية بأن سلطات الخرطوم «تتطلع إلى اتفاق سلام مع إسرائيل» وسمعنا تصريحات من جهات سياسية أو عسكرية تموّلها الإمارات تؤيد الخطوة، كما فعل «المجلس الانتقالي» اليمني.
غير أن ردود الفعل المتحمسة للخطوة الإماراتية قابلتها ردود فعل أخرى، كان أبرزها موقف الكويت الرافض للتطبيع، وتأكيد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد موقف تونس الثابت من الحق الفلسطيني، مجددا التأكيد على أنّ «هذا الحق ليس صفقة ولا بضاعة أو مجرد سهم في سوق تتقاذفها الأهواء والمصالح». كما أعلن حزب «قلب تونس» رفضه للخطوة، وقامت السلطات السودانية بإعفاء الناطق باسم وزارة خارجيتها، وكان لافتا إعلان السعودية، رفضها الالتحاق بركب أبو ظبي، وذلك بتصريح على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، يتمسك فيه بـ«مبادرات السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية» وهو ما نتمنى أن يكون موقفا ثابتا، لا يتم التنصل منه لاحقا، وقامت تظاهرات في عدة بلدان عربية، ويبدو أن بعض الإماراتيين أو المحسوبين عليهم أخذتهم العزة بالإثم، كما حصل في الرباط أمس حيث قام عناصر الأمن الخاص بسفارة أبو ظبي في الرباط بالهجوم على وفد مغربي حزبي ونقابي وحقوقي مما استدعى حضور الشرطة.
توضّح الردود السالبة أو الموجبة على اتفاقية التطبيع الإماراتية على وجود خطين متناقضين على الأرض العربية، وأن خط التطبيع موجود بدرجات متفاوتة بين سلطات الأنظمة العربية، التي تعتمد تبريرات متشابهة ترتكز، في مجملها، على معادلة مصلحية تريد مقايضة الفلسطينيين وقضيتهم بإسرائيل وقوتها السياسية والاقتصادية ونفوذها الدولي.
يبدو الفلسطينيون في هذه المعادلة البائسة عبئا تاريخيا موروثا وفائضا عن الحاجة يمكن التخفف منه، وتظهر إسرائيل باعتبارها المركز الأمنيّ والعسكري ذائع الصيت في قدرته على تخطي الحدود والقوانين، وصاحبة الحول والطول في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
يضاف إلى ذلك، في حالة الإمارات، رغبة التماهي بالمتسلط، والتي شهدناها عبر التدخلات العسكرية ومحاولات احتلال بلدان مجاورة والسيطرة على نخبها السياسية، وفي هذا السيناريو يصبح التحالف مع إسرائيل، والعداء للفلسطينيين هو الوضع «الطبيعي» باستثناء أن على الإمارات، والمتشبهين البائسين بها، أن يقوموا أيضا بالتخلص من الهوية العربية الإسلامية لشعوبهم، وأن يتقبلوا وضع من يدور في الفلك الإسرائيلي، وبذلك تنقلب معادلة «الحليف» إلى معادلة «التابع والمتبوع».
الى اين سائرة القضية الفلسطينية. ، وماه المسار والاستراتيجية المقترحة لحلها ؟؟
هل المسار العسكري ام خيار السلا وكيف ، وما هي الدول العربية التي يعول عليها ولديها القدرات في حالة وصول المسارات الى طريق مسدود لخوض خرب جديدة مع اسرائيل ،،
اولا ليست هناك اسرار على ما يبدو في مقدمات عملية الخنوع العربي للكيان الصهيوني فواضح ان الزيارات كانت تتم بشكل متسلسل بين الطرفين وعلى اعلى المستويات لترتيب حفل الخنوع والاستسلام بشكل علني وثانيا فمفردة حليف يجب الا تكون لانها ليست في مكانها المناسب بل هو ركوع وتبعية عمياء للضعيف تجاه سيده القوي فلا يمكن خداعنا بكل التصريحات والكلام والتضليل والكدب فالاعراب قد قرروا الاصطفاف علانية الى الجانب الصهيوامريكي والغربي وهدا ليس وليد اليوم بل هو قديم والفرق انه اضحى فاضحا وواضحا فهنيئا بتبعيتهم لالهم الجديد القابع في تل ابيب.
حرائر رفعن لافتة كُتب عليها، فلسطين مش للبيع و يسقط إتفاق العار…!! فلسطين تمت المتاجرة بها و بيعها بأبخس الأثمان، منذ أن إستولى العسكر على الحكم في كثير من البلدان و نصبوا أنفسهم حُكام بإسم أنظمة لقيطة لا تملك من شرعيتها إلا أسماء نكرة… و لكن يا ترى كم من إتفاق عار يجب أن يسقط منذ أن أبرم المقبور السادات معاهدة الاستسلام المشؤمة؟ لأن ما يجري مجرد تحصيل حاصل..!! إنا لله و إنا إليه راجعون على قضية إسمها فلسطين، و شكرا
صفحة جديدة من صفحات الهوان يكتبها حكام يدركون ان صلاحيتهم انتهت بالتقادم .. يحاولون شراء اعمار جديدة لانظمتهم البالية بأى ثمن .. ولكن هيهات ..