الرباط ـ «القدس العربي»: ألغت السلطات المغربية مهرجان الرقص الشرقي الذي تديره الإسرائيلية سيمون كوزمان، وكان مخططاً إقامته في مدينة مراكش، وأبلغت إدارة الفندق الذي كان من المفترض أن يحتضن النشاط أن المهرجان تم إلغاؤه، ولم يمنح أي فندق آخر إذنا باحتضان هذا المهرجان المثير للجدل، وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد تنظيمه على أرض المغرب.
وقالت كوزمان، قبل موعد المهرجان بيومين، إن الاستعدادات تجري على أحسن وجه، وإن الوفود ستصل إلى مراكش لتنطلق فعاليات المهرجان يوم الثلاثاء ليلة عيد الفطر في المغرب، وكان مقرراً أن يستمر حتى العاشر من حزيران/ يونيو الجاري.
وأثار الإعلان عن تنظيم مهرجان «البهجة المتوسطي الدولي للرقص الشرقي» غضب الهيئات والمنظمات المغربية، باعتباره مسيئاً للمغرب وشعبه وشكلاً من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وتساءلت «المبادرة المغربية للدعم والنصرة»: «هل أصبحت سيادة المغرب مستباحة إلى هذا المستوى من قبل الصهاينة بكل قذاراتهم؟».
هيئات ومنظمات استنكرت حصوله في أيام عيد الفطر… واعتبرته من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني
وأدانت السماح لاستقبال مدينة مراكش هذا المهرجان «الجريمة التي سترتكب في حق المغاربة»، مطالبة المسؤولين بمنعه ومحاسبة المنظمين.
وعبّرت أيضاً كل من «منظمة التجديد الطلابي» و«المبادرة الوطنية ضد التطبيع والعدوان» في المدينة عن استيائهما من قيام بعض الجهات «المحسوبة على التيار الصهيوني» بتنظيم مهرجان الرقص الذي سيحضره بعض المتحولين جنسيا من الكيان الصهيوني.
واعتبرت الهيئتان أن الإعلان عن تنظيم هذا المهرجان يعد «استفزازاً كبيراً للمغاربة وضرباً سافراً لقيمهم الثابتة وهوياتهم الراسخة المقررة في دستور المملكة، ومساً بمقدساتهم»، مطالبين البرلمان المغربي بوقف مسلسل التطبيع، ومحملين الحكومة المغربية مسؤولية استباحة السيادة المغربية.
وعلّل مسؤول رفيع في ولاية (محافظة) جهة مراكش، المنع بأن تنظيم المهرجان بالتزامن مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان وعيد الفطر، يمس بالنظام العام والمشاعر الدينية للمغاربة، وأنه كان من غير المستبعد أن ترخّص السلطة بتنظيمه لو أنه لم يتزامن مع الفترة المذكورة.
ونقلت صحيفة أخبار اليوم المغربية عن المسؤول أن الراقصة الإسرائيلية كَوزمان حلت في مراكش، في وقت سابق، وحجزت قاعة كبيرة بفندق «كنزي كلوب أكَدال مدينة»كانت تعتزم تنظيم ورشات للرقص الشرقي بها، فضلاً عن 50 غرفة في الفندق نفسه من أجل إقامة 70 راقصة وراقصاً أجنبياً مشاركاً في المهرجان، ودفعت مبلغاً مقدماً قدره 70 ألف درهم (7700 دولار)، قبل أن تتصل السلطة المحلية بإدارة الفندق وتطلب منها عدم احتضان المهرجان للأسباب المذكورة، لتعمد كَوزمان إلى الحجز في فندق آخر غير أن تدخل السلطات المحلية ألغى الحجز مجدداً.
وأضاف المسؤول أن تنظيم مثل هذه الأنشطة الفنية بمؤسسات سياحية خاصة لا يحتاج، في الأصل، أي ترخيص من طرف الإدارة الترابية، ولا يتطلب سوى إخبار «بروتوكولي»، غير أن الحساسية التي تثيرها جنسية بعض المشاركين في المهرجان المذكور والفترة المبرمجة لتنظيمه هي التي دفعت بالمسؤولين الترابيين إلى التدخل من أجل إصدار قرار منعه، وهو القرار الذي لم يكن مكتوباً، وإنما تلقاه مديرا الفندقين المذكورين عبر إخبار شفوي.
وكتبت كَوزمان على صفتحها في «فيسبوك» أن السلطات المغربية رضخت لضغوط «الإسلاميين»، ووجّهت رسائل بواسطة البريد الإلكتروني إلى جميع الفنادق في مراكش، لمنع استضافة مهرجان «البهجة المتوسطي الدولي للرقص الشرقي»، وأنها «أصبحت شخصا غير مرغوب به في المغرب»، وأنها ستلغي تنظيم المهرجان به.
واعتبر المناهضون للتطبيع مع الكيان الصهيوني الموافقة على تنظيم المهرجان «انتهاكاً لمشاعر ومواقف الشعب المغربي، خاصة وأن منظمي المهرجان، ومن يقف خلفهم، يصرون على تنظيمه بالتزامن مع الذكرى الـ 52 لنكسة 67، التي احتلت خلالها إسرائيل أجزاء واسعة من الأراضي العربية».
وقالت كوزمان إن مهرجانها، الذي لا يشكل سوى حدث فني صغير جداً، تم تضخيمه، ونشرت قبيل الغاء المهرجان ملصقاً لمهرجانها بصفحتها على فيسبوك باللغات العبرية والإنجليزية والفرنسية، مستهلة إياه بعبارة مكتوبة باللغتين الإنجليزية والفرنسية تقول «دعنا نذهب للمغرب».
ونشر الموقع الإلكتروني للمهرجان برنامجه، الذي يتضمن سهرات مسائية يومية ومسابقات وورشات مفتوحة للعموم لتعليم الرقص الشرقي، يؤطرها عشرة أساتذة في هذا الفن، بينهم أربعة من إسرائيل، ويتعلق الأمر بكل من كَوزمان نفسها، والراقص عاصي هاسكال، والراقصتين إلينا بشيرسكاي و«تينا»، الذين لم يعلن عن جنسياتهم واكتُفي بالإشارة إلى أنهم يتحدرون من الشرق الأوسط، عكس باقي المدربين.
ونظمت كَوزمان النسخة الثانية من المهرجان نفسه، في سنة 2011، بمشاركة 17 راقصة وراقصاً من إسرائيل، في مراكش، فيما رفضت السلطات المغربية الترخيص لها بتنظيم النسخة الموالية من مهرجانها، التي كان مقرّراً أن تحتضنها المدينة نفسها، بين 10 و14 أيار/ مايو 2012، على خلفية احتجاجات مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام الفندق الذي احتضن المهرجان. أما خلال السنة الموالية، فقد وجّهت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، مذكرة مشتركة إلى رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، تطالبان فيها بوقف كل أشكال التطبيع مع الدولة العبرية وتجريمه بالقانون، مستدلين على ذلك بمهرجان مراكش للرقص الشرقي، قبل أن تحجم السلطات المغربية عن الترخيص لتنظيم المهرجان بمراكش، وتضطر كَوزمان إلى نقل فعالياته إلى اليونان، معلقة على هذا «الإلغاء المبطن» وانتظارها لثلاثة أسابيع من دون أن تتلقى رداً بالموافقة أو الرفض من المغرب، بأنه «انتصار كبير للمتشددين»، و«قرار ليس في صالح المغرب كبلد ينتمي إلى القرن 21».
قرار صاءب لقطع الطريق أمام الذباب الإلكترونى الذي كان سيسمعنا سمفونية من سمفونياته المسمومة وهذا الذباب معروف لدى المغاربة.
قالت القرار ليس في صالح المغرب كبلد ينتمي إلى القرن21. على من تضحك هاته الأفعى. يعني انشروا الرذيلة وإلا أنتم من القرن 11. هزلت.