السلطان أردوغان

حجم الخط
2

كان الشيء الموتِّر الوحيد في انتخابات الرئاسة التركية سؤال هل يدخل رئيس الوزراء منذ 2003 – رجب طيب اردوغان، مؤسس حزب العدالة والتنمية الاسلامي – هل يدخل قصر الرئاسة في حي كنكايا في أنقرة بعد جولة واحدة أو جولتين؟
بعد اردوغان رئيس البلدية (اسطنبول)، واردوغان رئيس الوزراء، أصبح واضحا أننا سنحصل على اردوغان رئيسا ايضا (مع صلاحيات واسعة). وقد يحقق اردوغان بهذا الايقاع حلمه ويرأس تركيا في سنة 2023، وهي السنة ستتذكر فيها تركيا مرور 100 سنة على الجمهورية العلمانية التي أسسها أتاتورك، فليس عجبا أن أتاتورك يتقلب في قبره. وما زالت الجمهورية العلمانية تتحول الى «دولة اردوغان» – وهو اسلامي يرأس الدولة العلمانية.
منحت استطلاعات الرأي اردوغان نحوا من 53 بالمئة وهذا فوز سهل. وكانت ميزة اردوغان الكبيرة في هذه الانتخابات أن معارضيه يفضلون قضاء العطلة السنوية على ساحل البحر – قياسا بمؤيدي اردوغان من أبناء الطبقة الدنيا ومن المتدينين الذين يحضرون الى صناديق الاقتراع كالجنود.
برغم الانتقادات التي وجهت الى اردوغان في السنوات الاخيرة، ومظاهرات الربيع في العام الماضي، وقضية الفساد التي شارك فيها هو وابنه في ظاهر الامر، يبدو أنه يمثل لدى أكثر الاتراك الاستمرار والاستقرار والنمو الاقتصادي (فقد ضاعف الانتاج المحلي الخام نفسه ثلاثة اضعاف في عهده)، وهذا أمر لا يستهان به بيقين. فاذا أضفتم الى ذلك الكرامة القومية التي يلعب بها بلا نهاية والقيم الدينية التي يمثلها فستدركون لماذا يتمتع اردوغان منذ سنوات كثيرة بانجازات انتخابية مدهشة جدا.
أدرك اردوغان جيدا أن تركيا منقسمة اليوم، وهو يلعب بورقة اللعب تلك في خطبها حينما يتحدث عن «هم» و»نحن». وهو يعلم أنه في يوم الانتخابات سيأتي جهاز حزبه المزيت بالنصر. وأضيفوا الى ذلك ضعف خصوم اردوغان في كل المعارك الانتخابية التي شارك فيها ومنها المعركة الرئاسية لتدركوا لماذا سنعلق معه سنين كثيرة بعد.
نقول بالمناسبة إن الاتراك لم يروا إلا هو تقريبا في المعركة الانتخابية. فقد ظهر مثل نجم روك وسأل الجمهور: «من سيكون رئيسا؟» فصاح الجمهور «اردوغان». إن الغوغائية تحتفل، وكم كان طبيعيا أن شعارات معادية لاسرائيل مخلوطة بمعاداة السامية كان لها هي ايضا دور في المعركة الانتخابية.
في حشد انتخابات في 3 آب غُشي على امرأة من الجمهور بسبب الحر الشديد وعالجها اردوغان القوي الحضور هو نفسه أمام عدسات التصوير ومسّج يديها.
وتقول الفكاهة إنها حينما صحت ورأت اردوغان دهشت وسألت: «أين سواري؟»، وهذا تذكير بقضية الفساد الشديدة التي تجاوزها اردوغان ايضا.
أصبح اردوغان رئيسا، مع «السوار».

إسرائيل اليوم 11/8/2014

بوعز بسموت

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد مكدر من المغرب:

    لم لا تكون أحدات غزة سقوطا مدويا لساسة ومنظري الحكومة الاسرائيلية ساهم في فوز أردوغان من الجولة الاولى’؟أعتقد أن عهدا جديدا قد بدأ وقد أظهر أن القوة العسكرية وحدها لا تظمن استمرار الظلم وأن الانسانية والاخلاق هي الباقية,’ ان الاستمرار في دعم الظلمة لا بد أن ينهزم ويصطدم بعدالة المواقف,واجماع الانسانية لنصرة المظلومين.

  2. يقول غادة الشاويش:

    يبدو ان اردوغان يثير غيظ بسموت بسموت تجرع كاس السم وابلعه جيدا وصحتين و(عافية ) على الطريقة المغربية التي علمني الاخ عبد الكريم البيضاوي شيئا من قاموسها البارحة وحتى اترجم لك ( الى الجحيم )

إشترك في قائمتنا البريدية