السلطة تختبر ثقلها السياسي عند تركيا وحماس تعلن بان زيارة اردوغان لغزة قرار لن يثنيه عنه أحد
21 - أبريل - 2013
حجم الخط
0
رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: أدخلت السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسها في اختبار ‘ثقل علاقاتها’ السياسية مع تركيا من خلال رفضها زيارة اي رئيس او مسؤول لغزة في ظل سيطرة حماس عليها، وذلك بالتزامن مع اعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعتزامه زيارة القطاع نهاية الشهر القادم. وفيما توجه عباس الى انقرة السبت للقاء المسؤولين الاتراك هناك وبحث الملف السياسي والتحرك الامريكي لاستئناف المفاوضات وملف المصالحة الفلسطينية معهم والتحذير من ضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني الرسمي وخطورة زيارة اردوغان المرتقبة نهاية الشهر القادم لغزة على ذلك التمثيل أكدّ يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية أنّ رئيس الوزراء التركي اتخذ قرارًا بزيارة غزة ولن يثنيه أحد عن ذلك القرار. وفي ظل اعلان حماس بأن اوردغان لن يتراجع عن قراره بزيارة غزة تكون القيادة الفلسطينية دخلت في اختبار وزنها لدى الاتراك من خلال طلبها منهم بعدم زيارة رئيس وزرائهم لغزة قبل انهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية. وكان عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح قال للإذاعة الفلسطينية الرسمية الاثنين الماضي: ‘إن الرئيس محمود عباس سيزور أنقرة خلال أيام وسيبحث هذه الزيارة’، معربا عن أمله ألا تتم هذه الزيارة، مضيفا ‘أي مسؤول يزور قطاع غزة من دون التنسيق مع القيادة الفلسطينية الشرعية يدعم ويعمق الانقسام بين الضفة وغزة’. وفي ظل التحسب من تمكن عباس من اقناع اردوغان بخطورة زيارته لغزة في ظل الانقسام الداخلي نددت حركة حماس الأحد بتلك المساعي. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في تصريح صحافي إن ‘زيارة عباس إلى تركيا لممارسة ضغوط لوقف زيارة أردوغان إلى غزة مستهجنة’. وأضاف أبو زهري أن ‘زيارة أردوغان إلى غزة تستهدف إنهاء الحصار المفروض على القطاع وبالتالي فإن الضغوط التي يمارسها عباس مدانة وتسهم في تكريس الانقسام الداخلي وليس إنهاءه’. ومن جهته أكد المهندس زياد الظاظا نائب رئيس الوزراء المقال بغزة، جاهزية الحكومة في القطاع لاستقبال اردوغان. وقال الظاظا خلال لقاء تلفزيوني على قناة الاقصى الفضائية مساء السبت: ‘نحن جاهزون لاستقبال اردوغان في غزة، بطريقة تليق بزعيم قدم الكثير للشعب الفلسطيني’. وفيما يتعلق بزيارة عباس لتركيا وإمكانية طلب إلغاء زيارة اردوغان لغزة، أوضح الظاظا أن رئيس الوزراء التركي ليس من الرجال الذين يثنيهم أحد عن الحقيقة، مشيرا الى أن عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يمثل السلطة لان ولايته منتهية منذ عام 2009، مضيفا ‘الذي يجلس مع الاحتلال لا يمثل شعبنا ولا يحق له التحدث باسمه’. ومن جهته صرح الناطق الرسمي باسم حركة فتح اسامة القواسمي صباح الأحد ، أن زيارة عباس الى تركيا، تأتي في سياق العلاقات الفلسطينية ـ التركية المتبادلة، والتي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني، منوها الى أن حركة حماس تسعى الى تكريس الانقسام، لذا تشن حملة مشوهة ضد عباس بسبب زيارته الى تركيا ، وحصر الزيارة في زاوية مخاوفها ، مشيرا الى ان ذلك دليل كاف على أنها تسعى لترسيخ حالة الانقسام، لذا تقوم بتشويه معاني زيارة عباس لتركيا وتشن هجوماً غير مسبوق عليه. ونفى القواسمي ان يكون هدف زيارة عباس لانقرة ثني اردوغان عن زيارة غزة، منوها الى عباس يقوم بزيارات متكررة الى تركيا بصفتها قوة اقليمية لها وزنها، وهذه الزيارة تأتي لإستكمال المشاورات مع القادة الاتراك لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط، والضغط على اسرائيل من خلال الولايات المتحدة الامريكية وعبر تركيا التي سيزور رئيس وزرائها واشنطن قريباً لوضع امريكا في أخر مستجدات المشاورات، مضيفا ‘ولكن حماس تحاول دوماً تخريب أي جهد وتسطيحه مهما كان مؤثراً ومصيرياً في حياة شعبنا، لخدمة مصالحها الضيقة’. وفيما يتواصل التراشق الاعلامي بين فتح وحماس حول تلك الزيارة يبقي اردوغان هو سيد الموقف وستجيب الايام القادمة اذا ما ستنجح السلطة بقيادة عباس باقناعه بخطورة زيارته لغزة على وحدة التمثيل الفلسطيني الرسمي، او ان تنجح حماس في اتمام تلك الزيارة تحت عنوان السعي التركي لكسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007 .