السنغال تطالب بدعم القبعات الزرق وتأكيدات بأن فرنسا لم تكسب حرب الشمال

حجم الخط
1

نواكشوط-»القدس العربي» أثارت عودة العمليات المسلحة لشمال مالي واستهداف الجهاديين لعناصر قوات الأمم المتحدة المرابطة في كيدال، انتقادات واسعة حيث احتج الرئيس السنغالي مكي صال أمس في الإجتماع الأسبوعي للحكومة بعد مقتل جندي سنغالي وجرح اثنين آخرين أثناء هجوم مسلح شنه مجهولون على أحد تجمعات بعثة الأمم المتحدة في شمال مالي «منسما».
وطالب الرئيس السنغالي بدعم القبعات الزرق التي تشكو من نقص حاد في الوسائل، عبر آليات الأمم المتحدة والتعاون العسكري الفرنسي.
ووجهت انتقادات لاذعة لفرنسا التي كانت قد أعلنت قبل ثلاثة أشهر على لسان الرئيس أولاند عن تمكنها عبر عملية «سرفال» العسكرية، من قطع دابر الجهاديين المسلحين وإبعاد خطرهم عن الشمال المالي.
فقد ظهر زيف هذا الإدعاء، كما أكد ذلك مراقبون، حيث تتالت على مدى الأسبوع الماضي هجمات المسلحين، وكانت آخر حصيلة لذلك، مقتل تسعة جنود من النيجر يوم الجمعة الماضي وهي الحصيلة التي رفعت عدد قتلى قوات حفظ السلام لواحد وثلاثين قتيلا.
ولم يخف هرفي لادسوس منسق بعثة الأمم المتحدة في شمال مالي قلقه من عودة المسلحين لعملياتهم حيث أكد في تصريح له أمس «الأمر عجيب..لقد استأنف المسلحون والمهربون نشاطاتهم وكأن أي شيء لم يحدث».
وتؤكد التطورات الجديدة أن التهديد الجهادي المسلح ما يزال قائما كما تؤكد ضعف الوسائل البشرية واللوجستية التي تتوفر عليها بعثة «منسما» في شمال مالي.
واشتكى عدة مسؤولين في بعثة «منسما» من هشاشة هذه البعثة، واعتبروا أن عوراتها مكشوفة من الناحية الأمنية والعسكرية أمام المسلحين الذين ينشطون داخل مدينة كيدال نفسها حيث يوجد مقر البعثة.
وندد مسؤولو بعثة «منسما» مرات عدة بالصمت الفرنسي إزاء ما يجري في الشمال المالي.
وأكدت الأحداث التي شهدتها أن استهداف الجهاديين المسلحين لعناصر البعثة الأممية دل على أنهم، كما أشار لذلك قياديوهم من قبل، يعتبرون أفراد البعثة، أعداء يحتلون شمال مالي.
وتؤكد المصادر المتابعة لهذا الملف أن سلطات مالي قلقة للإنفلات الأمني، كما أنها غير مرتاحة للبرودة الملاحظة في تعامل المجموعة الدولية مع التصعيد الجديد في الشمال.
واحتج عبدولاي جوب وزير الخارجية المالي أمس خلال نقاش منقول عبر الفيديو، مع سفراء الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، على ما سماه «إهمال المجموعة الدولية لمنطقة الشمال المرشحة لتطورات خطيرة»، حسب توقعاته.
وقال الوزير المالي بلهجة شديدة «..أمام استئناف الجهاديين لعملياتهم، وأمام تعدد عمليات الهجوم على عناصر القبعات الزرق، فإن على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته وأن يتخذ الإجراءات التي تمكن البعثة الأممية من الحصول على ما يلزم من وسائل لأداء مهمتها».
وتساءل الوزير المالي عما إذا كان «بإمكان مجلس الأمن أن يشكل قوة تدخل سريع لتحييد العناصر الإرهابية»، حسب تعبيره.
وطالب الوزير عبدولاي جوب «مجلس الأمن بمراجعة مأمورية البعثة الدولية في شمال مالي بما يضمن تدعيم قدراتها ويؤمن مواجهة العنف المتصاعد في منطقة الشمال».
وكان المؤرخ الفرنسي فرانسيس سيمونيس المختص في شؤون غرب إفريقا قد أكد في استجواب مع موقع «جول برس» التحليلي المختص في السياسة الدولية، «أن الفراغ الأمني الملاحظ في شمال مالي يعود لعدة اسباب منها الإنسحاب التدريجي للقوات الفرنسية وبقاء عناصر من القوات الخاصة لا دخل لها في عمليات تأمين السكان، ومن ذلك غياب الجيش المالي عن المنطقة منذ الخسائر التي مني بها في أيار/ مايو الماضي، وانفلات المجموعات الطوارقية والعربية التي تبنت تقسيم مالي عام 2012 من العقاب مما جعلها تعود لنشاطها من جديد»، حسب قوله.
وحول ما إذا كان عزم فرنسا التدخل العسكري في الجنوب الليبي سيؤثر على مواجهة الجهاديين في الشمال المالي، قال فرانسيس سيمونيس «إن لدى فرنسا مقاربة شمولية في التعامل مع الإرهاب في الساحل وفي شمال إفريقيا وفرنسا فهي ترى أنه ليس في الإمكان إضعاف المسلحين الناشطين في الشمال المالي ما دامت الفوضى تعم ليبيا التي هي مصدر هام في تسليح الجهاديين والمهربين في مالي».
وأضاف «أن المشكلة في شمال مالي ليس تحييد العناصر، فهي ناجمة عن مشاكل محلية راسخة لا بد من حلها.»
وختم فرانسيس سيمونيس تصريحاته مؤكدا «أن الحرب التي افتخر فرانسوا أولاند في باماكو يوم 19 ايلول / سبتمر 2013، أنه كسبها تعتبر اليوم بعيدة من ذلك».

عبد الله مولود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الأوراس:

    لان فرنسا العجوز هي التي أتت بكم للحكم وانتم لاشي بنسبة لها وهي لا تثق فيكم . وتتلاعب بكم على هواها . فرنسا يرعبها 1 نوفمبر جبال الاوراس

إشترك في قائمتنا البريدية