السودان – إسرائيل: رسائل «الزيارات السرية»!

حجم الخط
4

كشفت هيئة البث الإسرائيلية العامة الناطقة بالعربية، مساء يوم الجمعة الماضي، عن «زيارة سرية» قامت بها بعثة أمنية إسرائيلية إلى السودان منذ أيام، وحسب الهيئة فإن البعثة التقت في الخرطوم مع «جهات عسكرية كبيرة» بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السياسي السوداني.
جاءت هذه الزيارة بعد أيام من كشف مصادر سودانية أن وفدا عسكريا سودانيا وصل إلى إسرائيل الثلاثاء الماضي، في «زيارة سرية» أيضا وذلك «لبحث التعاون الأمني والعسكري بين البلدين»، وحسب المصادر فإن الوفد «يضم قيادات رفيعة المستوى من القوات المسلحة وهيئة الاستخبارات العسكرية».
يثير تزامن الزيارتين «السرّيتين» بين مسؤولي الدولتين عددا من الأسئلة المؤرقة. من هذه الأسئلة الممكنة سؤال من قبيل: من كانت تلك القيادات السودانية «رفيعة المستوى» التي زارت إسرائيل، وبماذا يتميّز هؤلاء عن «الجهات العسكرية الكبيرة» التي قابلت الوفد الإسرائيلي في الخرطوم؟
السؤال الممكن الآخر هو: ما الداعي لكل هذه الزيارات التي لم تنقطع من وفود إسرائيلية وسودانية عسكرية وأمنية «رفيعة» بالاتجاهين، ولماذا صار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، يحرص على كشف علاقته بتلك الاتصالات «السرية»، كما حصل في شباط/الماضي، حين زار مبعوث خاص من قبله إسرائيل والتقى بمسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية وقادة الاستخبارات «لبحث القضايا الثنائية والتعاون العسكري والأمني» بين البلدين؟
تبدو هذه الزيارات استعراضا للفجاجة السياسية في وقت تتفاقم فيه الأوضاع السياسية في السودان وتدخل البلاد في استعصاء كبير.
يواجه قادة الانقلاب العسكري الذي جرى في 25 تشرين أول/أكتوبر 2021 انتفاض الشارع السوداني ضدهم، حيث لم تتوقف مظاهرات واعتصامات وحواجز المحتجين منذ ذلك الحين، كما أن السلطات العسكرية لم تستطع الحصول على غطاء شرعيّ لانقلابها، فمجلس السيادة لم يستطع تعيين رئيس وزراء جديد بعد استقالة عبد الله حمدوك في 2 كانون ثاني/يناير الماضي، وتعثرت تشكيلات السلطة الانتقالية كالبرلمان، وما زالت حكومات الولايات يديرها ولاة مكلفون، ووصلت قرارات العسكر إلى مدراء الجامعات الذين أقيل قرابة 30 منهم.
إضافة إلى الفشل السياسي الذريع فقد تابع قادة العسكر مشوار إخفاقهم على المستوى الاقتصادي، فتراجعت قيمة العملة إلى حضيض غير مسبوق حيث وصلت قيمة الدولار إلى قرابة 570 جنيها سودانيا، وارتفعت أسعار السلع بشكل هائل.
أما على المستوى الأمني فاستمرت النزاعات القبلية، وخصوصا في إقليم دارفور، غربي البلاد، وتشهد العاصمة، ومدن أخرى، فلتانا أمنيا وعمليات نهب واسعة. على المستوى الدولي ترافق الهجوم العنيف من البرهان على رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس، مع الاستنكار الدولي لما أظهرته زيارة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان، إلى موسكو، بالتزامن مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما أظهر السودان في الموقع الدولي المعادي للغرب والمؤيد لجرائم الحرب الروسية.
تبدو هذه «الزيارات» المحمومة المتبادلة «خارج التغطية» فيما يتعلّق بكيف يمكن أن تساهم في حل أيّ من هذه الإشكاليات السياسية والاقتصادية، وصعب على السودانيين أن يقرأوا هذه الزيارات خارج إطار التنافس بين قائدي مجلس السيادة، البرهان وحميدتي، على أيهما أكثر قربا من إسرائيل (وكذلك الإمارات وروسيا)، من دون كثير اهتمام بالكارثة التي يقودان إليها السودان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سيف كرار... السودان:

    اعتقد ان هنالك استعجال وقرارات سريعه في زمن قصير، هؤلاء الدارفوريين يريدون بسرعه كلفتت المسائل التي هي اصلا متجزره في السياسه الخارجيه السودانيه الأصيله..مع وضع اعتبار لعلاقة الصهاينه مع الفلسطينيين… الذين رفض المؤسس بن غوريون سلوكهم تجاه الفلسطينيين.. ولاحوله ولاقوه الا بالله…

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    صهاينة العرب عملاء أذلاء , وتبع لصهاينة اليهود !
    المقابل هو بتثبيت كراسيهم بالحكم !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول zzzxxxx:

    اسرائيل هي المستفيد الرئيسي بعلاقتها مع السودان.والسبب قطع الخط الناقل للدعم الايراني للمقاومه في غزه عبر السودان.
    والبرهان تخلى عن عروبته وسار في الفلك الامريكي الاسرائيلي عملا بنصيحة السيسي، الذي اعلن ولائه الكامل لامريكا واسرائيل وعمل عرابا لاسرائيل لاقناع الدول العربيه للتطبيع مع اسرائيل.
    الله يرحمك يا مبارك
    ويرحمك يا عمر البشير
    ربيع عربي قال!!!!!

  4. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف في عهد (العسكر) تحول السودان
    إلى دولة فقيرة فاشلة وكان الله في عون الشعب السوداني المنكوب.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد.

إشترك في قائمتنا البريدية