السودان: اتهامات لـ«الدعم السريع» بقتل ثلاثة كوادر طبية واختطاف اثنين

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: اتهمت لجان المقاومة في مدينة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة، قوات الدعم السريع بقتل ثلاثة كوادر طبية في منطقة «المدينة عرب» غرب «ود مدني» واختطاف اثنين آخرين.
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع قامت باقتحام مستشفى «المدينة عرب» حيث قتلت الطبيب المناوب في المستشفى واثنين من الطاقم الطبي المرافق له، بعد فشل عملية جراحية أجريت لأحد عناصر المجموعة شبه العسكرية التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي».
وحذرت من أن قوات الدعم اختطفت اثنين من الكوادر الطبية بعد قتل زملائهم في مستشفى «المدينة عرب» يوم الإثنين، محملة إياها مسؤولية سلامتهم.
وبينما تتصاعد الحرب السودانية المندلعة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، تعرض العديد من الكوادر الطبية للقتل، وتواجه المستشفيات والمرافق الطبية عمليات قصف وتدمير واسعة أدت إلى خروج أكثر من 70 % من القطاع الصحي عن الخدمة.
وفي السياق، قالت منظمة «أطباء حول العالم» التي تعرف نفسها كمنظمة طبية مستقلة، إنها تحقق ميدانياً من الحادثة، محذرة من أنها تمثل انتهاكاً لقوانين العمل الإنساني والقوانين الدولية.
وقالت: «إنها عبر طاقمها الطبي وبعد المتابعات الميدانية المعقدة نتيجة لانقطاع شبكات الاتصال داخل ولاية الجزيرة وصعوبة الحركة داخل مناطق ولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان بسبب استمرار العمليات العسكرية ونقص إمدادات الوقود، تحققت من الحادثة» مضيفة: «إن ما حدث لا يمت للإنسانية بصلة ولا أبسط أبجديات وأعراف وأخلاقيات العمل الإنساني والقانون الدولي الإنساني».
وحسب المنظمة، قامت قوات الدعم السريع بقتل الطبيب (ا.ع ) ومعه كادر طبي آخر بمستشفى «المدينة عرب» الريفي بعد فشل عملية جراحية أجريت لأحد جنودهم المصابين، مشيرة إلى أن الطبيب (م . س) الذي يعمل بمستشفى الحصاحيصا قتل أيضاً، بالإضافة لاختطاف اثنين من الكوادر الطبية أحدهما من مدينة رفاعة بشرق الجزيرة، والآخر من قرية الدوحة بجنوب الجزيرة.
ونوهت إلى أن ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً لقوانين العمل الإنساني والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مؤكدة رفضها استهداف الأطباء والعاملين في الحقل الصحي من قبل قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة. ودعت وزارة الصحة ومؤسسات العمل الطبي والمؤسسات العدلية والقانونية المحلية والدولية لإدانة هذا العمل «غير المقبول».
وتشهد ولاية الجزيرة أعمال عنف واسعة، تقول لجان المقاومة إنها تفاقمت في ظل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت عن الولاية الواقعة وسط البلاد.
يأتي ذلك وسط تحذيرات من خروج الأوضاع عن السيطرة، عممتها غرف الطوارئ الناشطة في تقديم المساعدات للمدنيين في المناطق المحاصرة بالمعارك المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وتدخل أزمة تعطيل الاتصالات في أنحاء واسعة من البلاد أسبوعها الرابع، بينما معظم سكان إقليم دارفور غرب السودان خارج التغطية منذ أشهر.
في حين شهدت مناطق محدودة شمال وشرق البلاد ونطاق محدود من إقليم دارفور، عودة ضعيفة لخدمات الاتصال والإنترنت.
بالتزامن، قالت لجان مقاومة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إنها تشهد عمليات انتهاكات وأعمال قتل واغتصاب استهدفت المدنيين في المدن والقرى البعيدة عن المناطق العسكرية.
وحسب لجان المقاومة، اقتحمت قوات الدعم السريع أمس الثلاثاء، قرية «المحيريبا» بغرض النهب والسلب، وأسفر عن هذا الاقتحام مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة شخصين، فضلاً عن نهب القرية بأكملها.
وفي ظل التداعيات الأمنية في ولاية الجزيرة، أعلنت عدد من منظمات الصحية والإنسانية تعليق أعمالها في ولاية الجزيرة.
ودعت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة المجتمع الدولي للوقوف على الانتهاكات التي تتهم قوات الدعم السريع بارتكابها في مدن وقرى الولاية.
بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي، أصبحت ود مدني ملاذاً آمناً لملايين النازحين الفارين من الحرب المندلعة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى. كما انتقلت إليها المنظمات الإنسانية والمستشفيات والخدمات الطبية، التي تقدم الرعاية الصحية لمئات الآلاف من المرضى الذين نزحوا من مختلف ولايات السودان، بما في ذلك جرحى ومصابو الحرب والمرضى بأقسام العناية المركزة. لاحقاً، نقل العديد من المستثمرين ورجال الأعمال أعمالهم إلى هناك في ظل الحراك النشط الذي تشهده المدينة.
لكن حريق الحرب سرعان ما التهم « ود مدني» درة خاتم السودان، حيث أعلنت قوات الدعم السريع في 18 كانون الأول/ ديسمبر سيطرتها على المدينة بعد أربعة أيام من المعارك المتواصلة على تخومها، وذلك بعد انسحاب مفاجئ لقوات الجيش.
وحذرت نقابة الأطباء السودانيين من أن اتساع رقعة الحرب وتمددها إلى مدينة ود مدني يضع البلاد أمام واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في ظل الحرب الراهنة. ولفتت إلى أن مدينة ود مدني بعد اندلاع الحرب في الخرطوم ومدن أخرى أصبحت ملاذًا آمنًا لمرضى القلب والسرطان والكلى والحالات الطبية المستعصية، الذين يواجهون مصيراً مجهولاً بسبب إغلاق المستشفيات ونقص الدعم الصحي والموارد الطبية ونزوح الأطباء والكوادر الصحية الى خارج مدينة ود مدني.
ولفتت إلى أن أغلب المستشفيات أصبحت خاوية وغير قادرة على تقديم الخدمات الطبية اللازمة، حيث تم احتلال مستشفى الجزيرة للطوارئ والإصابات وخرج عن الخدمة، وأغلق مركز مدني لأمراض وجراحة القلب بعد أن أصبح مباشرة في مرمى نيران الاشتباكات العسكرية، فضلاً عن توقف الخدمة في باقي المستشفيات التخصصية. وأضافت: «تزداد الأمور تعقيداً بإغلاق الصيدليات ونقل الأدوية التجارية خارج ود مدني».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية