السودان: قوات الجيش تنكّل بمعارضي الانقلاب… والداخلية تعلن مقتل عميد

ميعاد مبارك
حجم الخط
2

الخرطوم ـ «القدس العربي»: قتل شخص وأصيب العشرات في تظاهرات خرجت أمس الخميس، في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى، للمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري وتسليم السلطة للمدنيين، في حين أعلنت وزارة الداخلية مقتل عميد في الشرطة، لتوضح لاحقا أنها اعتقلت “الجاني”.
ولم تكن تظاهرات الأمس كسابقاتها في العاصمة السودانية الخرطوم، فقد كانت المدينة أشبه بمنطقة عسكرية، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية المشتركة، ومدرعات الجيش، والعربات العسكرية الضخمة المحملة بالجنود، وسقوط العشرات بين قتيل وجريح ومعتقل.
واستخدمت القوات الأمنية، التي حاصرت المواكب في مدن العاصمة السودانية الثلاث، الخرطوم، الخرطوم بحري وأمدرمان، الأسلحة الثقيلة والرصاص بالإضافة للغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، في مواجهة المحتجين الذين احتموا بالمنازل المحيطة بنقاط تجمع التظاهرات. وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان أمس عن مقتل الريح محمد، برصاصة في البطن، وإصابة العشرات قالت إنها ما زالت تقوم بحصرهم.
وهاجمت أعداد ضخمة من الجيش المواكب من الشوارع الفرعية المحيطة بشارع القصر والمناطق المحيطة به. كما هاجمت أعداد كبيرة من مدرعات الجيش التظاهرة من الوسط ومن الأطراف، في التوقيت نفسه، مع إطلاق كثيف للرصاص والغاز المسيل للدموع، حسب مشاهدات مراسلة صحيفة “القدس العربي” .
ولاحقت القوات الأمنية المتظاهرين الذين حاولوا الاحتماء بالمنازل إلى داخل الأحياء، واعتقلت العشرات منهم، بينما سقط عدد كبير من المتظاهرين أثناء عمليات الملاحقة، وتعرضوا للدهس بمدرعات وسيارات الأجهزة الأمنية.
وحسب شهود عيان، في مستشفى الجودة وسط الخرطوم، هناك عدد كبير من المصابين بالرصاص وآخرين تم دهسهم بمدرعات الأجهزة الأمنية، تم تحويل بعضهم إلى مستشفيات أخرى بسبب قلة الكوادر الطبية.
واقتحمت الأجهزة الأمنية عددا من المؤسسات الإعلامية واعتقلت عددا من الصحافيين داخلها وآخرين أثناء تغطية التظاهرات في محيط القصر الرئاسي، كما انهالت عليهم بالضرب بالهراوات، الأمر الذي أدانته شبكة الصحافيين السودانيين في بيان أمس.
في المقابل أعلنت وزارة الداخلية أن عميد الشرطة علي بريمة حماد قتل اثناء تأدية واجبه في حماية مواكب المتظاهرين بالتحديد بالقرب من مباني “معمل استاك” شرق شارع القصر.
ولاحقا أكدت في بيان أنها ألقت القبض على قاتل العميد. وأوضح المكتب الصحافي للشرطة في بيان أن “القاتل أقر بارتكاب الجريمة، وإصابة آخرين من العناصر الأمنية بالأذى الجسيم”، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وأشارت الداخلية إلى أنه جار التعقب والقبض على بقية المتهمين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول alaa:

    اصبحت الجيوش في بلادنا العربية لقتل الشعب بدلا من حمايته– سبحان الله– الجيش يعيش من مال الشعب ولكنه يقتله — هذا في بلادنا العربية فقط– علي الشعب خلع هؤلاء القتله ومحاكمتهم واخضاع الجيش للحاكم المدني

  2. يقول أكاديمي أردني:

    ما هو المانع من اختيار نخبة بالتزكية الشعبية من العلماء الأفاضل والخبراء ووجوه الناس والمصلحين من المدنيين (مثلا ألف شخص، ومئة لكل ولاية) وتشكيل مجلس انتقالي منهم لادارة شؤون البلاد، ويعود العسكر إلى مواقع الشرف لهم في ثكناتهم بدون تدخل، فتدخل العسكر لم يكن يوما ما أمرا سليما.

إشترك في قائمتنا البريدية