الخرطوم- «القدس العربي» : اتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع باستخدام مناطق «النقعة والمصورات» الأثرية في عمليات عسكرية استهدفت قرى وبلدات ولاية نهر النيل شمال العاصمة الخرطوم.
وتعود المعابد والمواقع الأثرية في النقعة والمصورات إلى القرن الرابع قبل الميلاد حيث ازدهرت الحضارة الكوشية، التي يعتبرها العلماء إحدى أعرق الحضارات في العالم.
ومنذ الثلاثاء، تشهد مناطق جنوب ولاية نهر النيل هجمات عسكرية متبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تحاول قواتها التوغل في الولاية التي تحتشد فيها القوات المسلحة.
وقالت وزارة الخارجية السودانية إنها حصلت على مقاطع مصورة لقوات الدعم السريع تظهر عناصرها في المواقع الأثرية في «النقعة والمصورات» التي تقع بولاية نهر النيل، وأن تلك القوات أعلنت أنها ستستخدم الموقع للانطلاق في هجمات جديدة على القرى والبلدات القريبة.
والنقعة والمصورات من أبرز المواقع الأثرية المحمية في السودان، وبها مبان يعود تاريخها إلى حوالي 3 آلاف سنة وأنها ضمن قائمة التراث الإنساني منذ عام 2011.
وقالت إن «الاعتداء على تلك المناطق متواصل لسعي قوات الدعم السريع الممنهج لتدمير التراث الثقافي في السودان والذي شمل حتى الآن تخريب متحف السودان القومي ودار الوثائق القومية وعددا من الجامعات والمكتبات العامة وأماكن العبادة التاريخية». واتهمت قوات حميدتي بتدمير الكنيسة الإنجيلية بمدينة ود مدني، الأسبوع الماضي، والتي يتجاوز عمرها المائة عام، مضيفة: «إنها سبق أن خربت عددا من المساجد والكنائس في العاصمة السودانية الخرطوم».
وحذرت من أن استهداف التراث الثقافي والمؤسسات التي تجسد حرية الأديان سمة بارزة تميز الجماعات الإرهابية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي بتصنيف «الدعم السريع» كجماعة إرهابية والتعامل معها على ذلك الأساس.
وحسب شهود عيان تحدثوا لـ»القدس العربي»، شهدت مناطق جنوب شرق ولاية نهر النيل تحركات لقوات الدعم السريع، وأن الطيران العسكري قام بقصف مناطق تجمع تلك القوات. وتقع في ولاية نهر النيل تسع مناطق أثرية بارزة، تشمل أهرامات البجراوية ومروي والنقعة والمصورات والحماداب والهوبجي والشنقاوي بالإضافة إلى ود بانقا وحجر المروة.