السودان: مقتل 17 شخصا وإصابة العشرات جراء عمليات القصف المدفعي على الخرطوم والفاشر

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: تصاعدت وتيرة المعارك المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الجمعة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، وأكدت مصادر طبية لـ«القدس العربي» مقتل 17 شخصا على الأقل وإصابة العشرات جراء عمليات القصف المدفعي التي طالت الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين. بينما تتحدث الأمم المتحدة عن رصدها أكثر من ثمانين قتيلا في الفاشر خلال الأسبوعين الماضيين.
ونفذت قوات الدعم السريع، أمس الجمعة، عمليات قصف مدفعي واسعة طالت عددا من أحياء مدينة أمدرمان غرب العاصمة السودانية الخرطوم.
وحسب مصدر طبي تحدث لـ« القدس العربي» فقد راح ضحية القصف الذي استهدف احياء محلية كرري وحارات منطقة الثورة، 7 قتلى بينهم طفل، بينما نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى « النو» غرب أمدرمان.
وقتل 10 آخرون خلال عمليات قصف مدفعي طال الأحياء الجنوبية لمدينة الفاشر، التي كانت بعيدة عن مرمى النيران خلال الأسابيع الماضية. وتصاعدت العمليات العسكرية شمال وشرق المدينة بين قوات الجيش والحركات المسلحة الموالية لها وقوات الدعم السريع المرتكزة في تخوم الفاشر. ونزح أكثر من 1000 شخص من الأحياء شمال وشرق الفاشر إلى المناطق الجنوبية التي أصبحت مكتظة بالنازحين. وتمددت العمليات العسكرية أمس الجمعة إلى معسكر «طويلة» للنازحين وسط عمليات قصف مدفعي واسعة.
وخلال أسبوعين من المعارك المحتدمة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قتل 85 شخصا وأصيب نحو 700 آخرين حسب منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا».
ويواجه مستشفى الفاشر الجنوبي نقصا حادا في الإمدادات الطبية التي قد لا تكون كافية لأكثر من 10 أيام، بينما تعرضت مبانيه الأربعاء للقصف مما أدى إلى مقتل متطوعة وإصابة آخرين، فضلا عن الأعطال التي طالت خدمات الكهرباء والمياه في المستشفى. وتتهم حكومة إقليم دارفور قوات الدعم السريع بمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى الفاشر، الأمر الذي يضع نحو مليون شخص داخل المدينة في مواجهة الموت بسبب نقص الطعام والدواء والمعارك العنيفة في محيط المدينة التي تعد آخر مناطق سيطرة الجيش في إقليم دارفور.
وقالت الأمم المتحدة إن وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر يتعرض لقيود شديدة في أعقاب انقطاع طريق الإمداد القادم من مدينة كوستي جنوب البلاد منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأشارت إلى أن أكثر من اثنتي عشرة شاحنة تحمل مساعدات لأكثر من 121 ألف شخص تحاول الوصول إلى الفاشر المحاصرة منذ أكثر من شهر.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوب «إن معبر الطينة الحدودي الواقع على الحدود السودانية التشادية استقبل 31 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، تتبع لبرنامج الغذاء العالمي في طريقها إلى جنوب دارفور».
وتسيطر قوات الدعم السريع في جنوب دارفور على أربع من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأكد مناوي أنه من المنتظر أن تصل هذه القافلة إلى مناطق سيطرة الدعم وستجد كل التعاون من القوة المشتركة للحركات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، محذرا قوات الدعم من القيام بأي عمل يتسبب في عرقلة مسار المساعدات الإنسانية.
ولفتت منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أن اندلاع القتال وانعدام الأمن تسبب في تقييد وصول المساعدات عبر خطوط التماس والحدود.
ومنذ بداية العام الجاري وصلت 39 شاحنة فقط إلى الفاشر عبر خطوط التماس وعبر الحدود. وقامت الشاحنات بنقل الإمدادات الصحية والغذائية والإمدادات لحوالي 186 ألف شخص فقط. وما يزال حوالي 1500 طن من المواد غير الغذائية عالقة عند معبر الطينة في انتظار الموافقة على التحرك لمدة ثلاثة أسابيع، مما يحرم أكثر من 94 ألف شخص من المساعدات المنقذة للحياة. وقالت الأمم المتحدة إن 13 ألف شاحنة تحمل إمدادات صحية وغذائية لأكثر من 121 ألف شخص، كانت في طريقها إلى الفاشر، لكنها ما تزال عالقة هناك منذ 3 أبريل/ نيسان الماضي بسبب التأخير في الحصول على التصاريح عند نقاط التفتيش، وانعدام الأمن في الآونة الأخيرة.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت رفضها اتفاقا أبرمه حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية في مارس / آذار الماضي. وقالت إن مناوي لا يملك تفويضا لتلقي المساعدات الإنسانية نيابة عن إقليم دارفور، مشددة على أنها لا تعترف بالاتفاق الذي تضمن إيصال المساعدات الإنسانية من بورتسودان عبر طريق الدبة إلى دارفور، وأنه لا يعنيها في شيء.
وطالبت بالتنسيق مع الأطراف التي تسيطر على المناطق المعنية لإيصال المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى محاولات لإدخال الأسلحة والذخائر إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومناطق أخرى في الإقليم تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
ويضع الجيش السوداني من جانبه كذلك محاذير دقيقة لعبور المساعدات ومسارات وصولها، في ظل المعارك المحتدمة والاتهامات المتبادلة باستخدام مسارات المساعدات لتمرير إمدادات عسكرية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية