السيستاني قلق من الوضع العراقي وتدخله مرهون بتجاوز «الخطوط الحمراء»

مشرق ريسان
حجم الخط
2

بغداد ـ «القدس العربي» : يتبنى زعيم تحالف “الفتح”، هادي العامري، أبرز أقطاب “الإطار التنسيقي” الشيعي، مبادرة تهدف إلى جمّع قادة الأحزاب السياسية حول طاولة “حوار وطني شامل” يُفضي إلى تشكيل حكومة جديدة بمشاركة الجميع، وتُنهي الأزمة السياسية التي تشهد تطوراً متسارعاً منذ انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما يراقب المرجع الشيعي علي السستاني الوضع العراقي بقلق، وتدخله مرهون بتجاوز الـ”الخطوط الحمراء”
وكشف النائب عن تحالف “الفتح”، معين الكاظمي، عن هدف الزيارة التي أجراها العامري إلى إقليم كردستان العراق.
وقال إن “العامري يعمل على التهدئة وتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية لحل الأزمة التي يمرُّ بها البلد”، لافتاً إلى أن “قضية الانتخابات المبكرة وحلّ البرلمان، شأن وطني ولا يقتصر على الإطار التنسيقي والتيار الصدري”، حسب الوكالة الرسمية.
وأضاف، أن “الهدف من زيارة العامري لكردستان وإلى جهات سياسية أخرى هو أن يكون هنالك حوار وطني شامل للخروج من هذه الأزمة”.
وأشار إلى “أهمية الابتعاد عن التصعيد والتحشيد والركون إلى السياقات القانونية والدستورية”. كذلك اعتبر، رئيس كتلة “بدر”، النائب مهدي تقي، في بيان مقتضب إن “خطوات هادي العامري تحمل في طياتها انفراجا للوضع الحالي والتوجه نحو تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف السياسية، والأيام المقبلة ستشهد لقاء الجميع على طاولة الحوار”.
ونفّذ العامري زيارة إلى كردستان، شملت أربيل والسليمانية، أول أمس، التقى خلالها قادة الأحزاب السياسية الكردية، بهدف إيجاد مخرج للأزمة الحالية.
وبحث رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، مع العامري، آخر تطورات الوضع في العراق والعلاقات بين الإقليم وبغداد.
وقال في بيان، إن الأخير استقبل العامري “لبحث آخر تطورات الوضع في العراق والعلاقات بين الإقليم وبغداد”.
وأشار رئيس تحالف “الفتح”، وفق البيان، إلى أن “لإقليم كردستان وقيادته دوراً فاعلاً في المعادلات السياسية العراقية، وهو ما يحتم على جميع الأطراف والمكونات العراقية الارتكان إلى الحوار، إلى جانب تعزيز جهودها من أجل إنقاذ العراق من الوضع الخطير الذي يشهده”.
أما بارزاني، فقد أعرب عن “دعمه لجميع أشكال المفاوضات والمحادثات القائمة على مبدأ قبول الآخر وتعزيز الثقة بين جميع مكونات العراق”، لافتاً إلى أن “المكونات العراقية ترتبط بمصالح مشتركة ويمكن أن تكون أساساً للتقارب وحل المشاكل”.
وشدد على أن “تنفيذ الدستور يصب في مصلحة جميع المكونات، ويضع العراق على مسار التقدم والرخاء والازدهار”.
واختتم وفد الإطار برئاسة العامري، جولته في الإقليم، بلقاء رئيس الاتحاد الإسلامي الكردستاني، وأعضاء من المجلس السياسي للاتحاد، في السليمانية، بعد لقاء مشابه مع حراك “الجيل الجديد”.
وأوضح “الاتحاد الإسلامي الكردستاني”، في بيان، أن “اللقاء الذي جمع صلاح الدين محمد بهاء الدين، الأمين العام للاتحاد، بالعامري والوفد المرافق له، شهد مناقشة آخر المستجدات في العراق والعمل على حل المشكلات المتراكمة في العراق بأسرع وقت ممكن”.
وأكد بهاء الدين، حسب البيان، أن “العراق لا يمكن أن يتسامح مع كل هذه الصراعات، وأن جميع المشكلات بين الأطراف يجب حلها من خلال الحوار ومراعاة البعد الوطني وتنفيذ الدستور”.
وسلط العامري، وفقاً للبيان، الضوء على “المبادرة المعدة لإنقاذ العراق من الوضع الراهن”، وأكد أن الأطراف العراقية “يجب أن تتوصل إلى اتفاق من أجل مصلحة الشعب والوطن وإنقاذ البلاد من هذا الوضع الراهن”.
وبشأن تفاصيل اجتمع رئيس “الاتحاد الوطني الكردستاني”، بافل طالباني، مع العامري، في مدينة السليمانية، ذكر بيان للحزب إنه “تم مناقشة آخر المستجدات السياسية والمبادرات الجديدة لحل المشاكل التي تواجه العملية السياسية العراقية وتم تبادل وجهات النظر”.
وشدد الاجتماع على “ضرورة توحيد الجهود الوطنية لإيجاد مخرج دستوري وقانوني للوضع غير المرغوب فيه في العراق”، واتفق الجانبان على “مواصلة المحادثات والحوار البناء للتغلب على القضايا”.
وأكد بافل جلال طالباني أن “الاتحاد يرحب بأي مبادرة تجمع كل الأطراف وتهدف إلى التوصل إلى اتفاق وطني وإنقاذ البلاد من الوضع الذي هي عليه”.
وأضاف: “أننا طالبنا في السابق بالحوار الوطني لتذليل العقبات بسياسة الرئيس مام جلال، واليوم يدعم الاتحاد الوطني الكردستاني هذه المبادرة الجديدة التي تتماشى مع رؤية الاتحاد الوطني الكردستانية وتخدم الجمهور واستقرار البلاد”.

ترميم العملية السياسية

وقال، القيادي في الاتحاد، محمود خوشناو، إن “الاتحاد الوطني ينتظر من العامري وقادة الإطار ترميم البيت السياسي العراقي، وزيارته إلى السليمانية ولقاؤه بافل طالباني هما محاولة لترميم العملية السياسية”.
وأضاف: ” أكد أن منزل الرئيس الراحل جلال طالباني في بغداد والسليمانية يبقى مفتوحا لجميع القوى ليكون نقطة انطلاق لحوار جاد”، مستدركاً: “الدخول على خط الأزمة لن ينفع أحد، لذلك الفيصل بين القوى السياسية، هو الدستور”.
وتابع: “الاتحاد الوطني لم يساهم في تعقيد المشهد ولم يزاحم أحدا، لذلك البوصلة يجب أن توجه إلى الديمقراطي الكردستاني، ليكف عن المزاحمة ونأمل الوصول إلى صيغة حل تفضي لإنهاء الملفات العالقة، بينها ملف رئيس الجمهورية”.
وختم بالقول: “الاتحاد أصدر قرارا باتا وقطعيا أن لا تراجع عن ترشيح برهم صالح للكرسي الرئاسي”.

ترطيب الأجواء

بينما أشار زعيم جماعة العدل الإسلامية الكردستانية، علي بابير في مؤتمر صحافي، إلى أن زيارة العامري كانت “لترطيب الأجواء ولعقد لقاء وطني يجمع جميع الأطراف المتخاصمة”.
كما ذكر مكتب العامري في بيان مقتضب، أنه “التقى رئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد في مدينة السليمانية ضمن زيارته التي يقوم بها إلى إقليم كردستان”.
وفور عودة العامري إلى العاصمة الاتحادية بغداد، التقى رئيس حركة “بابليون” المسيحية، ريان الكلداني، الذي أعلن ترحيبه بمبادرة العامري لحل الأزمة السياسية.
وحسب بيان لمكتب الكلداني، فإن اللقاء تضمّن بحث “معالجة المشاكل السياسية وإنقاذ العراق من حالة الانسداد السياسي”.
ونقل البيان عن الكلداني قوله: “نحن نرحب وندعم كل مبادرة تسعى إلى لم شمل أبناء الوطن الواحد”، مؤكداً “نحن نسعى وندعو لعودة الحوار الوطني للواجهة لأنه طريق النجاة إلى الجميع”، حاثّاً على “دعم أي مبادرة للحوار مع جميع الاطراف من أجل الوصول الى حلول تخدم الشعب والوطن”.
يأتي ذلك في وقتٍ أكد ثلاثة مسؤولين مقربين من رجل الدين الشيعي البارز، علي السيستاني، في مدينة النجف، أن المرجع الأعلى في العراق “لم يستخدم نفوذه حتى الآن”؛ لأنه لا يريد أن يبدو متحيزاً إلى جانب واحد، وذلك في أكبر أزمة شيعية داخلية منذ عام 2003.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير، نقلاً عن ثلاثة من رجال مدرسة السيستاني تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، بسبب عدم امتلاك صلاحية التصريح، “إن المرجعية تراقب الوضع بقلق”.
وقال أحد المتحدثين إن السيستاني “لن يتدخل في الوقت الحاضر، فقد يُنظر إلى دخوله على أنه يميل لطرف على الآخر”.
وذكرت الوكالة أن “السيستاني نادرًا ما يتدخل في الشؤون السياسية، ولكن عندما يتدخل فقد يغيّر مسار السياسة العراقية”.
واستشهدت بتدخله عام 2019 حيث أدت خطبته إلى استقالة رئيس الوزراء آنذاك عادل عبد المهدي من رئاسة الوزراء في خضم الاحتجاجات.
ونقلت عن مسؤول في النجف قوله إن “المرجع الأعلى سئم من الديناميكيات السياسية العراقية الحالية، ولم يستأنف خطبه المعتادة يوم الجمعة التي تم تعليقها أثناء تفشي وباء كورونا، ولا تزال أبوابه مغلقة في وجه النخب السياسية في العراق، في إشارة إلى أنه لا يوافق عليها”.
وأبلغ المسؤولون في مدرسة السيستاني الوكالة أن “لدى السيستاني خطوطا حمراء، إذا تم تجاوزها، فإنها ستجبره على التدخل، وتشمل إراقة الدماء ومحاولات تقويض ما يُنظر إليه على أنه أسس ديمقراطية في العراق”.
سياسياً أيضاً، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، أن بلاده تتجنب التدخل في الشأن العراقي وتتابع تحولاته السياسية عن كثب، داعيا إلى إرساء دعائم السلم والاستقرار في العراق.
وقال، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن “قضايا العراق مهمة لأنه بلد جار لنا ونتابع تحولاته السياسية عن كثب”، داعيا إلى “إرساء دعائم السلم والاستقرار في العراق”.
وأضاف، أن “اتصالاتنا مع السلطات العراقية مستمرة”، مستدركا بالقول إن “ايران تتجنب التدخل في الشان العراقي”.
ودعا إلى “تشكيل حكومة شاملة نقف إلى جانب الشعب العراقي”، معربا عن أمله أن “تصبح العلاقات الإيرانية العراقية اقوى من السابق”.
وحث، القوى السياسية العراقية إلى “التمسك بالدستور العام للبلاد”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن بغداد:

    شيئاً فشيئًا ابتعد الجميع عن من اجج هذه الازمة بعد ان شعروا بخطورته وحبه لكي يكون قائداً منفرداً من غير برلمان او انتخابات.

  2. يقول عراقي مغترب:

    المرجعيه والأحزاب ما يسمى اسلاميه هي سبب دمار العراق وشعبه بمساندة إيران وتركيا والاكراد .

إشترك في قائمتنا البريدية