السيسي شريك لا صديق

حجم الخط
8

ما الذي نعرفه حقا عن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي؟ إن طوفان الكلام الذي أغرقنا في عملية الجرف الصامد أعلن أن السيسي في ملعب الأخيار وجعله في رأس قائمة اصدقاء اسرائيل، في مكان أعلى كثيرا من الرئيس اوباما.
وقد بالغوا عندنا كثيرا حتى إن رساما كاريكاتوريا من معسكر الأشرار صور السيسي ملتفا بعلم اسرائيل، مهاتفا بالهاتف الاحمر مكتب نتنياهو في القدس كي يتلقى منه توجيهات الى مفاوضة وفد حماس.
ويُصور مُحادثون من مصر صورة اخرى للسيسي. فهو محصور العناية في هدف. وقضية غزة هي موضوع واحد فقط في قائمة المواضيع الساخنة على طاولته. وهو يعلم أن الوقت في غير مصلحته، فعنده سنتان ليعرض على مصر انجازات ولا سيما اقتصادية، وليُقر في مصر ترتيبا أمنيا جديدا. لكن السيسي ليس صديق أحد بل بالعكس، فمنذ اللحظة التي دخل فيها قصر الرئاسة أصبح يتصرف بارتياب يميز الحكام الذين يعتمدون على أنفسهم فقط. فهناك الكثير جدا من الأعداء، والكثير جدا ممن يبغون الشر له، والكثير جدا من المشكلات التي قد تورطه.
يعرف السيسي جيدا بحملات الاقناع التي قام بها مبعوثون اسرائيليون رسميون الى واشنطن كي يُبينوا لادارة اوباما أنه حان الوقت لنسيان إسلاميي مصر وللتغاضي للسيسي عن عزله سلفه مرسي. ولا خلاف في أن النشاط الاسرائيلي أسهم في تجديد المساعدة العسكرية لمصر وادراك اوباما أن مصر تستحق أن تعود الى دور لاعبة مركزية. وحينما لم ننجح في إبطال ميل البيت الابيض العجيب الى الالتزام بورقة اللعب القطرية والتركية، فعل التعاون الاسرائيلي المصري فعله.
يعرف السيسي معرفة عميقة من عمله السابق رئيسا للاستخبارات العسكرية، أمر الانفاق في غزة. وقد أعلن الحرب عليها قبلنا (يزعم المصريون أنهم دمروا 1630 نفقا)، ولا يهاتف الجيش المصري ولا يطلق صواريخ تحذير.
للسيسي تصفية حساب مع حماس وحركة الاخوان المسلمين. وحينما ضموه الى المجلس العسكري الأعلى الذي أدار مصر بعد عزل مبارك فورا تلقى هو خاصة، ولم يكن ذلك بالصدفة، عمل الاتصال بالاسلاميين. فكل ما كان يعرفه عنهم وعن العلاقة بين الاسلام المتطرف والعمليات الارهابية أفضى به الى مطاردة رؤساء حركة الاخوان والى القعود في كرسي الرئيس كي يُسير مصر في مسار سليم العقل.
لكن كل ذلك لا يعني أن السيسي صديق اسرائيل. إن السيسي شريك. والذي يعتقده في خالد مشعل وفي الاذرع العسكرية في غزة اسوأ مما يعتقدونه عندنا. ويقولون لي إنه في الغرف المغلقة في مقر المخابرات في القاهرة، الفريق المصري أشد على حماس من الفريق الاسرائيلي.
ليست للسيسي خطط ليرقص على أنغام أي أحد بل عنده قائمة مصالح. وهو غارق الآن في مشروعه الطموح وهو انشاء قناة السويس الثانية. وقد التزم بأن يوجد مليون مكان عمل جديد للعاطلين في مصر، وعنده مشكلة هي مشكلة مليوني عامل يهربون الآن من ليبيا دون تأمين مصدر رزق. ويجب عليه أن يواجه مؤامرة عدد من الدول الافريقية لتحويل منابع مياه النيل. وما زال الاخوان المسلمون يترصدون له لاسقاطه.
ما زال الرأس المصري غير مستعد لتحول حقيقي معنا اذا استثنينا الموضوع المُركز وهو تسوية الهدنة في غزة. وسنرى هل يقترحون توسيع المشروع الاقتصادي الزاهر لـ «كويز» (صناعات النسيج المشتركة التي يتم التقليل من اظهارها وتُدخل ملايين). وسنرى هل ترسل مصر الى هنا سفيرا جديدا. وسنرى هل يحصل اسرائيليون على تأشيرات دخول الى مصر وهل يأتي مصريون الى اسرائيل. ولا يوجد حديث ألبتة عن زيارة ظاهرة لمسؤول مهم اسرائيلي. إن الشريك المصري يُجري علاقات بالهاتف. والتنسيق حميم ووثيق وهناك لغة مشتركة لكننا لم ننجح بعد في حل لغز السيسي.

سمدار بيري
يديعوت 12/8/2014

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله:

    الان الان وليس غدا…فليدفن انصار السيسي رؤوسهم في التراب

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    ليس للسيسي صديق
    فهو لا يؤمن بالصداقة الا بمدى مصلحته منها
    عندما تراه تقول أهبل وعندما تسمعه تقول يستهبل ولكننا بصراحة الهبلان

    السيسي مشروع ماسوني عسكري لتدمير من يرفع رأسه من الاسلاميين
    فلا ننسى أنه ربيب العسكريه الأمريكية ومنسق التعاون مع اسرائيل

    القدر وأقصد اسرائيل يجلس على ثلاثة حجارات والسيسي أحدها
    أما الحجران الآخران فهما حكمان ملكيان بالمنطقة واللبيب يفهم

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول عبد الكريم البيضاوي. السويد:

    لحظة فقط للتأمل. تأمل حال ذاك المواطن العربي, سواء أكان ذاك الزعيم أو غيره. صورة معقدة, ثقافة لم تجدد, لم تنقح بدم جديد كي تبعث فيها روح وحياة. القاطرة تسير وتسير إلى أن تنهك فتتوقف.

    لم يحسن التعبير عنها أفضل من قائل هذه الابيات, أبو العلاء المعري

    غير مجد في ملتي واعتقادي نــــــوح باك ولا ترنم شاد
    وشبيه صوت النعي اذا قيس بصوت البشير في كل ناد
    ابكت تلكم الحمامــة أم غنت على فــــرع غصنها المياد
    صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد؟
    خفف الوطء ما اظن اديـــــــــم الارض الا من هذه الاجساد

    حتى وإن لم يبتدعوه بعد هو اليوم ” اليوم العربي للتأمل” يوم 13/8.

  4. يقول عبد الله:

    في العلن هو “صديقهم” وفي السر هو “خبيبهم”

  5. يقول محمد صيام:

    للأسف بعد ٣٠ يونيو وعزل مرسي لم تتذكر حماس انها المسوءلة عن ١،٨ مليون فلسطيني في قطاع غزة وتبنت موقف الاخوان المسلمين وكان تلفزيون حماس يحرض المصريين على التظاهر ومقاومة الانقلاب كما يسمونه في حماس.

    هذا لا يعني ان تقوم مصر بإغلاق المعبر نكاية بحماس لانه عقاب جماعي للفلسطينيين بسبب موقف غير حكيم من حكام غزة.

  6. يقول محمد محمود *فلسطين 48*:

    مع كل الانتقادات للسياسه المصريه ولكن من العيب المبالغه والقناعه بما تكتبه صحف العدو ان السيسي شريك وليس صديق – من مصلحة اسرائيل زيادة الشرخ في العالم العربي وخاصه بين مصر وحماس -وكلنا يعلم ما هي الخلفيه الموجوده بعلاقات حماس ومصر -وخاصه ان مصر توجه لحماس مليون تهمه – ولكن يجب ان لا ننكر دور مصر في المفاوضات ولو افترضنا ان مصر خارج الصوره والمفاوضات ماذا كانت ستكون النتيجه باستمرار العدوان الاسرائيلي واستفراد اسرائيل بالعدوان على غزه في ظل غياب مطلق للتاثير العربي بل وجود التئامر العربي -لذلك علينا عدم الانجرار للدعايه الاسرائيليه والحفاظ على العلاقات مع الشقيقه مصر واعطائها دور مركزي في اي حل اني او مستقبلي

  7. يقول الوافي:

    ما دام السيسي بهذا السوء القومي لماذا تضرب اليه اكباد ابل الفلسطينيين من كل حدب وصوب وعلى اختلاف مشاربهم ..فليتجهوا الى الى قائد عربي اخرقد يكونوا اكثر راديكالية قومية ان وجد

  8. يقول aziz maoc:

    إلى الأخ المعلق وافي
    لقد اتجه الفلسطنيون إلى الرئيس مرسي ولكن سيسيك كان له بالمرصاد
    نسأل الله أن يسلط على إسرائيل رئيسا مثل السيسي ليحكمها يكون شديدا على شعبها يمعن فيهم تقتيلا رحيما بأعداء إسرائيل مثل السيسي تماما

إشترك في قائمتنا البريدية