القاهرة ـ «القدس العربي»: ” أنا لا أبالغ والله.. لا أبالغ والله والله والله البلد دي كانت كده على وشك السقوط، نشكر الله إننا نخلي بالنا من الناس ونجري عليهم، ونحاول نيسر أحوالهم ونبني ونعمر”، بهذه الكلمات سعى الرئيس السيسي أمس الأربعاء 23 مارس/آذار، أن يعيد الهدوء لملايين المواطنين، الذين يغشاهم الخوف، إثر ما تعرضت له عملتهم الوطنية من تردٍ وموجات متتالية من الغلاء أطاحت بفقرائهم وأغنيائهم على حد سواء.. وتابع الرئيس :”اللي عايز يشكرني وقد يرى إني عملت أمر طيب يخلي باله من مصر.. أنا بتكلم والله يعلم ما في نفسي، أن إحنا نحافظ على الوطن ده وعلى حياة الـ100 مليون في أمان وسلام في ظل الحالة اللي موجودة في العالم دي.. الشكر مش ليا لا الشكر لله سبحانه وتعالى”. جاءت تلك التصريحات على لسان الرئيس السيسي خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2022، في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية في التجمع الخامس في القاهرة الجديدة.. وسعى السيسي لطمأنة المواطنين قائلا: “أحنا عاملين حسابنا، وكل السلع موجودة في الأسواق.. عندنا الجيش نزل 2 مليون كرتونة سلع غذائية، ومستعد ينزل 2 و3 و4، وبلا حدود”، ثم قال موجها كلامه للفريق محمد زكي القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربي: “تتباع للناس بنصف تمنها”، فأجابه الفريق محمد زكي “تمام يا أفندم”. وأعاد الرئيس السيسي، الحديث، حول تعامله مع وجبات الإفطار خلال شهر رمضان، مضيفا بابتسامة: “أنا مش رئيس والله.. السفرة اللي عندنا مش بيبقى عليها أكل من الجنة ولا حاجة، أنا بقولهم بلاش دي، واعملوا دي، أنا رب أسرة زي أي أب.. أنا والله ما رئيس”.
ولليوم الثالث على التوالي لتخفيض قيمة الجنيه، شهدت الأسواق حالة من الغموض والارتباك، بسبب رفض كثير من التجار بيع السلع خاصة الكهربائية والسيارات في انتظار استقرار قيمة العملة، خشية التعرض للخسائر، وهو الأمر الذي أسفر عن حالة من الخوف والترقب بين المواطنين.
ومن أبرز تقارير أمس الأربعاء المعنية بمواجهة الغلاء: أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها بتوفير كميات كبيرة من السلع الغذائية الأساسية، التي تلبي احتياجات المواطنين في شتى أنحاء الجمهورية، يأتي ذلك بناء على توجيهات الرئيس السيسي، بتوفير السلع الأساسية لتقديم الدعم اللازم لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان الكريم.. ومن أخبار الحوادث: لقي 3 أطفال مصرعهم في حريق شب داخل شقتهم في منطقة خورشيد شرق الإسكندرية، فيما أصيبت والدتهم بحالة إغماء بعد وفاة أطفالها عقب نحو ٣ أشهر فقط من وفاة والدهم. ومن أخبار الراحلين أمس الأربعاء : توفي اثنان من قادة وأبطال حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة، وهما الفريق عبد رب النبي حافظ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وقائد الفرقة 16 مشاة ميكانيكي في حرب أكتوبر المجيدة، والفريق عبدالمنعم خليل قائد المنطقة المركزية العسكرية، والجيش الثاني الميداني في حرب أكتوبر المجيدة.
سلام عليك
خطفت مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة الأبصار بكلمتها خلال الاحتفالية التي شهدها الرئيس عبدالفتاح السيسي والسيدة قرينته. باركت مايا كما أشارت فاطمة محمد في “المصري اليوم” الجهود الرئاسية ووجهت التحية لكل السيدات في مصر، وخلال كلمتها توجهت بالتحية للرئيس السيسي على دعمه المستمر لكل السيدات، وقالت: «سلام على من رأى جدار الوطن يريد أن ينقض فأقامه، ولم يتأخر لحظة، وسلاما على من لم يتنظر شيئا.. سلاما على يد تمتد في أيامنا فتجبر وتواسي وتجود.. فخامة السيد الرئيس لقد رزقنا إنسانيتك فكل التحية والتقدير، فكلمتي اليوم شهادة للتاريخ فالأحلام أصبحت حقيقة بعد 72 عاما من المطالبات، نتشرف اليوم ونفخر أن يكون بيننا اليوم قاضيات في مجلس الدولة ووكيلات النيابة العامة». وأضافت أن كلمة السر هي الإرادة السياسية الداعمة التي عززت حصول المرأة على حقوقها الدستورية كافة، وسوف يذكر التاريخ أن سيادتكم من صهر الأبواب الحديدية أمام المرأة المصرية، لتتولى المناصب كافة في مصر دون أي تمييز. ورصدت مايا مرسي في كلمتها الإنجازات كافة التي حققتها المرأة المصرية في عهد الرئيس السيسي في المجالات المختلفة.
جوعى فاعذروهم
افترضت أمينة خيري في “المصري اليوم” أننا لو استوقفنا مواطنا مصريا يسعى من أجل لقمة العيش بـ«شغلانتين» وربما ثلاث شغلات، وأخبرناه بأن عليه أن يتحمل المزيد من المشقة والأعباء، لأن روسيا قررت أن تغزو أوكرانيا، وأن نظاما عالميا جديدا آخذا في التشكل، فإنه سيسبنا ويلعننا ويسب أوكرانيا ويلعن روسيا ويمطر النظام العالمي الجديد والقديم بعبارات يعاقب عليها القانون. لكن ما يعيشه الكوكب حاليا، وما نخوضه نحن المصريين، باعتبارنا جزءا من الكوكب، لا يمكن تفسيره في ضوء أي قوانين أو نظريات. ورغم إنني أعيب دائما وأبداً على من يجلس على كنبة بيته أو موقعه المفضل على القهوة، ويبدأ في التنظير والتحليل ويمطرنا ويصدعنا بحلول لكل مشكلة، بدءا من رغيف العيش، مرورا بالملف النووي الإيراني، وانتهاء بنظام العالم الجديد الآخذ في التشكل، إلا أنني سأسمح لنفسي بأن أوجه نداء لحكومتنا، التي تجد نفسها مجددا في موقف بالغ الصعوبة. حكومتنا واقعة بين شقي رحا، فمن جهة ما يحدث من حولنا في الكوكب لا يمكن إيقافه من قبل حرس الحدود ومنع أثره. ومن جهة أخرى، فإن المتاح لدينا للتخفيف من حدة الأثر والتقليل من حجم الألم محدود. لكن مزيدا من الضغط علينا لن يكون محمود العواقب. والمقصود بـ«علينا» نحن جميعا، وليس الفئات الأكثر فقرا. مفهوم أن الفئات الأكثر فقرا هي الأكثر احتياجا، لكن أقسم بالله أن ما فوقها من فئات من درجات الطبقة المتوسطة في حال يرثى لها. هي فئات من «بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله». صحيح أن الوقت ليس مواتيا لنشير بأصابع اتهام إلى من سمح لنفسه بإغراقنا جميعا وإنجاب خمسة وستة وسبعة عيال، لأنها حريته الشخصية، ولأنهم رؤوس أموال ترفع من دخله، ولأن الشيخ قال إن منع الإنجاب حرام، لكن حان الوقت لوقف هذا السفه. وتخشى الكاتبة أن تتنامى مشاعر الغضب والحنق من قبل الطبقة المتوسطة التي تعد أموال ضرائبها مصدرا رئيسيا لتمويل عملية ضخ العيال، فنرى احتقانا مكتوما بين الطبقات. أما الحكومة فهي مطالبة بتخفيف وتيرة الإصلاح الاقتصادي خوفا من أن تفقد المريض تحت وطأة العلاجات المكثفة التي لن يتحملها جسده الهزيل.
كلنا نعاني
يقول طارق تهامي في “الوفد” بأنه “ليس خبيرا اقتصاديا، وليس ممن يمتلكون أدوات القراءة العميقة الحاسمة للوضع الاقتصادي العالمي، ولكنه، رغم ذلك، يعرف منذ أكثر من ستة أشهر أن العالم سوف يشهد أزمة تضخم كبيرة في مطلع العام الحالي 2022. هذه مقدمة ضرورية حتى لا نسقط، جميعا، في جدل حول أسباب ارتفاع الأسعار، والأزمة الاقتصادية العالمية، التي يريد البعض تحويلها إلى أزمة اقتصادية مصرية خاصة وخالصة، الجميع كانوا يعرفون أننا في مصر، لأننا جزء من هذا العالم، وشركاء فاعلون في اقتصاده، بنسبة محدودة، كانوا يعرفون أننا سنتأثر بموجة ارتفاع الأسعار، وانخفاض قيمة العملة، مقابل الدولار، نتيجة لموجة التضخم الناتجة في الأساس عن ارتفاع الطلب على شراء المنتجات المختلفة عقب أزمة كورونا وانحسار الفيروس، وخروج الناس إلى الحياة الطبيعية للحصول على احتياجاتهم، وهذا الإقبال كان سيؤدي قطعا إلى زيادة الطلب، وقلة المعروض، وبالتالي إلى ارتفاع الأسعار. مصر كانت تتوقع تضخما مقداره حوالى 7% واتخذ البنك المركزي المصري في منتصف العام الماضي عدة إجراءات، لتحجيم التضخم من بينها، تثبيت سعر الفائدة، وتمكن في سبتمبر/أيلول الماضي من تحجيم التضخم وتثبيته لوقت طويل عند 6.6% وهو إنجاز كبير، لم تتمكن دول أخرى، مثل تركيا، من تحقيقه. والسؤال هو: لماذا تم تخفيض سعر الجنيه رسميا في مواجهة الدولار؟ وأين نتائج تحجيم التضخم؟ وهل ما حدث سيؤدي إلى مزيد من الإجراءات التي تشعل الأسعار؟ وهل تعني إجراءات اقتصادية أخرى مثل رفع سعر الفائدة البنكية أن هناك أزمات أكبر ستواجهها مصر خلال الفترة المقبلة؟
بلا سبب
يجب أن نتفق مع ما انتهى إليه طارق تهامي: الحرب الروسية الأوكرانية، أطاحت بكثير من الخطط الاقتصادية للعديد من دول العالم، فمصر التي بلغ احتياطي النقد الأجنبي لديها 41 مليار دولار، وهو أعلى مستوى وصل إليه في 22 شهرا الماضية، اضطرت من تغول الحرب الروسية الأوكرانية إلى الإعلان رسميا عن سعر جديد للدولار بلغ 17 جنيها وخمسين قرشا تقريبا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبلغ يوم الثلاثاء 18 جنيها وخمسين قرشا، ما يجعلنا نتوقع زيادة طفيفة له خلال الأيام المقبلة، ما يعنب أيضا ارتفاعا جديدا في الأسعار. لا يمكن أن نسمي ما حدث قرارا.. لأن مصر اتخذت من سنوات قليلة مضت قرارا بأن يساوي الدولار سعره الحقيقي، دون تدخل حكومي يخدع المواطن، ويؤدي إلى مزيد من انهيار قيمة العملة المصرية عالميا، فالقرار هو أن يساوى الجنيه المصري قيمته الحقيقية في مواجهة العملات الأخرى، وهى سياسة مصرية واضحة، وجيدة تعني أنه لا خداع للمواطن مرة أخرى، فقد كان المواطن في ما مضى يعتقد أن قيمة الدولار تساوى خمسة جنيهات، ليكتشف في ما بعد أن قيمته الحقيقية في الأسواق العالمية تتجاوز العشرة جنيهات، وأننا نقوم بشراء منتجاتنا من طعام وسلع بالقيمة الحقيقية للجنيه، الذي لم يكن له سعر ولا قيمة في المنافسة السوقية العالمية، وكنا نقول للمواطن اطمئن، ولكنه كان يفاجأ بانهيار قيمة الجنيه (بلا سبب) بعد أن يقترب الاحتياطي النقدي من معدل الخطر.. ولذلك اتفق تماما مع قرار الإعلان رسميا عن خفض قيمة الجنيه في مواجهة الدولار، لأنه يعني الاستمرار في سياسة الشفافية ومواجهة الواقع دون الالتفاف حوله.
للمتصدقين… احترسوا
نصائح مهمة قدمها حمدي رزق للمتصدقين في “المصري اليوم”، قبيل الشهر الكريم: تتأهب الجمعيات الخيرية، على اختلاف مقاصدها، إطعام، شنط رمضان، مستشفيات، وغيرها، بحملات إعلانية ضخمة تكلف كثيرا، لتحصيل التبرعات في شهر الجود والكرم، ربنا يزيد ويبارك، ويطرح البركة في القليل. لكن قبل الشروع في جمع التبرعات والزكوات والصدقات، في مستهل الشهر المبارك، والإلحاح المستدام عليها، ومن باب الشفافية المحضة، فلتعلن الجمعيات الخيرية عن حصاد زكوات وصدقات وهبات رمضان الماضي، طلب متكرر ولا أحد يستجيب للنداء، عاملين من بنها، ينسحب عليهم قول الشاعر البليغ: «لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمـن تنادي». كم جمعتم من أموال، وفيما أنفقتموها، ومصارفها تحديدا، وكم تبقى منها، إذا كانت هناك مرحلات، ونسبة العاملين عليها، مرتبات وعلاوات وحوافز، بعض الشفافية مطلوب، ولا نطلب شيئا مكروها، العمل الخيري تطوعي، ومن باب التطوع الشفافية.. أو هكذا نظن. التبرعات، ولو بشق تمرة، لا تلقى هكذا بطول الذراع في بير ماله قرار، وحجم التبرعات في بعض الجمعيات تحديدا، التي ترعى مستشفيات وبنوك طعام على مدار سنوات بلغت مليارات، ربما نبالغ قليلا، لكن من يجهل يعمه، وكشف حساب سنوي ينير البصيرة بالمعلومات والأرقام. يقينا لن يضير الجمعيات نشر الحسابات الختامية، بل ينير وجه هذه الجمعيات، ويحض على مضاعفة التبرعات، لن ينقصها أبدا. هذا عمل خيري، وكما أفهم ليس لدى هذه الجمعيات ما تخفيه، كله لوجه الله، وعليه مستوجب الإفصاح وبشفافية تامة وعبر مراجع (محاسب) قانوني معتمد، ونشره على الرأي العام، وهذا أقل حقوق المتبرع يعرف أين ذهبت تبرعاته سابقا ليلحقها بتبرعاته التي ينتويها قربى لله. فكرة اتبرع وأنت ساكت، كله في الخير، ولا تناقش أو تجادل يا صاح، وفلوسك عند ربنا، هذا لا يستقيم عرفا مجتمعيا، ولا قانونا مرعيا، سيقول لك أريب منهم، من العاملين عليها، أكاد أسمعه، كل حسابات التبرعات تراجع بواسطة لجان وزارة التضامن وجهاز المحاسبات.
فليفعلها صلاح
لا صوت يعلو على صوت مباراة منتخب مصر أمام منتخب السنغال في تصفيات كأس العالم المقبلة التي تعقد يوم الجمعة في استاد القاهرة، من جانبه أوضح الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار” أنه يجب التركيز جيدا على مباراة القاهرة، والسعي للفوز بها بأكبر عدد من الأهداف، لن يتم ذلك باللاعبين وجهازهم الفني والإداري فقط، بل يتم أولا بجمهور مصر العظيم، وقدرته الفائقة على تشجيع المنتخب كما تعودنا منه، وأن يستمر التشجيع حتى آخر ثانية في المباراة، ومهما كانت النتيجة، فلدينا شوط آخر في مباراة العودة. رجائي للاعبي منتخب مصر الثقة التامة في قدراتكم وإمكاناتكم الفنية، وذكاء أفراد الجهاز الفني في تكتيك المباراة، نحن ملوك القارة، وأرقام منتخب مصر مرعبة لكل دول القارة، حصلنا على البطولة 8 مرات، والمنتخب الوحيد الذي حصل عليها 3 مرات متتالية، ونملك محمد صلاح أفضل لاعب في العالم بالأرقام والفنون الكروية، ولدينا من المحترفين من نفخر بهم، النني وتريزيجيه، ومصطفى محمد وعمر مرموش، وغيرهم ممن لم ينضموا للمنتخب، ولدينا أيضا من اللاعبين المحليين الكثير من النجوم فوق العادة، الشناوي وأبوابا وقفشة ومحمد عبد المنعم، وزيزو، كل اللاعبين من أبناء مصر لهم في قلوبنا حب جارف. واتفق مع ما قاله الكابتن عادل عبدالرحمن، نجم النادي الأهلي والمنتخب سابقا، أن كيروش يتميز بأن لديه فكرا واضحا ومحددا، ولا يتأثر بآراء أحد، ويُقدِّر إمكانيات كل لاعب ويراعي في اختياراته نشر الهدوء في غرفة اللبس، اللاعب الذي لا يسبب مشكلة للمدرب في غرفة ملابس اللاعبين، سيتم ضمه «كما أن كيروش لديه صلاحيات كاملة في اختيار القائمة، نحن نحكم على النتيجة وليس الاختيارات، واختيار الوجوه الجديدة يخدم مصلحة المدرب في اتجاهين وهو، فكر احترافي، حيث إنه إذا خسر يبرر الخسارة بالعناصر الجديدة، وإذا كسب يتباهى بتكوين جيل جديد».
حمل ثقيل
نبقى مع الحدث الكروي الذي تنتظره الجماهير بصحبة كمال محمود في “اليوم السابع”: حمل ثقيل ينتظر النجم العالمي محمد صلاح لتحقيق الحلم الجميل لجماهير الكرة المصرية، التي تضع فيه ثقتها الكاملة في الفوز على السنغال وقيادة الفراعنة نحو التأهل لكأس العالم 2022 قطر، باعتباره فرس الرهان الأول في صفوف الفراعنة. وإذا كان الحلم ثقيلا في حقيقته.. فكلنا ثقة في أنه سيكون على محمد صلاح بتوهجه ونجوميته وموهبته، كخف الريشة، وفي متناول أقدامه الساحرة. وإذا ما كان طموح الجماهير رؤية منتخب بلادها في أكبر محفل عالمي وسط أكبر قامات كرة القدم العالمية، ستجد هذا يتحقق في شخص محمد صلاح، فالطموح هو رأس مال الفرعون المصري، بعدما باتت له مكانته في مصاف كبار النجوم المرموقين بعصامه الكروي الذي بدأ من الصفر حتى وصل إلى قمة المجد، وأصبح ضمن أفضل ثلاثي في العالم حاليا، وقادر على أن يكون أفضلهم بحمل علم بلده يرفرف في المونديال بطموحه اللامحدود، الذي يعد من أهم سماته الشخصية قبل الكروية. محمد صلاح كونه أحادي التفكير – واثق النفس لا يتميز بالحيرة – هو السبيل لباقي نجوم المنتخب الوطني، للاقتداء به والحذو حذوه في العقلية التي يمتلكها، وتطبيقها في كل ما يفعله داخل وخارج الملعب لتحقيق النصر المبين.. “مو” هو الملهم لزملائه ومن إلهامه ومن وحي إرادته ستأتي تذكرة العبور إلى قطر بمشيئة الله. صفات محمد صلاح، إذا ما انتقلت جيناتها إلى باقى اللاعبين ضد أسود التيرانجا والمتمثلة في الجودة الفنية، وإظهار دوافع الانتصار وعدم الاستسلام، فضلا عن الهدوء الممتزج بالشراسة في التعامل مع المنافس داخل الملعب الذي يساعده دائما على أن يكون هو الكسبان، سيكون النصر حليفنا في المباراتين ذهابا وعودة، وهذا ليس حلما من الخيال وإنما حلم مشروع سيتحقق بسواعد المصريين وهمتهم ومعدنهم الأصيل التي يظهر عند الشدائد لنصرة بلادهم.
الكساد الكبير
خيم الكساد على الأسواق وهو ما انتهى إليه تقرير نادر سيف الدين في موقع “مدى مصر”: سادت حالة من الاضطراب، وصلت حد الركود في أسواق بعض السلع محليا، على خلفية استمرار انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار، ووصول سعر الصرف إلى 18.5 جنيه للدولار الواحد، ارتفاعا من 15.76 تقريبا بداية الأسبوع. وقال تجار لـ«مدى مصر» إن انخفاض سعر الجنيه بنحو 17% أدى إلى عزوف المصانع والموردين عن طرح بضاعتهم في الأسواق، انتظارا لثبات سعر الصرف، وتمكنهم من تسعير سلعهم بشكل يتناسب مع ظروف السوق الجديدة. وطالت اضطرابات الأسواق سلعا متعددة، منها السيارات والأجهزة الإلكترونية والمنزلية، وكذلك القمح والأعلاف والإسمنت. أما رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية والمنزلية، أشرف هلال، فقال لـ«مدى مصر» إن انخفاض قيمة الجنيه يعتبر بمثابة كارثة للسوق، حيث إن ارتفاع سعر الدولار دفع ببعض المصانع لوقف توريداتها للموزعين والتجار، وهو ما أدى إلى خلق اختناقات في بعض السلع في الأسواق المحلية، ما انتهى برفع أسعار تلك السلع، قابلها عزوف المواطنين عن الشراء. وأشار هلال إلى أن صعوبة توقع مسار سعر الصرف قد تؤدي لمزيد من الارتفاعات في أسعار السلع المحلية والمستوردة على حد سواء، قد تصل إلى 20% على أقل التقديرات. “المصانع اللي كانت طلعت عربيات محملة ببضاعة للسوق، اتصلت بالسواقين وطلبت يرجعوا”، يقول فتحي الطحاوي نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية في غرفة القاهرة التجارية. وفي سوق السيارات، قال تجار أن عددا من موزعي السيارات أوقفوا عمليات البيع بالفعل بعد ارتفاع سعر الدولار، في انتظار إصدار قوائم سعرية جديدة، بينما ارتفعت أسعار عدد من السلع المختلفة، بينها الأعلاف والإسمنت. وتوقع أحمد الشناوي، عضو لجنة التشييد في جمعية رجال الأعمال المصريين، أن ترتفع أسعار العقارات بين 15-20% بعد ارتفاع أسعار مواد البناء، بحسب بيان حصل «مدى مصر» على نسخة منه. وأشار الطحاوي إلى أن قرار التجار برفع أسعار السلع الموجودة لديهم بالفعل في المخازن لا يُمكن اعتباره جشعا منهم كما تقول الحكومة، على حد قوله، مضيفا أن رأس مال التاجر هو السلع الموجودة لديه، وقدرته على استثمار قيمتها في شراء مزيد من السلع، وهو ما تضرر بالفعل بعد انخفاض سعر الجنيه.
الإمام والوزير
من الطبيعي على حد رأي بهاء الدين حسن في “المشهد” أن يلـوم خطيب مسجــد، ويعتب على المصلين، لانصرافهم عن صلاة الجماعـة، والجلوس في المقاهي أو في المنـازل، لمتابعـــة مباريات الكـرة والمسلسلات، لكن ليس من الطبيعي أن يتـم ايقاف إمام وخطيب مسجد، لأنــه صـور المسجـد وهــو فــارغ من المصلين، وقــام بنشر الفيديو على النت، فالذي حدث كما يروي الكاتب أن الشيخ مصطفى محمود الإمام في مديرية أوقاف مطروح قام بنشر فيديــو لخلـو المسجد من المصلين، أثناء مباراة المنتخب، فتم منعه من الصعود على المنبر، لحين انتهاء التحقيق معه. ما فعلــه الإمـام لا يمس وزارة الأوقـاف، أو يمس جهــة من الجهـات الحكوميــة بســـوء، فالفيديـــو يخص المصلين المتهــاونين في الصــلاة، وانشغالهم بالمبـاراة عن الصــلاة، ما لــم تكن وزارة الأوقـاف تعتبــر أن عــدم الذهــاب للمسجــد والصلاة مع الجماعة حرية شخصيـة، ليس من حق الشيخ أن يخوض فيها هذا القرار لم تقم به وزارة الأوقاف وحدها، فقد سبقتها وزارة التربية والتعليم، ومنعت التصوير في بدايــة العــام الدراسي، التي كانت تظهر مدى تكدس التلاميــذ في الفصول، وعدم وجود أماكن، وتم تعميم قرار منع التصوير في جهات حكومية أخرى كثيرة.
كله تمام
بعيدا عن نتيجة التحقيق مع الشيخ مصطفى محمود، الإمام في مديرية أوقاف مطروح، ثار سؤال سعى للإجابة عليه بهاء الدين حسن: لماذا تكره المؤسسات الحكومية أن يتعاون معها الشعب، ويصور لها تجاوزات بعض الموظفين وتهاونهم في خدمة المواطنين؟ تصويــر المخالفــات لا يمس هيبــة مؤسسـات الدولة بشيء، صحيح أن هناك بعض المناطق المحظــور التصوير فيها إلا بإذن، مثــل المناطق العسكريـــة، لكن ماذا يضر أن يصــور أحــد المواطنين (مثلا) عامــودا من أعمــدة الكهربــاء، أسلاكـه معـراة، ما يشكـل خطــرا على المواطنين وينشــره، حتى ينبــه المسؤول ويجعلــه يتحــرك قبــل وقوع الكارثـة؟ إن تقييد حريــة التقاط الصــور وتجريم نشرهــا، سـواء من مواطن أو من موظف، الخاسـر فيها ليس ملتقط الصـورة وناشرهــا، بل المسؤول الذي يمنع ذلك، لأنه حــرم نفســه من التعامل مع العين الراصــدة، التي تقدم لــه خدمــة الوقـوف على الخطأ لتلافيه، لكن أن ينتظر المسؤول أن تصله التقاريــر من موظفيه على طريقــة “كله تمام”، فمــا أخّرنـــا إلا الزيف و”كله تمــام”، فليسمح المسؤول ولو مرة، ويسمع من يقول له “كله مش تمام”
نظام متهالك
كشفت الحرب الروسية ـ الأوكرانية من وجهة نظر محمد يوسف العزيزي في “الجمهورية” عن عورة النظام العالمي بعد أن سقطت ورقة التوت عنه، بعد تناقض المواقف وتباين المفاهيم حول حقوق الإنسان واللاجئين، وحول المسميات التي أطلقوها علي المرتزقة والإرهابيين، حسب مهامهم وطرق توظيفهم واستخدامهم، وحول العقوبات والحظر على توريد السلاح لمناطق النزاع، وما يدور بشأن العلاقات بين الدول والتحالفات، وكذلك حول تغيير مفاهيم الأمن القومي حسب الحالة والحاجة، وحول توجيه الميديا والدعاية وتوجيه الرأي العام وتضليل المنظمات الدولية، لاتخاذ قرارات تبرز انحيازات واضحة وفجة. الحرب الأوكرانية كشفت بوضوح لا يخفى على أحد أن أمريكا ومن خلفها مجموعة أفراد أو مؤسسات أو كارتيلات أو عصابات منظمة ـ سمها كما تشاء – تدير العالم اقتصاديا وسياسيا، ولو أرادت أن يعيش العالم في سلام لفعلت ذلك، ولو أرادت أن تنزع فتيل هذه الحرب قبل أن تبدأ لفعلت.. لكنها لا تريد ذلك تحقيقا لأهداف يعلمها الجميع في الشرق والغرب والشمال والجنوب، أهمها هو من يدير العالم؟ ومن يرسم سياساته الاقتصادية ويتحكم في مناطق الثروة وفي سوق الاستهلاك. الأدلة على تناقض المواقف وتباين المفاهيم وما كشفته هذه الحرب للوجه القبيح لأمريكا والغرب كثيرة منها، أنه لا أحد يقر باندلاع أي حرب لما تسببه للبشر عموما من مآس إنسانية بشعة لا تلتئم جروحها أبدا.. لكن عندما يتعلق الأمر بوجود خطر يهدد الأمن القومي للدولة من وجهة نظرها، يصبح خوض الحرب قرارا لا مفر من اتخاذه، فعندما تعرضت أمريكا لهجوم البرجين أقامت الدنيا ولم تقعدها، وقررت ضرب أفغانستان لسنوات تحت مبرر الدفاع عن أمنها القومي، وملاحقة تنظيم “القاعدة” الذي صنعته أمريكا لمحاربة روسيا في أفغانستان، وكانت تطلق عليهم وقتها المجاهدون العرب، وفعلت ذلك مع تحالف دولي لهدم العراق وإسقاط صدام حسين بحجة وجود سلاح نووي يهدد إسرائيل وأمنها القومي رغم امتلاك إسرائيل للسلاح النووي، ورغم وجود آلاف الأميال بين أمريكا وكل من أفغانستان والعراق.
أيهما على صواب؟
أسئلة جديرة سعى بالبحث عن إجابة اهتم بها الدكتور عبد المنعم سعيد في “المصري اليوم”: الأسئلة لا تتوقف حول الحرب الأوكرانية من زوايا تتعلق بالحرب ذاتها من ينتصر ومن يهزم، ومتى تتوقف، وهل يمكن أن تتصاعد وإلى أي مدى؟ وهل الحروب النووية محتملة، أم أنها تحمل في طياتها رادعها؟ وهل كانت روسيا معتدية أم أنها كانت تدافع عن نفسها ضد توغل حلف الأطلنطى؟ وهل توقفها العقوبات الاقتصادية، أم أنها بحجمها تستطيع تحملها؟ وهل كانت أوكرانيا ضحية أم أنها اختارت اختيارات خاطئة فقسمت شعبها بين مؤيد لروسيا ومناصر للغرب، ولماذا لم تخلق الديمقراطية في أوكرانيا دولة للمواطنة تستوعب وتحمي الجميع، وما هو مصير أوكرانيا على أي حال؟ الأسئلة من هذا النوع كثيرة وممتدة إلى مصير القارة الأوروبية، وموقع ألمانيا فيها؛ وكيف يمكن لبريطانيا التي خرجت على الاتحاد الأوروبى أن تكون الأكثر تشددا، وهي التي سوف تدفع الأقل ثمنا؛ وألم تكن بريطانيا هي التي حثت على توسع الاتحاد واقترابه من الحدود الروسية من خلال ضم أوكرانيا؟ وهكذا تستمر الأسئلة إلى مصير النظام العالمي، ويتساءل الناس في الشرق الأوسط عن موقعهم في ذلك كله، والحرب تمتد آثارها إلى كل أركان المعمورة التي ليس لها في الأمر لا ناقة ولا جمل؟ هذه الأسئلة التي تتردد وتتشعب تحتاج إلى إجابات يصعب الإتيان بها، لأنها سوف تكون فقيرة وقصيرة ومتناقضة ربما، إذا ما انتقل المجيب من زاوية إلى أخرى. ودون الهروب من المحاولة، واحتراما لمساحة المقام، فإن الحرب بكل ما لها وما عليها تطرح كثيرا من المشاهد ذات الطبيعة الدرامية، التي تكررت عبر الزمن من زوايا مختلفة، ويقع في المقدمة منها ذلك المشهد المثير لإغلاق محلات ماكدونالدز البالغ عددها 850.
جنة الأطلنطي
لم يبلغ ماكدونالدز هذا العدد مرة واحدة، كما يرى عبد المنعم سعيد، فرغم أن البداية كانت في عام 1970، فإن الازدهار لم يحدث إلا مع البيرسترويكا التي أتى بها آخر رؤساء الاتحاد السوفييتى غورباتشوف عندما أراد الانفتاح على الغرب. ولم تكن ماكدونالدز وحدها التي أتت، وإنما جاء معها كل متعلقاتها من شركات المشروبات الغازية الشهيرة مثل بيبسي كولا وكوكا كولا وسفن أب وغيرها، ومعها جميعا 330 شركة أمريكية. كانت الطوابير الروسية أمام ماكدونالدز شهادة على عالم جديد يطرق بقوة على الأبواب السوفييتية، التي سرعان ما انهارت ومعها الاتحاد السوفييتي كله. وقتها اعتبر ذلك انتصارا للغرب وحلف الأطلنطي وساسة غربيين وضعوا خططا وسياسات من أجل تلك اللحظة التي يتغير فيها السوفييت والروس في قلبهم، لكي يكونوا جزءا من العالم، أو هكذا كان الرهان الذي انتهى إلى قدر هائل من الخسران. العشرية الأخيرة من القرن العشرين شهدت روسيا التي تتحكم فيها عصابات المافيا، وتبيعها بالجملة والتجزئة، بينما الرئيس يلتسين غارق في زجاجات الفودكا. لم يفلح تمدد ماكدونالدز ولا غيره من الشركات الأمريكية والغربية الأخرى التي أتت في حجب حقيقة المرارة التي بدأت تتجمع لدى المواطن الروسي، إزاء ما جرى. لم يخف على أحد أنه لا غورباتشوف ولا يلتسين نجحا في الانضمام إلى حلف الأطلنطي؛ ومؤخرا أعلن الرئيس بوتين أنه حاول هو الآخر في بداية حكمه عام 2000 ولكنه لم يتلق ردا إلى اليوم.
التجديد وخلافه
تجديد الخطاب الديني، كما قال الشيخ محمد أبو زهرة هو: «أن يُعاد إلى الدين رونقه، ويُزال عنه ما علق به من أوهام، ويُبين للناس صافيا كجوهره، نقيا كأصله»، ومن مظاهر التجديد التي رصدها حسين القاضي في “المصري اليوم”: بناء نظرة إيجابية للعالم في مواجهة الصدام والعنف والجمود، وإعلاء قيم النزاهة في مواجهة الفساد والرشوة والإهمال والفوضى، وإعلاء قيم الجمال والذوق والحرية والتفكير، أمام خطاب الحماس والشعبوية والقبح والتشتت والشماتة، ومنه: إعادة النظر في التراث وتوليد علوم جديدة كعلم أصول الحضارة، لبيان الوجه الحضاري للإسلام، وتحويل القيم العظمى المركزية التي تصنع سلوك الإنسان إلى مؤسسات تصنع الحضارة، وتقديم خطاب ديني يؤدي إلى استعادة وإحياء الشخصية المصرية والثقة فيها، والتذكير بمعالمها ومكوناتها الأصلية وسماتها التي صنعت شخصية الإنسان المصري المتدين عبر التاريخ. ولتجديد الخطاب الديني تحديات كثيرة، منها: انسحاب بعض العلماء من النظر في قضايا المرأة والحقوق والحريات والآخر والقضايا المتعلقة بالإرهاب والتطرف والتكفير وجماعات العنف المسلحة وغير المسلحة، بسبب حالة من الخوف غير مبررة من ردود فعل المتشدِّدين، الذين يرون أن التجديد خروج على الشريعة، وتفريط في الدين، وتمهيد للانسحاق والذوبان في الحضارة المادية الغربية، واستجابة لرجال السياسة والحكم، فأراد هؤلاء السكوت والسكون والركون إلى الدعة والهدوء والصمت. ومن هذه التحديات أن التجديد أكثره نظري تنظيري داخل القاعات المكيفة في الفنادق الفخمة، ولم ينزل إلى أرض الواقع، وتستشعره الجماهير في حياتها، وانفضت المؤتمرات – أو قُل معظمها- والحال كما هو دون جديد، فمؤتمرات التجديد لم تتعرف على مشكلات الناس، وكثرت المقالات والأبحاث والمؤتمرات إلى درجة كادت فيها كلمة «تجديد الخطاب الديني» تكون مستهلكة، فضلا عن أنها نخبوية منقطعة عن القائمين بمواجهة الجماهير من أئمة وخطباء. وقد أقر الإمام الأكبر بفشل مؤتمرات التجديد، وقال في برنامج «الإمام الطيب» عقب مؤتمر 22 إبريل/نيسان 2015 ما نصه: «ناقشنا التجديدَ المطلوب، وانتهينا إلى ضرورة أن يقوم التجديد على الجمع بين التيسير وتحقيق مقاصد الشريعة، والقواعد الكليَّة العامة»، ورُغم ذلك بقيت الأمور على ما هي عليه.