السيسي والملك عبدالله الثاني: «نمو» متسارع ومفاجئ في التواصل والتنسيق ومصر تخفف من لغة «الشقيقة الكبرى»

حجم الخط
1

عمان ـ «القدس العربي» زوايا مفاجئة ظهرت وبسرعة على مشاهد «التقارب» الأردني المصري وفي أرفع المستويات خلال الأسبوع الأخير وبصورة توحي بأن «المشاريع والاتجاهات» المشتركة قد تطغى خلال الأيام القليلة المقبلة.
الأردن فيما يبدو تعهد بتسخين بعض الجبهات الباردة في العلاقة بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة والإدارة الأمريكية والمراقبون لاحظوا أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «امتدح» القيادة المصرية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن مما دفع الحكومة المصرية بدورها للإعراب عن امتنانها للموقف الأردني.
على نطاق نخبوي ضيق يعتقد بأن عمان لعبت دورا في تبادل رسائل لتهميش مساحات الخلاف بين القاهرة وواشنطن بعدما أظهر نظام السيسي ميلا لبعض المناكفات وبعدما تأثرت مستويات التنسيق المصرية الأمريكية باندفاعات السيسي العلنية نحو علاقات استراتيجية ودفاعية مع روسيا.
وجهة نظر الأردنيين هنا كانت تدلل مبكرا على أن مصر الجديدة في مرحلة ما بعد الإخوان المسلمين ومحمد مرسي ينبغي أن لا تكون بعيدة عن نطاقات التحالف العربي الأمريكي المعتادة، في الجانب المصري لم يظهر نظام السيسي في الأشهر الماضية حرصا كبيرا على مغادرة عقلية «الشقيقة الكبرى» عند التعامل مع الأردن باعتباره يعبر عن دولة غير مؤثرة في المسار الإقليمي.
.. مرحليا تبدلت البوصلة المصرية بعدما «تصدر» الأردن الدور الإقليمي على هامش اجتماعات وتنسيقيات التحالف الدولي ضد داعش والإرهاب وزيارة السيسي لعمان بعد أيام من إطلالة أردنية على القاهرة توحي ضمنيا بأن «الشقيقة الكبرى» تقدم بعض التنازل وتعترف بالدور المحوري المستجد للأردن ليس فقط في سياق العلاقات الأردنية – الأمريكية أو التحالف الجديد ولكن أيضا في سياق عامل مشترك لا يقل أهمية له علاقة بمستجدات مهمة وتحولات في المشهد الخليجي.
لا توجد ملفات أو قرارات مهمة يمكن أن يناقشها الرئيس السيسي في عمان لكن توقفه فيها الخميس أقرب لزيارة مجاملة يرد فيها التحية ويبدي استعداده لإطلاق علاقات صداقة مميزة ردا على سلسلة طويلة من المجاملات الأردنية واستعدادا للعمل معا في الكثير من البرامج قريبا.
عمان بالمعنى الاستراتيجي الشمولي هي «وسيط فعال» عندما يتعلق الأمر بالأمريكيين وثمة «خدمات» قدمت للسيسي خلف الستارة بهذا المعنى.
وعمان طرف لا يمكن تجاهله أو تجاوزه في كل الملفات الأساسية سواء أكانت السعودية والخليجية أو الأمنية أو الإسرائيلية والفلسطينية مما يبرر اهتمام دوائر السيسي برد التحية الأردنية بمثلها.
الأهم ان دور عمان المركزي كغرفة عمليات في موقع جيوسياسي مهم لعمليات التحالف ومواجهة «الإرهاب» قد يضطر المصريين وغيرهم للتعامل معها خصوصا مع عدم وجود مشكلات أو خلافات أصلا بين الأردن ومصر على أي من الموضوعات.
في السياق يمكن ملاحظة ان انتقاد العاهل الأردني للإخوان المسلمين علنا بعدما حاولوا «اختطاف» الربيع العربي كما قال يناسب تماما قياس وجهة النظر المصرية الرسمية حتى بعدما علق المراقب العام الأسبق لإخوان الأردن الشيخ سالم الفلاحات قائلا بأن الشعوب العربية هي التي اختطفت.
بالنسبة لإخوان الأردن التقارب مع النظام المصري القمعي مؤسف لكن قناعة الناطق الإعلامي بإسم الإخوان الشيخ مراد العضايلة لا زالت صامدة بأن الأردن ليس مضطرا لمجاملة أي من الأنظمة المجاورة على حساب وضعه الداخلي عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الإخوان المسلمين داخليا وفقا لأي سيناريو.
بعيدا عن حسابات الإخوان «ينمو» بوضوح وتسارع مستوى التواصل الأردني المصري خلال أيام قليلة ماضية بدعم وإسناد سعودي وأمريكي لا يمكن إنكارهما.
هذا «النمو» مرتبط بأهداف مرجحة بالتأكيد تتجاوز التنسيق على صعيد مقاومة الإرهاب والجماعات المتطرفة وقد يصل لمنسوب مرتبط حصريا بتعزيز منظومة الأمن الداخلي في دول الخليج العربي خصوصا بعد قطع خطوات في صعيد تأسيس جيش خليجي موحد واحتمالية تأسيس قواعد عسكرية في الخليج العربي برعاية وتدريب مصر والأردن.

من بسام البدارين:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول R. Ali USA:

    في عهد السيسي صارت مصر: الشقيقةالصغرى ، الشقيقة الفقيرة ، الشقيقة الضائعة ، الشقيقة المغيبة ، الشقيقة العالة

إشترك في قائمتنا البريدية