السيسي وصندوق الانتخابات!

حجم الخط
0

صمت الفريق السيسي طويلا قبل ان يرد على دعوات الكثير من المصريين بضرورة تدخل الجيش لإنقاذ البلاد من حكم الإخوان .
فالمصريون المصدومون من حكم مرسي والاخوان، وبعــــض الساسة وبعض الإعلاميين من المؤثرين في الرأي العام، من الذين سبقوا وعصروا الليمون على مرسى نكاية باحمد شفيق، عادوا الى رشدهم الان وأدركوا خطأ اختيارهم.
واغلب هؤلاء وغيرهم يريدون التخلص من الاخوان الان بدون دفع الثمن اللازم لذلك، ولذا فكروا في الاستعانة بصديق، وصديق اليوم هو ما كان عدوهم بالأمس عندما كانوا يتظاهرون ضده بهتافهم الشهير( يسقط .. يسقط حكم العسكر).
ولكن صديق اليوم وهو الجيش، خيب آمالهم ورد عليهم من خلال قائده الفريق السيسي قائلا: ‘ان الانتظار أمام صناديق الانتخابات بضع ساعات لإحداث التغيير أفضل كثيرا من استدعاء الجيش، حتى لا تتحول مصر الى أفغانستان ثانية .
الفريق السيسي الذي يحاول هنا الهروب للإمام من هكذا دعوات بالقول ان صناديق الاقتراع هي الفيصل في الخلاص من هذا النظام الاستبدادي، الذي سرق ثورتنا بمساعدة المجلس العسكري والأمريكان سابقا، يتناسى ان شروط الاحتكام للصندوق وشروط ممارسة العملية السياسية غير موجودة، فالدستور نفسه سيطر عليه وسطره وكتب مسودته فريق استئصالي، لم يراع فيه مصلحة وطن ولا رغبة مواطنين. والدولة وأجهزتها تمت أخونتها والقائمون عليها اليوم يحسبون أنفسهم مجاهدين في سبيل الله اذا مكنوا لحكم الإخوان اكثر وأكثر بأي وسيلة كانت.
الاحتكام للصندوق لإحداث التغيير قد يصح في بلاد لا يوجد بها غزوة صناديق، ولا يوجد بها تزوير في سبيل الله، ولا يهدد فيها بالقول: اننا سنحرق مصر لو نجح المرشح المنافس.
الصناديق وسيلة للتغيير في بلاد لا يهدد فيها الشيوخ بتحويل مصر الى مجازر لو نجحت القوى المدنية في إسقاط مرسي حتى بالوسائل السلمية .الصناديق وسيلة للتغيير في بلاد لا يمنع أقباطها من الإدلاء بأصواتهم، من دون تحقيق او مسائلة .
الصناديق وسيلة للتغيير في بلاد لا يوجد بها بجاتو يخرج علينا بعد تسويد للبطاقات في المطابع الاميرية لصالح مرسي، ليعلن عدم تأثير ذلك على النتيجة، ثم نفاجأ بانه قد تم توزيره بعد فترة صغيرة في وزارة الرئيس الذي زورت لصالحه الانتخابات .الصناديق وسيلة للتغيير في بلاد لا تحاصر فيها المحكمة الدستورية ويهاجم فيها القضاء وتحصن قرارات الرئيس، وكأن قراراته منزلة من عند المولى سبحانه وتعالى .
الفريق السيسي قد يكون خائفا على مصر او خائفا على الجيش من تدخله في الخلافات السياسية، او حتى يكون خائفا من خلايا الاخوان النائمة، وقد يكون خائفا على منصبه، وقد تكون بعض هذه المخاوف مشروعة. ونحن لا نطلب منه ان يتدخل في الخلافات السياسية، ولكننا نطلب من الجيش ان يكون حاميا وحافظا للدولة المدنية في مصر، حتى لا تتحول بلادنا الى دولة دينية على النمط الطالباني. ما نطلبه من الفريق السيسي الا ينخدع ويخدعنا معه بالقول ان التغيير في مصر والخلاص من الإخوان سيتم من خلال صناديق الانتخابات، فالخلاص من الإخوان لن يتم الا بثورة شعبية على الإخوان سيكون خيار الجيش الوحيد فيها هو التدخل لحمايتها، كما فعل سابقا في كل اللحظات التي انحاز فيها هذا الجيش للشعب المصري .
مجدى جورج
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية