القاهرة ـ «القدس العربي»: واصلت القاهرة أمس الأربعاء، استقبال مسؤولين من عدة دول لبحث أزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما اكدت على لسان رئيسها عبدالفتاح السيسي، ضرورة تجنب اتساع دائرة الصراع والتصعيد في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري.
وحسب بيان للرئاسة، استعرض السيسي خلال اللقاء الجهود المصرية المكثفة نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، فضلاً عن استقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب.
أغراض سياسية
في الموازاة، انتقد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الدعوات والمظاهرات التي تنطلق في العالم تطالب مصر بفتح معبر رفح البري، معتبرا أنها لها أغراض سياسية ليس لها علاقة بالوضع الإنساني في القطاع.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الإيرلندي ميهول مارتين أمس في القاهرة، أن معبر رفح مفتوح من بداية الأزمة وقبلها، وأن كميات المساعدات مرتبطة بالاتفاق القائم مع دولة إسرائيل باعتبارها دولة الاحتلال والولايات المتحدة.
وزاد: الشاحنات تستغرق وقتا طويلا أمام المعبر انتظارا للدخول إلى القطاع، وعلى المجتمع الدولي العمل على إدخال المساعدات بالكميات التي يحتاجها القطاع وإنهاء المعوقات التي تحيل دون نفاذها.
واكد على ضرورة وقف إطلاق النار ودخول المساعدات إلى قطاع غزة، وإنفاذ حل الدولتين كوسيلة لإنهاء الصراع، مطالبا بالاتخراط في مفاوضات جدية وان على المجتمع الدولي أن يتبنى رؤية حل الدولتين ويملي بها على كافة الأطراف لتنفيذها.
ووجدد رفض بلاده الكامل لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري للفلسطينيين.
أما وزير الخارجية الأيرلندي، فقال إن الموقف في غزة متفاقم في ظل الأزمة الإنسانية، وإن هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، وزيادة كبيرة في نسبة المساعدات التي تدخل القطاع للوفاء باحتياجات الأهالي لمعالجة الكارثة التي تتكشف امامنا.
وأضاف: القانون الدولي لابد أن يكون لزاما على كل الجهات الفاعلة، ومصر هي صوت مهم في المنطقة يدعو لعدم تصعيد العنف في المنطقة.
ووجه، الشكر لمصر على عبور الرعايا الأجانب من معبر رفح.
مارتين، التقى كذلك، أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والذي جدد التحذير من سيناريو التهجير القسري الذي لا زالت بعض الدوائر الإسرائيلية تسعى للترويج له عبر منصاتٍ إعلامية واتصالاتٍ دولية.
خط أحمر
وأكد أن من يُفكرون في هذا السيناريو لا يدركون حجم الفوضى التي يُمكن أن يتسبب فيها في المنطقة، مُشدداً على أن تهجير الفلسطينيين، من الضفة الغربية أو غزة، هو خطٌ أحمر مرفوض عربياً بشكل كامل لأنه يُمثل إفراغاً للقضية الفلسطينية من محتواها، وتصفية لها عبر أساليب لن يكون من شأنها إلا زعزعة استقرار المنطقة، فضلاً عن انتهاكه الصارخ للقانون الدولي الإنساني.
وطالب جميع القوى الدولية بالانتباه للمخاطر الشديدة التي ينطوي عليها مجرد الترويج لمثل هذا الخيار.
مطار العريش يواصل استقبال المساعدات… وأبو الغيط يحذر من سيناريو التهجير القسري
وأشاد أبو الغيط بمواقف أيرلندا معربا عن تقديره لمساندتها المستمرة للقضية الفلسطينية، لا سيما خلال الحرب الجارية على غزة وما عبرت عنه دبلن من توازن في مواقفها، وانحياز للقيم الإنسانية في البيانات الصادرة عنها.
وأوضح خلال اللقاء إلى أن الكثيرين في المنطقة العربية والشرق الأوسط يشعرون بالإحباط الشديد بسبب ازدواجية المعايير التي يمارسها عددٌ من الدول الغربية حيال الهجمة الإسرائيلية على غزة، وكأن قيمة الحياة الإنسانية تختلف حسب الجنسية أو الديانة.
وأكد على ضرورة تحقيق وقف فوري لإطلاق النار كأولوية مُطلقة لإنقاذ الأرواح، وإغاثة أهالي غزة الذين يتعرضون لكارثة إنسانية مروعة بسبب ما طال كافة نظم الحياة من تدمير وتخريب جراء القصف الإسرائيلي.
وأطلع أبو الغيط الوزير الأيرلندي على قراءته للموقف في ضوء القرار الصادر عن القمة العربية الإسلامية بالرياض يوم السبت الماضي، كما شجع أبو الغيط دبلن على القيام بدور إيجابي في إطار الاتحاد الأوروبي من أجل الضغط لوقف العدوان، وإدخال المساعدات بشكل فوري، مُقدماً الشكر لدبلن على ما تقوم به من جهد في هذا الصدد.
واتفق أبو الغيط مع الوزير الأيرلندي في رفض استهداف المؤسسات الأممية العاملة في القطاع، وفي التعبير عن الانزعاج حيال وجود مخطط لتقويضها بما يُعرض حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، ممن يعتمدون على عمل هذه المنظمات، للخطر الشديد.
كما أعرب كل من الأمين العام والوزير الإيرلندي عن تقديرهما الكبير لعمل الأونروا وأطقمها الذين قدموا تضحيات غير مسبوقة، مؤكدين ضرورة حشد المزيد الدعم المالي لصالح الأونروا لتعزيز الاستجابة الإنسانية.
إلى ذلك تنتظر شاحنتان أمام معبر رفح للسماح لهما بالدخول إلى القطاع.
وعلى الجانب الآخر من المعبر، تنتظر عدد من سيارات الإسعاف تحمل جرحى فلسطينيين، تنتظر السماح لها بالعبور إلى مصر.
وفيما يتعلق بأوضاع الجرحى الفلسطينين، قال خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان المصري، إن بلاده مستعدة لاستقبال أي جرحى ومصابين وفقًا لتوجيهات السيسي، وإعلاءً لمبادئ الإخاء والإنسانية.
وأضاف مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي فخر الدين قوجة، أمس الأربعاء في مدينة معهد ناصر الطبية للبحوث والعلاج، أن مصر هي الدولة الوحيدة التي سعت لإنقاذ أطفال الأورام في قطاع غرة واستقبالهم للعلاج وهي جهود مصرية خالصة في إخلاء ونقل وعلاج الأطفال داخل المستشفيات المصرية، كما كشف الوزير عن استنفار هيئة الإسعاف المصرية لتجهيز 35 سيارة مجهزة بحضانات أطفال استعدادا لإنقاذ الأطفال حديثي الولادة فور وصولهم معبر رفح في أي وقت.
ولفت إلى أن حسب التقارير الصادرة من المنظمات الدولية، فإن عدد القتلى تجاوز 11 ألف قتيل، وهناك طفل يفقد حياته كل 10 دقائق في غرة، فضلاً عن 28 ألف جريح، وأكثر من 2000 مريض أورام لا يتلقون العلاج و350 ألف من مرضى الأمراض المزمنة.
وعن التعاون مع تركيا، قال وزير الصحة المصري، إن زيارة نظيره التركي تعد ترجمة فعلية على أرض الواقع لجميع المباحثات التي تمت منذ الوهلة الأولى من اندلاع الأحداث في قطاع غزة، في حين بين، وزير الصحة التركي، إن بلاده أرسلت 10 طائرات وسفينة تحتوي على 8 مستشفيات ميدانية وغرفة عمليات مجهزة، و20 سيارة إسعاف وحضانات ومولدات كهرباء وكذلك مستلزمات طبية وإغاثية ومعيشية سيتم تقديمها لأهالي قطاع غزة من خلال مصر، بإجمالي 666 طنًا.
واستقبل مطار العريش الدولي في شمال سيناء، أمس، 5 طائرات محملة بـ142 طنًا من المساعدات المتنوعة.
وقال خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، إن المطار استقبل طائرتين من قطر محملتان بـ44 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية وطائرة من السعودية محملة بـ 20 طنا من المواد الغذائية والخيام وطائرة كويتية محملة بـ 46 طنا من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية وطائرة من الإمارات محملة بـ 12 طنا من الخيام والمستلزمات الطبية.
وبين أن عدد الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش الدولي منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وصل إلى 128 طائرة حملت نحو 3000 طن من المساعدات المتنوعة، حيث تم تخزينها في 7 مخازن مؤمنة في مدينة العريش ونقلها إلى قطاع غزة بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني.
ولفت إلى أن المساعدات التي حملتها الطائرات مقدمة من 28 دولة عربية وأجنبية و13 منظمة إقليمية ودولية، وهي عبارة عن مساعدات إنسانية وأدوية ومستلزمات وأجهزة طبية ومواد غذائية وخيام وسيارات إسعاف مجهزة.