القاهرة ـ «القدس العربي»: في ما يرى أنصار الرئيس السيسي أن معركة التنمية مقدّمة على أي معركة سواها، ما زال خصومه يصرون على أنه لا مفر عن العبور أولا من باب الحريات، والتداول السلمي للسلطة، وحق الناس في أن تقول رأيها، لذا فإن البون يتسع بين الفريقين، من يجلسون على يمين السلطة يدركون أن الاستقرار لن يتم إلا عبر التنمية، وخلق ملايين الوظائف للأيدي العاطلة، وزيادة الناتج القومي، وهو ما يسعى لإنجازه السيسي. فيما قوى المعارضة ما زالت تتشبث بما يمليه عليها ضميرها من فقه الأولويات، المتمثل في الإفراج عن المعتقلين وفتح الأبواب على مصراعيها أمام حرية النقد، والمعارضة السلمية لأفراد التيار المدني.
سحب غيوم قاتمة على الأوطان العربية وجيوش «الأعداء» في نزهة في الخليج على نفقة السعودية والإمارات
وقد أبرزت صحف القاهرة الصادرة أمس الجمعة 17 مايو/أيار مواصلة القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة ضرباتها القاصمة، لاجتثاث جذور الإرهاب من أرض الوطن، حيث نفذت عمليات نوعية أسفرت عن القضاء على 47 فردا تكفيريا وتدمير 385 عبوة ناسفة. كما أبرزت تراجع الدولار إلى أقل من 17 جنيها – لأول مرة منذ نحو عامين- ليسجل 16.99 جنيه لسعر الشراء و17.09 جنيه لسعر البيع، ليفقد الدولار نحو 87 قرشا منذ بداية العام الحالي. وسلطت الصحف الضوء على جهود هيئة الرقابة الإدارية، حيث تمكنت من تحقيق عوائد مالية بلغت 193 مليون جنيه لخزينة الدولة، خلال شهري مارس/آذار وإبريل/نيسان الماضيين نتيجة كشف المخالفات في العديد من المجالات المختلفة، وكذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الفساد والسبل الوقائية المانعة له. كما أبرزت الصحف تأكيد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على أن هناك تكليفا من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالبدء في تنفيذ عدد من المشروعات لتطوير محافظة السويس وتنميتها، على أن تشمل الخطط المقترحة مشروعات رفع كفاءة الطرق، وتطوير كل المرافق في المحافظة.
خطوط واشنطن الحمر الثلاثة
هل ستهاجم الولايات المتحدة الأمريكية إيران وتغزوها عسكرياً؟ سؤال لا تخلو منه صحيفة، وقد اهتم محمد المنشاوي مدير مكتب جريدة «الشروق» في واشنطن بالبحث عن الإجابة على السؤال، فانتهى للآتي: «لواشنطن خطوط حمر ثلاثة، إذا ما تخطت طهران أحدها فستقدم واشنطن بلا شك على عمل عسكري. أول هذه الخطوط يتمثل في منع شحن النفط من خلال مضيق هرمز، ثانيها اقتراب طهران من الحصول على سلاح نووي، وآخرها وجود تهديد عسكري حقيقي من إيران لأحد حلفاء واشنطن الخليجيين. ولا تملك طهران أي أصدقاء داخل العاصمة الأمريكية، في وقت تتكتل لوبيات عدة من دول حليفة لواشنطن من أجل الحفاظ على حالة العداء التاريخي ضد طهران، منذ اندلاع الثورة الإيرانية. ولا تتوقف لوبيات دول حليفة لواشنطن مثل السعودية والإمارات وإسرائيل، عن الضغط ليتشدد ترامب ويقوم بعمل عسكري ضد طهران. وستظهر الأيام المقبلة مصير تشابك حسابات التطورات على الأرض في منطقة الخليج مع جهود تلك اللوبيات داخل واشنطن».
على نفقة هؤلاء
نبقى مع رائحة الحرب المنتشرة، التي لاقت اهتماما من أسامة غريب في «المصري اليوم»: «يمكن أن يكون للحشود العسكرية في الخليج أكثر من دلالة، على ضوء الجهة التي تحملت التكلفة المالية الكبيرة لحشد أسطول يضم حاملات طائرات وسفن إمداد مدمرات وفرقاطات وبطاريات صواريخ وأجهزة تشويش وإعاقة ومستشفى عسكريًّا عائمًا، علاوة على قاذفات قنابل طارت آلاف الأميال لتحط في قاعدة العديد. لو كان المواطن الأمريكي دافع الضرائب هو من يتحمل التكلفة، فإن هذا الحشد ذاهب للحرب لا محالة، ولكن قد تتعطل الشرارة الأولى ريثما تكتمل القوات بمزيد من الجنود اللازمين لمعركة قد تطول. أما إذا كانت دول الخليج العربية هي التي تتحمل فاتورة ما سبق كله، فإن هذا يعني أن الأمريكان غير جادين في تهديداتهم ضد إيران، وإنما يهدفون منها إثارة الذعر لدى العرب، وحملهم على دفع ما يُطلب منهم من أموال بدون مناقشة. ومن الواضح أن أهداف التحشيد العسكري الأمريكي تتعدد لتشمل خوض حربٍ نفسية ضد إيران، لا تكلفهم شيئاً، غير أن قراءة إيران للمشهد، تلك القراءة التي تختلف عن القراءة العربية للمشهد نفسه، تجعل الإيرانيين يتصرفون بثبات، رغم فارق القوة بين الطرفين. إن وصول حاملة الطائرات إبراهام لينكولن إلى بحر العرب هو رسالة، وكذلك قصف خط أنابيب البترول السعودي هو أيضاً رسالة. الإيرانيون فهموا الرسالة الأمريكية وأدركوا أنها دعوة للجلوس حول مائدة المفاوضات، وهم تحت ضغط الخوف من العدوان الوشيك، والأمريكان فهموا الرسالة الإيرانية وأدركوا أنها تعني أنه لا الإمارات ولا السعودية بإمكانهما أن تفيا بالتعهد بتعويض ما كانت تضخه إيران من بترول، بعد أن طالت يد الحوثي لتضرب أهدافاً نفطية في عمق المملكة».
دقيقتان لكل ركعة
«ذهب عماد الدين حسين لأداء صلاة العشاء وحكى تجربته في «الشروق»: «بجوار بيت سعد زغلول المسمى «بيت الأمة» ثم متحفه، وفي الشارع الذي يحمل اسمه، خلف مجلس الوزراء، هناك زاوية صغيرة للصلاة. في يوم الاثنين قبل الماضي، الذي صادف أول أيام شهر رمضان المعظم، ذهبت لأداء صلاة العشاء، انتهت الصلاة، وبدأت صلاة القيام أو «التراويح»، وكنت أنوي أداء أربع ركعات فقط، لارتباطي بموعد عمل مهم. الإمام بدأ الركعة الأولى، وبعد أن أنهى الفاتحة قرأ من بداية سورة البقرة الآيتين: «ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين»، ثم ركع. وفي الركعة الثانية قرأ آية واحدة هي: «الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون». ظل الإمام على هذه الوتيرة السريعة، ولذلك أكملت معه الركعات الثمانى والشفع والوتر. في الليلة التالية ذهبت للزاوية نفسها، وفي الركعة الأولى من القيام قرأ من سورة الرحمن أول آيتين، ومجموع كلماتهما ثلاث فقط هي: «الرحمن، علم القرآن» ثم ركع. وفي الركعة الثانية قرأ: «خلق الإنسان، علمه البيان»، وفي الركعة الثالثة قرأ: «الشمس والقمر حسبان، والنجم والشجر يسجدان، والسماء رفعها ووضع الميزان». وهكذا حتى انتهت صلاة القيام في وقت قياسي. وفي اليوم الثالث قرأ من سورة الإسراء، وإن كانت آياتها أكبر نسبيا من آيات سورة الرحمن. وحينما أنهى الركعات الثماني، كان الأمر قد استغرق 16 دقيقة بالضبط، أي أن كل ركعة تستغرق دقيقتين، شاملة بعض الأدعية بينها، لا أكتمكم سرا أنني استرحت لهذا الإمام، بل وقعت في غرام طريقته السريعة، التي أتاحت لي أن أؤدى ركعات القيام الثماني، وركعات الشفع والوتر الثلاث في نحو ثلث ساعة».
معجزات لا تنتهي
«إعجاز جديد كما يصفه محمد الهواري في «الأخبار»، يضاف إلى المعجزات التي حققتها مصر وآخرها الانفاق الجديدة تحت قناة السويس شمال الإسماعيلية وجنوب بورسعيد، ليضاف هذا الإعجاز الجديد أعرض كوبري معلق في العالم على النيل في محور روض الفرج، الذي دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، باعتباره أعرض كوبري معلق في العالم. المشروع الجديد الذي افتتحه الرئيس السيسي وتابع تنفيذه على مدى ثلاث سنوات يعكس قدرة الأيادي والشركات المصرية على الإنجاز والتحدي، وإقامة أكبر المشروعات على مستوى العالم بكل دقة ومهارة، إضافة إلى القدرة الفائقة والمهارة التي يتمتع بها خبراء التشييد والبناء في مصر، وهم الأفضل على مستوى العالم، إضافة للإشراف والمتابعة من جانب الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ما ساعد على سرعة التنفيذ وضمان أعلى جودة. لاشك أن افتتاح المشروع في ذكرى الاحتفال بنصر العاشر من رمضان أكتوبر/تشرين الأول المجيد، يعكس عزم المصريين على البناء وإقامة مصر الحديثة، التي تواكب كبرى الدول المتقدمة، وما يتمتع به المصريون من مهارة فائقة في كل المجالات. تحية للرئيس السيسي الذي أعطى إشارة تنفيذ المشروع، الذي يربط شرق مصر بغربها ويحد من التكدس المروري، والتحية للأيادي المصرية التي شاركت في هذا الإنجاز الكبير، والتحية لأبطال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأيضاً رجال شركة المقاولون العرب كبرى شركات المقاولات المصرية».
ليس مجرد كوبري
«محور روض الفرج الذي افتتحة الرئيس السيسي مؤخراً، ليس مجرد واحد من أكبر مشروعات النقل المنفذة على النيل، كما أنه ليس مجرد مشروع معقد ومليء بالتحديات الهندسية.. المهم في هذا التحدي، كما يؤكد كريم عبد السلام في «اليوم السابع»، أنه تم بتصميم وتنفيذ وخبرات مصرية بالكامل، وشارك في تنفيذه أكثر من 4 آلاف مهندس وفني وعامل، كلهم مصريون، ما يدعو للفخر أن في بلدنا خبرات هندسية تستطيع تنفيذ أعقد وأصعب المشروعات في العالم، كما أنه يمثل نوعا من تحدي النفس في الظروف الصعبة، وبدلا من اللجوء للبكائيات ومواساة النفس، انتقلنا إلى إنجاز جديد نتحدى به أنفسنا أولا، ونتجاوز الظروف الصعبة التي نواجهها، أي أننا عملنا بالمثل الشائع الذي يعبر عن الإرادة البشرية «حولنا المحنة إلى منحة». إذن، عواجيز الفرح ومقاطيع السوشيال ميديا، الذين يكتبون باستسهال وتفاهة، أن محورا مثل محور روض الفرج هو مجرد كوبري جديد يضاف إلى الكباري والطرق التي بناها السيسي، مثلما فعل مبارك وغيره من الحكام الذين حكمونا في السابق، أقول لهم: نقطة نظام صغيرة من فضلك، لابد أن تعرف أولا ماذا يعنيه مثل هذا المحور المهم، وتأثيره على حركة الطرق في القاهرة وصولا إلى الساحل الشمالي وحتى السلوم، وشرقا حتى العين السخنة وجبل الجلالة وطريق السويس، وصولا إلى الغردقة. المحور الذي يربط شمال وشرق القاهرة بطريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي عند الكيلو 39 عبارة عن 6 حارات مرورية بعرض 64.5 متر».
«صفاقة القرن»
الجدل بشأن صفقة القرن يحتد ما بين مصدق ومكذب.. فإلى أي الفريقين تتجه هالة فؤاد في «المشهد»؟: «وسط سحب الغيوم القاتمة على الأوطان العربية.. وتفتت قواها بين رحى قوى إقليمية ودولية.. وديكتاتورية أنظمتها المستبدة..ومعاناة شعوب منهكة ومنتهكة بفعل القهر والفقر والمرض والجهل. في ظل هذا المشهد القابض المخيف تصبح صفقة القرن أقرب إلى الصفاقة، أو إن شئنا الدقة أشبه بما يحدث في سوق النخاسة. استبيح الجسد العربي بدون مقاومة.. أعلنت أمريكا أن القدس عاصمة لإسرائيل، وأن الجولان لم تعد سورية، ولم يتحرك العرب بما يليق بعمليتي الإغتصاب العاهر، فعلت الأصوات بين حين وآخر تلمح عن صفاقة القرن. يقتلوننا ببطء.. يمهدون للصفعة بدون الإفصاح عن محتواها.. يسربون جزءا منها ثم يتركوننا أسرى صراع التخمين.. يعلنون بنودا كأنها بالونات اختبار ثم يتوقفون في انتظار ردود الأفعال. لكننا في كل الأحوال لا نخيب توقعاتهم.. الصمت المخزي نفسه، والتصريحات الجوفاء، والأصوات الرافضة في خجل.. والأدوار المفتعلة التي لا تتقن مجرد التهديد. ننتظر كالأموات تلقي الصفعة.. هواننا جعلهم يتفننون في مزيد من الإذلال، اختاروا نهاية شهر رمضان للإعلان عن تفاصيل الصفاقة.. هكذا صرح جاريد كوشنر مستشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط. التوقيت المخزي يحيلنا لذكرى انتهاك آخر جرى منذ سنوات، عندما أعدم الرئيس العراقي صدام حسين صباح يوم عيد الأضحى.. كان التوقيت مخجلا رغم كم الغضب والرفض والاعتراض على سياسته، التي أضاعت بلدا عربيا كبيرا بحجم العراق. والآن يتكرر المشهد في عيد الفطر.. بتنا جميعا كعجينة هشة طرية في يد القوى العظمى الباطشة».
أيهما سينتصر
الكلام عن مواجهة بين الصين والولايات المتحدة يجد له آذناً صاغية لدى محمود عسكر في «اليوم السابع»: «بدأت الصين تعيد التفكير مجددا في تخفيض قيمة عملتها المحلية لمواجهة الإجراءات الأمريكية، وتنشيط اقتصادها وصادراتها، وبالتأكيد هذا يمكن أن يفلح، لكن هناك مشكلة قد تواجه هذا التوجه الصيني، وهو أن اليوان الصيني أصبح الآن ضمن العملات المعتمدة دوليا في صندوق النقد الدولي، وهو ما يفرض العديد من الالتزامات على الصين من أهمها، أن تكون العملة مستقرة وتخضع لضوابط العرض والطلب، بدون التدخل الحكومي الكبير لتحديد قيمتها، لاسيما تخفيضها. كما أن الصين تملك عدة أدوات أخرى للضغط والرد وعلى الإجراءات الأمريكية، بعيدا عن التدخل في سعر الصرف، وخلق ضغوط جديدة على الاقتصاد الصيني بارتفاع التضخم، فالصين مثلا هي أكبر حائز لسندات الخزانة الأمريكية بنحو 1.2 تريليون دولار، ويمكنها بسهولة أن تتخلى عن هذه السندات أو جزء منها، ما سيؤدي لتراجع حاد في سعر الدولار، وسيمارس ضغوطا قوية على الحكومة الأمريكية. وبالنسبة لمصر، فرغم أنها يمكن أن تكون رابحة من أي حرب تجارية بين الصين وأمريكا، إلا أن هذا الإجراء بالذات (تخفيض قيمة اليوان)، لو تم تنفيذه، سيكون له تأثير سلبي على السوق المصري، لأنه سيؤدي إلى رخص المنتجات الصينية بشكل كبير في السوق المصري، وبالتالي سيقبل عليها المستهلكون، ويتركون المنتجات المصرية لارتفاع سعرها، ومن ثم تحدث عمليات إغراق كبيرة للسوق، ما يمكن أن يتعرض معه عدد من المصانع المصرية للتوقف أو على الأقل الخسارة الكبيرة».
لا أحد يهتم
لم يصدق سامي صبري نفسه وهو يقرأ رسالة تستغيث فيها إحدى السيدات، وتستحلفه أن يحاول توصيل صوتها وأكثر من 2700 رائدة ريفية في وزارة الشؤون الاجتماعية إلى الرئيس السيسي. قالت المستغيثة وفقاً لـ«الوفد»: «نعمل بمكافأة 350 جنيها شهريا، يتم تجميعها لتصرف كل ستة أشهر، وقد يصل الأمر لعام كامل بدون جنيه واحد. ورغم الاحتياج لكل جنيه في هذا الزمن، إلا أن المشكلة ليست في المكافأة الهزيلة فقط، وإنما في عدم تثبيتنا، رغم مرور أكثر من عشرين عاما على قيام الرائدة الريفية بدور كبير في توعية النساء اجتماعيا وصحيا، بل سياسيا في أعماق الريف المصري داخل القرى والنجوع، متحملات الصعاب والمشاق، من أجل الوطن، ومن أجل خدمة فئة فقيرة في المجتمع، تنتظر معاش تكافل وكرامة أو أي إعانة أو مساعدة من وزارة التضامن. وتواصل، وهي ترجو من أحد نواب الشعب أن يتبنى قضيتهن العادلة: نحن نختلف عن رائدة وزارة الصحة، وربما نقوم بمجهود أكبر مما تقوم به، ومع ذلك فهي معينة ولها تأمين صحي واجتماعي، وكل ما يحفظ حقوقها، أما نحن فلا شيء على الإطلاق سوى المكافأة الضئيلة التي لا تكفي حتى ثمن الانتقال. تحدثت مع مصدر في الوزارة، فلم ينكر المشكلة، ولكنه صدمني بقوله «الرائدة الريفية في الأساس تعمل معنا متطوعة، وما تحصل عليه نوع من المكافأة على مجهودها!» انتابتني ضحكة ساخرة، وأنا أسأله 350 جنيها يا رجل تعتبرها مكافأة لمن تقوم بإجراء العشرات من البحوث الاجتماعية والاقتصادية داخل نطاق إدارتها شهريا، للوقوف على أحوال الناس، والتأكد من استحقاقهم للمساعدات والإعانات والمكافآت الشهرية؟».
السلام أمانة
عن ذكاء عبد الناصر أورد أمير شفيق هذه القصة في موقع «الشبكة العربية»: «ذات مرة وبينما كان الرئيس جمال عبدالناصر في زيارة لدولة المغرب، وقد حَظِيَ باستقبال حافل من الجمهور المغربي، وإذا بأحد المغاربة يستأذن ويطلب أن يُسلم على زعيم القومية العربية، وعندما اقترب المغربي من الرئيس المصري، ألحَ عليه بألا ينسي «توصيل السلام للفنان إسماعيل ياسين»، فضحك عبدالناصر، واندهش كثيراً من طلب الرجل المغربي، ولكن الرئيس المصري أدرك – وقتها – أهمية الفن كأداه ذات قوة خارقة وتأثير عظيم بشأن مخاطبة وإقناع عقول الشعوب.. خاصةً البسطاء. وربما أن مطلب المواطن المغربي، أثار غضب أو ضيق عبدالناصر وقتها، ولعلَ الزعيم قد أسرَ ذلك في نفسه ولم يبدِه لأحد، فكيف لمواطن بسيط من عامة الشعب المغربي، أن يطلب من الزعيم عبدالناصر، أن يكون مرسالاً له، أو حاملاً سلامُهْ إلى «مشخصاتي»، إلا أن عبقرية المونولوجست إسماعيل ياسين جعلت شعبيته تتسع عالمياً، حتى إنها أدهشت جيل زمنه والأجيال التي تعاقبت على الأزمان والعصور، حتى وقتنا هذا. وبسبب ذكاء عبدالناصر وفطنتُه، فإنه أصدر توجيهاته لإسماعيل ياسين – حسبما صرَح سالفاً المخرج الراحل ياسين نجل إسماعيل ياسين – لأن يُجسِدْ الكوميديان، دور العسكري المصري المجنَدْ، من خلال أفلامه التي يغلُبْ عليها الطابع الكوميدي، خفيف الظل، كي لا تنفر الناس أو تضجر من العسكرية المصرية، فلا يتوهم البعض بأن الخدمة العسكرية في الجيش المصري، استعباد أو مهانة. إستمر الكوميديان الراحل في تقديم سلسلة من الأفلام التي تخص العسكرية مثل» إسماعيل ياسين في البوليس» و«إسماعيل ياسين في الطيران» وغيرها».
الحل أيه؟
اكتشف عبد الرحمن فهمي في «المصري اليوم»: «أن مصر ستواجه عام 2050 مشكلة ضخمة مستعصية، إن لم تكن «كارثة» بكل أبعاد معاني هذه الكلمة.. ففي هذا العام مصر سيزيد عدد سكانها إلى 150 مليوناً، وهي حالياً 104 ملايين نسمة.. وهذا معناه باختصار شديد أننا نحتاج لزيادة في ثلاثة أمور لكي تسابق زيادة النسل: نحتاج لزيادة في العمران وفي المياه وفي الطاقة. أما الغاز فعندنا الآن اكتفاء ذاتي. أكبر مهندسين في تاريخ مصر، فاروق الباز وعثمان باشا محرم تنبأ كل منهما بما يقرب من قرار المجلس القومي للإسكان.. وكان العلاج لهذا الموضوع في رأيهما هما الاثنان «إنشاء صعيد آخر»، أي خط من المحافظات يبدأ من جوار بني سويف إلى أسوان.. وكان لكل من فاروق الباز وعثمان محرم خطة.. ولكل منهما رأي. يرى الباز أن على الحكومة أن تتولى البنية التحتية في البداية بمجرد رسم خريطة المحافظات الجديدة.. البداية عند الباز الكهرباء والماء والغاز والاتصالات.. أما البنية الفوقية.. فوق الأرض: المدارس والمستشفيات والمرافق الحكومية العامة والمساجد والكنائس مثلاً، فهذه مرحلة لاحقة يشترك فيها سكان المدن».
الاستعداد لخوض الامتحانات
نتحول نحو أزمة الطلبة مع التابلت بصحبة هناء دكروري في «الأهرام»: «على مرّ الأعوام كان كل ما يتطلبه الأمر للاستعداد لخوض امتحانات نهاية العام تحضير قلمي جاف متطابقين، وقلم رصاص وأستيكة ومسطرة وآلة حاسبة، وأدوات هندسية في امتحان الرياضيات، إلى جانب الاحتفاظ بالمعلومات التي حفظتها في رأسك بالطبع… ولكن ولأننا في الألفية الثالثة ولأن وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، قررت ضرورة لحاق طلاب الصف الأول الثانوي بركب الحضارة الحديثة، وبالتالي دخولهم وبقوة إلى العالم الرقمي، أصبح هناك جديد في مسألة الاستعداد للامتحان. فقد دخل إلى حياة هؤلاء الطلاب المحظوظين من وجهة نظر الوزارة، المنكوبين في نظر أنفسهم وأولياء أمورهم للأسف، مستطيل أسود صغير الحجم، ولكن تأثيره وسيطرته تفوق كل التوقعات. فعلى صعيد الاستعداد اللوجستي لدخول الامتحان على الطالب التأكد من أن التابلت مشحون، وأن الشريحة التي من المفترض أن تستخدم في حالة انقطاع الإنترنت المدرسي هي أيضا مشحونة، أي أنه قد تم دفع خمسة جنيهات لضمان وصول خدمة الإنترنت. ولا مانع من اصطحاب باور بانك أو (بنك طاقة) لتغذية التابلت في حالة نفاد الشحن لأي سبب».
بينما الأغلبية جائعة
ينتاب احمد فرغلي شعور بالسخط في «الأهرام» أمام هذا المشهد: «تابع عشرات الملايين إعلانات نجوم كبار هذا العام.. هذه الإعلانات تم إنتاجها بهدف التسويق والدعاية لبعض شركات الاتصالات الكبرى، وأصبحت حديث عموم الناس وخاصتهم، فمواقع التواصل الاجتماعي، بل كل البيوت لا تتوقف عن الحديث حول أجور النجوم، فأغلاهم حصل على 40 مليون جنيه، وآخر حصل على 30 مليونا وثالث 22 مليونا ورابع 12 مليونا وهكذا، هناك من يعقدون المقارنات وآخرون يحولون هذه المبالغ إلى شنط رمضان أو يتمنون إنفاقها على الفقراء، متناسين أنها ليست تبرعات ولا أموال صدقات. والمثير للجدل هو دخول نجم الأكشن الشهير في هوليوود فاندام على خط الإعلان المصري ومشاركته الفنان محمد رمضان في إعلان حظي باهتمام كبير بعد ظهوره مرتديا الجلابية وتلقيه وتسديده اللكمات من وإلى رمضان.. والأهم من ذلك حديثه عن مصر وعن تجربته مع النجم المصري وقوله إنه ربما يشاركه في فيلم بالمستقبل. تجربة رمضان وفاندام ليست الوحيدة هذا العام، فهناك النجم الكبير عمرو دياب، الذي تكلف إنتاج إعلانه أرقاما ضخمة جدا يقال إنها 120 مليون جنيه، وربما ستحسم نهاية الموسم المنافسة بينه وبين فاندام ورمضان ومعهم تامر حسني ونانسي عجرم وغيرهم».
أن يكون قرشياً
من خلال اهتمامه بنقد جماعة الإخوان اكتشف محمود خليل في «الوطن» بعض المثالب: «من المضحك أن الإخوان ما زالوا يتمسكون حتى اليوم بشرط في منتهى العجب، وهو «أن يكون الإمام قرشياً»، يعني أن يكون إمام المسلمين أو خليفتهم منتمياً إلى قبيلة قريش، إعمالاً للحديث النبوي الشريف الذي يقول: «الأئمة من قريش»، وامتثالاً لما فعله الصحابة، رضوان الله عليهم، خلال اجتماع «السقيفة» الشهير، لاختيار خليفة للمسلمين، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ تم حسم الخلاف الذي نشب بينهم ساعتئذ، بما قاله أبوبكر الصديق، رضي الله عنه، من أن «العرب لن تخضع إلا لهذا الحي من قريش». وتصر الجماعة على أن الشرط ما زال سارياً حتى الآن، وأن هناك العديد من الأفراد الذين ينتهون بنسبهم إلى قبيلة قريش، وأن الإمام لا بد أن يكون منهم. وفي الوقت الذي يهتم فيه الإخوان بهذا الشرط الشكلي، لا تجدهم يعتنون بشروط أهم وأخطر مثل العدل والكفاءة. فماذا لو كان قرشياً لكنه غير عادل أو كفء، هل يتم فرضه على الأمة فرضاً لمجرد انتمائه القبلي؟ وماذا لو كان قرشياً، لكنه غير منتمٍ إلى جماعة الإخوان هل من الممكن قبوله؟ والأخطر من ذلك إلى متى سيظل العقل المسلم أسيراً لهذه الأفكار التي غادرها التاريخ ودهسها الواقع؟ هذه الطريقة في التدبر في الأمور تشهد على نمطية أساليب التفكير داخل الجماعة، وعدم رغبة – أو قل ـ عجز عن الاجتهاد لإنتاج أفكار تتسق مع متطلبات العصر».
مادونا وحق الشهداء
تهتم جيهان فوزي في «الوطن» بالدعوة لمقاطعة مهرجان « يوروفيجن» الذي سيعقد في إسرائيل، مؤكدة أن الحرص على استضافة نجمة البوب الأمريكية «مادونا» ضيفة على المهرجان له دلالاته السياسية، رغم الرسائل الإنسانية التي وجهها لها الفلسطينيون يطالبونها بمقاطعته، منها رسالة والدة الشهيد الصحافي ياسر مرتجى المؤثرة، الذي قتلته إسرائيل أثناء قيامه بواجبه المهني، وتغطيته لأحداث مسيرة العودة الكبرى، لكنها تجاهلت تلك الرسائل والدعوات التي أطلقتها حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل، مؤكدة أنها لن ترضخ للضغوط السياسية، ولن تتوقف عن التعبير عن رأيها بحرية، ولن تستسلم لأي أجندة سياسية، وكأنها تعرضت لعملية غسيل للدماغ. لقد كان التركيز على مشاركة نجمة البوب، نظراً لأنها ستساهم بشكل كبير في إنجاح الحدث وستعزز صورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم، لذا قررت مجموعة «جسور الفلسطينية» للتواصل الدولي تنظيم حفل فني موازٍ على أنقاض عمارة دمرها طيران الاحتلال الحربي مطلع الشهر الحالي، في رسالة تحد للمهرجان وبالتزامن مع فعاليات «يوروفيجن»، يحمل اسم «رسالة غزة»، ويهدف لتوصيل رسالة مفادها أن الاحتلال يمارس كل أنواع الجرائم ضد الفلسطينيين، فالحفل يحمل في مضمونه رسالتين: الأولى فضح إسرائيل التي تغني وتقصف وتمارس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، والثانية أن غزة تغني ومحِبة للسلام وترفض أي تبييض لصفحات الاحتلال وجرائمه من خلال الفن والموسيقى فهل يلقى الصدى؟».
رمضان كريم
عن شهر رمضان يتحدث شريف درويش في «البوابة نيوز»: «لماذا أصبح شهر رمضان لدى العرب عمومًا والمصريين خصوصًا شهرًا لـ «الدلع» و«الأنتخة»، فإذا كان يوجد ثمة عمل تجد أنك محصور بين عبارتيْن خالدتيْن في أدبيات الشهر الكريم، العبارة الأولى هي «قبل رمضان»؛ حيث تجد هناك تدافعًا في إنجاز كل ما يمكن إنجازه قبل حلول الشهر، وكأن رمضان ليس شهرًا للعمل والعبادة، بل شهر يتوقف فيه التدفق البيولوجي لدى المصريين، زهقٌ وصيام وحرٌ بالنهار، وإفطارٌ ومسلسلات وإعلانات وكنافة وقطايف وحلويات وعزومات وخيم رمضانية وسحور حتى مطلع الفجر. وإذا داهمنا رمضان وأصبحنا منه على مرمى حجر تتصدر دولاب العمل العبارة الثانية الشهيرة «بعد رمضان»، ليتم إنجاز ما لم يمكن إنجازه في الفترة التي تسبق الشهر الكريم، التي تزيد فيه وتيرة العمل ويرتفع حجمه إلى أضعاف الأوقات العادية، لذا إذا لم يستطع البعض إنجاز أعمال معينة فيتم تأجيلها إلى ما بعد الشهر الفضيل، وهو ما يعمل على تعطيل مصالح الناس، وتوقف دولاب العمل، ووفقًا لأحدث إحصائية؛ فإن الجهد المبذول في العمل أثناء رمضان يقل بنسبة الثلث، وهي إحصائية أراها متفائلة إلى حدٍ كبير. المصيبة الأكبر، أنه علاوة على أننا «محشورون» بين عبارتيْ «قبل رمضان» و«بعد رمضان»، نجد أنه في أماكن العمل المختلفة في مصر تجد عبارة ثالثة تقفز في وجهك في اليوم مرات ومرات وهي «رمضان كريم»».
البرنسيسة بيسة
نتحول نحو المعارك النقدية حول دراما رمضان على يد أكرم السعدني في «الوفد»: «شاهدت لقطات من شيء اسمه «البرنسيسة بيسة» وسألت نفسي هل هناك مؤلف ومخرج وراء هذا العمل، أم أنه عمل ليس له أصل ولا فصل ولا أساس، وزمان كان العم بهجت قمر- رحمه الله – يقول إن أساس العملية الفنية هو الورق، فإذا كان الورق بخير عم الخير على البناء بأكمله، ولو أصاب الورق شر فإن البناء بأكمله معرض للانهيار، وعلل العم بهجت قيام بعض الممثلين باستعراض «الشوية» بتوعه بفقر دم أصاب الورق فأصبح في حاجة إلى عملية نقل دم خفيف يضفي على العمل نوعاً من أنواع البهجة، ويرسم على الشفاه ابتسامة ويلقي بالسعادة في القلوب.. وأنا أتابع الست الغندورة المتفلفسة وليست المتفلسفة في الأداء.. أجدني أنجذب إليها فقط في تلك الأوقات التي أشعر فيها برغبة في جلد الذات، وشوقي إلى تعذيب النفس، تماماً كما يحدث لي عندما أبحث عن بوستات صديقي العزيز ورفيق رحلة الصحافة محمد الصباغ، وهو يسب خالد الذكر جمال عبدالناصر وينسب إليه أفعالاً هي من بنات أفكار الصباغ، وليس لها وجود في واقع الحال. الست مي عزالدين.. أتمنى مواصلة العمل والحرص على التواجد بنفسي هذه النوعية من الأداء الثقيل الظل المعدوم لأي أسباب للجذب العصي على الضحك، فسوف يأتى يوم نجد فيه منظمات حقوق الإنسان تمنع تعذيب الأشقياء من المجرمين والمجرمات».
طيب يروح يغير سكك القطارات و القطارات التي أكل و شرب عليها الزمن أحسن…. ليش هالبذخ على الفاضي و كله من ديون مصر في البنك المركزي