القاهرة – مروة جمال: امتداداً للأزمات المذهبية بين إيران من ناحية ودول الخليج العربي ومصر من ناحية أخرى؛ يأتي الفيلم الإيراني «محمد» كحلقة جديدة؛ كونه أول فيلم سينمائي يجسد شخص خاتم الأنبياء بالصوت والصورة وهو ما يحرمه أهل «السنة» ويبيحه بعض الشيعة.
الفيلم، الذي انتهى صناعه من تصويره، ويتم الآن وضع اللمسات الفنية الأخيرة عليه تمهيدا لعرضه ضمن فعاليات مهرجان «فجر» في طهران في شهر فبراير/ شباط المقبل بالتزامن مع المولد النبوي الشريف؛ لاقى معارضة شديدة من دول عربية بشكل مبدئي، وفقا لما رصده الناقد الفني محمود قاسم والذي توقع أن تزداد رقعة هذه المعارضة مع اقتراب موعد عرض الفيلم.
وقال قاسم إن مصر وقطر والإمارات والكويت والبحرين والأردن من أوائل الدول العربية التي استجابت لفتاوى تحريم تجسيد الأنبياء.
وتوقع قاسم أن تتسع الرقعة العربية المقاطعة للفيلم؛ خصوصا أن السينما الإيرانية بشكل عام غير حاضرة في المشهد السينمائي العربي من المحيط إلى الخليج.
وقال إن «السينما الإيرانية نجحت مؤخرا في الوصول للعالمية بعدما حصد فيلم «انفصال» جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي؛ ومع ذلك ظل الفيلم الإيراني غير حاضر بالمرة في المشهد العربي».
وأضاف أن العداء السياسي بين إيران من ناحية ودول عربية كثيرة من ناحية أخرى، ألقى بظلاله على التبادل الثقافي بين الفريقين؛ ورغم أن المهرجانات السينمائية الخليجية كـ»دبي» و»أبوظبي» بدأت في عرض أفلام إيرانية ضمن فعالياتها على استحياء؛ إلا أن عرض الأفلام الإيرانية في دور العرض السينمائية ما زال محفوفا بالمخاطر، خاصة حينما يكون الأمر متعلقا بفيلم أثار كل هذه الضجة بمجرد الحديث عن التمهيد لعرضه.
ولفت الناقد الفني إلى أنه بعد سيطرة الملالي على الحكم في إيران؛ ثمة دعوات كانت تدور بقوة عن منع صناعة السينما هناك، لكن الخميني (مرشد الثورة الإيرانية الراحل) تركها وقال إنه يعتبر السينما وسيلة لتحقيق أهداف إيران.
ومن هنا «تنامت المخاوف العربية من استخدام إيران للسينما خاصة والفن عامة لنشر المذهب الشيعي وبث معلومات مغلوطة عن الأنبياء والصحابة لأهل السنة»، بحسب قاسم.
ودلل قاسم على صحة وجهة نظره بالرقابة الصارمة التي يفرضها النظام الإيراني على صناعة السينما؛ حيث قال «يتم تمرير الأفلام التي يرضى عنها النظام الحاكم؛ ولذلك تولي الدولة اهتماما بالغا بصناعة تلك الأفلام بل وتساهم في إنتاجها بملايين الدولارات».
وأرجع الناقد الفني الشغف الإيراني بإنتاج هذا الكم من الأفلام الدينية عن الصحابة والأنبياء لأنهم «ذهبوا إلى المنطقة الفنية المحرمة على العالم العربي؛ وأرادوا أن يثروها بعشرات الأفلام التي تخدم توجهاتهم العقائدية».
ولفت قاسم إلى أن كل هذه الخلفيات السياسية الفنية تجزم بأن فيلم «محمد» سيكون خارج المشهد السينمائي العربي تماما.
اختلفت معه في الرأي، الناقدة الفنية ماجدة خير الله التي رفضت اتهام الفيلم بتقديمه لحياة النبي الكريم وفقا لرؤية المراجع الشيعية قبل عرضه، قائلة إن التخوف من بث الفكر الشيعي في بلاد السنة عبر أعمال فنية تحول إلى فوبيا غير مبررة؛ لأن أهل السنة لن يغيروا آراءهم ومعتقداتهم الدينية لمجرد مشاهداتهم لفيلم يطرح رؤى مختلفة؛ لأن المعتقدات الدينية ليست هشة في نفوس الناس إلى هذا الحد.
وتوقعت خير الله أن يحظى الفيلم بنسب مشاهدة خيالية على الإنترنت من قبل الجمهور العربي الذي سيدفعه الشغف لمشاهدة الكيفية السينمائية التي يظهر بها النبي محمد لأول مرة في تاريخ السينما منذ أن اخترعها البشر؛ مرجحة في الوقت نفسه عدم عرض الفيلم في البلدان العربية عامة والخليجية خاصة.
ودعت الناقدة الجمهور العربي لوضع الأمور في نصابها الصحيح؛ قائلة «نحن بصدد فيلم سينمائي ربما نستمتع بمشاهدته وربما نرفض التجربة برمتها بعد عرضها».
وفقهيا، قال سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية سابقا وأستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن مشكلة علماء السنة مع فيلم «محمد» ترتكز على سببين الأول هو تجسيده لشخصية النبي الكريم بالصوت والصورة في انتهاك صارخ لحرمة الدين الإسلامي، التي تنص على قدسية الأنبياء وعدم امتهانهم.
أما السبب الثاني، فهو استناد صانعي الفيلم إلى مراجع شيعية في سرد طفولة خاتم الأنبياء؛ الأمر الذي يشي بأن الفيلم سيحمل لمشاهديه معلومات مغلوطة بالجملة؛ بحسب عبد الجليل.
ودعا الشيخ الأزهري شعوب العالم الإسلامي لمقاطعة الفيلم؛ مبديا تفاؤله بنجاح دعوات المقاطعة التي تحركها جهات إسلامية عالمية كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف مؤخرا.
وكان عدد من علماء وفقهاء السنّة أفتوا بحرمة مشاهدة الفيلم بسبب تجسيده لشخصية خاتم الأنبياء، فيما أباحه بعض مراجع الشيعة في إيران.
ورغم أن «محمد» يعد الفيلم الأضخم في تاريخ السينما الإيرانية، إلا أن عشرات الأفلام الدينية قد سبقته؛ ما جعل صيت السينما الإيرانية يقترن بتجسيد الصحابة والأنبياء.
وأبرز هذه الأفلام «مملكة سليمان» الذى يجسد في جزأين سيرة نبي الله سليمان وعلاقته بملكة سبأ «بلقيس»، ومن أبرز الانتقادات التي واجهها أنه يسب نبي الله سليمان ويظهره كـ»ساحر» وليس نبيا.
وفيلم «إبراهيم خليل الله» الذي قدم قصة إبراهيم، عليه السلام، وذبح ابنه إسماعيل ونبع زمزم بشكل رآه بعض النقاد العرب جريئا في تناول التاريخ الإسلامي؛ وهي الاتهامات نفسها التي وجهت للأفلام الإيرانية «أيوب البار» و «المسيح» و»النبراس» الذي يجسد حياة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب.
ويرى صناع الفيلم أن حياة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- أكبر من اختزالها في فيلم واحد، لذا قرر المنتج مهدي هيدريان والسينارست الشهير كامبوزيا باتروفي والمخرج مجيد مجيدي عمل ثلاثية سينمائية ترصد حياة الرسول منذ ولادته وحتى وفاته، على أن يتناول الجزء الأول الذي تم إنتاجه وتصويره مؤخرا، سيرة طفولة الرسول الكريم منذ ولادته في عهد الجاهلية حتى بلوغ سن الثانية عشرة.
وتعرج الأحداث على نشأته وسفره مع عمه أبي طالب إلى الشام، ووصولهما إلى صومعة الراهب المسيحي «بحيرا» الذي بشّر أبي طالب بظهور خاتم الأنبياء بعد المسيح عليه السلام.
تم تصوير مشاهد الفيلم في منطقة «كرمان» ومدينة «نور» السينمائية الواقعة في جنوب شرق إيران، حيث جرى تصوير المشاهد المتعلقة بهجوم أبرهة الحبشي على الكعبة، وحركة القوافل بين مكة والمدينة قبل البعثة؛ وفقا لوكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.
كما تم بناء مجسّم لكعبة صغيرة من الأحجار مغطاة بالقماش تم فيها مراعاة اختلاف أبعاد الكعبة قبل ولادة الرسول الكريم ؛ كما تم جلب عدد من أشجار النخيل من منطقة «بم» بشرق إيران وزرعها في أطراف المدينة السينمائية، بجانب إنشاء نحو 60 بيتا لتصبح أجواء الفيلم أكثر واقعية؛ وفقا لذات المصدر .
وكان الفنان الكرواتي «ميلجن كركا كلجاكويتش» قد صمم مشاهد وديكورات الفيلم، الذي بلغت ميزانية إنتاجه 30 مليون دولار والمقرر ترجمته إلى الإنكليزية والعربية بجانب الفارسية.
ويتولى الموسيقار الهندي آي آر رحمان وضع موسيقى الفيلم؛ على أن يتولى تقديم أغنياته المنشد البريطاني سامي يوسف.(الاناضول)
أنا متأكد أن الشيعة ( والسنة طبعا) لا يوافقون على تجسيد شخصية سيدنا علي (ر). وما هذا الفيلم الا لمناكفة السنة. أي أنه مسيس بامتياز.
حسبي الله ونعم الوكيل
أنا مع منعه من البثّ على القنوات العربية و السينما و كانت لنا تجربة في تونس و تم الاعتداء على مقر قناة نسمة لبثها فيلم مسيء للذات الالاهية ايراني الصنع.
لكن هذا المنع أرجو ان لا يكون عادة و فوبيا لأن السينما الايرانية متقدمة على السينما العربية و نستطيع الاستفادة من خبراتها كثيرا خصوصا أن المناخ و النمط و الثقافة قريبة لبعضها البعض.
اخوتي الذين احبهم واكن لهم جميعا التقدير فيزيتور منى و الاخ تونس ربما لست مفتيا ولكني درست التشريعات الاسلامية ولا ارى مانعا شرعيا في تجسيد شخص النبيالكريم محمد صلى الله عليه وسلم او غيره من الانبياء طبعا هناك جدل ذو طابع ديني وتنزيهي في هذا الموضوع ولكن لا يوجد نص واحد يحرم تمثيل شخص النبي هذه قضيةتنزيهية يمكن ان يكون مصلحةاحياءسيرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ر سالة دعويةعالمية مدعومة بالصورة والعاطفة والقدرة على التاثير شخصيا كنت دائما مع فكرة تجسيد الانبياء واما الشق المتعلق بالتوثيق لمسلسلات التاريخية فيمكن ان يتم الاحتجاج عليه ان (وقع اي تزوير او تحريف ) عبر لجان علمية مشتركة وانا احيي هذا العمل الايراني الذي يعكس ثقافة ووعي وحب للنبي صلى الله عليه وسلم يجب ان لا تخضع لسوء النوايا وادعو العاملين عليه الى تقديم الصورة المتفق عليها بين المذهبين واعتماد لجنة علمية عالمية -لان هذا الشق له علاقة بثقافة الاسلام ككل ولا يجوز التلاعب والتحريف فيها ابدا ، وربما ناقش بعض علماء الاخوة الشيعة وعلماء السنة بانتجسيدالنبيفيه تقليل من قدره هناك رؤية اخرى تجسيد النب صلى الله عليهوسلم فيه احياء لصورته النبيلة ورسالته العالمية ويجب ان لا نكون ضيقي افق مع الحذر العلمي والاخلاقي الواجب في ميثاقية الاحداث وتحية للعمل السينمائي الذي اراه عبادة وهناكورش اعلامية كبيرة من لديه احتجاج يستطيع ان يستعمل نفس الفضاء الاعلامي السينمائي ويعرض رؤيته هذا هو رايي المتواضع مع انتباهيالى موضوع الاختراق الثقافي وهو ليس سهلا لان المدرسة الاسلامية السنية على عناية عالية جدا -بحسب دراستي – في الموثوقية وهي الافضل من وجهة نظري وارجو عدم تفسير كلامي مذهبيا بل هو نوعمن الامانة العلمية التي يجب ان نتحلى بها وسنال عنها بين يدي الله ومنع الفيلم عمل احمق سواء كنا معارضين او موافقين لان منعه سيتسبب فيشهرته اذا كنا معارضين ولن يستطيع احد منع الناس من مشاهدة ما يريردون في عصر النت -وهذا حجر لا يليق فيرايي – وان كنا موافقين على الفكرة فيجب ان نقول للمحتجين قدموا رؤيتكم نقاشكم ودعوا الناس يختارون اشجع الفكرة مع التشدد العلمي في التوثيق وهنيئا لمن تعب عليه وسهر
وزارة المستضعفين للتخلي عن الفتاوي المتمتة التي لا تستند الى اصل ديني وانما هي عادة شرعية لا اكثر وقضيةتنزيهية تحتمل النقاش اذا صدقت النوايا ووثقت المادة التاريخية فانا اول المشجعين والمروجين
فاقد الشيء ﻻيعطيه! الفرس لن يعرفون بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحمد منهم براء
حسبي الله ونعم الوكيل في هؤلاء الفاقدي العقل
بعيدا عن حرمة تجسيد الأنبياء , مع أني أؤمن بأن من يريد أن يعرف نبينا محمدا فليقرأ سيرته و لكن الحق أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ترك سيرته تلك حية عطرة في أحاديثه التي جمعها أهل السنة و الجماعة و قاموا بتدوينها و إنشاء علوم الحديث للتأكد من صحة نسبها إليه ( و لكن لا يعترف الملالي في إيران إلا بحوالي خمسة أو عشرة منها) و سيرته كذلك في وصف أصحابه و أزواجه له( و لكن يكفر الملالي معظمهم) فبالله عليكم من أين سينتجوا فيلما عن سيرته و ما هي المصادر التي سيستندون إليها. حسبنا الله و نعم الوكيل