اجتمعوا عشاءً حول مائدة السّماء
قال الكمان :
هذه لغتي سحرت العشّاق يازمــان…
وجلجلت سكــــون الليل بالألحـــان؛
وداعبت الشمس ضحـى: بُحـران…
حتى أسلمت بلقيس سبــأ مع سُليمان.
فمنْ أنت يا سامريّ ؟
قال العود:
أنا الرنّـان الصــادح في كلّ واد
المُناغي لأوتار المزامير يا داود
تُلامسني أكفّ ناعمة الأصابع…
فتعـرج الملائكة على الإيقـــاع.
فمنْ أنت يا سامريّ ؟
قال القانون :
أنا أكبـــرالنجــوم ياآدم…
أرنو إلى أبنائي يغنـّـون؛
نشيد الأناشيد والفنون…
فأنام عن شواردها ملء جفون.
فمنْ أنت ياسامريّ؟
قالت القيثارة :
أنا حواء بنت العود…
لكني تمردت على التقاليــد؛
لأعزف أنين قلبي الموجوع
كتراتيـل مريـــم ويســـوع.
فمنْ أنت ياسامريّ ؟
قال البوق:
أنا رفيـــــــق يوشع ابن نــون…
أسقطت أسوار أريحا بالأنغــام؛
وبنفخ كصليل الأفاعي الأراقـم:
فتحــت طريـقًا إلـى أورشليــــم.
فمنْ أنت ياسامريّ ؟
قال المزمار:
أنا ثعبان إبليس ذي الفحيح
الذي أخرج آدم من الجـنّة
لأكفــرّ به خطيئة المسيـح
فلا يقوى الوقوف ضــدي
جــنّ ولا إنس؛ يا صــاح.
فمنْ أنت يا سامريّ ؟ قال :
أنا تعويذة التيــه المقيــم…
وصانع النبيذ في اليـــــمّ.
ناجيت القمر حتى المحاق
وغازلت الرياح بشبق…
فكانت ذرّيتي الداء الوباء.
فالحروب صنيعتي للبقاء…
انَصتوا…فإذا مائدة ذلك العشاء؛
على التائهين؛ موسيقى سمــاء؛
وكانت قيامة الأجداث: أحياء…

٭ كاتب وشاعر من العراق