كانت باريس تباهي بأنها عاصمة جامعة السوربون والمفكرين، أمثال سارتر وسيمون دو بوفوار والعديد من الفلاسفة، والأدباء من فيكتور هوغو وموليير إلى الكثير من المهاجرين إليها من المبدعين، وتفخر قنوات التلفزيون حين يرضى الأدباء والفلاسفة بالظهور على شاشاتها لحوار كما كانت تحظى برامج فكرية مثل برنامج برنار بيفو بالكثير من المتفرجين. أما اليوم فما من صاحب برنامج أو مذيع لنشرات الأخبار يبالي باستضافتهم، بل صاروا يتسابقون على استضافة الأطباء!
و(باي باي) لأهل الفكر وأهلاً (بالبروفيسورات) في الطب الذين يتحدثون عن حاكم كوكبنا هذه الأيام: السيد الموت واسمه حالياً كوفيد 19، أو وباء فيروس كورونا. وننصت لهم باهتمام بالغ، فالأمر يتعلق بحياة كل منا، وموته!
أدمغة عربية مهاجرة
لاحظت أن الكثير من كبار الأطباء الذين يحاورهم المذيع في نشرات الأخبار الفرنسية وسواها حول وباء كورونا هم من أصل عربي، وبينهم من هو من أصل سوري ولبناني، وأعرف بعض أهلهم.
لقد طاروا إلى الغرب لمتابعة دراستهم في الطب، لكنهم لم يعودوا إلى الوطن بعد التخرج بسبب الاضطرابات السياسية عندنا والقلق على المصير، وهكذا قرروا متابعة أعمالهم كأطباء فرنسيين، وهذا النزف في الأدمغة العربية قلما يبالي به بعض السياسيين في بلادنا العربية. وثمة مستشفيات عربية تدفع رواتب مضاعفة لحملة الجنسيات الأوروبية والأمريكية، ولذا يحرص بعض الأطباء العرب على حمل جنسية غربية قبل ذهابهم للعمل لفترة في أحد البلدان العربية..
أي أن حمله للجنسية الغربية يجعله أكبر راتباً وأكثر أهمية من طبيب بقي في الوطن أو عاد إليه بعد الدراسة في الجامعات الغربية.
هل يسبق الفن واقع الحياة بمعرفة المستقبل؟
شاهدت فيلماً عادياً على الصعيد الفني يدعى «ناقل الرسائل 2»، تمثيل جيسون ستاتن، وهو في جوهره فيلم للتسلية بمغامرات بطله فرانك سائق السيارة للتوصيلات ووقوفه ضد الأشرار على طريقة جيمس بوند، ولكن لفتني في هذا الفيلم الذي عرض للمرة الأولى عام 2008 أنه يحمل نبوءة بوباء الكورونا بمعنى ما، ففي الفيلم يخترع أحد المختبرات وباء ويكفي حقن أحد به ليصاب بالسعال الحاد والحرارة المرتفعة (وبقية أعراض فيروس كورونا) ويموت إذ لا علاج له، ويصيب الآخرين بالعدوى عن طريق التنفس كما مرض كورونا اليوم!
ثمة ترياق ـ (هذا في الفيلم)، أما الطب حالياً فلما يخترع بعد علاجاً أو لقاحاً للمرض الذي اخترعه مخرج الفيلم والشبيه بمرض كورونا، كأن هذا العرض السينمائي نبوءة ولكن بالمصادفة!
والسؤال هــــو: متى يخترع العلم لقاحاً ضد هذا المرض اللعين كما حدث في الفيلم؟ ولماذا يتنبأ فن السينما والأدب بالأوبئة حتى قبل حدوثها؟
وهل ألهم هذا الفيلم ذلك المختبر الذي (صنع) فيروس مرض الكورونا، كما يتهم البعض مختبرات «ووهان» الصينية؟ لا أظن ذلك، ولعلها مجرد مصادفة.
«أغوارا فوبيا» اليوم؟
لمحاصرة وباء كورونا الذي ينتقل حتى بالتنفس لمريض قرب معافى، وبعد موت العديد من الأطباء والممرضات الذين يُعالجون المرضى بالكورونا، ذلك المرض اللامرئي كشبح فتاك، وبعد تحريم مغادرة البيت تقريباً في بعض البلدان، وحتى منع التجول مساء في بلدان أخرى، تم مثلاً في فرنسا السماح مؤخراً بعدم الحجر المنزلي شرط ارتداء كمامة والابتعاد متراً عن أي شخص آخر!
والمضحك المبكي أن الكثير من الناس حتى بعد انتهاء فترة «الحجر المنزلي» (دامت في فرنسا لشهرين) أصبحوا لا يرغبون في مغادرة بيوتهم خوفاً من الإصابة بالمرض الذي لما يخترع العلم بعد لقاحاً ضده.
ولي صديقات وأصدقاء ما زالوا يعيشون فترة الحجر المنزلي باختيارهم، أي ما يدعوه الطبيب النفسي باسم (أغوارا فوبيا)! أي الهلع من مغادرة البيت. ترى، ألم يخطر ببال أحدهم أن الموت قد يداهمهم حتى ولو كانوا في بروج مشيدة؟ أرتاح إلى مبدأ «اعقل وتوكل» حيث يتخذ المرء الاحتياطات الطبية كارتداء القناع والابتعاد متراً عن سواه، ويتابع حياته العادية؛ لأنه سيموت على أي حال أينما كان. ولا توجد وصفة طبية ضد الموت!
رؤساء الجمهوريات: الأطباء لا الأدباء!
طار رئيس جمهورية فرنسا السيد ماكرون إلى مرسيليا لمقابلة طبيب شهير مشهود له عالمياً بالعلم، هو ديديه راؤلت. إنها ظاهرة جميلة في هذا الزمن وواقعية ضرورية، فالشعر لا يعالج وباء كورونا/كوفيد 19! ولا السياسة ولا رؤساء الجمهوريات، فثمة أدوية افتراضية للعلاج من الوباء القاتل اللامرئي، ورأي أهل العلم غاية في الأهمية لكي لا يتناول الناس بعض العقاقير التي قد تؤذي. وهذا السعي إلى أهل العلم زاد من رصيد رئيس الجمهورية الفرنسي.
الرئيس ترامب في دور الطبيب!
على العكس من رئيس جمهورية فرنسا الذي لا يتورط في الإدلاء بنصائح صحية، نجد رئيس جمهورية أقوى دولة في العالم U.S.A السيد ترامب، يلعب دور الطبيب وينصح بحقن مطهرة، وذلك للوقاية كما يتوهم، كما يمتدح أدوية للوقاية قائلاً إنه يتناول قرصاً منها كل يوم!
وتبين فيما بعد أنها مؤذية ومنعت فرنسا بيعها!
ويبدو أن موقف الرئيس ترامب (كطبيب!) شبيه بموقفه كسياسي وانحيازه لكورونا إسرائيل ضد الفلسطينيين!
وأعتقد أنه من الأفضل لرجال السياسة عدم تلبس دور من (يهرف بما لا يعرف) وأن يتركوا الطب لأهله وللعلماء، كما فعل الرئيس ماكرون الذي طار إلى مارسيليا طلباً لرأي طبيب عالم، ولم يستدعه إلى «قصر الأليزيه» بل احترم مكانته الطبية وسعى إليه، ولعله من الأفضل ألا يلعب السياسي دور الطبيب على طريقة ترامب.
الرئيس الفرنسي السابق اعتدى جنسياً عليّ!
ثمة خبر وجدته (طريفًا!) تتناقله الصحف العالمية مؤخراً.
إذ اتهمت الصحافية الألمانية الشابة آن كاترين ستراك، رئيس الجمهورية الفرنسية السابق فاليري جيسكار ديستان (94 سنة!) بالاعتداء جنسياً عليها قبل عامين؛ أي حين كان عمره 92 سنة!
من طرفي، لم أصدق الحكاية، وأشك في أن الصحافية المغمورة تحاول أن تجد سبباً للشهرة (وحصلت عليها إذ تناقلت الصحف العالمية الخبر)..
وأتساءل: هل يعقل أن يحاول رجل في مثل عمره الاعتداء جنسياً على شابة بوسعها «تجندله» بضربة واحدة بسبب تقدمه في السن؟
ولماذا انتظرت عامين بعد الاعتداء الجنسي المفترض حتى باحت به؟
رئيس الجمهورية السابق ديستان طلب من محاميه جان مارك فدبرا، إقامة الدعوى على الصحافية الألمانية الشابة التي أساءت إلى سمعته (ربما طلباً للشهرة)، طالباً اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعويض عليه مقابل الأساءة إلى سمعته.
لحظة شك: هل يمكن لخرف الشيخوخة أن يكون قد لعب دوراً في الحكاية؟
لحظة عدالة: لا يحق لأحد اتهام الآخر دونما دليل!.. وإلا لاعتاش كثير من الناس على حصد الشهرة في تهم كاذبة.. والله أعلم.
لا اعتقد ان دور والادباء والفلسفة والمفكرين سيتراجع الى درجة التقزيم او الاندثار..بسب الظروف الحالية وامتداداتها…الا اذا كنا نقصد مايشكل الترف الفكري…الذي لن يجد حتما التجاوب المطلوب في مجتمعات اصبح عندها هاجس استمرارية الحياة اولى من ممارسة الحياة نفسها…!!! أما الفكر التفاعلي..سواء كان فلسفة او أدبا او علم اجتماع…الخ فهو ينتعش حتما في الاحوال العصيبة..مما كان دائما على مر التاريخ…واعتقد ان النطاق الموضوعي للقراءة الصحيحة الأحداث..هي في الربط بين الفتن العربية…والفراغ الديموغرافي الغربي عددا ونخبا…ومساهمة الاول في معالجة الثاني..بعد قيام كورونا من اختصار حياة المسنين في الدول المتقدمة….والرهان على تفريغ دول عربية بعينها من خيرة ابناءها وعلماءها لم يكن بعيدا عن صلب الأحداث المذكورة…وشكرا.
لا اعتقد ان دور والادباء والفلاسفة والمفكرين سيتراجع الى درجة التقزيم او الاندثار..بسب الظروف الحالية وامتداداتها…الا اذا كنا نقصد مايشكل الترف الفكري…الذي لن يجد حتما التجاوب المطلوب في مجتمعات اصبح عندها هاجس استمرارية الحياة اولى من ممارسة الحياة نفسها…!!! أما الفكر التفاعلي..سواء كان فلسفة او أدبا او علم اجتماع…الخ فهو ينتعش حتما في الاحوال العصيبة..كما كان دائما على مر التاريخ…واعتقد ان النطاق الموضوعي للقراءة الصحيحة الأحداث..هي في الربط بين الفتن العربية…والفراغ الديموغرافي الغربي عددا ونخبا…ومساهمة الاول في معالجة الثاني..بعد قيام كورونا باختصار حياة المسنين في الدول المتقدمة….والرهان على تفريغ دول عربية بعينها من خيرة ابناءها وعلماءها لم يكن بعيدا عن صلب الأحداث المذكورة…وشكرا.
صباح الخير والفل والورد والياسمين لك أختي غادة السمان وللجميع. أحد أساتذتنا في جامعة تشرين في اللاذقية في سوريا تخرج من السوربون بأرفع درجة. رفض الطلب الفرنسي وعاد إلى سوريا خدمة لوطنه, كان يتمتع بإحترام كبير بين الطلاب. في أخر عودة لي إلى سوريا سألت عنه, قيل لي أنه هاجر إلى أمريكا, هل حب لطلاب له كن المشكله!. ويومها ذهبت إلى ذات الجامعة باحثاً العمل فيها, لقد تعرضت لإهانة لم أتوقعها في حياتي, تحدثت عنها سابقاً.
بالنسبة لماكرون هي خطة مدروسة لتغطية سياسته الخارجية التي يديرها بعقلية الإنتداب الفرنسي (والإنكليزي) قبل مائة عام. ولاعجب صفقة ترامب القرن, أعادت أجواء وعد بلفور وأحلام السيطرة على البلاد العربية. هذه المرة الطمع الإقتصادي يتصدر السياسة. بالمناسبة هو إسلوب قديم, تتبعه ألمانيا والصين واليابان مثلاً, وهو تصدير سياسة ناعمة لفتح الأسواق أمام جمهور البلدان الأخرى. إلا أن فرنسا تدعم حفتر واستقبلت الأسد في قصر الإيليزية, وتحاول جر الإتحاد الأوربي نحو سياسة امبريالية, حذو الدول الكبرى كأمريكا وروسيا.
أخيراً سيدتي, قصة الصحفية مع رئيس فرنسي سابق هي سياسة تتبعها صحافة مميزة وأصبحت منتشرة, الأصابع الخفية دورها. مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.
حصل معي شيئ غريب بالأمس:
شاهدت صديق قديم بالشارع (قدم من سفر), فأوقفت السيارة بنصف الطريق, ونزلت أقبله وأحتضنه وهو يصيح: كورونا كورونا!
للأسف لم يكن حلماً, لكنها طباع البشر الإنسانية!! وفوق هذا: عزمت عشرة أصدقاء معه لحفل شواء اليوم, وطز بكورونا!!! ولا حول ولا قوة الا بالله
إنّ سلوك السياسيين مع الأدباء والمفكرين والفلاسفة، تقريبا لم يتغيّر، إنّ هؤلاء اللساسة فقك يلجأون إلى المثقفين فقك لتزيين ديكور تواجدهم السياسي، وإلا فما معنى حضور المعنى الثقافي في الخطاب السياسي المجرّد والفقير إلى عماوين الفكرة والمعنى والجمال، هل معنى واقعية السياسية أن خطابها يكون خارج المعنى الجمالي؟ لجوء السياسي والإعلامي إلى الطبيب بل وحركة السياسي إليه بدلا من استدعائه، ليست في النهاية سوى تغييرا في ديكور الحركة نحو الصندوق، هي مجرّد ألاعيب لاقتناص صوت المواطن للتحضير للعبة إسمها الانتخاب. تماما الماكرونية هي وجه آخر للترامبية، الفرق فقط في الكتلة، نحافة ماكرون تسمح له بالتخفي خلف ترامب الثخين.. ولأنّ لعبة السياسة هي الورق موزّعا على طاولة القمار بالمقلوب فإنّ جيسكار ديستان يعيد الدخول إلى لعبة السياسة مرهونا بالخرف، وهو ما قد يحيل إلى شكوكية الأستاذة غادة في سلوك ماكرون.
سيدتي الكريمة ست الشام الحبيبة
الخوف من الموت موت آخر. وعلى ذكر الرئيس ديستان جده من وضع مع سايكس الاتفاقية الشهيرة سايكس بيكو. وديستان هو لقب لزوجته
تحياتي بعيدا عن كورونا وما ادراك ما كورونا، لك ولك الاصدقاء العزيزين من زوارك
يذكرني الحديث عن الخوف من الكوفيد١٩ وتحدي هذا الخوف, بحادثة تاريخية. قيلت لنا في المدرسة. يقال أن أحد الفرنسيين أراد تحدي نظرية باستور, الطبيب الفرنسي وعالم البكتريا الشهير, عندما أعلن الأخير في تجربة يثبت فيها وجود البكتريا في الطبيعة. وهذا الرجل تحدياً شرب من مستحضر البكتريا الذي أعده باستور ليثبت العكس, أي عدم وجودها. وبالفعل لم يتأثر ولم يمت, لكن نظرية البكتريا بقيت حية أيضاً وهي اليوم بديهة.
لماذا يا نجمة السطور المضيئة لا تقومي بنشر مقتطفات من رواياتك القديمة على شكل نبش في ذاكرة القراء الذين تعايشوا مع ذكريات القبيلة تستجوب القتيلة ولابحر في بيروت و ختم الذاكرة بالشمع الأحمر.
فكرة جيدة أخي فائق الناطور، مع أن هذا اللقاء الاسبوعي لايخلو من ذلك. وكم أسعدنا الأخ نجم الدراجي والأخ عمرو والأخت أفانين كبة والمرحوم رؤوف بدران وأخرين باجزاء جميلة من هذه القصص.
و تبقى معظم الشاشات فوق الأرض محبوسة لأهل المال و الساسة.
تحية للسيدة غادة وللجميع
كما يقال لكل مقام مقال والان يتصدر الاطباء الطليعة ممن يضحون باوقاتهم وصحتهم من اجل انقاذ الاخرين وفي زمن الحروب يكون ضباط الجيش هم الاكثر شهرة واما الحصول على جنسية دولة اوربية او امريكية وكندية للحصول على راتب مضاعف فالامر مرتبط بالمستىوى المعاشي لتلك الدول فبالتاكيد ان الطبيب او المهندس الامريكي لن يقبل بنفس راتبة في بلده اذا اراد ان يعمل بعيدا عنه وبالتالي فان الدول العربية مجبرة لدفع رواتب غير متساوية لطبيب او مهندس عراقي او كندي او هندي وهذا الامر يعرفه من عمل في ليبيا ايام حكم القذافي او كذلك في دول الخليج اما شيخوخة الرجال في اوربا فتختلف عن شيخوخة اقرانهم العرب فشيوخ الخليج واشياخهم اعطوا امثلة وحتى دروس في مجال الحب والزواج