إسطنبول – الأناضول – قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان “إن التنظيمات المتشددة (داعش وجبهة النصرة)، قتلت منذ تأسيسها 4563 شخصا، من بينهم 1506 مدنيين، و3057 مسلحا، عقب اندلاع الأزمة في البلاد”، بحسب التقرير.
وفي تقرير للشبكة صدر الخميس، بينت فيه أنها “وثّقت القتلى بالاسم، والمكان، والتاريخ، وسبب الوفاة، ولديها صور وفيديوهات لبعضهم، حيث تسبب التنظيمان بمقتل 1506 مدنيين، من بينهم 219 طفلا، و213 امرأة، فيما قتلا 3057 مسلحا”.
ولفتت الشبكة إلى أن “تنظيم داعش الإرهابي قتل 4197 شخصا هم 1231 مدنياً، من بينهم 174 طفلاً، و163 امرأة، أغلبهم في مدينة حلب – التي تسبب التنظيم فيها بمقتل 479 شخصاً، من بينهم 66 طفلاً، و61 امراة – تلتها دير الزور التي سقط فيها 233 شخصاً، من بينهم 25 طفلاً، و21 امرأة، في حين سقط في الحسكة 143 شخصاً، من بينهم 36 طفلاً، و31 امرأة”.
كما “قتل التنظيم 2966 مسلحاً، أغلبهم في محافظة دير الزور، التي سقط فيها 1152 مسلحا، تلتها حلب، وقتل فيها 1110مسلحين، فيما قتل في إدلب 237 مسلحا، وفي الرقة 138 مسلحا”.
من ناحية ثانية أضافت الشبكة أن “جبهة النصرة قتلت 366 شخصا هم 275 مدنياً، من بينهم 45 طفلاً، و50 امرأة، سقط أغلبهم في حماة، حيث قتل 82 شخصاً، من بينهم 6 أطفال، و20 امرأة، وفي حمص وسقط فيها 53 مدنيا من بينهم 14 طفلاً، و12 امرأة، وفي إدلب 48 شخصاً، من بينهم 3 أطفال، و10 سيدات”.
كذلك “قتلت جبهة النصرة 91 مسلحاً أغلبهم في حلب التي سقط فيها 33 مسلحا، وفي إدلب التي سقط فيها 28 مسلحا، وفي ريف دمشق حيث قتلت الجبهة 10 مسلحين”.
من جانب آخر، أوضحت الشبكة – التي تصف نفسها بأنها منظمة حقوقية مستقلة – أنه “منذ آذار/مارس 2011 وحتى إعلان جبهة النصرة التابعة للقاعدة عن نفسها في كانون الثاني/يناير 2012، لم يكن لها أي دور يذكر في الساحة السورية، ولكن توسع قوات النظام في استخدام الأسلحة، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية على نحو واسع جداً، في ظل شبه صمت مطبق من المجتمع الدولي، وبشكل خاص تجاه المذابح التي مورست على خلفية طائفية، تسبب في إعطاء شرعية وتعاطف شعبي مع التنظيمات المتشددة، حيث أعلنت أنها جاءت لتخليص الشعب من النظام”.
ولفتت إلى أنه “في 9 نيسان/ أبريل 2013، أعلن تنظيم داعش عن نفسه، وعن ضم جبهة النصرة إليه، الأمر الذي رفضته الأخيرة التي أعلنت البيعة للقاعدة، وبدأ تنظيم داعش أيضاً في الانتشار والتوسع، ولكنه بدأ مبكراً في ممارسة انتهاكات ومضايقات بحق الأهالي المحليين، تطورت إلى مواجهات واسعة في بداية عام 2014 وما زالت مستمرة حتى الآن”.
وأشارت إلى أنه “على الرغم من تفوق نظام الأسد على جميع الأطراف الأخرى بما فيها التنظيمات المتشددة، بما لايقل عن 150 ضعفاً من ناحية القتل خارج نطاق القانون، أو الموت بسبب التعذيب، فإن التنظيمات المتشددة مارست ألواناً متعددة من الجرائم بحق الشعب السوري في المناطق التي سيطرت عليها، بما فيها القتل والتعذيب والتفجيرات والتضييق على الأهالي وغير ذلك”.
وأضافت أن “تنظيم داعش يتفوق بشكل شاسع على جبهة النصرة من حيث كم ونوع مختلف أنواع الجرائم، كما أن المعارك التي خاضها تنظيم داعش ضد المعارضة المسلحة تفوق بكثير تلك التي خاضها في مواجهة قوات النظام من (الجيش، والأمن، والميليشات المحلية، والميليشيات الشيعية الأجنبية) بخلاف جبهة النصرة”.
كما أكدت الشبكة أن “تنظيم داعش قتل من المعارضة المسلحة أكثر بثلاثة أضعاف ممن قتلهم من المدنيين، وذلك في أثناء محاولاته السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة”، فيما لفتت الشبكة إلى أن “التقرير لم يتضمن حصيلة لقوات النظام، أوالميليشيات المحلية، أو الميليشات الشيعية، وذلك لعدم تمكنها من الحصول على معلومات حول هذا النوع من الضحايا”.
وكان 38 شخصاً قد قتلوا، من بينهم قادة عسكريين في الجبهة الشامية، في تفجيرين انتحاريين وقعا بمنطقتين مختلفتين بريف حلب الشمالي قبل يومين، نفذتهما عناصر تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي” بسيارتين مفخختين، مساء الثلاثاء، حيث وقع التفجير الأول في مدينة “مارع” بالقرب من مقر خطاب الصفوة الإسلامية التابعة لجيش المجاهدين، والثاني استهدف قرية “حور كلس” القريبة من الحدود السورية التركية.
ومنذ 15 مارس/ آذار 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف ما يسميها بـ”الأزمة”، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم، وخلفت أكثر من 220 ألف قتيل و10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.