برلين- “القدس العربي”: مع حلول السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والأيام التي تلته شهدت ألمانيا عشرات المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين بالإضافة إلى أخرى مؤيدة لإسرائيل. وبحسب نقابة الشرطة الألمانية، فإن الأمر بات مرهقا جدا لأفراد الشرطة، الذين يعتقدون أن الأمر أصبح أكبر مما كانوا يتوقعون، في حين تشير التوقعات إلى استمرار التظاهرات وربما زيادة وتيرتها نظرا لتطور الأوضاع في الشرق الأوسط.
وبحسب صحيفة “بيلد” الألمانية، فإن الأيام القليلة الماضية خلفت 17 جريحا بين عناصر الشرطة، بحسب أرقام حصلت عليها من مكتب حماية الدستور والذي يشير إلى جهاز الاستخبارات الداخلية في ألمانيا.
الشرطة تواجه ضغطا متزايدا
في ظل الأحداث المستمرة، أعلنت شرطة برلين عن وصولها إلى حدها الأقصى من القدرة على التعامل مع المظاهرات. وطلبت الشرطة دعم قواتها بعناصر من الشرطة الاتحادية من ولايات أخرى لحماية 13 تجمعا مؤيدا لإسرائيل و3 تجمعات مؤيدة لفلسطين. ورغم هذا الدعم، أكد قائد شرطة برلين، يورغ ديسين، أن الوضع لا يمكن إدارته بالاعتماد فقط على إمكانيات الشرطة المحلية.
لسنا كرة لمشاكل الصراعات الخارجية
عبرت نقابة الشرطة في برلين عبر منصة X (تويتر سابقًا) عن استيائها من تزايد العنف والعدائية تجاه قوات الأمن، مشيرة إلى أن “الشرطة ليست كرة لمشاكل الصراعات الخارجية”. ويعكس هذا البيان الشعور بالإحباط لدى الضباط الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع التوترات المرتبطة بالصراعات الدولية.
أكدت نقابة الشرطة أن حدة التظاهرات تزداد عنفًا، مشيرة إلى أن العديد من عناصر الشرطة تعرضوا لإصابات خطيرة، بعضها تطلب إجراء عمليات جراحية. وأضاف بنجامين جندرو، المتحدث باسم نقابة الشرطة، أن العديد من الضباط بدأوا يشعرون بالإرهاق النفسي والجسدي، ما دفع بعضهم إلى الاستقالة أو أخذ إجازات مرضية.
وبحسب “بيلد”، فإن الشرطة، سواء في برلين أو المدن الكبرى الأخرى، تواجه تحديات متزايدة. الانحراف عن مظاهر الاحترام للشرطة أصبح شائعا بين الشباب، حيث سجلت حوادث تهديد واعتداءات على الضباط، مع تصاعد استخدام الأسلحة البيضاء.