الخرطوم: أطلقت شرطة مكافحة الشغب السودانية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين خرجوا الى الشوارع في الخرطوم ومدينة أم درمان عقب صلاة الجمعة، وفق ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس.
وهتف المتظاهرون الذين خرجوا في منطقتين في الخرطوم وأم درمان الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل “حرية، سلام، عدالة”، بحسب المصادر نفسها.
وفي منطقة جبرة جنوب الخرطوم طالب مصلون ومن داخل المسجد أحد القيادات الدينية المقربة من نظام الرئيس السوداني عمر البشير، بالدعوة للخروج للشارع لإسقاط النظام.
ويعرف الداعية السلفي عبد الحي يوسف بقربه من النظام والمملكة العربية السعودية التي درس بها وعمل بها لسنوات.
حيث نهض شاب هاتفا في وجه إمام المسجد عبد الحي يوسف يذكره بالموقف من الظلم في الدين الإسلامي ، ليتحول المسجد خلال دقيقة إلى مظاهرة صاخبة تنادي بإسقاط البشير مرددين الشعار الذي أطلقه تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود التظاهرات “تسقط بس”.
وخرج المصلون من المسجد في تظاهرة مرددين نفس الشعارات.
وقال “تجمع المهنيين السودانيين” الذي يضم قطاعات عديدة بينها أطباء وأساتذة جامعيين ومهندسين الجمعة “سنبدأ أسبوع الانتفاضة الشاملة بتظاهرات في كل مدن وقرى السودان”.
وفي النص الذي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، دعا الاتحاد خصوصا إلى “مسيرة الأحد” في شمال الخرطوم و”مسيرات من مختلف أجزاء العاصمة” الخميس المقبل.
ودعا إلى تجمع بعد صلاة الجمعة في عطبرة التي تبعد نحو 250 كلم شمال الخرطوم وشهدت التظاهرة الأولى.
وتفيد حصيلة للسلطات السودانية أن 22 شخصا قتلوا في التظاهرات التي انطلقت في 19 كانون الأول/ديسمبر، بينما تتحدث منظمتا “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” عن مقتل أربعين شخصا على الأقل بينهم أطفال.
ويشير محللون إلى أن التحدي بالنسبة للمنظمين بات الآن تعبئة حشود كبيرة في الشوارع.
وقال مات وارد المحلل المتخصص في الشؤون الإفريقية في مركز “اوكسفورد اناليتيكا” إن “بعض مجموعات المعارضة والنقابات تحاول التعبئة لتظاهرات جديدة وتفكر على الأرجح في وسائل تصعيد” الاحتجاج.
وأضاف أن “الاحتجاجات مستمرة لكنها لم تتكثف بشكل كبير.
وتشير مجموعات مؤيدة لحقوق الإنسان إلى أنه تم توقيف أكثر من ألف شخص منذ اندلاع الاحتجاجات بينهم قادة في المعارضة وناشطون وصحافيون إلى جانب المتظاهرين.
واستدعت حملة السلطات الأمنية انتقادات من بريطانيا وكندا والنروج والولايات المتحدة التي حذرت الخرطوم من “تداعيات” الأعمال التي تقوم بها على العلاقات مع حكوماتها.
وردت الخارجية السودانية على موقف الدول الغربية الأربع وقالت في بيان “تعرب وزارة الخارجية عن رفضها واستنكارها للبيان المجافي للحقائق والصادر من دول الترويكا وكندا”، مؤكدة ان “السودان ملتزم بحرية التعبير والتظاهر السلمي والذين فقدوا أرواحهم مواطنون سودانيون”.(وكالات)