الشيخوخة… أزمة تؤرق النجوم وينكرها عادل إمام!

لا شك في أن شهرة كبار النجوم تجعل من حياتهم الفنية والشخصية مادة ثرية للتداول والمتابعة، وهو أمر قد يسعد الفنان في بداية مشواره، كونه يشعر بالتميز لاهتمام الجمهور ووسائل الإعلام به، لكنه بعد أن يصل إلى درجة الكفاية والإشباع تصير عملية التتبع واقتفاء الأثر مزعجة إلى حد الضيق والضجر، إذ تمثل نوعاً من الضغط النفسي وسلب الحرية الشخصية وتقييد الحركة، والإرغام على التصرف بحذر في غالبية شؤون الفنان الخاصة.
لهذه الدواعي والأسباب يعن للكثيرين إخفاء مشكلاتهم قدر الاستطاعة، لكن محاولاتهم تبوء بالفشل في معظم الأحوال، والأمثلة على ذلك كثيرة، ولعل أهمها أصداء ما صرح به الإعلامي الشاب شريف مدكور مؤخراً عن إصابته بمرض عضال، وأحدث ضجة واسعة المجال والانتشار، تركز مضمونها على التعاطف الشديد معه والإفصاح عن مكنون المشاعر الإيجابية تجاهه، وفي تزامن دقيق تطايرت أنباء عن تعرض النجم عادل إمام لأزمة صحية مفاجئه، أدت إلى إحداث ارتباك وتعطيل في تصوير مسلسله «فلانتينو» ولم تتم الإشارة إلى طبيعة الأزمة الصحية، ولا نوعية المرض الذي يعاني منه الزعيم، وباتت الأخبار والمعلومات المحيطة بهذا الجزء محل كتمان شديد، وموضع سرية تامة، حيث يرى هو وأبناؤه أن تداول خبر المرض ليس إلا انتهاكاً للخصوصية، وتأثيراً سلبياً يعود بالضرر المباشر على المريض وأهله وذويه.
وهذه وجهة نظر لها اعتبارها وتقديرها، وإن لم تكن هي القاعدة المثلى في الوسط الفني، وعالم المشاهير الذي يتسم بالشائعات والأكاذيب وحكايات كثيرة عن مواجهات النجوم مع العجز والشيخوخة وعمليات الشد وخلافه.

وقد سبق أن أعلن نجوم كبار تحلوا بالشجاعة والصراحة عن إصابتهم بأمراض خطيرة مثل فاروق الفيشاوي.

وقد سبق أن أعلن نجوم كبار تحلوا بالشجاعة والصراحة عن إصابتهم بأمراض خطيرة مثل فاروق الفيشاوي، الذي صرح على الملأ أثناء تكريمه في واحد من المهرجانات السينمائية المهمة بأنه مريض منذ فترة غير قصيرة ويتردد على عيادات الأطباء والمستشفيات، وأنه يخوض معركة شرسة مع المرض الذي تسلل إلى جسده في لحظة قدرية فارقة من عمره وحياته ومشواره الفني الطويل، وبالقطع كان تصريح الفيشاوي صدمة مباشرة لجمهوره، لكنه كان أيضاً بمثابة اجتياز لمرحلة مهمة من المعاناة النفسية والعصبية، منحت الفنان طاقة إضافية من التحمل والاحتماء بدعوات المحبين والداعمين من الأصدقاء والمقربين، وغيرهم من فئات الجمهور المختلفة.
ولو عُدنا بالذاكرة قليلاً أو كثيراً سنُدرك أن الأسرار المرضية وكيفية التعامل معها قضية تاريخية في حياة نجوم الفن والثقافة والإبداع، فالحكايات والأساطير التي أحاطت بالظروف الصحية لعبد الحليم حافظ وسعاد حسني وناهد شريف ورشدي أباظة وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز والإذاعيين، جلال معوض وعبد الرحمن علي وآخرين في فترات سابقة، فاقت كل الحقائق واستغرق الرأي العام وقتاً طويلاً في تداول أخبارها وتفاصيلها، فالفضول طبيعة أصيلة في المجتمعات الشرقية، لأسباب كثيرة لها صلة بالتكوين الإنساني والثقافي والجغرافي.
في الحكم على ظاهرة التعامل مع أمراض النجوم والمشاهير تختلف الآراء، فهناك من يرفض المتاجرة الصحافية والإعلامية بالخصوصيات، لاسيما التجارب المؤلمة بقسوتها ومرارتها واضطراباتها. وعلى جانب آخر يرى فريق من العاملين في مهنة الرأي والمنخرطين في العمل العام أن المعلومة الصحافية مهما كان نوعها وحساسيتها هي حق مكفول للقارئ والمتلقي وأن إخفائها يتنافى مع حرية الصحافة، التي تُرسخ مبدأ المصارحة والمكاشفة، الذي يجب تفعيلة بعيداً عن فكرة الاستغلال السيئ لدور الصحافة بكل تنوعاتها، المقروءة والمسموعة والمرئية، حيث الأهم من حجب المعلومة والتعتيم عليها هو الالتزام بميثاق الشرف الأخلاقي والمهني لضمان صحة المناخ الإعلامي الآمن بعيداً عن الاجتراء واللغط وإثارة البلبلة واغتيال الحقيقة.

٭ كاتب من مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول good:

    …وهل بمقدوره انكار المنية….؟

  2. يقول good:

    ينكر الشيخوخة….وهل ينكر المنية….؟

  3. يقول الكاتب الأديب جمال بركات:

    احبائي
    يكافح الإنسان كثيرا الى أن يصل الى النجومية
    ويتربع عليها فإذ بعنصر الوقت يذكره بالمتغيرات الزمنية
    هذه المتغيرات أنزلت ملوكا من عروشها في الحياة البشرية
    ولو دامت النعم لأصحابها ماوصلت لغيرهم في المسيرة الحياتية
    لكن أهل الفن بصفة خاصة ينزعجون منها لإعتمادهم على بنيتهم الشكلية
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه….واحترام بعضنا البعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    جمال بركات….رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

    1. يقول كرستين ملاك:

      نعم أستاذنا الديب الكبير جمال بركات….هذا هو الواقع بالفعل….تحياتي

إشترك في قائمتنا البريدية