الشيخ تميم وأردوغان يؤكدان تنسيق الجهود لوقف الحرب

بادية حسن
حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي ـ  أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنسيق جهودهما ومساعيهما لخفض التصعيد في المنطقة ووقف الحرب على غزة.
وقال أمير قطر في تغريدة عبر حسابه على منصة أكس، بعد زيارته العاصمة التركية أنقرة أمس: «يأتي لقائي اليوم بأخي الرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة في إطار تعزيز علاقاتنا الاستراتيجية وتعاوننا الثنائي الشامل، وتنسيق جهودنا المشتركة بشأن التطورات في المنطقة وتحدياتها المتزايدة، ولا سيما مساعينا لخفض التصعيد والتوصل إلى حل لوقف الحرب على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل ما يفضي إلى إحلال السلام والازدهار في محيطنا الإقليمي».
وكان أمير قطر قد حل ضيفا في أنقرة في زيارة عمل يرافقه وفد رسمي.
ورأى مراقبون تحدثت إليهم «القدس العربي» أن لهذه الزيارة دلالات مهمة في توقيتها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، وهي تأتي في إطار التنسيق الدائم بين البلدين اللذين تربطهما علاقات وثيقة.
وكانت وكالة الأنباء القطرية قد ذكرت أن اللقاء بين الشيخ تميم والرئيس أردوغان بحث «كافة أوجه التعاون والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها في جميع المجالات، كما تناول اللقاء مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما مناقشة آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة».
بدوره، أكد أردوغان أن تركيا تسعى مع قطر إلى تكثيف الجهود الرامية لإحلال السلام والهدوء الدائمين في المنطقة، وفق بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وأشار إلى أن تركيا تواصل العمل من أجل التوصل إلى حل يرسي السلام والهدوء الدائمين في المنطقة، وأنها تعتزم بالتعاون مع قطر زيادة الجهود الرامية لتحقيق نتائج في هذا الصدد.
ورأى أن إسرائيل تسعى إلى زيادة التوتر في المنطقة من خلال هجماتها في كل من الأراضي الفلسطينية ولبنان.
وشدد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فعالة لوقف العدوان الإسرائيلي المتزايد في الآونة الأخيرة.

باحث لـ «القدس العربي»: زيارة أمير قطر لتركيا مهمة في توقيتها

كما أكد عزم تركيا التام «على الارتقاء بالتعاون مع قطر إلى مستويات أعلى في المجالات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية، وخصوصا العلاقات الاقتصادية».
وقال إن «التضامن بين البلدين سيتعزز من خلال الخطوات التي سيتم اتخاذها في الفترة المقبل».
وتعتبر زيارة أمير قطر إلى تركيا في هذا التوقيت ذات أهمية نظرا لما تمر فيه المنطقة من تطورات.
وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي والخبير في سياسات الشرق الأوسط بكير أتاجان في حديثه لـ «القدس العربي» إن توقيت هذه الزيارة بعد اغتيال هنية «يعطي مدلولات كبيرة ومهمة خصوصاً مع تولي يحيى السنوار خلفا لهنية رئاسة المكتب السياسي للحركة، وهو ما سيؤثر بشكل كبير في ملفي وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل».
وكان أردوغان قد قال أيضاً خلال لقائه بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن «إسرائيل وعبر اغتيال هنية أظهرت مرة أخرى أنها لا تنوي التوصل الى وقف إطلاق نار في غزة». وتدعم أنقرة الجهود الكبيرة التي تبذلها قطر من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام في قطاع غزة، وتواصل عملها لتدعيم آلية تنسيق مشتركة بين البلدين وعلى الصعيدين السياسي والمؤسساتي للوقوف مع الشعب الفلسطيني.
وكانت قطر، التي أكدت مرارا التزامها بدور الوساطة بين حركة «حماس» وإسرائيل لوقف الحرب على قطاع غزة، قد أبدت غضبها واستياءها بعد اغتيال هنية، وتجلى ذلك في تصريحات رئيس وزرائها وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأسبوع الماضي، حيث قال إن «نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد في غزة يدفع لتساؤل عن كيفية إجراء مفاوضات فيها طرف يقتل من يفاوضه».
ويوضح بكير أتاجان لـ «القدس العربي» أن تركيا لم تكن طرفاً في المفاوضات بين «حماس» وإسرائيل و»هو أمر مقصود من الطرف الإسرائيلي، لأن تل ابيب لا تريد ان تكون أنقرة شريكاً في هذه المفاوضات، ولكن لطالما كان هناك تنسيق غير معلن بين قطر وحركة حماس من طرف، وبين تركيا والحركة من جهة أخرى، بمعنى أنها لم تكن في الواجهة وكانت دائما خلف الستار. ونظرا لطبيعة الوضع الحالي أتوقع أن تبقى تركيا في المفاوضات خلف الستار، وذلك يؤكد متانة العلاقات التركية القطرية الرامية لحل الازمات الدولية».
ويتوقع الجميع أن يختلف شكل المعادلة في المفاوضات الآن مع وصول السنوار إلى رأس الهرم السياسي في حركة «حماس».
ويقول أتاجان إن «اختلاف قيادة «حماس» ووصول السنوار لرئاسة المكتب السياسي للحركة، وهو صاحب الاستراتيجية الأقوى في التفاوض، ولا يتوقع أن يكون سهلا، سيجعل الوضع مختلفاً عن سابقه مع الراحل إسماعيل هنية، لأن للسنوار ميزة خاصة، وهي ما يقوله دائما من أنه «ضد فكرة المفاوضات، ويقول إن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة»، وعليه فمن المتوقع أن تتأثر، ليس فقط المفاوضات، بل أيضا شكل المفاوضات، وشكل اللقاءات الدبلوماسية والتنسيق في الأيام المقبلة».
ويضيف «المعطيات داخل الحركة تغيرت، خاصة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يماطل ويتهرب من المفاوضات، وفي الوقت الذي كانت حركة «حماس» توافق كانت إسرائيل ترفض، ولكن الآن مع وصول السنوار سيحصل العكس، ونتنياهو سيوافق على الشروط، ولكن القبول والرفض والقوة ستكون كلها في ميزان حركة حماس».
ومما لا شكّ فيه أن العلاقات الثنائية بين تركيا وقطر أصبحت راسخة، مع التطور الملحوظ لمسار العلاقات الثنائية بين البلدين على مدار العقدين السابقين، وإيلاء البلدين أهمية كبيرة للعلاقة، وبرعاية خاصة من الرئيس أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويقول أتاجان لـ»القدس العربي» إن «المواقف التركية والقطرية إزاء عدد من الملفات الدولية والإقليمية موحدة، وتهدف إلى دفع الجهود الرامية لحل الأزمات، والتنسيق التركي القطري سيبقى متواصلا تجاه الحرب في غزة، حتى لو لم تكن تركيا في واجهة الحل، ولا في طاولة التفاوض» .

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية