الدوحة- “القدس العربي”:
انطلقت في العاصمة الدوحة، القمة القطرية- التونسية برئاسة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التونسي قيس سعيّد، للارتقاء بالتعاون والتنسيق بين البلدين في كافة المجالات والتأسيس لمرحلة ومحطة جديدة في العلاقات.
وقال ماهر المذيوب، النائب في البرلمان التونسي، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية القطرية، في تصريح خاص لـ”القدس العربي” إن “زيارة الرئيس قيس سعيّد لدولة قطر الشقيقة، تأتي في سياق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين والتي شهدت تحولات هائلة منذ ثورة الياسمين في 17 ديسمبر 2010”.
سمو أمير البلاد المفدى يعقد مع الرئيس التونسي جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري، جرى خلالها بحث علاقات التعاون بين البلدين وآفاق تنميتها والارتقاء بها على كافة الصعد، وخصوصا السياسية والتنمية الاقتصادية والاستثمار والصحة والتعليم. #قناhttps://t.co/7axSFYKmV9 pic.twitter.com/2t6AfBw4UC
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) November 15, 2020
وأضاف النائب التونسي الممثل لدائرة الدول العربية وبقية دول العالم، أن الزيارة تأتي أيضاً ضمن مساعي القيادة التونسية في هذه الأوقات العصيبة لتقديم جميل الشكر والامتنان للشيخ تميم بن حمد آل ثاني والحكومة والشعب القطري على وقفتهم الشامخة في تونس أثناء الموجة الأولى من تفشي وباء كورونا و ما بعدها.
وحول الأهداف من الزيارة والنتائج المرجوة منها، أشار المذيوب إلى أن قطر أصبحت المستثمر الأول عربياً والثاني دولياً، في خريطة الاستثمارات الأجنبية في تونس. واستطرد أن توقيت هذه الزيارة الأولى للرئيس قيس سعيد، تأتي في سياق الأوضاع المالية والاقتصادية التي تعيشها تونس، وهي الأصعب منذ الاستقلال سنة 1956.
وقال إن التونسيين يعوّلون على أن تمثل هذه الزيارة خطوة جديدة لتعزيز العلاقات الأخوية التونسية القطرية، بالاتفاق على شراكات جديدة في قطاعات الصحة و الزراعة و التعليم، وضمان حصة أكبر في سوق العمل القطرية الواعدة، عشية تنظيم أول كأس عالم في كرة القدم في عاصمة عربية، قطر 2022.
وشدد المسؤول التونسي في حديثه مع “القدس العربي” على أن أهمية الزيارة تكمن أيضاً في تعزيز الثقة في الاقتصاد التونسي وهو يستعد على الخروج للسوق الدولية.
ويتضمن جدول زيارة الرئيس التونسي وفق مصادر تحدثت لـ”القدس العربي” لقاءات مع المسؤولين القطريين، ورجال الأعمال، ولقاء مفتوحاً في جامعة لوسيل الحديثة في المدينة الاقتصادية في قطر، وزيارة عدد من الأماكن السياحية، واجتماعات مع فعاليات عدة.
وتربط قطر وتونس علاقات تاريخية وثيقة متميزة بالعديد من المجالات، وقد وقفت قطر إلى جانب الشعب التونسي وثورته منذ انطلاقها إلى أن حققت أهدافها. وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من أوائل الزعماء الذين زاروا تونس منذ تقلد الرئيس قيس سعيد مهامه الرئاسية، وكانت تلك الزيارة هي الرابعة إلى تونس في أربع سنوات.
وتعد قطر من أكبر المستثمرين في تونس، حيث تعتبر أول دولة عربية مستثمرة في الاقتصاد التونسي، باستثمارات إجمالية في مختلف القطاعات الرئيسية والحيوية، وتصل تلك الاستثمارات إلى أكثر من 4 مليارات ريال، (نحو المليار وربع المليار دولار) في وقت تشير الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهات التونسية، إلى أن تدفقات الاستثمارات المباشرة نحو تونس عام 2018 بلغت نحو 159 مليون دولار، محققة قفزة نوعية مقارنة بالعام 2017.
وتمتلك قطر العديد من المشاريع سواء من خلال جهاز قطر للاستثمار والأذرع الاستثمارية التابعة له، أو من خلال المؤسسات القطرية أو حتى من خلال مشاريع يملكها رجال أعمال قطريون، وتتركز أبرز تلك المشاريع والشركات التي تمتلكها دولة قطر في تونس في القطاعات البارزة والنشطة في تونس، ومنها قطاع الخدمات المالية وقطاع الخدمات والسياحة والفندقة إلى جانب قطاع العقارات.
ويعمل في تونس “بنك قطر الوطني” التابع لمجموعة QNB، حيث تمتلك المجموعة حصة 99.99 % من البنك في تونس منذ 2013.
كما تعمل شركة الديار القطرية المتخصصة في الاستثمارات العقارية والتي تعد إحدى الأذرع الاستثمارية لجهاز قطر للاستثمار على الانتهاء من إنشاء منتجع “أنانتارا توزر” وهو أحد المنتجعات الفاخرة الجديدة الذي يتم وضع اللمسات الأخيرة عليه في جنوب غرب تونس، قبل افتتاحه.
وتعد منطقة توزر مركزاً أساسياً للسياحة الصحراوية في تونس، وتجاوزت قيمة المشروع نحو 290 مليون ريال قطري بما يعادل نحو 80 مليون دولاراً أمريكياً.
وقد حافظت قطر على مكانتها كأحد أهم المستثمرين في تونس، وأحد أهم شركائها الماليين والاقتصاديين، وهو أمر تؤكده الإحصاءات والأرقام وتطورها من سنة إلى أخرى؛ إذ احتضنت تونس، نهاية عام 2016، مؤتمراً دولياً للاستثمار “تونس 2020” الذي جاء بمبادرة من أمير قطر، وكان لحضوره هذا الحدث المهم أثر كبير بإعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين الشقيقين، وخصوصاً على الجانب الاقتصادي والاستثماري. وأعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قيام دولة قطر بتوجيه مبلغ مليار ومئتين وخمسين مليون دولار أمريكي دعماً لاقتصاد تونس، وتعزيزاً لمسيرتها التنموية.
كما قدمت دولة قطر أيضاً وديعة بقيمة 500 مليون دولار لدعم احتياطيات تونس من العملة الصعبة، سبقها قرض بقيمة 500 مليون دولار، من خلال الاكتتاب بسندات لمساعدة الحكومة على تحقيق التنمية بالمناطق الداخلية.
وتلقت تونس من قطر، خلال مايو الماضي، مساعدات طبية لمواجهة كورونا، شملت مستشفى ميدانياً مجهزاً بـ100 سرير، وشحنة مساعدات طبية تزن 10 أطنان.
وشهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فقد تضاعفت المبادلات التجارية بين البلدين، والصادرات الزراعية التونسية إلى السوق القطرية، ويشارك القطاع الخاص القطري بدورة الاقتصاد التونسي من خلال الاستثمارات الكبيرة بالقطاعات الحيوية هناك.
حجم المبادلات التجارية بين قطر وتونس سجل بحسب إحصائيات رسمية صادرة سنة 2018، نمواً مهما بنسبة 34.52 في المئة، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2017، كما جرى تبادل أكثر من 12.7 ألف طن من السلع، مرجعاً هذا النمو إلى زيادة واردات الدوحة من السلع التونسية منذ بداية عام 2018 بنسبة 85.8 في المئة، على أساس سنوي.
ووصل الرئيس التونسي إلى الدوحة، وكان في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع الدكتور خالد بن محمد العطية.
ويضم وفد الرئيس التونسي رفيع المستوى كلاً من وزير الشؤون الخارجية والهجرة عثمان الجرندي، ووزير التجارة وتنمية الصادرات محمد بوسعيد، ووزير الرياضة والإدماج المهني كمال دقيش، والوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب علي الحفصي.
ويأمل مراقبون تونسيون أن تنعكس الزيارة إيجاباً على الأبعاد الاقتصادية والمشاريع التنموية والتطويرية، التي تهدف إلى تحفيز سوق العمل التونسي.
” أنانتارا توزر ” هو منتجع قطري يطل على شط الجريد وقد بني وفق المواصفات العالمية ويغلب عليه طابع الجهة حيث الواجهات بالطابوق؛ الڨالب ؛ يصنع من الطين في مدينة توزر مسقط رأس أبي القاسم الشابي أين واحات نخيل التمر الذي أصنافه تزيد عن عدد حروف الهجاء العربية وأهم تلك التمور دقلة نور التي لها وزنها في الإقتصاد التونسي.
كما أن لتوزر مطار دولي يمكن أن يستغل ضمن الأجواء المفتوحة كمطار ” إسكال ” بين المشرق والمغرب وإفريقيا جنوبا وأوروبا شمالا.
ولاية توزر صنفت مؤخرا كمنطقة خضراء من جملة أربعة مناطق تونسية أخرى لا يشملها الفقر.
أسس مدينة توزر ؛ أو كستيلية؛حام بن سام ما يؤكد أنها ضاربة في التاريخ ؛ سماها الرومان ” توزوروس” ومناخها معتدل ما جعلها مدينة سياحة.
يجب الإعتراف بأن الخطاب الوحيد المقبول عند كل ذي عقل سليم في أزمة الخليج ……هو الخطاب القطري .