بغداد ـ «القدس العربي»: دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، السعودية وإيران، إلى إبعاد العراق، عن الصراع الدائر بين الدولتين، وفيما شدد على أهمية عدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية، حذّر من انتشار التشدد في المنطقة بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، دفّة الحكم في بلاده. وقال الصدر في منشور له، مساء الإثنين إن «للعراق صفة تختلف عن باقي الدول قاطبة. ففي العراق تجتمع صفتان غالبتان (العروبة والتشيّع) وهذا لا يعني عدم وجود السنّة والكرد بل هما جهتان نكنّ لهما فائق المحبة والاحترام».
وأشار إلى أن «العراق وقع في محيط يضمّ كلا الجهتين الآنفتين الذكر (العروبة) من الغرب والجنوب و(التشيع) من الشرق» موضحاً أن «العراق صار ضمن الصراع (العربي) الذي يغلب عليه الطابع السنّي وبين الجانب الشرقي الذي يغلب عليه الطابع الشيعي».
«حسن الجوار»
وأضاف: «نحن إذ نعتزّ بكلا الجانبين، فنحن العراقيون لنا جذور عربية واضحة وجليّة، كما وإننا نعتزّ بمذهبنا الإمامي الشيعي الإثني عشري» منوها: «كنا وما زلنا نريد أن نحافظ على علاقة جيدة مع الطرفين، وأن نراعي معهم (حسن الجوار) وأن لا نميل لطرف على حساب طرف آخر مادام الطرفان يجمعهما وإيانا (حسن الجوار)».
وتابع: «أول أسس (حسن الجوار) عدم التدخل بشؤون البلد الداخلية والتعاون على تذليل الصعاب المشتركة وعدم زجّ الجار بمشاكل هو في غنى عنها وأن يكون التعاون على مستوى واحد بلا تعالٍ ولا تبعية» مبيناً: «إننا اليوم نرى العراق قادراً على أن يكون حلقة الوصل بين الطرفين بكامل استقلاليته وسيادته، وخصوصا إن التقارب بين الطرفين سيفيئ على عراقنا بالأثر الإيجابي لا محالة». ورأى الصدر أن «وصول (السيد إبراهيم رئيسي) إلى سدّة الحكم في الجمهورية الإيرانية يجب أن لا يفيئ على المنطقة بالتشدد وتصاعد الصراعات. فنحن نأمل منه أن يحكم العقل والشرع والحوار لإنهاء الصراعات السياسية والطائفية في المنطقة، فإن ذلك فيه قوّة الإسلام والتشيّع والعروبة وضعف للعدو المشترك عموماً وإسرائيل على وجه الخصوص والتي استغلت الصراعات تلك لمد خيوطها العنكبوتية. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت».
وأتمّ قائلاً: «هذه دعوة مني للجارتين العزيزتين (المملكة العربية السعودية) بالخصوص و(الجمهورية الإسلامية الإيرانية) إلى حلّ مشاكلهم من جهة ولإخراج العراق من هذه الصراع من جهة أخرى وعدم التدخل بشؤونه وخصوصاً إن العراق مقبل على انتخابات برلمانية وهي شأن داخلي».
وأكد أهمية «حسن الجوار وتطوير العلاقات التجارية والثقافية والدبلوماسية المتساوية بما يخدم كلا الطرفين».
وتابع: «تشمل هذه الدعوة باقي دول الجوار العربية (جمهورية سوريا) و(المملكة الأردنية الهاشمية) لا لكونهم في صراع مع إيران أو مع أي طرف آخر بل لكون وجودهما يفيئ على الحوار بالسلام والطمأنينة من جهة ولجلب الاستقرار في سوريا والعراق وسحب بعض العناصر العراقية وغيرها منها وخصوصاً بعد الانتخابات الأخيرة فيها من جهة أخرى».
عبر عن أمله أن يحكّم رئيس إيران الجديد العقل والشرع والحوار
ومضى يقول: «لا نريد أن نزج العراق والعراقيين في أتون الحرب والقتل على الرغم من إننا نؤازر جميع دول الجوار في محنتهم بما لا يضر العراق وشعبه. فالعراق وإن كان مهد العروبة والتشيع، فإنه الحاضنة الأم للسنّة والكرد ولا نريد إلا العيش بسلام في عراقٍ آمن ذي سيادة واستقلالية بلا تدخلات من هنا وهناك».
ووفقاً للصدر فإنه «لا ينبغي أن ننسى التواجد الأمريكي في العراق فهو ما زال مستمراً على الرغم من أن أمريكا تنوي الخروج. فإن عليها في هذه الفترة؛ (فترة انسحابها) أن لا تتدخل بالشأن الداخلي للعراق ولا سيما الانتخابات المقبلة».
وأطلق الصدر في تدوينة وسمّ (الانتخابات العراقية شأن داخلي) ووسم آخر (العراق دولة ذات سيادة).
وأكد بالقول: «علينا نحن العراقيون بكل انتماءاتنا وبشتى أفكارنا وتوجهاتنا وأخص منهم الأخوة في البيشمركه والحشد الشعبي أن تكون توجهاتهم وطنية فهم حالياً من ضمن التشكيلات الأمنية العراقية، بمعنى إنهم ملزمون بكل ما قلناه آنفاً وبالأخص احترام سيادة العراق ووحدته وهيبة دولته».
وتضمنت منشور الصدر أيضاً إطلاق وسمّ آخر بعنوان (قرارنا عراقي لا شرقي ولا غربي) مستدركا: «يوقد من تراب العراق ودماء شهداءه وخيراته بكرده وسنته وشيعته وأقلياته». وختم الصدر منشوره بوسمّ ( خيرات العراق للعراق) و( كلا كلا للفساد) و( كلا كلا للتبعية).
وما إن أعلنت إيران فوز رئيسي برئاسة الجمهورية الإسلامية، بادر قادة وساسة في العراق بإرسال التهاني والتأكيد على استمرار التعاون بين بغداد وطهران.
في هذا الشأن، بعث رئيس ائتلاف «النصر» حيدر العبادي، برسالة تهنئة إلى رئيسي.
وذكر العبادي في رسالته، «أتقدم إلى فخامتكم بالتهنئة والتبريك لانتخابكم رئيساً لجمهورية إيران الإسلامية، وأتمنى لكم وللشعب الإيراني الشقيق التقدم والازدهار».
وأضاف البيان: «كلي أمل أن تشهد العلاقات العراقية الإيرانية بعهدكم المزيد من التطور لخدمة مصالح بلدينا وفق أُسس التعاون والمصالح المشتركة واحترام السيادة، وتبني أدوار إقليمية تعزز الأمن والسلام والإزدهار».
وأشار إلى أن «شعوب المنطقة اليوم بأمس الحاجة إلى فتح آفاق جديدة تُضاعف من فُرص الأمل بغدٍ أفضل» موضحاً أن «مسؤولية قيادات المنطقة اليوم على المحك، بقيادة التحولات السياسية والاقتصادية والمجتمعية بسياسة إيجابية بنّاءة».
علاقات تاريخية
كذلك، هنأ رئيس اقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، رئيسي.
وذكرت رئاسة الإقليم في بيان، أن «رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أجرى مع إبراهيم رئيسي الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية اتصالاً هاتفياً، وقدم خلاله تهانيه للرئيس رئيسي بمناسبة انتخابه من قبل شعوب إيران رئيساً جديداً للبلاد راجياً له النجاح». وأضاف البيان أن «إلى جانب تجديد التعبير عن الشكر والامتنان للمساعدات والدعم الذي قدمته إيران لإقليم كردستان في الأيام الصعبة، عبر نيجيرفان بارزاني عن أمله في المزيد من التقدم لعلاقات إقليم كردستان التاريخية مع الجمهورية الإسلامية في عهد الرئيس رئيسي وعلى أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار، وأن تتوسع مجالات التعاون والشراكة بين الجانبين». وعبر رئيسي، حسب البيان عن «سعادته، شاكراً للرئيس نيجيرفان بارزاني اتصاله وتهنئته، وآملاً المزيد من التقدم في علاقات وتعاون الجمهورية الإسلامية مع العراق وإقليم كردستان».