لم يكن أحد يتصور أن صراع أمتنا سيتحول في القران الحادي والعشرين من صراع قومي ووطني وصراع مع العدو الغازي الخارجي، يتحول مع الأسف الشديد إلى صراع ديني فكري ومذهبي بين العرب أنفسهم بل بين الأمة الإسلامية بشكل أوسع وأدق. وعلى الرغم مما تشهده أمتنا، في رأيي، من تقدم كبير في العلوم كلها وتطورعظيم في مختلف المجالات والاتجاهات إضافة إلى ما تملكه من وعي وأدراك تام لم تصل اليه من قبل بفضل جهود العلماء الربانيين والمثقفين المخلصين من أمتنا الذين أدركوا حجم تلك المخططات وخطر هذه المؤامرات على الرغم من ذلك كله تحول الصراع العربي الإسلامي من صراع مع العدو، الذي غزا بلادنا واحتل أرضنا ومقدساتنا، الى صراع داخلي بين العرب والمسلمين أنفسهم ونسوا عدوهم الحقيقي الأخطر والأعظم. ومن المؤسف جدا أن يتحول هذا الصراع إلى صراع عام بين العرب خاصة والمسلمين عامة من جهة وبين الأخوان المفلسين (المسلمين) من جهة أخرى فسالت الدماء بسبب هذا كثيرا وعمت الفوضى البلاد العربية عامة ولم يستقر أي بلد بعد ما حدث مما يسمى بالربيع العربي (زورا وبهتانا)، بل تمزقت البلاد الواحدة الموحدة وهي تسعى الآن إلى تشكيل أقاليم فيها كما حدث أخيرا في ليبيا الحبيبة والحبل على الجرار كما يقال، فهل سيعمل الأخوان على تمزيق البلاد العربية والإسلامية إلى أقاليم وأجزاء متعددة فيكون البلد الواحد بلدان متعددة شمالا وجنوبا كما حدث في السودان أو شرق وغرب أو وسط ووسط يمين ووسط شمال وما إلى ذلك من أسماء تفرق ولا تجمع، وتشتت ولا تقرب؟ ولماذا سمح المجتمع الدولي بهذه الانقلابات التي حدثت في بلاد كانت أمنة مستقرة لا قتل فيها ولا خطف ولا إرهاب؟ فالحقوق فيها محفوظة والحدود مصانة ممنوعة ولا مجال فيها لكل عابث بأمن البلاد وشعوبها؟ لا جوابا حقيقيا ومنطقيا يفسر سماح المجتمع الدولي ودعمه لهذه الانقلابات الا جواب واحد هو إشعال وإشغال هذه المنطقة بالحروب والفتن لينقذوا أنفسهم ومجتمعاتهم من الأزمة الاقتصادية العالمية التي يعيشونها، فهم في أمس الحاجة إلى المال والثروات في محاولة بائسة يائسة منهم أن يدفعوا عن أنفسهم ومجتمعاتهم خطر الانهيار المحتوم التام المقبلين عليه لا محالة . عقيل حامد