‘الصراع العربي ـ الإسرائيلي’ سابقاً.. ‘الصراع السني ـ الشيعي’ حالياً

حجم الخط
1

لِنعترف أن اللجنة الأمريكية ‘الإسرائيلية’ للشؤون العامة (إيباك) واتحاد الردهات أو اللوبيات الصهيونية اليهودية ‘الإسرائيلية’ في العالم وأمريكا ودول الغرب و’إسرائيل’ وأنظمة أو مافيات حكم أخرى، وهذه جميعها دول مرتَهنة لإيباك، وبما أن معظم دولنا مرتهنة لأمريكا والغرب، إذن هي مرتهنة بالنتيجة لإيباك أيضاً، حسب مفكرين أمريكيين يهود معادين للصهيونية، وآخرين غيرهم من مفكرين وبحاثة أمريكيين وأوروبيين، وليست مجرد تخرصات وإشاعات، المهم نجحوا جميعاً في تحويل الصـــراع في الــــشـــرق الأوســط (أي العالمين العربي والإسلامي، خاصة إيران وتركيا) من عربي إسرائيلي ‘إلى سني شيعي’. ‘فيا نجمةَ داوود ابتهجي ويا محفل ماسون ترنح طرباً ‘ (مظفر النواب) فقد نجح الصهاينة الدهاة في استعداء بعضنا على بعض .
يُرجح أن المخطط الجهنمي بدأت أول خيوطه (ليس كما يعتقد كثير من اهل السنة والجماعة منذ الإطاحة بالشاه الإيراني بضوء اخضر في الغالب من إيباك، ومن خلاله أمريكا وأوروبا و’إسرائيل’ والمجيء السلس للخميني من باريس إلى طهران وهو احتمال وارد) وإنما منذ سهل نصر الدين الطوسي دخول المغول التتار بغداد عام 1258، وقبله الوزير الفاطمي الشيعي أبوالفضل بدر الدين الجمالي (باني حي الجمالية الشهير في مصر) ساعد الصليبيين 1099على احتلال بيت المقدس ودخول المسجد الأقصى نكاية بالعباسيين السنة، ومقتل أكثر من مليون سني في العراق وبيت المقدس وإلقاء تراثنا الثقافي كله في نهري دجلة والفرات، واصطباغ النهرين باللون الأزرق من شدة وكثرة الكتب والمجلدات والموسوعات التي ألقيت فيهما. تلكم حقائق تاريخية أو وقائع من غير الولوج في التفاصيل لضرورات النشر. ولِنعترف أيضاً بصبر الصهاينة وأسلافهم الصليبيين، وكلاهما وجهان لعملة واحدة كل تلك القرون ليحصدوا ثمار جهودهم في أيامنا هذه، فيا ليتني لم أولد في زمن الفتنة هذا، وهو قول أردده بيني وبين نفسي، كما كان يردده صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في زمن الفتنة ذاك أيام (صفين والجمل وكربلاء) وما أشبه الليلة بالبارحة.
إذن هي مرحلة أخرى عصيبة في تاريخ الأمة وأي مرحلة؟ ولعلها لا تقل شأنا عن نكبة فلسطين ذاتها. إنها العودة المشؤومة إلى تاريخ المعارك المذهبية السنية الشيعية (صفين والجمل وكربلاء) التي اندلعت تقريبا أربعين سنة بعد وفاة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه جميعاً) لحكمة لا يعلمها إلا الله ولعلها ابتلاء واختبار وتمحيص من الله لمن سيتبع كتاب الله وسنة رسوله، ممن سينقلب على عقبيه، التي حرص الأولون سنة وشيعة عرباً بالتحديد وأورثونا الحرص عينه على ألا نخوض في أحاديث الفتنة، لئلا نشق صفوف المسلمين سنة وشيعة، لا سيما العرب منهم، خشية أن ينتصر علينا الأعداء المتربصون بنا دوائر السوء، وامتلأت مسامعنا منذ عقودئذٍ بمقولة ‘الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها’.

‘ أستاذ جامعي وكاتب قطري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د / أبو أشرف ـ تونس:

    ابداع وأي ابداع يا دكتورالهيل،لاجف لك قلم.فلك التحية والدعاء لك بمزيد التوفيق.

إشترك في قائمتنا البريدية