الصلعة العربية

شائك هو صراعنا ضد العدو الصهيوني نازي المنحى، ليس بسبب التكتيكات العالمية السياسية الفاجرة فحسب، ولا لأن الغرب يود فقط ترك حارس قذر في المنطقة لا يتورع عن إتيان أي فعل لكي يحمي سريقته هو وحلفاؤه، ولكن كذلك، وبشكل مؤثر، لأننا كعرب لا نفقه فن الصراع الحديث، ولأننا لا نزال نريد أن نستنكر ونشجب من بعيد دون أن يمس ذلك مصالحنا الحقيقية، نريد أن نرفع الشعارات الدينية لنعزز قوانا في محيطاتنا الخاصة دون أن نفكر في أثر ذلك الخطاب على الواقع الفلسطيني الداخلي. نتواصل الأساليب ذاتها التي باد تأثيرها؛ لأنها الأسلم ولأنها الأنفع لنا شخصياً، ثم نتوقع نتائج مختلفة، أي عبط هذا؟
قبل أيام ظهرت دعوة لمقاطعة شركة «بوما» للأحذية والملابس الرياضية لدعمها الفريق الإسرائيلي الرياضي، وبالتالي للطرف الإسرائيلي. أتت ردود الفعل غاية في التدني المبدئي، حين تواردت ردود من مختلف أنحاء العالم العربي تقول تصريحاً وعلناً و«بالمفتشر» هكذا بعد أن ذاب الحياء والخجل وأصبح إشهار المواقف العنصرية المتخاذلة مبعث فخر لا مدعاة إخفاء وصمت، حيث ندين بكل هذا الرخص والهبوط المبدئي والحواري لترامب وحكومته الذين رفعوا سقف العنصرية وحللوا خطابها حتى ما عاد أحد يخجل من إظهارها والتباهي بها، أقول أتت ردود الفعل لترفض المقاطعة، بل ترفض أي مقاطعة لأي جهة، بدءاً من شركة تجارية صغيرة وانتهاء بدولة كبيرة أو عظمى تكون للرافضين مصالح مشتركة معها. هكذا، صلع الجماعة عندنا، ما عاد تهمهم دماء فلسطينية، ولا وعد بلفور، ولا تاريخ مهين بتسليم قطعة من العالم العربي للصهاينة، ولا مستعمرات تأكل أشجار الزيتون كل يوم، بل ولا أقدام تطأ المسجد الأقصى الذي يتغنون بقداسته كل ساعة ويتخذونه سبباً رئيسياً للدفاع عن فلسطين، حتى هذا الموقع المقدس المهم يبدو أنه أصبح باهتاً أمام المصالح والتحالفات الجديدة. رد عليّ كثيرون بعد أن أعلنت المشاركة في المقاطعة بالردود المتخاذلة ذاتها: «وما الفائدة؟ ماذا سنؤثر في قوة ومدخول شركة كبرى مثل شركة بوما؟ هذه دعوات سخيفة، لن نقاطع شركة أو دولة لنا مصالح معها،» لِيُثَبتوا، بكل عنف وجهالة، موقفهم المتخاذل وجهلهم الشديد بأثر الحملات الإلكترونية على الشركات العالمية وغيابهم التام عن مفهوم الضغوطات الفردية التي يمكن أن تتجمع وتتراكم لتسبب خسائر فادحة مؤثرة على المَشاهد الاقتصادية والسياسية. لا نزال هناك، نقف عند حدود الحرب الباردة، لا نفهم قيمة ولا معنى النضال الإعلامي الإلكتروني. اليوم، ليست الأموال الملموسة مثلاً، لكنها الأرقام، ليست الجيوش الفعلية، لكنها الآراء، اليوم هي «الفكرة» المنتشرة إلكترونياً التي تقلب الموازين، فمتى نستوعب ونبدأ نستغل هذه الأداة بذكاء لنساعد الداخل الفلسطيني الذي يحارب كل يوم الحرب الفعلية بالروح والجسد والدم؟
جانب آخر من جوانب إضعاف الحراك الفلسطيني، في رأيي، هو استعمال الوازع الديني كمحفز للدفاع والتحرك، فالقضية الفلسطينية لا يجب أن تقدم على أنها قضية عربية ولا على أنها قضية إسلامية (رغم أنها تخص الفئتين إلى حد كبير أكثر من غيرهما)، هي قضية إنسانية تاريخية بالدرجة الأولى، ويفترض أن يشعر العالم بأكمله بالتهديد من وبخطورة قبول الوضع الفلسطيني الذي يثبّت، في القرن الحادي والعشرين، مفهوم القوي الذي يأكل الضعيف، ويؤيد توجه القوى العالمية الطاغية لبيع أراضي الناس وبيوتهم وأوطانهم، حسب مصالحها وموازينها. يجب أن نقدم القضية على أنها «بروتوتايب» أو نموذج لوضع عنصري عنيف وقح، قبول العالم به والصمت عنه يعرض كل بقعة بشرية أخرى للخطرذاته إذا ما أتت حسبة الدول العظمى ذات يوم لتستفيد من هذه البقعة. يجب أن يشعر العالم بمجمله بالخطورة المبدئية والأخلاقية والإنسانية للوجود الصهيوني في فلسطين وبوقاحة التعامل (أو اللاتعامل في الواقع) الدولي معه، فالقبول به أو تجاهله أو السكوت عن هذا الاحتلال والاستيطان وطرد أصحاب الأرض وسرقة بيوتهم في وضح النهار وقتل وتشريد الكبار والصغار، هي ليست أعراض حالة تخاذل عربية خاصة، هي أعراض هزيمة بشرية شاملة، تخاذل إنساني عام سيأتي يوم ويلف على بقعة أخرى في العالم. هكذا يجب أن نقدم القضية، هي ليست صراعاً إسلامياً يهودياً، إنما هي صراع إنساني ضد الآلة الصهيونية النازية الجبارة وضد عنجهية دول وأقطاب عظمى لن تتورع عن أكل لحومنا جميعاً نيئة من أجل مصالحها.
لكننا لا نتغير، منذ مئة عام ونحن لا نتغير، نكرر الجمل ذاتها، نتخذ المواقف ذاتها، ونتباكى بالسطحية ذاتها، فمتى نأتي إلى القرن الجديد بأدواته الجديدة ونقف وقفة جادة لننقذ لحمنا ودماءنا، ولا أقصد عربياً فقط، ولكن إنسانياً بالأعم والأشمل؟ متى نستعيد حياءنا فنتوقف عن التخاذل الواضح في المواقف، ومتى نتوقف عن سذاجتنا فنتوقف عن التباكي المثير للشفقة ونقدم قضيتنا بكل وضوح وقوة وبكل طريقة حديثة ممكنة دون أن نتوقع ونبشر بالفشل قبل حتى المحاولة؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول المغربي-المغرب.:

    شخصيا لا استغرب مما حصل ويحصل في واقعنا السياسي والإجتماعي. ..باعتبار أن الأسباب الموجودة والقائمة لن تؤدي إلا لهذه النتائج والمحصلات. ..ولن يحصل أفضل مما حصل. ..ففي بيئات اجتماعية استعذبت التبعية والخنوع للأقوى في الجاهلية…وانغمست في الفتن البسوسية والداحسية إلى حد التخمة. …لم تكن نقلة الإسلام لها إلى التوحيد والتوحد. ..والتطور في كل مجالات الفكر والحياة…إلا استراحة ظرفية لم تنفي الشوق الكبير الى الرجوع إلى أحضان الفتن …والانبطاح …للآخر. ..سواء كان فارسيا أو روميا. .أو أمريكيا. ..الخ..وهذا هو العامل الرئيسي في الخنوع للاستعمار وبيع فلسطين وتدمير العراق. …والكيد للأخ والشقيق. ..واعتبار ذلك فرض عين من الاولويات…

  2. يقول عربي حر:

    تحية للقراء الكرام
    وتحية حارة لأخي باشا
    اتفق معك في ملاحظتك الهامة الخاصة ببعض التعليقات
    أزعم أن مقالات السيدة ابتهال مختلفة العناويين متطابقة في الفكرة وينقسم المعلقين على المقالات الي معارضين المؤيدين في أغلب الأحوال
    قسم من المعارضين لا يناقش المقال ويستدل بنص او حديث مع من يدعو إلى إلى أبعاد الدين عن كل شىء في حياتنا حتى في قضايا مهمة كالنضال ضد الاحتلال .
    واما مؤيدي الكاتبة فازعم انهم يوافقونها في كل ما تكتب وأغلبهم لا يعترض حتى على كلمة من مقالها وكأن ما تكتب هو نصوص مقدسة فهم في تأييدهم أشد تطرفا وانغلاقا من بعض الذين ينتقدونهم .
    كلمة أخيرة
    كل أفكار من يدعون انهم متنورون ما هي إلا ترديد طبق الاصل لكتابات غربية قديمة وحديثة (الاستشراق )وبالتالي المغتربون العرب ليسوا سوى عبيد لأفكار السيد الأبيض.

  3. يقول سلام عادل(المانيا):

    الاخ الكروي
    العمليات الاستشهادية اسوا شيء تم تقديمة من قبل الاسلام السياسي الفلسطيني فبسبب تلك العمليات قتل الاف العراقيين في الاسواق والمطاعم والمدارس وكذلك من الاوربيين في القطارات وغيرها من الاماكن فالامر كان فيه قصر نظر ولو قارنا تلك العمليات بما كان يقوم به الفدائيون سابقا المنتمين للمنظمات الفدائية الفلسطينية وهم من جنسيات مختلفة من عمليات داخل فلسطين رغم انهم كانوا يدخلونها من لبنان وقبلها من الاردن لعرفنا معنى الشجاعة والبطولة

    1. يقول غادة الشاويش _بيروت سابقا عمان حاليا:

      *اخ سلام عادل لدي سؤال لحضرتك
      ١. ما هذا الخلط المروع ما دخل العمليات الاستشهادية التي نفذت في قلب كيان العدو وتحديدا وراء الخط الاخضر ( ما يسمى زورا دولة اسرائيل ) حيث المدن الصهيونية مئة بالمئة بعمليات التفجير الارهابية التي طالت المدنيين في العراق وفي غيرها !!
      ٢. التعريف العسكري للعملية الاستشهادية ليس فقط حزام ناسف وسيارة مفخخة وهذه طرق مشروعة تماما طالما ان الهدف صهيوني مئة بالمئة بل هي كل عملية احتمال نجاة منفذها يقترب من الضفر حتى لو كانت عملية اشتباك بالرصاص فارجو عدم التجني وخلط الحابل بالنابل لمجرد العداء الايديولوجي للاسلام الذي تسميه الاسلام السياسي واريد ان اسالك ما مبرر قولك انها اسوا شيء ان ذروة الصراع التي المت الهدو الصهيوني باعتراف جنرالاته هي مرحلة الغمليات الاستشهادية التي تدخل ضمن التصنيف العسطىي ايضا بانها من العنليات التفسية التي تعكس اصرارا لا يهزم على تمزيق الاحتلال !

    2. يقول تونس الفتاة:

      سيد سلام متفق معك تماما ….هذا الفكر الانتحاري….سبب كارثة للمسلمين جميعا ….لماذا تفجر ارهابية مجرمة مثلا نفسها فى قلب العاصمة تونس و يسميها امثالها استشهادية ….؟ ما فعلت لهم تونس الديمقراطية …. ؟ تبرير اجرامهم مؤسف وهو ما جلب الخراب للمسلمين و القضية الفلسطينية ليست بمعزل عن ذالك ….!

  4. يقول فؤاد مهاني - المغرب:

    لا شك أن للقضية الفلسطينية بعدا إنسانيا،ولاقت تعاطفا من جمعيات ومنضمات دولية تتجلى في نصرة الفلسطينيين المحاصرين بغزة والضفة والخيمات منهم من دفعوا أرواحهم كالفرنسية كفراسواز كيستمان التي شاركت الفلسطينيين بعمليه فدائية وراشيل كوري الأمريكية.لكن كل هذا ليس بكافي في قضية شائكة لأنها تحكمها قوة غاشمة بجبروت القوة والمال والسياسية والإعلام ولا حل إلا لها إلا بقوة تماثلها وأهمها الوازع الديني بالتصالح مع الله بأن نعدل مع شعوبنا وهي مسألة أساسية لأن خسراننا لقضايا سببها الرئيسي أننا لا نعدل وخذوا التجربة الناصرية وما بعد الناصرية والتجارب البعثية العراقية والسورية التي اتسمت بالقبضة الحديدية وكبث نفوس شعوبها وصلت إلى حد التآمر مع العدو الصهيوني فكيف يمكن أن ننتصر ونحن لا نعدل والله تعالى كما قيل ينصر الأمة العادلة حتى ولو كانت كافرة.
    يتبع من فضلكم الكريم.

  5. يقول فؤاد مهاني - المغرب:

    وهناك أشياء مبتكرة وعديدة باستطاعتنا أن نحرر بواسطتها الأرض والإنسان العربي وهي مقاطعة البضائع والمنتوجات الصهيونية
    ونبدأ بالبضاعة المؤدية صحيا ومحرمة دينيا الخمور والسجائر لما لا نبدأ بذلك ولو بمقاطعة سجائر مالبورو فأنت بذلك تدعم إخوانك الفلسطينيين إذا فعلت ذلك وتسبب في خسارة الصهيونية لملايير الدولارات تشتري بها إسرائيل الطائرات لقتل الفلسطيننين.
    زيادة على المقاطعة البضائعية هناك حضر الذهب الأسود وهناك المقاطعات الكلية سياسية واقتصادية و أشياء عديدة لو فعلناها سنسترجع بها حتى الأندلس بدون حروب ولا تكديس الأسلحة التي نستعملها للاسف في الإحتراب فيما بيننا وما يلزم فقط هي إرادة سياسية صلبة لكن على ما يبدو أن العرب يريدوا لفلسطبن أن تبقى بلا حل.

  6. يقول سلام عادل(المانيا):

    الاخت غادة مع فائق الاحترام والتقدير
    عندما يكون الغاية تبرر الوسيلة فبالتالي ننزع المباديء والاخلاق من اعمالنا الجليلة فكلنا يعلم ان ما العمليات الاستشهادية لم تات بنتائج كبيرة واغلبها استهدف المدنيين وتم اضفاء الشرعية الدينية لها وبالتالي استخدمت لاحقا من قبل التنظيمات الجهادية في العراق بحق المدنيين وتسببت بالحرب الطائفية وكانت المشايخ السلفية وبعض من نسميهم شيوخ الوسطية يبررونها .اما بالنسبة للعداء الايدلوجي لالاسلام فهذا الامر غير صحيح لاني استنكر اي استغلال للدين بصورة عامة لامور سياسية او عدائية للغير ولهذا اقف دائما مع حق الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة ولهذا لا اقبل استغلال الصهيونية وبعض المسيحيين للنصوص الدينية في العهدين القديم والجديد لتبرير وجود اسرائيل اما الاختلاف فكريا مع الاديان فهو امر لا يمكن ان نسميه عداء او كراهية

    1. يقول غادة الشاويش _بيروت سابقا عمان حاليا:

      اخ سلام عادل السياق الاخلاقي للسلاح اي سلاح يقيم بحسب نوع الهدف واخلاقية المنارسة الحربية لا زلت اسألك اين هم المدنيون في كيان العدو ؟؟
      * ثانيا اعتبار استهداف المدنيين الابرياء في العراق وفي اوروبا يساوي لستهداف الضهاينة المحتلين وكلهم جنود في جيش العدو بين مداوم واحتياط ليس عادلا وخلط للبعد الاخلاقي
      * اخيرا استاذ سلام عادل لا شك انني اثمن وقوفك مع قضيتنا العادلة لكن دنلء المحتلين القتلة الارهابيين الغزاة ليست خطا احمر
      ٤. العدو الصهيوني نفسه قيم العمليات الاستشهادية بانها الابلغ تاثيرا ما هو الشيء الغير اخلاقي في عملية تستهدف الضهاينة ؟؟ لم افهم بعد
      ٤. حنى العمليات الانتحلرية في العراق _ ولا اوافق عليها اخلاقيا _ جزء مهم منها كانت تنفذه القوات الاميريكية عبر ربط معاقي متلازمة داون في سيارات مفخخة وتفجيرها لاشعال الفتنة
      ٥ . ما الفرق بين عملية انتحارية جبانة تستهدف المدنيين والابرباء في العراق او اوروبا وبين قصف جوي يعتمد الارض المحرزقة كله بلا اخلاق ونحن في المقاومة الفلسطينية لم نضرب في تاريخنا هدفا مدنيا واحدا بالعمليات الاستشهادية التي استخدمناها كوسيلة لايقاع اكبر عدد من القتلى في صف العدو وكتعويض عن عدم توفر السلاح الصاروخي

  7. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    يا جماعة .. تحية لكم و لكن أينما كنتم و كنتن،
    .
    كم أعشق التفكير الاستراتيجي المجرد .. مجرد إلى درجة تدوينه برموز رياضية .. هذه متعتي .. و اقول للسيد باشا  اذا أحببت أن تعلم
    رأيي في بعض النصوص المقدسة و خصوصا الأحاديث المنسوبة لرسول الله ص فعليك ببضع تعليقاتي .. فقد قلت قولا ثقيلا منطقيا اوي اوي .. ?
    .
    رجوعا للموضوع .. قضية فلسطين .. و لنحاول التفكير بالمجرد ..و نحن نريد استرداد الأرض و حق الفلسطينيين. لكن من أجل هذا وجب علينا دراسة الخصم .. و التحسب لكل الاحتمالات  .. و الا فهو انتحار مجاني ..
    .
    الوضع هو كالتالي: إغتصاب ارض واضح لفلسطين .. المغتصب له قوته و له مناصرون أقوياء..
    .
    ما هي عناصر قوة المغتصب و مناصريه؟ نجده قوة اقتصادية و عسكرية و إعلامية..
    .
    طيب، اذا نحن علينا نواجهه في أحد ميادين قوته على الاقل .. فأي ميدان نختار. الميدان الاقتصادي غير مجد لأنه سيتطلب فعل الكثير
    اولا و سيستغرق وقتا طويلا جدا … رغم انني لا أجزم باستحالته نظرا الثروات البشرية و النفطية و و … المتواجدة.
    .يتبع رجاءا 1

  8. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    يبقى المجال العسكري و الإعلامي. نبدأ بالمجال العسكري فنرى أن القوة العسكرية تتكون بالكم و الكيف. و بالمجرد أزيل ميدان الكم
    بدون شرح كبير .. فلا مجال للمقارنة و نحن ما زلنا نستورد الأسلحة. اذا يبقى المجال الوحيد الممكن هو الكيف … و هنا كل سكان
    الأرض لهم نفس الحضوض و هذا من عدالة السماء … بمعنى رغم تفاوت القوى بين الدول و عبر التاريخ كان هناك دائما مجال في
    تكافؤ .. ما انتج لنا فعلا “و كم من فرقة صغيرة غلبت فرقة كبيرة .. لانها قاتلة في مجال متكافئ
    .
    و استسمح هنا و استطرد للإشارة أنه هناك مجال يمكن أن نهتم فيه الغرب اقتصاديا و هو متكافئة لأهل الأرض جميعا إلا و هو
    المجال المعلوماتي.. لانه لا يحتاج إلى قوة الكم اي بنية تحتية صناعية … بل بكل بساطة فعلا .. بكل بساطة إلى 0 و 1  …
    اي مجال الرقمية و التفكير الخوارزمي … وهنا جميع سكان الأرض على قدم المساواة من حيث القدرة. فلا عجب أن نجد مهندس
    هندي جالس على الأرض و ربما قربه بقرة … بعمامة … وهو يكتب اسطرا لبرنامج جد جد متقدم لوكالة النازا …
    . لكن للاسف .. صار لهم الآن مكاتب جد جد عصرية?
    .
    اوكي … أعود إلى الموضوع و هو اننا لن نستطيع مواجهة العدو في مجال الكم بل يمكننا أن مواجهته في مجال الكيف …   …
    يتبع رجاءا 2

  9. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    هنا الخيال و الابتكار مفتوح على مصراعيه .. و ربما يستحسن أن نجر العدو إلى ملعب نحسن فيه اللعب
    و هنا وجب علينا التحية و الوقوف احتراما للمقاومين في فلسطين على تنوعهم .. كلهم من المتحجبة إلى غير المتحجبة  .. فكم مرة ابهرونا بأساليب جديدة للمقاومة و منها حتى تفجير النفس .. و هذا شيئ مشروع و بدأ عند امم أخرى بنجاح … و يدخل في باب الكيف ..  و الآن نرى صواريخ ٥زة اابتكار  مذهل .. فكمًا لا توجد مقارنة من ناحية قوة التدمير … لكن كيفا … فهي صواريخ جبارة فعلا.
    .
    من ناحية واقعية، هنا لا يجب علينا أن ننتظر هزيمة عسكرية للعدو .. الصواريخ توجه ضربات موجعة جدا … لكنها لن تهزمه …
    .
    فما العمل؟
    .
    الحل هو البحث عن مجال آخر للمواجهة … و حسب ما كتبته اعلاه يبقى مجال الرأي او المجال الإعلامي فنحن لم نبحث بعد.
    .
    هنا كذلك نجد قوة  كم هائلة عند العدو … و لا يبقى لنا إلى البحث عن مجال الكيف و ربما مجال كم موازي …
    .
     و كما قلت اعلاه عبر التاريخ كان هناك مجال تكافئ بين البشر … و هنا كذلك مجال تكافؤ و هو ما عبرت عنه ابتهال بالرأي و الاعلام الإلكتروني… هنا لنا تكافؤ في الكم و الكيف … لكن بصراحة … لنا تفوق في الكم و تكافؤ في الكيف ..
    .
    يتبع رجاءا 3

  10. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    بمعنى الأفكار المأثرة التي ينشرونها قد تكون متكافئة ذكاءا و قوة .. فلهم ورقة قوية هي المعادات للسامية و صور الهولوكوست و هذان الورقتان قويتان جدا.
    .
    وجب علينا التقليل من قوتهما اولا .. و لنا صور صبرا و شاتيلا … و صور القتلى في فلسطين .. وجب علينا تعميمهم حد الثخمة كما
    يفعلون هم بصورهم .. و هكذا نقبل من مفعول ورقتين مهتمين عند العدو اولا او بالموازات من اجل ستعراض قوتنا في المجال التواصلي ..
    و هنا نحن أقوياء كما بمعنى الكلمة .. و جب علينا فقط أن نشتغل على قوة الكيف و هذه نقطة مهمة للغاية … و يعني بأي خطاب ستقدم للرأي العالمي …
    .
    و هنا نحن رجعنا إلى صلب المقال … هل سنستخدم خطابا دينيا … خطابا حقوقيا … خطابا متحضرا و إنساني…
    .
    صدقوني ..  كل شيئ ممتاز …
    .
    العدو ذكي كذلك، و أراه يقزم هذه القوة في المهد … لاننا نرى انقسامات لا مبرر لها إلى حد التخوين و الإقصاء بيننا و بين نوعية خطاباتنا ..
    .
    فمن من يراه خطابا دينيا يريد إقصاء الآخر و كان المسألة غنيمة رغم أن الهدف واحد .. و من من يراه خطابا انسانيا يريد كذلك إقصاء الآخر كأنه شرب التحضر كاملا .. و يريد مواجهة متحضرة مع العدو …
    .
    خلاصة: كل الطرق تأدي الى روم ما دمنا لا نقطع الطرق على بعضنا البعض.
    .
    انتهى شكرا الناشر الجميل 4

    1. يقول إيدي-جنيف:

      بونسوارك ,أخي وحبيب قلبي إبن الوليد,

      شخصيا أرى أن الأنسانية تسع الأديان, و لا مجال للتعارض, لأن الكل يحتوي الأجزاء وكلما حاول الجزء أن يختصر الكل, نسقط في فخ الشمولية التوتاليتارية..
      الأنسانية ليست ديناً بل مرتبة يصل إليها بعض البشر..

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      اهلا ايدي، اخي الجميل،
      .
      طبعا عندك حق و انا معك .. انا استهدفت النعت .. نعت نوع من الخطاب بالانساني و هو يريد إقصاء الخطابات الأخرى…
      .
      ربما انا براغماتي … و أرى أن الصهاينة ليسوا انسانيين و يحاربون بكل الخطابات حتى الإنساني منه خصوصا في أوروبا..
      فأرى أنه من العدل أن نستعمل كل الخطابات أيضا…
      .
      يا أيدي على قلة تعليقاتك فأنت تكتب بمداد من دهب. كنت ساستشهد بمقولتين ثقيلتين من تعليقك المقتضب .. لولى اني خفت الإطالة… و ها هي الفرصة كي اعيد كتابتهما، و كانك تنطق من نفسي الدفينة .. فشكرا لك يا ادي:
      .
      “فلسطين في قلب كل الشرفاء, دائرة الأنتماء وِسع المدى فلمادا نسعى إلى تضييقها؟ .. ”
      “على قولة الشيخ محمد رشيد رضا, دعونا نتعاون في القليل المتفق عليه, دعونا نؤجل معركة كسر العظام إلى حين تحقق شروط المواطنة “

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية