الصهيونية الزاحفة في فلسطين لم تتغير نسبة للصهيونية القديمة والأولى التي أنشأت دولة إسرائيل عام 1948. فالحركة الصهيونية لم تغير أهدافها منذ رفعت شعار استعمار فلسطين في بدايات القرن العشرين، إنها ذات الحركة التي لم تتزحزح قيد أنملة عن شعار احتلال فلسطين كاملة. في بدايات القرن العشرين كان احتلال فلسطين مجرد فكرة في عقل هرتزل المؤسس وحفنة من الصهاينة. لقد التزمت الصهيونية بتحويل اليهودية لقومية تتداخل مع مشروع الدولة، فكان لها تحقيق حلم لا يجيزه الحس الواقعي. لقد أخذت أرضا ووطنا من شعب آخر يعيش حياة طبيعية في مجتمع عربي متكامل الأركان.
وعبر العقود وجدت الصهيونية أنها غير قادرة على وضع حد لمشروع الاحتلال والتوسع، بل قامت عام 1995 بقتل أكثر اليهود الإسرائيليين مرونة واستعدادا للحل الوسط وهو إسحاق رابين رئيس الوزراء. والغريب في مسيرة الصهيونية إنها ايضا عجزت عن تقديم شيء ملموس ومقنع كأساس للحل لأحد أكثر الفلسطينيين مرونة (رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن). الصهيونية اليوم تحتل كل فلسطين، بينما تفصل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض جاعلة القدس في قبضتها، ثم الضفة الغربية تحت الاحتلال، ثم غزة تحت الحصار والتجويع، ثم عرب 1948 تحت قبضة العنصرية والتميز، بينما وضعت الشتات الفلسطيني خارج النطاق وسعت لفصله عن الأرض. لقد وجدت إسرائيل أن الأفضل لها وضع الفلسطينيين وراء جدران عالية وحواجز مانعة تتطلب حراسة دائمة وجيوش وأمن وأسلاك شائكة ووسائل سيطرة. لقد أمعنت إسرائيل في السيطرة على المياه والأرض وحركة السكان. لكن كل هذا سيبقى مؤقتا، ولن يمر بلا موجات جديدة من المقاومة والمواجهة.
والأخطر في تشخيص هذا الوضع المعقد أن الحركة الصهيونية مقتنعة بأنها تقترب من تحقيق نصر نهائي ليس فقط على الفلسطينيين بل على كل العرب، خاصة تجاه دول عربية عدة في منطقة الخليج. «الفتوحات» الإسرائيلية والاعتراف العربي بالهزيمة بلا رد حقيقي جعل إسرائيل تشعر بأنها انتصرت. لكن الصهيونية انتقلت للهجوم، فبدأت تتحكم، من خلال النفوذ الدولي والأمريكي، في الكثير من مفاصل العالم العربي. لم يبق أمام إسرائيل أعداء حقيقيون خاصة بعد تدمير عدة دول عربية. لهذا تستهدف الصهيونية ما تبقى من الأعداء أكانوا في إيران أم تركيا أم في حماس وحزب الله، بل حتى السلطة الفلسطينية الأكثر مهادنة لإسرائيل لازالت بنظر الصهيونية عدو حقيقي لأنها ترمز للوجود الفلسطيني المتبقي على الأرض.
في التطبيق العملي لقد أنهت هذه السياسة الإسرائيلية العملية السلمية، ودمرت فرص الدولة الفلسطينية وأسقطت فكرة حل الدولتين( دولة فلسطينية مقابل دولة إسرائيلية). لقد ابتلعت إسرائيل كل فلسطين وورطت الصهيونية نفسها في إدارة ملايين الفلسطينيين العرب، وهي غير قادرة على إعطائهم حقوقا حقيقية، معتقدة بأنهم سلموا مصيرهم لها ولقراراتها البائسة.
أن الفلسطينيين مستمرون جيلا وراء جيل بالتمسك بوطنهم التاريخي. حلم الصهيونية بأن تتنازل الضحية عن وطنها طوعا لن يتحقق
لم يفكر قادة الحركة الصهيونية بأن ما قاموا به في فلسطين من تطهير عرقي وطرد جماعي واحتلال قد يقع بالاتجاه المعاكس، بل يؤكد لنا التاريخ بأن ما تقوم به إسرائيل سيحقق لها مزيدا من الانتصارات لكن كل انتصار على وزن حرب 1967 وعلى وزن ضم الضفة الغربية والقدس مقدمة لنهاية الدولة اليهودية، فلا الدولة اليهودية القديمة عاشت لأكثر من 80 عاما ولا هذه الدولة ستعيش بسبب عنصريتها المطلقة إلا وراء جدران وحصار وعزلة قبل أن تصل لنهاياتها الطبيعية. فكرة الصهيونية بحد ذاتها فكرة رجعية تزداد انفصالا عن منطق العدالة والحقوق. الواضح ان الصهيونية كحركة لن تعرف كيف تتوقف في ممارسة الظلم والإذلال، وهذا هو بحد ذاته سيكون سبب سقوطها.
لم تنجح الصهيونية في المشرق العربي في بناء حالة تشبه أستراليا او أمريكا أو حتى كندا، ما بنته حتى الآن هو تجمع صغير نسبيا فوق جغرافيا صغيرة محاطة بمناطق عربية كثيفة السكان. لكن لسوء حظ الصهيونية هذه الجغرافيا هي قرى ومدن ووطن الفلسطينيين التاريخي، ومن سوء طالعها أن الفلسطينيين مستمرون جيلا وراء جيل بالتمسك بوطنهم التاريخي. حلم الصهيونية بأن تتنازل الضحية عن وطنها طوعا لن يتحقق. فكما يدعي معتنقو الصهيونية بأنهم عادوا بعد ألوف السنين، كيف تتخيل الصهيونية بأن الفلسطينيين العرب سينسون فلسطين في جيلين أو سبعة أجيال؟ أرادت الصهيونية أم لم ترد سيبقى نار العودة مشتعلا بين الفلسطينيين على مدى العقود القادمة.
إن الصورة تزداد وضوحا حول طبيعة الصراع العربي الصهيوني، فلا استقرار للصهيونية طالما تقتات على سرقة وطن الفلسطينيين ومقابرهم وقراهم وارضهم، ولا استقرار في ظل الظلم وسفك الدماء. ما لا تفهمه الصهيونية بأن كل وضع لا يؤمن حقوق الفلسطينيين التاريخية والتي تتضمن حقهم بالأرض والمكان والعودة سيبقى الدولة اليهودية في حالة استنزاف. حق الشعب الفلسطيني بأرضه لا يعني طرد السكان اليهود( الإسرائيليين) من المكان والجغرافيا، لكنه يعني بنفس الوقت تخلي هذه المجموعة عن الصهيونية بصفتها آلية للتوسع العسكري ولإقصاء سكان البلاد الأصليين والتحكم بهم.
بعد أكثر من قرن على خروج الحكم الإسلامي العثماني من فلسطين وسقوط فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وبعد أكثر من سبعين عاما على قيام دولة إسرائيل لا مكان لدولة يهودية معتدية على ما هو ليس لها. المنطقي في الإطار النهائي والحل الإنساني والسياسي لهذا الصراع هو لدولة تساوي بين جميع مواطنيها دون النظر أكان هذا المواطن من الديانة اليهودية أم من الديانة الإسلامية والمسيحية. إن استمرار إسرائيل دولة مقتصرة على اليهود، كما يؤكد قانون القومية اليهودية التي أقرته إسرائيل، بينما سلطتها الاستعمارية المباشرة تتحكم بستة ملايين فلسطيني لا يمكن أن ينتهي سوى بتنازل إسرائيل عن يهودية الدولة. كيف تكون إسرائيل دولة لليهود فقط وأكثر و نصف السكان من العرب والفلسطينيين؟
وبالطبع لو فتح باب حق العودة للفلسطينيين فأن معظم سكان الدولة المسماة اليوم يهودية هم من الفلسطينيين العرب.
استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
ولدنا بعيدا عنها احلامنا بالعودة إليها ستبقى إلي أن نعود اليها ما نسيتها يوما وستبقى في قلوبنا هذه هي الحقيقة التي على الجميع استيعابها فهذه أرض الأجداد والأحفاد مذكورة في كتاب الرحمن وفي احاديث المصطفى صلى الله عليه و سلم فكيف لنا أن نسيتها رغم أننا لم نعرفها سمعنا عنها من آبائنا فالعار كل العار للمجرمين الذين اضوعوها بهدف التحرير وما حرروها ولا سمحوا لنا بذلك فسلام عليها الي يوم التحرير وشكر لك سيدي شفيق الغبرة على هذه المقاله
دكتور ناظم الغبرا ، ما شاء الله مقالاتك هي تحليل علمي وكأنه التحليل الرياضي الذي كان أحد المواضيع الذي درسناه في السنتين الأخيرتين من بكالوريوس الرياضيات (آخر السنينات في الجامعة الأردنيه)
السلام عليكم
اين الاسلام في هذا الطرح
(حق الشعب الفلسطيني بأرضه لا يعني طرد السكان اليهود( الإسرائيليين) من المكان والجغرافيا)
الصهيونيه تعمل على خلعك من جذورك
وانت لا تمانع بقاء اليهود على الارض التي دمرت وقتل اصحابها
لا حل بدون تجاوز عقلية حق شعب الرّب المُختار بكرسي الوظيفة في دولة الحداثة لتشمل كل الأسرة الإنسانية في أجواء العولمة والإقتصاد الإليكتروني/الرقمي، في أول ردة فعل على ما ورد تحت عنوان (الصهيونية والدولة اليهودية والمستقبل) يا د شفيق ناظم الغبرا والأهم هو لماذا؟!
فرسائل الإعلام الصهيوني، تؤمن وتتعامل على أنهم يمثلون ثقافة الآخر الأجنبي، هم أحرار في مفاهيم ثقافة لغتهم،
ولكن لغة القرآن لدينا، لا تتعامل مع أهل المسيحية أو اليهودية على أنهم أجانب، أو يمثلون ثقافة الآخر، خصوصاً لأهل ما بين دجلة والنيل، والدليل يمكن التزاوج معهم كأسرة إنسانية واحدة، عكس من يؤمن بشيء آخر،
والانتباه ليس الفرات والنيل، كرد جميل لإمبراطور الفرس (كورش) الذي أطلق سراحهم من السبي (الإقتصادي) البابلي، فالإقتصاد أولاً،
حتى في طريقة فهم منافسة أهل محافظة صلاح الدين في تكوين سرداب سامراء (اختفاء المهدي فيه) حتى يكون لهم حصة من تحصيل خمس آل البيت من النجف وكربلاء (الموضوع مفهوم الإقتصاد أولاً، دوماً في فكر أهل ما بين دجلة والنيل، كدليل على الحضارة الإنسانية).
مثال عن العِند والعِند المضاد في الإدارة والحوكمة، بحجة ثقافة الأخر ليس لديها استيعاب لكامل الصورة، مثل ثقافة الأنا، داخل ثقافة النحن، كأسرة في أي دولة، الذي سيدمر دولنا على رؤوس أهل ما بين دجلة والنيل،
كما قالها الملك عبدالله الثاني، في موضوع حق آل البيت في كرسي السلطة في دول الهلال أو البدر الشيعي (لشعب الرّب المُختار)، مع أنه ذكرها بلسانه بالعربية والإنجليزية أمام (دونالد ترامب) في الرياض باللغتين العربية والإنجليزية، بلا حياء ولا خجل، مثله مثل نوري المالكي في أكثر من خطاب له في بغداد،
ما قامت به الأميرة هيا، من هروب بالأموال والأولاد من قصور دول مجلس التعاون في الخليج العربي،
إلى ألمانيا ثم بريطانيا، ورفع دعوة طلاق هناك، في عام 2019، بسبب عقلية من أخبث مِن مَن بينهما،
لخّص مشكلة المشاكل في العلاقة داخل دولنا، في الإدارة والحوكمة، على مستوى الأنا (الرجل) ومستوى الآخر (المرأة) ومستوى النحن (الأسرة)،
إن شاء الله هذه الحركة ستكون آخر مسمار، في اكتمال بناء نعش، ممثلي السلطة الفاسدة في دولة الحداثة، من آل البيت رجل كان أم امرأة،
لأن على أرض الواقع إشكالية الإشكاليات وسبب المذابح بين الأديان في العراق بعد 2003، مثل إشكالية الإشكاليات وسبب المذابح بين الأديان في فلسطين بعد 1947،
الآن الموظف (السفيه/الخبيث) الذي أقترح هروب الأميرة إلى أوربا، أو قبول طلب الكنيسة الروسية بخصوص أرض وقف التميمي، بحجة جر رجل (فلاديمير بوتين) في 2019، مثل موضوع رفع دعوى طلاق في أوربا،
ما دام (دونالد ترامب) ووزير خارجيته (بومبيو)، خرج بتأويل فاسد لنص القوانين الدولية، بخصوص الكيبوتسات (وحدة الانتاج الإقتصادية المستقلة) التي أقيمت على أرض الأوقاف الإسلامية والمسيحية التي تم تأميمها/سرقتها في فلسطين بعد 1947، بسبب تفريط موظفي آل البيت في أراضي الوقف في العراق أو فلسطين،
إن شاء الله ستشعل نار انتفاضة الانتفاضات، ضد عقلية من يظن لآل البيت حق في كرسي السلطة مثل مفهوم شعب الرّب المُختار، في دول الهلال أو البدر الشيعي على رأي الملك عبدالله الثاني (رأس آل البيت الحالي) في 2004،
لاحظت على أرض الواقع، الدول الملكية فهمت أن التنمية البشرية، تعني البرمجة اللغوية العصبية،
إن كان في دول الخليج العربي أو دول آل البيت (لشعب الرّب المُختار)، ومن هذه الزاوية أفهم لماذا إمارة دبي كانت على وشك الإفلاس في عام 2008، تماماً مثل هزيمة العرب تحت قيادة جمال عبدالناصر يوم 5/6/1967،
لأن عقلية كلّه تمام يا فندم، بحجة ضرورة النظر إلى نصف القدح المليء فقط، لن تجعل نظرتك أو قراءتك صحيحة، في أي تقرير من التقارير،
بل هي تماماً مثلما لو كانت نظرتك، فقط إلى النصف الفارغ، ولكن بالعكس 180 درجة.
فالنقد ليس مسخرة/تهريج، ومن يتعامل مع النقد من هذه الزاوية، يضحك عليك ليصعد على أكتاف الصنم/الفرعون،
إشكالية الجبناء، ممّن يرفض تحمّل مسؤولية الوظيفة/المقاولة في النظام البيروقراطي،
ممثلي ثقافة الأنا في النظام البيروقراطي، حالما يتم استلام أي سلطة،
يقوم باستغلال إصدار نصوص قانونية، يتعدى فيها على حقوق وأملاك الآخر، كما حصل في فلسطين بعد 1947، بحجة التأميم/سرقة حقوق وأملاك ثقافة الآخر، تماماً مثل قوانين رئيس وزراء الهند مودي تجاه توطين/تجنيس غير المسلم في الهند عام 2019،
أنا لاحظت الكثير لا يعلم أن:
مودي تلميذ رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو في السياسة الإدارية،
مودي تلميذ الرئيس الفرنسي هولاند، في السياسة المالية،
عملية تكريم مودي في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2018، من الشيخ محمد بن راشد، في قمة الحكومات الإليكترونية،
بحجة أنه نجح في زيادة الإيرادات في الدولة، من خلال ربط تغيير العملة النقدية الجديدة، مع حساب الرقم الوطني الإليكتروني، كخطوة في الوصول إلى الإقتصاد الرقمي/الإليكتروني،
للوصول إلى الشفافية واللا مركزية ومن ثم الحوكمة الرشيدة، في تحصيل الضرائب والرسوم والجمارك، للحكومة الإليكترونية، من القطاع الخاص لصالح القطاع العام،
ولأن لا رهبنة في الإسلام، الذي أعبد الله من خلاله به،
ولذلك من وجهة نظري، أن يكون ذلك على حساب دم 100,000 إنسان، خطأ في حق الأسرة الإنسانية،
ولذلك مجرم كل من يُضيّع الثقة بين الناس، كائناً من يكون، بحجة ثقافة الأنا أخبث من ثقافة الآخر حتى داخل الأسرة الإنسانية لأي دولة،
على أرض الواقع كل الأديان، هدفها تكوين أسرة صالحة، ولذلك تجد في لبنان دولة الأقليات الديمقراطية مثل دولة الكيان الصهيوني الديمقراطي،
أحسنت و أبدعت دكتور شفيق ، المنطق والطبيعة يفرضان نفسيهما واي شيئ يخالفهما لايمكن أن يستمر ولكنه الى الزوال ، أدامك الله وبارك فيك