الصين تواصل تطوير “الدرون”

حجم الخط
0

لندن –”القدس العربي”: واصلت الصين صعودها الصاروخي في مجال تطوير الطائرات بدون طيار “الدرون” في الوقت الذي دخل فيه هذا النوع من الطائرات كافة مناحي الحياة تقريباً، وبات في حكم المؤكد أنه سوف يُستخدم في عالم المواصلات البشرية العامة قريباً، ليُحدث ثورة كبيرة في هذا المجال.

أما أحدث الابتكارات الصينية فهو المقاتلة الخارقة بدون طيار التي تمكن الخبراء الصينيون من إنتاجها مؤخراً، ونجحت الاختبارات التي أجريت عليها، وهي طائرة بدون طيار قادرة على حمل كافة أنواع الصواريخ والقنابل، أي أنها تستطيع خوض أيَّ نوع من المعارك.

وقالت وكالة “شينخوا” الصينية إن الخبراء في الصين نجحوا في اختبار الطائرة الضاربة بدون طيار وهي محلية الصنع بالكامل، وتحمل اسم “ونغ لونغ آي دي”.

أما الميزة الأهم والأولى من نوعها في العالم فهي المواد التي تم استخدامها في إنتاج هذه الطائرة، حيث أنها مصنوعة بالكامل من البلاستيك، ما جعل وزنها الأساسي أخف بكثير من الطائرات التقليدية المسيرة، الأمر الذي أعطاها مزايا أكبر.

وأضافت الوكالة إن الطائرة المسيرة “Wing Loong ID” التي طورها الخبراء الصينيون تمكنت في 23 كانون الأول/ديسمبر الماضي من الإقلاع في أول رحلة لها.

واستمرت رحلتها نصف ساعة نجح الخبراء خلالها في اختبار قدرتها على التحليق على ارتفاعات متفاوتة، والتحقق من آلية عمل أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكي فيها.

وصممت شركة “AVIC” هذه الطائرة لتكون مسيَّرة ضاربة قادرة على حمل مختلف أنواع الصواريخ والقنابل الموجهة، وزودتها بالعديد من تقنيات الرصد والمراقبة. والأهم من ذلك هو المواد المتينة الخفيفة التي صنعت منها، ما جعل وزنها أقل بمقدار النصف مقارنة بالدرونات الضاربة الأخرى، وزاد من قدرتها على حمل الذخائر.

وأعلنت شركة علوم وصناعة الفضاء الصينية الشهر الماضي تطوير طائرة صغيرة بدون طيار قادرة على الطيران لأكثر من 24 ساعة بالشحن لمرة واحدة، كما أنها الأولى التي تستطيع الاتصال مع الأقمار الصناعية لتشكيل نظام اتصالات فى حالات الطوارئ.

وذكرت أن الطائرة متعددة الاستخدام من طراز “إتش دبليو-350” تم تطويرها بناء على طلبات لإنشاء نظام اختبار للاتصالات الطارئة، ونظام جوي طويل المسافة لطائرة بدون طيار في حالة الطوارئ، وإنها يمكن أن تستخدم في مراقبة البيئة من خلال مستشعر الرادار.

وأضافت أن نظام الطائرة بدون طيار يتكون من مركبة جوية غير مأهولة ومركبة للقيادة والتحكم، فضلا عن مقصورة للدعم الأرضي، وأن الطائرة يمكنها تشخيص المشاكل في البرامج بشكل ذاتي.

وأوضحت الشركة أن من المتوقع أن تستطيع الطائرة “إتش دبليو-350” التعامل مع الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة لتشكيل أنظمة اتصالات طارئة قادرة على التعامل مع الأقمار الصناعية على ارتفاعات عالية ومتوسطة ومنخفضة إضافة إلى الاتصالات تحت سطح الماء.

وأصبحت الصين مؤخراً تشكل المنافس الأقوى على مستوى العالم في مجال مبيعات الطائرات بدون طيار، وخاصة في المجال العسكري، وذلك بسبب القيود الأقل التي تفرضها الحكومة الصينية على مبيعات الأسلحة، وذلك بحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية مؤخراً.

وقال التقرير إن تجار الأسلحة الصينية أصبحوا المُوزع الرئيسي للطائرات بدون طيار المسلحة في العالم، وذلك بسبب القواعد المتعلقة بالسقوط المفرط للضحايا المدنيين، وهي قيود مخففة لدى الصين.

وقال سونغ تشونغ بينغ، المحلل العسكري الصيني والمحاضر السابق في جامعة هندسة قوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني: “المُنتَج الصيني لم يعد يفتقر إلى التكنولوجيا، فقط يفتقر إلى الحصة السوقية” وأضاف: “تقييد الولايات المتحدة صادراتها من الأسلحة هو بالضبط ما يمنح الصين فرصةً كبيرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية