وضَع وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الاثنين الأساس الفكري لعملية عسكرية امريكية يبدو أنها أخذت تقترب في سورية، وليست هي ايضا ردا على قتل أبرياء، بل هي منع انتشار سلاح الابادة الجماعية وعقاب شديد لمن يتجرأ على تنفيذ جريمة في البشر باستعماله.
إن هذا الهدف مثل خيط ثانٍ في تصريحات الرئيس اوباما، منذ اليوم الذي انتُخب فيه. فقد خصص لذلك خطبته الشهيرة في براغ في نيسان/ابريل 2009، وكرر ذلك منذ ذلك الحين في كل خطبه الكبيرة، ‘لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا بأن يتم اظلام القرن الواحد والعشرين بأفظع اسلحة القرن العشرين’، قال في محاضرة في واشنطن في كانون الاول/ديسمبر الأخير حذر الاسد فيها من ‘الخطأ المأساوي’ وهو استعمال سلاح كيميائي على مدنيين. وأضاف قائلا: ‘ستكون لذلك آثار’.
يأمل كيري واوباما أن يصوغا على هذا الأساس الضيق تأييدا دوليا لعملية عقاب للرئيس السوري بشار الاسد مع تسكين جأش روسيا وايران بها ايضا. سيكون الهجوم على الاسد بمثابة ‘كي يروا ويُروا’ لا لاحداث تحول أساسي في الحرب الأهلية في سورية أو المس المفرط بزبون موسكو وطهران. ولهذا، يقول كيري، لن يكون لروسيا سبب يدفعها الى أن ترى الهجوم المتوقع سببا لرد شديد قد يدفع المنطقة كلها الى هاوية.
لكن كيري وجه كلامه ايضا الى الرأي العام الامريكي، الذي ما زال بحسب جميع الدلائل رغم أنه لم يُجرَ استطلاع للرأي كامل منذ حدث القتل الجماعي في ريف دمشق يتحفظ من تدخل عسكري امريكي في ميدان قتال ليس فيه للولايات المتحدة، في ظاهر الامر، مصالح مباشرة. إن الجُهد لمنع انتشار السلاح الكيميائي وعقاب المخالفين الذين يستعملونه، كما قال كيري، مصلحة قومية رفيعة، في حين أن مشاعر ‘الألم’ ازاء أفلام الفيديو للعمل الفظيع بالقرب من دمشق، يفترض أن تُخرج الامريكيين غير المكترثين من سكينتهم.
تجاهل كيري بكلامه شديد اللهجة النصيحة المعروفة للرئيس تيدي روزفلت وهي ‘تحدث بلين وسِر مع عصا كبيرة’. فقد تحدث بصوت واضح وحازم، وينتظر العالم الآن أن يرى مبلغ كِبر وإيلام العصا التي يحملها. يمكن أن نستنتج من كلام كيري المصاغ بدقة أمس أن الضربة الامريكية مع كل ذلك يجب أن تكون مؤلمة بقدر كافٍ، كي يدرك الاسد وكل من يحلمون بالسير في طريقه، أن ضرر العقاب بسبب الاستعمال أكبر كثيرا من الفائدة التي قد يجنونها. وستُقاس قوة الضربة بالطبع بدقة في طهران التي تُقدر خطواتها الآن في المجال الذري.
حيمي شليف
هآرتس 27/8/ 2013
نعم ستكوم مؤلمة لاسرئيل وأمريكا .
الضربة الامريكية يجب أن تكون مؤلمة بقدر كاف و ايضا للنظام السوري والايراني.
إتقِ الله يا عبد الواحد لا تدع الطائفية تغلب على العقل وتجردك من الإنسانية !