لا حرج أن تشعر بالصدمة منذ اللحظة الأولى لقراءتك هذا المقال، بإعلان نتيجته وهي أن العالم السني يسير حاليا من غير قادة الرأي. لكن درءا لسوء الفهم، أود من البداية أن أوضح أن المقصود من قادة الرأي الذين اختفوا من العالم السني، هي الفئة التي تتحول أفكارها إلى ممارسات تتبناها مجموعات من الناس، وتصنع من خلالها تيارات اجتماعية وسياسية ودينية، وربما ينتج عن أفكارها تنظيمات ومؤسسات. وبهذا الاعتبار فإني لا أقصد بالتحليل مثقفا هنا أو فيلسوفا أو فقيها هناك. لن أتحدث أيضا عن الرموز العسكرية الكبيرة، سواء العقلاء منهم أو المغامرون، التي كان يتم إنتاجها بشكل طبيعي في العالم السني، كلما اشتدت الأزمات العنيفة. فقد باتت صنفا منقرضا منذ زمن طويل.
رسم لخطوط المستقبل
نزيف اختفاء قادة الرأي يعني أن العالم السني لا يجري بداخله في الوقت الحالي أي عملية إعداد أو رسم لخطوط المستقبل، من الناحية الثقافية والفكرية.
إن الحركة السنية في الزمن معاكسة تماما، فهي تمضي نحو الوراء ولا تتقدم نحو الأمام. ويستحيل بهذا الوضع أن يكون للسنة مكان في القرن المقبل، وهم يوجدون ضمن وضعية * صامت* التي نستخدمها في هواتفنا، في اللحظة التي نرغب فيها بالنوم أو منعا للإزعاج.
إن أي استعداد للدخول إلى المستقبل يحتاج على الأقل أن يكون العالم السني بأقل تقدير في وضعية* اهتزاز*. تمهد لما بعدها. وهي أن يكون صوتك مسموعا في العالم بشكل أكثر وضوحا.
اختفاء الفكرة الإصلاحية
هناك أسباب عديدة لاستمرار اختفاء قادة الرأي، أهمها عندي هي تراجع منسوب ودرجة حضور” الفكرة الإصلاحية” نفسها حد الاختفاء، وطغيان التدبير اليومي.
لقد أصبح الكثيرون لا يشعرون بضرورة الإصلاح، كما يشعر آخرون باستحالته. وفي كلتا الحالتين لا يمكن أن تتم عملية إنتاج الرموز الإصلاحية، إذا كانت الفكرة نفسها تمر بحالة اختفاء.
من بين الأسباب تلاشي الحاضنات التنظيمية في العالم السني، التي كانت تعمل على ترويج أفكار قادة الرأي وتحويلها إلى مشاريع ثقافية وسياسية، من اليسار حتى الإسلاميين. وأيضا بسبب انهيار الحواضن العلمية الدينية والتعليمية التي كانت تنتج هذه الرموز بشكل طبيعي في العالم الإسلامي.
إن الناس يبحثون دائما عن الرموز في مجتمعاتهم، وتكاد تكون المسألة قانونا نفسيا واجتماعيا، بل يصنعونهم إذا لزم الأمر.
لقد صنع الناس مالكا وأبا حنيفة والشافعي وأحمد، وأحاطوهم بالرعاية والاتباع والدفاع والجدل عنهم، ونسج قصص كراماتهم وتفردهم. وذلك رغم وجود أمثالهم في العلم ممن لم يشتهروا مثلهم. هي عملية مستمرة في التاريخ لأنها تمثل حاجة اجتماعية.
فقد صنع اليسار قادة الرأي وكذلك فعل الإسلاميون والقوميون.
كلما استمر سقوط أسهم الفكر واختفت رجالاته، سطع نجم الوعاظ وباتوا المؤثرين الحقيقيين في الناس.
الناس واقعون بين حالين، إما علم منفصل عن الوعظ، ينتج فقيها باردا، لا يحسن التواصل مع الناس، ولا يجد الناس فيه حاجاتهم النفسية، أو واعظ منفصل عن العلم، فلا يجد الناس فيه الرأي والحكم الشرعي الآمن من الخطأ حين يطلبونه، فلا ثقة بعلمه.
الرموز والناس
إلى حدود تسعينيات القرن الماضي كان تداول مواقف وأفكار رموز اليسار ثم الإسلاميين أمرا شائعا وطبيعيا بين المثقفين والناس، من ذوي الانتماءات السياسية والفكرية.
والسبب وراء ذلك هو وجود قادة الفكر وحركتهم في المنطقة العربية والإسلامية، وحديثهم إلى الناس حول رؤاهم الإصلاحية. وبالفعل فقد كان الناس ينقسمون في مساجدهم وجامعاتهم وأحياء سكناهم، حسب انتمائهم إلى رمز فكري أو أيديولوجي معين.
عندما كان يتحدث ذلك الشاب اليساري المثقف فإنه يجد متعة في الاستشهاد برموزه ومقولاتهم التي يحرص على الاستماع لها مباشرة، أو من خلال وسائل الإعلام والترويج لأفكارها. وعندما كان يتحدث الشاب المثقف الإسلامي، كان أيضا يحيل على مقولات عدد من الرموز التي يتبنى رؤيتها.
إنك لو كنت شابا في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، لأمكنك بكل سهولة مشاهدة الشباب السلفيين في الحارات والأحياء وأمام المساجد يبثون أفكار رموزهم ويقاتلون عنها جدلا وإقناعا للآخرين.
لقد كان العامل النفسي والشعوري ممتزجا بالعامل الفكري، ويطغى عليه في كثير من الأحيان.
كانت الرموز بالنسبة للسلفيين وغيرهم من التوجهات مسألة حياة أو موت، فعلى رؤيتها تتأسس المشاعر والتوجهات، والوعي بالدين والتاريخ. لقد كان الكثيرون قريبين من تقديس رموزهم. لكنهم أصبحوا مثل غيرهم يسارا وإسلاميين يسبحون من غير رموز حالية، ولم يبق أمامهم سوى رموز التاريخ القديم لتعويض فراغ الواقع الحالي وخسائره الفادحة.
أصبحت جحافل الشباب في المنطقة كالجيش المحارب الذي فقد قادته، وباتت عساكره تلتفت يمينا ويسارا بحثا عن الوجهة والمخرج.
اختفاء فكرة التيار
هل هناك تيار أو تيارت فكرية في العالم السني حاليا؟ الجواب: لا. إن وجود القادة في السابق كان يوازيه حالة الموجة والتيار الثقافي والاجتماعي.
نعم لقد توقفت هذه المصطلحات الآن عن الوجود، واختفى مفهوم التيار في العالم السني إلى حين. وبات بحر السنة هادئا بلا أمواج ولا تيارات. إن التيارات هي التي تجعل البحر حيا لا ميتا. التيارات هي ما يجعل حركة الكائنات بداخله ممكنة ومستمرة. بدون التيارات يصبح العوم والتجديف أصعب، وأعلى كلفة وأبطأ سرعة.
نحن أمام حالة فريدة واستثنائية نادرة الوقوع في التاريخ الإسلامي. نعم يعيش السنة في الوقت الحالي في بحر لا ربان في سفينته من الناحية الفكرية والثقافية. ولنكون أكثر وضوحا، فإن العالم السني الآن لا توجد فيه أفكار كبيرة، من صنف الأفكار القادرة على تشكيل التيارات في المجتمع.
إن اللحظة الحالية استثنائية في كل تاريخ السنة. فلم يسبق أن خلت منازلهم وديارهم من القادة والرموز الذين يقودون الناس ويصنعون مستقبل العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الرهيبة التي يواجهها.
إني لا أبالغ إذا قلت ساخرا: حتى الرموز المنحرفة المؤثرة، مثل التي صنعت تاريخا قديما لم تعد موجودة.
لقد عرفت المنطقة العربية منذ القرن العشرين أشكالا عديدة من قيادات السياسة والفكر ذات التوجهات الأيديولوجية المتباينة.
الجميع يتذكر قيادات اليسار الفكري وقيادات الإسلام السياسي الفكرية والعلمية. إن غياب القادة والمشاريع الفكرية عملية مترابطة، لا يحدث أولها حتى يحدث آخرها. وبسبب هذا الوضع علينا أن نتوقع باطمئنان أن جيل الشباب السني الحالي مستقبلا، سوف يكون أضعف رؤية وأفقا وأقل إبداعا، حتى في حالة كون بعضه متدينا، وأكثر استهلاكا للأفكار العالمية. وحتى تتأكد من هذا التوقع، أنظر إلى ما يقرأ الجيل السني الحالي، وطبيعة اهتماماته وأفكاره، وإلى الشخصيات المؤثرة في شعوره.
وجود قادة الفكر حاجة شعورية ونفسية بالنسبة للعالم السني، وليس حاجة عقلية علمية فحسب. إن الأجيال تزداد فاعليتها الحضارية تحت تأثير الشعور والوجدان، بنفس قيمة وقدر نمو فاعليتها بسبب العقل.
إن زيارة أحد الرموز الفكرية لأحد البلدان في المنطقة كان يعكس مشهدا عجيبا من الالتفات حوله. وهو مشهد كان بالإمكان معاينته حنى تسعينيات القرن الماضي. ويصعب في الوقت الحالي بالنسبة للكثيرين استيعاب وفهم ذلك الارتباط الوجداني والشعوري، الذي كانت تعكسه ندوة أو محاضرة هنا أو هناك.
سواء عليك أكنت تعيش في المغرب أو مصر أو الخليج أو في جاكرتا، فإنك تستيقظ كل صباح دون أن تجد أمامك إلا نادرا جدا رموزا إصلاحية كبيرة فاعلة في واقعك اليومي، ومؤثرة في مسار تفكيرك ورؤيتك للمستقبل الإسلامي.
رموز تشاهدها تتحرك في الواقع وتواجه تحدياته. رموز تشرح الإسلام للعالم. في لحظة واحدة من القرن الماضي كان بإمكانك أن ترى رموزا إصلاحية في كل دولة من دول المنطقة. إن غياب هذا المشهد يعني بشكل مباشر غياب المشاريع الإصلاحية وتوقفها. يعني بلا شك أن الدول في المنطقة تتحرك وفق رؤية أحادية، لا أثر فيها لقادة الفكر والرأي.
بدون الرموز يسبح الناس في بحر العموميات من الدين، ويضعف لديهم الشعور بالاختلاف والتدافع مع الآخر المنحرف، وتشتد النزعة الفردانية بسبب ضعف الأتباع.
لا قيمة حقيقية للأفكار والمذاهب في غياب الرموز عن الواقع. في النهاية علينا الانتباه إلى أن الفراغ قد ينتج عنه من رموز العقلاء، بالقدر الذي ينتج عنه المغامرون.
كاتب مغربي
أحسن، من أرسل لي رابط موضوعك يا أيها الكاتب المغربي (د كمال القصير) وأحسنت جريدة القدس العربي ، البريطانية نشر ما ورد تحت عنوان (العالم السني يسير من غير قادة الرأي)، لاحظ الفرق بين عنوانك وعنوان (د فيصل القاسم) في نفس العدد (هل كنا مخدوعين بدهاء الغرب وذكائه؟)، في موضوع البحث عن (قدوة)، في إدارة وحوكمة دولة الآلة (الحداثة)، التي وصلت إلى دولة (ذكاء الآلة) أو الأتمتة في مبادرة وحزام طرق الحرير (الصينية)، بداية من عمود الكهرباء، في الوصول إلى سوق أجواء العولمة، إن كانت مثل فلسفة سوق أمازون (الأمريكي)، أو حكمة سوق علي بابا (الصيني) من خلال الآلة التي بيد أي (إنسان)،
والأهم هو لماذا أتفق أو أختلف، وما هي الإضافة التي أحاول إضافتها، هنا؟!
سبب كتابة المقال من وجهة نظري، مساعدة (فرنسا)، إيصال (الخميني) إلى قيادة حكم (إيران)، في رمزية الاستناد على يد قائد الطائرة الفرنسية، وبأموال فائض البترودولار الليبية (معمر القذافي) عام 1979، في نفس توقيت (فشل) وصول جماعة فكر (المهدي) إلى السيطرة على مكة المكرمة في بداية القرن الهجري الجديد 1400،
بينما (الخميني) نجح في تكوين دولة ديمقراطية (ولاية الفقيه) في إيران، التي تعمل على تسريع عودة (المهدي/المسيح) المُنتظر، بكل الإمكانات المادية (الخُمس) والعسكرية التي لدى الدولة، أي تكوين إقتصاد الحرب/الصراع/جيش (المهدي)، فكانت:
– الحرب العراقية – الإيرانية.
– الحرب الأفغانية – الروسية.
– الحرب العراقية – الكويتية.
– مؤتمر مدريد للسلام 1991، وتحويل قضية فلسطين، إلى حرب على (الإرهاب).
– إحتلال العراق وأفغانستان، كرد فعل، على ما حصل من نجاح أهل الإرهاب يوم 11/9/2001 في أمريكا.
أليس كذلك، أم لا؟!
والسبب بالنسبة لي أو من وجهة نظري، لأن لغة القرآن وإسلام الشهادتين، هي ليست فكر (فلان) أو ثقافة (علان)،
أو لا يعترف بوجود رجال دين، ولذلك لا تحتاج إلى دفع أي شيء، عند الذهاب للصلاة في أي جامع، حول العالم، عكس الذهاب إلى أي كنيسة أو معبد، يجب عليك (الدفع) في كل زيارة، لتمويل رجال (الدين) في أي دولة تمثل ممثلي (آل البيت) أو ممثلي (شعب الرّب المُختار)، على أرض الواقع.
الإشكالية في عقلية موظف دولة (العالة)، تبحث عن أي (مُعيل)، تضحك عليه لتكون (عالة) عليه، من جانب،
هو أول ردة فعل على عنوان (بلومبيرغ: “ناتو عربي” فكرة غير قابلة للتطبيق ويعاندها الواقع السياسي والعسكري للمنطقة)، والأهم لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
لأن فلسفة الصراع، تحتاج إلى عدو، لتكوين إقتصاد أساسه العسكر/الأمن/الحرب، داخل الدولة، أو خارجه،
ومن هذه الزاوية تفهم مفهوم أو لماذا هناك سياسة (فرّق تسد) في إدارة وحوكمة الدولة (الديمقراطية/الديكتاتورية)،
في الجانب الآخر، هناك عقلية (الإنتاج) ومفهوم ماكينة النقود، لتختار الأكثر عائد أو إيرادات، من بين التطبيقات الأمريكية أو الصينية؟!
هو أول سؤال، خطر لي عند قراءة ما ورد تحت عنوان (تيك توك يتحول إلى ماكينة نقود للمستخدمين) والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
أحد منتجات تطبيق أخضر، في تلخيص (الكتب)
https://youtu.be/xxbDbFHRpOo
أو إعادة إنتاج (الكتاب)، بمُنتَج جديد على (يوتيوب)،
السؤال، لماذا تعتبر عملية (التدوين) الجديدة، ليست سرقة، أو تعدي على حقوق الملكية، بل هي وسيلة تسويق للكتاب الأصلي، أليس كذلك، أم لا؟!
السلام عليكم، م سمير الخزرجي، تغيير إسم أي موضوع، لن يُغيّر من حكمه الشرعي، من الحلال إلى الحرام، أو العكس، لأن أنا لا أتعامل مع (الله) كإنسان استطيع الضحك عليه،
ومن يفعل ذلك، لتحليل أي حرام، بحجة هو لوتي لوتية سوق مريدي (لغش/إفساد/سرقة أي شيء، وتداولها في السوق (دولة الحرام)، فهذا مكانه في (جهنم) محجوز، لو كان من آل البيت (المعصوم)، قبل غير (المعصوم) في لغة القرآن وإسلام الشهادتين التي أؤمن بها،
أنا بالنسبة لي لو عملت الحرام، أقول عنه حرام، رغم عملي له،
فعقوبتي أقل وأخف من عقوبة تحليل الحرام، فقط حتى يرتاح ضمير فلان أو علان،
شارك في (وظيفة)، وأخذ راتب، ليكون مُحلّل تمرير أي (ظلم)، في العراق بعد 9/4/2003، لصالح جورج بوش الإبن وأولهم (نوري المالكي) وبقية من يؤمن بعقلية بعد ما ننطيها/نعطيها، الآن.
ولذلك من الواضح إذن، لا مكان إلى أي قيادة نقابة أو إتحاد أو حزب، تعمل من أجل مصلحة الإنسان والأسرة والشركة المنتجة للمنتجات الإنسانية في أي نظام جمهوري أو ملكي، خصوصاً لو كان ديمقراطي ولا يهم إن كان ديكتاتوري، طالما هو يتبع بيروقراطية الأمم المتحدة بعد عام 1945،
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم العالَم السنّي بدون قادة الرأي يتخبط في ظلام دامس و يتهاوى مجانا : الحصن إثر الحصن في أيادي الخصوم! وذلك لغياب النواة المباركة وهي :الفكره الإصلاحية .
الأمة الإسلامية تحتاج لتصحيح مسارها إلى تجديد كبير في رؤيتها للفقه الاسلامي هنالك الكثير من الغبار على قوانين الفقه الأصيلة فانحرف الموضوع بحيث أصبح الموتى يحكموننا في أكفانهم!.
وحتى ما يتردد عن العثمانية الجديدة التي ستعوض بثوب حضاري غياب السلطنة منذ قرن فهي لن تحقق الغرض ولن يُوحد العالَم السنّي ما لم تدخل لغة جديدة على الفقه الإسلامي وفهم مقاصده لإبراز ( روح النص الفقهي) مما سيشكل الجو الملائم لتيسير التعامل مع المتغيرات التي نعيشها وهذا سيجعلنا في نظر الكون (أمة متفوقه استطاعت أن تجمع الدين والدنيا) وكذلك لا بد من ربط الافكار الإصلاحية بالتوأمه مع المذهب الشيعي والذي هو نفسه أيضا يحتاج الى مسح الغبار في مسائل متنوعه رغم إيماني الحقيقي بصحة سلسلة الأئمة ال12عليهم السلام أنها عقيدة صحيحة.
هو أول ردة فعل على عنوان (“توليفة” قضائية ثلاثية تؤسس “تسوية” لأزمة المعلمين الأردنيين: بقاء النقابة وحل مجلسها وصفحة جديدة) والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
لمعرفة معنى إنقلاب الموازين في دولنا، (الأردن) على سبيل المثال،
تم طرد قيادة (نقابة المعلمين)، لأنها كانت مخلصة في أداء عملها، لتكون وسيلة لزيادة الإيرادات للأعضاء،
بدل أن تكون وسيلة الجباية الربوية، بلا مقابل، أو خدمة، فالدولة عالة،
ولذلك يا د زياد، إشكالية أي موظف من أهل الحكم دولة (ثقافة الأنا) في سوريا أو العراق أو إيران بل وحتى الأردن قبل الكيان الصهيوني أو لبنان،
عدم اعترافه بوجود (يوم آخر)، بل كل هم الموظف (يومه) أن لا يزعج مزاجه، في أن يلتزم ليعمل أي شيء، أثناء الدوام الرسمي، داخل الدولة،
بينما تجده أشد من الحيوان إنتاجاً، خارج الدولة، لماذا؟!
ثم ألوان (الرينبو) لماذا الموظف (الحيوان)، المسؤول عن (الأمن) في أوربا يرفض التعايش معها، ما الخطأ في الزواج بين ثقافة الأنا مع ثقافة الأنا، هنا، ولا يهم (الأنا) هنا يمثل رجل أو روبوت (آلة) أو حيوان أو جماد أو مرأة؟!
في تلك الحالة من أفسد مِن مَن، بين آل البيت (الفرنسي) أو شعب الرّب المُختار (اللبناني)، من أهل السلطة والإدارة والحوكمة في أي نموذج من نماذج دولة الحداثة، في نظام الأمم المتحدة إذن؟!
هو أول رد فعل على تفاصيل المعلومات التي وردت تحت عنوان (سياسة فرنسا في لبنان لا تتوقف على الرئيس والمعارضة بل على شبكة مصالح اقتصادية أوسع)، والأهم هو تفاصيل (فساد) التنسيق المالي، في إدارة وحوكمة عملة الفرنك الأفريقي، في قارة أفريقيا في جانب، وسر عدم تصنيف (حزب الله) في قائمة (الإرهاب)، أو سر الحماس الأوربي للتجارة مع (إيران)، في جانب آخر، بالذات،
لأن ما حصل مع (روسيا) من (أوكرانيا)، والتي أضطر روسيا في يوم 24/2/2022 تكرار ما قام به العراق يوم 2/8/1990،
ولكن (خطأ) الإتحاد الأوروبي وأمريكا، هو عدم الانتباه، إلى أن صدام حسين ليس فلاديمير بوتين، وأن روسيا ليس العراق، وأن أوكرانيا ليست الكويت، عندما قررت تكرار ما قامت به ضد العراق من حصار وعقوبات،
فهذه أدت إلى أضرار (عكسية)، على نظام سويفت SWIFT المالي، ومفاهيم الجباية الربوية (بالعملة النقدية)، وأدت إلى اضطراب في سلسلة الإمدادات، أثرت على مفهوم العرض والطلب وبالتالي زيادة الأسعار، في كل شيء، بمعدلات خرافية،
عملت على إنخفاض الإيرادات من الضرائب والرسوم والجمارك، وبالتالي عدم سداد استحقاق ميزانية الدول، وهزة في قيمة عملة الدولة النقدية،
ومن هذه الزاوية تفهم سبب (الإفلاس) الذي تتعرض له كل الدول، و(لبنان) أو (فرنسا) أو (إيران) ليس استثناء، للعلم، بل هما البداية،
إن لم يتم العمل على إبدال أساليب إدارة وحوكمة سوق (الحرام) الحالي، إلى أسلوب إدارة وحوكمة سوق صالح (الحلال)، عند تنفيذ مشروع صالح (التايواني)، لتكوين جيل يستطيع منافسة الروبوت (ذكاء الآلة) في توفير إيرادات وكفاءة وجودة خدمة أفضل، بلا غش بضاعة (فلان)، ولا فساد عقد (علان).
وإلا لماذا يجب أن يكون أي إنسان أو أسرة أو شركة أو مهنة (ليس) عالة، أي مُنتِج، بداية من مهنة (التعليم) أو القضاء أو الأمن وغيرها من مؤسسات الدولة،
وإلّا سيتم ابدال الإنسان بالآلة أو التعليم (عن بُعد)، من خلال التابلت/الهاتف الذكي، لتقليل مصاريف الدولة، أليس كذلك، أم لا؟!