الخان الأحمر- فلسطين – “القدس العربي” – من عبد الحميد صيام:
أعلن منظمو خيمات الإعتصام في بلدة الخان الأحمر تضامنا مع سكان البلدة من بدو “الجهالين” أنهم سيستمرون في الاعتصام المفتوح إلى أن يتم كسر قرار السلطات الإسرائيلية بترحيلهم إلى منطقة ثانية قرب بلدة أبوديس بعد قرار المحكمة الإسرائيلية العليا برفض طلب الاستئناف بإلغاء القرار. ويتوقع الأهالي المشاركين في الاعتصام أن يبدأ تنفيذ هدم القرية وتجريف منازلها البدائية ومدرستها الإبتدائية في بداية شهر آب /أغسطس القادم مستغلين هذه الفترة لامتصاص الصرخة العالمية ضد هدم القرية وترحيل أهلها.
ومن خيمة الإعتصام في قرية الخان الأحمر صرح محمود العالول، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونائب رئيس الحركة، بأن حركة التضامن التي تشهدها خيمة الاعتصام تضامنا مع عرب “الجهالين” جيدة واضاف لـ”القدس العربي”: “نتطلع أن تنمو هذه الظاهرة وتتصاعد لأن مخططات العدو أصبحت واضحة وهو مقبل على إستخدام العنف. وحركة التضامن هذه تتمتع بأهمية عالية لأنه لا يجوز أن يشعر إخوتنا البدو أنهم لوحدهم. لا بد أن يدركوا أن العالم معهم والشعب الفلسطيني كله ملتف حولهم ولا بد من تكثيف وجود المتضامنين. فوجود الإخوة البدو هنا يشكل حجر عثرة في وجه مخططات العدو الإسرائيلي ويعرقل برامجه الاستيطانية ولا بد إذن من الوقوف معهم”. وقال العالول إن هناك حركة تضامن دولية أيضا. فقد أظهر العديد من القناصل والسفراء المعتمدين هنا وحركة تضامن كبيرة مع قضية الخان الأحمر، وأكمل قائلا” “وهي بالمناسبة ليست جديدة بل تغلي من سنوات. فكثير من المتضامنين الدوليين يعرفون هذه البلدة ومعاناتها ويعرفون حكاية مدرستها الإبتدائية التي بنيت من إطارات السيارات”. وقال إن هناك حراكا دوليا كبيرا وخاصة في أوروبا مثل فرنسا وبريطانيا وكان لهذا التضامن تأثير كبير. وأضاف: “أمس اجتمعت مع ممثل الاتحاد الأوروبي لحثه على ضرورة إبقاء حركة التضامن مع الخان الأحمر مستمرة ومتصاعدة”.
وأكد العالول أن تنفيذ هذا المخطط له آثار كارثية ونصر على المحافظة على هذا المكان لأهميته بالنسبة للقدس أولا وثانيا بالنسبة لشمال الضفة وفصلها عن جنوبها. لذلك “نحن نصر على بقائه في أيدي أصحابه حتى وإن رحلوا فيجب أن يعودوا وإن هدم بيت سنبني بيتا بديلا عنه أو نضع خيمة في مكانه لأن هذا الإستيلاء يطبق الحصار على القدس تماما، يعزل تماما جنوب الضفة ن وسطها وشمالها عن جنوبها. وهذا جزء من مخططاتهم لمنع قيام الدولة الفلسطينية وتنفيذ صفقة القرن. لقد بدأنا بموقف صائب لمنع تنفيذ صفقة القرن ونجحنا في إسقاطها سياسيا والآن نأمل أن نتمكن من إسقاطها ميدانيا”.
وقال نائب رئيس حركة فتح إن هذا الحراك الجماهيري جزء من المقاومة الشعبية للاحتلال وأضاف “نحن حريصون على تطوير هذه المقاومة وتوسيعها ونشرها وانعاشها وتوسيعها في كل إتجاه لأنها خيارنا في هذه المرحلة. وهذا الحراك يعزز الوحدة الوطنية ويقرب وجهات النظر فهذا الحراك يعيد تسليط الضوء على التناقض الأساسي وهو الاحتلال ويجعل كل تناقض آخر ثانويا. اليوم كنت سعيدا في هذا الإعتصام فقد شاركت فيه كل أطياف الشعب الفلسطيني”.