عمان ـ “القدس العربي”: عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني يستعمل كنية ولي عهد ابو ظبي (أبو خالد) في “تغريدة رسمية” له بعد اتصال هاتفي لم تكشف حيثياته وتفاصيله لكنه ناقش حصريا التعاون في مجال مكافحة فيروس كورونا.
قالها العاهل الاردني بتغريدته وبعد الخبر الرسمي وبوضوح: ” حمى الله شعبينا من كل مكروه، وأقولها إن سمو أخي أبو خالد سيبقى دوما أخا لي ولكل الأردنيين”، وكانت انتشرت تسريبات مؤخرا عن إصابة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بفيروس كورونا وإيداعه الحجر الصحي في قصره.
لماذا استعمل الملك عبدالله الثاني “كنية” الشيخ محمد بن زايد؟
استخدام العاهل الأردني كنية “أبو خالد” إشارة متقدمة لها علاقة على الأرجح بمضمون الاتصال الهاتفي بين عاهل الاردن إثر عودته إلى بلاده من “زيارة خاصة” لم يكشف النقاب عنها وبين ولي عهد ابو ظبي.
سياسيا وإعلاميا ليس سرا ان ذلك يبرز بعد اسابيع من التقول والتكهن بخصوص أزمة صامتة في العلاقات الاردنية الاماراتية لها علاقة بعدة ملفات قد يكون من بينها التقارب الكبير بين الاردن ودولة قطر في الآونة الاخيرة.
قبل انشغال الكون بفيروس كورونا كان امير قطر في زيارة خاصة رسمية وشعبية للأردن تردد في الأوساط الدبلوماسية انها اثارت الكثير من الشجون السياسية لا بل التصدعات في جدار التحالف الاردني مع النادي السعودي.
المهم ان عاهل الاردن وفقا لمضمون خبر رسمي تلقى اتصالا هاتفيا من ولي عهد ابو ظبي حمل الرسالة التالية بخصوص كورونا: “الاطمئنان على قدرة بلدينا على التعامل مع انتشار فيروس كورونا”.
وقال الملك: نقف إلى جانب بعضنا في مواجهة هذا التحدي مشيرا إلى أن “أبو خالد” سيبقى دوما أخا لكل الاردنيين.
الوسط السياسي والاعلامي سارع للاستفسار عن مسوغات هذه الحميمية في توجيه التغريدة الملكية.
لكن بوضوح وخلال 24 ساعة فقط على عودة الملك من زيارة خارجية خاصة لم يكشف النقاب عنها ترأس اجتماعات طارئة لمرتين ووجه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز علنا بان “تداوم الحكومة في مركز الازمات”.
وتلاحقت التوجيهات الملكية لمواجهة الفيروس واستمع الاردنيون للملك يتحدث عن “إجراء فحوصات” او بطاقات وشرائح خاصة لفحص الاردنيين والاطمئنان عليهم وهي شرائح لم تكن متوفرة بكثافة في وزارة الصحة قبل زيارة الملك الغامضة وفقا لمصدر مقرب جدا من وزير الصحة الدكتور سعد جابر.
يوحي ذلك بان القصر الملكي دخل وبقوة على خطوط أزمة كورونا.
وقرر ان لا تترك الحكومة وحيدة في هذا المضمار وأشرف الملك على التفاصيل ونجح في تأمين “دعم خاص” لأغراض مواجهة بلاده لكورونا وتداعيات المرض حيث تكلفت القوات المسلحة بواجبات “سيادية” جديدة ابرزها نقل الأردنيين العائدين إلى أماكن الحجز التحفظي ثم حمايتهم وحماية مقرات الحجز ولاحقا الإشراف طبيا عليهم من جهة الخدمات الطبية الملكية التابعة للجيش تخفيفا عن وزارة الصحة.
إلى ذلك ألمحت الحكومة رسميا ولأول مرة إلى انها “قد تلجأ” لتفعيل قانون الدفاع الذي يعلن ضمنيا حالة الطواريء في البلاد ويمنح السلطة التنفيذية صلاحيات واسعة جدا للسيطرة على الموقف.
ويبدو ان تفعيل قانون الدفاع عبارة وردت تلميحا في تعقيب للناطق الرسمي الوزير أمجد العضايلة ضمن الخيارات المتاحة في حال انتقال أزمة فيروس كورونا إلى مستويات متقدمة وخطرة.