«العدالة والتنمية» المغربي يستعد لمؤتمره الاستثنائي… فهل سيكون بن كيران أبرز العائدين؟

ماجدة أيت لكتاوي
حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي»: بعد الخسارة التي مُنِيَ بها حزب “العدالة والتنمية” المغربي، عقب الانتخابات التشريعية التي جرت أطوارها في الـ 8 من سبتمبر/ أيلول المنصرم، وحلّ فيها بالمركز الثامن بعدد مقاعد برلمانية لم تتجاوز الـ 13 مقعداً، يستعد الحزب لعقد مؤتمر استثنائي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
فبعد أقل من 24 ساعة على إعلان هذه النتائج الصادمة التي حصدها الحزب الذي قاد الائتلاف الحكومي لعشر سنوات، أعلنت قيادة “العدالة والتنمية” استقالتها، ودعت إلى انعقاد المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب وانتخاب قيادة جديدة له، تشرف على تدبير المرحلة المقبلة، وهو ما يجري الإعداد له.
ووصف بيان لـ “العدالة والتنمية” نتائج الانتخابات بكونها “غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية في المغرب ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي وحصيلته في تدبير الشأن العام المحلي والحكومي والتجاوب الواسع للمواطنين مع الحزب خلال الحملة الانتخابية”.
وبمرور 6 أسابيع على الانتخابات، تستعد الأمانة العامة للحزب لهذا الموعد الاستثنائي، حيث عقدت اجتماعاً قبل يومين، تدارست فيه مشروعين متعلقين بالدورة الاستثنائية للمؤتمر الوطني للحزب، في أفق مصادقة المجلس الوطني عليهما خلال دورته الاستثنائية المرتقبة آخر الأسبوع الجاري، وفق ما أكده سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”.
الأمانة العامة لحزب “المصباح” تابعت في هذا الاجتماع خطوات الإعداد للدورة الاستثنائية للمؤتمر، واستمعت لتقرير عن العمل البرلماني للحزب في مجلس النواب.
ويرى المحلل السياسي محمد جبرون أن أكثر النقاط المستعجلة التي ستحظى ببؤرة النقاش هي تقييم ما جرى ومحاولة فهم هذا الانكسار الذي وقع للحزب، فضلاً عن انتخاب قيادة تتوفر فيها الشروط لتُهيِّء لانعقاد مؤتمر عادي يكون بداية انطلاقة الحزب في المرحلة المقبلة.

النقطتان الأساسيتان

“هذان أمران سيكونان النقطتين الأساسيتين خلال هذا المؤتمر الاستثنائي الذي يأتي في ظرف استثنائي وصعب بالنسبة للحزب وتاريخه”.
يعتقد الباحث الأكاديمي متحدثاً لـ “القدس العربي” أن محاولة إعادة رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، لواجهة الحزب لن تكون الجواب المناسب الذي يمكن أن يهيئ الشروط الجيدة لانطلاقة جديدة لحزب العدالة والتنمية وبالتالي الإعداد لمؤتمر عادي.
يتابع المتحدث قائلاً: “إذا غَلَبت الحكمة، لن يُطرح الموضوع حالياً، بل سيُترك إلى المؤتمر العادي، أما الشخصية التي يمكن أن تقود هذه المرحلة الاستثنائية وتهيئ شروط مؤتمر عادي وبظروف جيدة، فهناك العديد من الأسماء التي قد تحظى بنوع من الثقة من طرف الجميع ولها مصداقية”.
ويتعلق الأمر بأعضاء الأمانة العامة وبعض الأسماء التي تحملت المسؤولية على مستوى رئاسة مجالس المدن الكبرى والحقائب الوزارية، وفق جبرون، مبرزاً أنهم يتوفرون على حظوظ أوفر ولهم القدرة على قيادة الحزب نحو مؤتمر عادي في ظروف أفضل.
وحول التحديات التي قد تواجه الحزب، يرى الدكتور محمد جبرون أن النقطة الملحة خلال المرحلة القادمة والتي يجب الاشتغال عليها متعلقة بإعداد أطروحة سياسية يمكنها تأطير عمل الحزب ومبادراته، وأن تقود عمله في المعارضة والمبادرات على مستوى الإعلام في انتظار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

أطروحة يجب أن تحسم

هذه الأطروحة التي يحتاج إليها الحزب، هي أطروحة يجب أن تحسم في عدد من الأسئلة، لم يكن يتوفر على الوقت الكافي للحسم فيها في السنوات الماضية أهمها ملف التموقع الأيديولوجي للحزب، ثم التموقع السياسي، “أقصد هنا الهوية السياسية للحزب، ما هي مرتكزات الحزب هل هو يميني محافظ أم اجتماعي اقتصادي، ما لون سُحنته التي يمكنها أن تجعله واضحاً أمام المواطنين ومناضلي الحزب وقواعده وكذلك أمام الدولة؟”، يتساءل المحلل السياسي المغربي.
في نظر المتحدث، فإن الحزب لم يُطوِّر كثيراً أدبياته، وبقي أسير خطاب ونموذج في الممارسة السياسية التي أفرزته أحزاب الحركة الوطنية وأحزاب اليسار المرتبط بالنضال الديمقراطي، معتبراً أنه بحاجة إلى إبداع أطروحة جديدة وأفكار متجددة يمكن أن تمنحه شخصية جديدة تسمح بتكوين خطاب جديد يقود به العمل السياسي خلال المرحلة المقبلة.
وكان الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، أكد أن “العدالة والتنمية” سيبقى حزباً كبيراً، وسيظل رأسه مرفوعاً، حزباً يثق في الله ويدافع عن مرجعيته الإسلامية، حزباً وفياً للملك ويدافع عن الوطن ومصالحه العليا. كما ثمَّن المجلس قرار الأمانة العامة بالاستقالة تجسيداً لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأعلن المجلس الوطني لحزب “المصباح” انتخاب لجنة رئاسة المؤتمر الوطني الاستثنائي برئاسة جامع المعتصم وعبد العزيز العمري وعبد الحق العربي ونبيل شيخي.
ودعا المجلس هيئات الحزب وعموم مناضليه ومناضلاته إلى التحلي بروح المسؤولية، والحرص على الوحدة والتعاون وتكاتف الجهود، من أجل عبور المرحلة الصعبة التي يجتازها الحزب والمساهمة في إنجاح مختلف الاستحقاقات التنظيمية التي يستقبلها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية