سقوط الريال والبارسا في جولة الاستئناف للدوري الأسباني أمام قادش وخيتافي قبل أيام معدودة عن الكلاسيكو ألقت بظلالها على زيدان وكومان وصنعت الحدث في وسائل الإعلام الإسبانية التي راحت تتساءل وتتكهن وتنتقد وتتوقع الأسوأ للغريمين، في وقت ذهبت الكثير من وسائل الإعلام العالمية للتذكير ببداية موسم سقوط الكبار وتكرار الخيبات التي جاءت لتضاف الى سقطات كبار الدوري الانكليزي ليفربول والمان يونايتد والسيتي الذين تعرضوا لهزائم مذلة بالسبعة أمام أستون فيلا والستة أمام توتنهام والخمسة أمام ليستر في سيناريو غريب لم يسبق له مثيل، دفع بالمتشائمين لتوقع سيناريوهات غريبة أخرى تشمل دوريات أخرى في زمن كورونا الذي سيفعل فعلته بالكرة مثلما فعلها بالإنسان والاقتصاد والتجارة وكل مناحي الحياة.
البداية كانت في إنكلترا التي يتصدر ريادتها إيفرتون وأستون فيلا على غير العادة بعد خمس جولات على حساب حامل اللقب ليفربول الذي خسر خمس نقاط من أصل خمس عشرة في بداية الموسم، وخسر حارسه البرازيلي أليسون ثم مدافعه العملاق فان دايك الذي سيغيب الى غاية نهاية السنة بسبب الإصابة في دربي الميرسيسايد، ما ينذر بأسابيع قادمة متعبة وشاقة ليورغن كلوب وكتيبته، ومتعبة للسيتي وتشلسي وأرسنال وتوتنهام الذين تباينت نتائجهم ولم يستقر مستواهم على حال في ظاهرة غير مسبوقة لم يجد لها الفنيون تفسيرا لحد الآن في انتظار اتضاح الرؤية خلال الجولات المقبلة.
العدوى انتقلت الى إسبانيا حيث سقط حامل اللقب ريال مدريد على ميدانه أمام الصاعد قادش لأول مرة في التاريخ في الجولة السادسة، ما أدى إلى إعلان حالة طوارئ وحدوث أزمة داخل غرف ملابس الفريق، أثار تساؤلات وشكوك كبيرة حول مستوى الريال قبل أيام من الكلاسيكو الذي جاء مبكرا هذا الموسم، وخلف انتقادات لاذعة للمدرب زين الدين زيدان وخياراته الفنية والتكتيكية في كل وسائل الاعلام الاسبانية التي تتوقع للملكي صعوبات كبيرة بعد ميركاتو صيفي هزيل لأول مرة منذ سنوات عجزت فيه إدارة الريال عن تحقيق استقدامات نوعية. خسارة البارسا في نفس اليوم أمام خيتافي هونت من وطأة تعثر الريال فتوزعت الانتقادات على الفريقين، وخففت من تأثيراتها من منطلق مبدأ “اذا عمت خفت” خاصة عشية الكلاسيكو الذي يأتي هذه المرة مبكرا وفي ظروف استثنائية.
الانتقادات في مدريد تركزت حول فشل الإدارة في الميركاتو، وسوء خيارات المدرب، بينما في برشلونة توجهت السهام بالخصوص نحو الثنائي الدولي الفرنسي عثمان ديمبيلي الذي قضى أوقاته في العيادة بسبب الإصابات المتكررة منذ انتدابه سنة 2017 بمبلغ 130 مليون يورو، وأنطوان غريزمان الذي خيب الآمال بمستوياته التعيسة منذ انضمامه للبارسا الموسم الماضي، حيث أنه لم يسجل على مدى عشر مباريات متتالية، بينها ثمانية في بطولة الليغا، ما جعله يتعرض لهجمات قوية في وسائل الاعلام ذهبت إلى درجة المطالبة برحيله، وأدى بالمدرب كومان الى مطالبة الإدارة بانتداب المهاجم الهولندي لنادي ليون ممفيس ديباي لتعويض رحيل لويس سواريز، لكن الأزمة المالية التي يعيشها الفريق قد تعيق ذلك بعدما بلغت الخسائر 100 مليون يورو.
أمور البارسا تعقدت هذه الايام بعد مطالبة الادارة بتخفيض الأجور لمواجهة الأزمة الاقتصادية ورفض بعض اللاعبين ذلك، و ستتعقد أكثر لو لم يجدد ميسي عقده مع النادي قبل الميركاتو الشتوي لأن في هذه الحالة سيكون من حق النجم الأرجنتيني الرحيل حرا الصيف المقبل بدون أن يحصل البارسا على أي مقابل مالي، لذلك بدأت الكثير من المصادر تتحدث عن رحيل ميسي نحو المان سيتي في شهر يناير/كانون الثاني في حال استمرار الادارة الحالية، بعد تراكم المشاكل والمتاعب الفنية والمالية، وتدهور علاقات ميسي وبعض اللاعبين بالادارة والحملة التي يشنها الإعلام الكتالوني الذي لم يتجرع بعد تلك الخسارة المذلة أمام البايرن في ثمن نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، ولن يتقبل مغادرة ميسي لفريقهم.
عدوى الخيبات تفشت مثلما تفشى فيروس كورونا، لكن هل ستكون تأثيراتها بحجم تأثيرات كوفيد-19؟ أم ستزول مع الوقت بحرص الأندية الكبيرة على الالتزام بالإجراءات الاستباقية والوقائية من خلال مزيد من الإنفاق من الإدارات المسيرة، ومزيد من الحرص من قبل المدربين على انتهاج الخيارات الفنية اللازمة لاعادة الأمور الى نصابها، ومزيد من الجهد من طرف اللاعبين فنيا وبدنيا، وحتى ماديا من خلال الموافقة على تخفيض الرواتب للتقليص من الأعباء على أنديتهم وامتصاص غضب عشاقهم الذين لا يملكون سوى مزيد من الصبر على تداعيات العدوى والصبر على اجراءات الحظر التي تمنعهم من حضور المباريات للاستماع أو للتعبير عن غضبهم الذي يتصاعد بفعل صحافة رياضية ووسائط تواصل اجتماعي مشتعلة بالتحاليل والتعاليق.
إعلامي جزائري
*مقال جميل من أخونا القدير (دراجي) حياه الله.
*بدون شك الشبيح كورونا أثر على كل مجالات
الحياة وكرة القدم ليست استثناء..