بغداد ـ «القدس العربي»: تشهد المدن العراقية هذه الأيام ظاهرة تسفير العائلات العراقية لأبنائها الشباب الى خارج البلاد خوفا عليهم من تجدد موجة الاغتيالات التي تعم البلاد .
وفي ظل الانهيار الأمني وانتشار فرق الموت والعصابات والميليشيات الطائفية وانشغال الحكومة بمواجهة التحديات الأمنية والمعارك في المحافظات مع التنظيمات المسلحة، دفع الكثير من العائلات الى ارسال ابنائهم من الشباب الى الخارج لحمايتهم من الاغتيالات والخطف الذي عاد للانتشار هذه الأيام في العراق.
وكانت احصائية الضحايا جراء أعمال العنف في العراق لشهر آب/ أغسطس الماضي قد بلغت 1420 شهيدا اضافة الى 1370 جريحا حسب احصائية بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي).
وذكر مهند العزاوي وهو موظف متقاعد من حي الجهاد ببغداد أنه أرسل ولديه الشابين الى تركيا بسبب عودة ظاهرة القتل والخطف على الهوية في بغداد في ظل عجز القوات الأمنية عن توفير الحماية للمواطنين.
وأكد أنه أضطر الى ترك ابنه المتزوج لعمله في بغداد وإرساله مع عائلته وشقيقه الآخر للعيش في تركيا لأنه يخاف عليهم من الخطف أو القتل الذي تقوم به ميليشيات وعصابات استغلت الظرف الحالي وأخذت تمارس التطهير الطائفي والجريمة المنظمة دون رادع.
وأشار العزاوي الى حادثة تعرض لها جاره الذي خطفت جماعات مسلحة ابنه الوحيد وطلبت منه فدية 15 مليون دينار التي دبرها بصعوبة بالغة وسلمها للخاطفين ولكنهم أعادوا له ولده جثة.
كما أشار الى أن بقاء ولديه وأحفاده في تركيا يكلفه الكثير حيث يضطر للعمل الشاق لجمع المال وارساله اليهم لعدم وجود فرص عمل في تركيا وبالتالي فهم يعتمدون عليه في المعيشة هناك.
والحالة نفسها تكررت مع عائلة عادل العبيدي الذي يسكن الزعفرانية في العاصمة حيث تعرض أحد أولاده الى القتل لأسباب طائفية مؤخرا مما اضطره الى ارسال ولده الآخر الى اقليم كردستان عند أقربائه المقيمين هناك . وأشار العبيدي الى نيته ارسال ابنه الى مكان آخر وربما الى تركيا لأن اقامته في اربيل أصبحت صعبة الآن بسبب اجراءات أمنية للسلطات الكردية تجاه الشباب العرب الذين ليس لديهم اقامة.
وعبر عن عدم ارتياحه لابتعاد ابنه عنه، وخسارته وظيفته التي حصل عليها بجهد ومال كثير ، ولكنه مع ذلك مرتاح لأنه يحمي ابنه من مصير مجهول ينتظره على أيدي العصابات المجرمة.
وذكر الكثير من أصحاب مكاتب السفر في بغداد والعراقيون الذين أرسلوا ابناءهم الى الخارج أن تركيا هي الجهة المفضلة للسفر حاليا بالنسبة للشباب كونها تقدم تسهيلات كبيرة للعراقيين، بينما لا تتوفر تلك التسهيلات في البلاد العربية كالاردن أو بلدان الخليج العربي مثلا. إلا أن الاقامة في تركيا تتطلب توفر مورد مالي يرسله الأهل الى أبنائهم لعدم وجود مجالات للعمل في تركيا اضافة الى عدم تمكن الأبناء من اكمال دراستهم التي تكلف غاليا في تركيا. كما يسعى الكثير من العراقيين هذه الأيام الى الحصول على التوطين في أمريكا أو أوروبا هربا من واقع لا يبدو أن الفرج فيه قريب .
ويبقى العراقيون يتنقلون من معاناة الى أخرى ومن مكان الى آخر على أمل الحصول على الأمان والحياة الطبيعية المستقرة التي يفتقدونها في بلدهم الغارق في الأزمات والتحديات دون بارقة أمل تلوح في الافق.
مصطفى العبيدي
لا حول ولا قوة الا بالله
رجعنا لأيام 2006
رجعنا للجثث الملقاة على الطريق
رجعنا للخطف والنهب والسلب وكله على الهويه
ولا حول ولا قوة الا بالله