العراق: التظاهرات تتواصل والكاظمي يشيد بانضباط الأمن في التعامل مع «المتجاوزين»

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد عشرات المتظاهرين احتجاجهم في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، والمناطق المحيطة بها، وسط استمرار الاشتباكات مع، قوات الأمن عند جسر السنك المحاذي لجسر الجمهورية، الأمر الذي عطّل إجراءات إعادة فتح الجسر مرة ثانية، بعد إغلاقه وثلاثة جسور أخرى تزامناً مع ذكرى 25 تشرين الأول/ أكتوبر.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر متطابقة (صحافية وشهود عيان) إن مجموعة من المتظاهرين اشتبكوا مع قوات الأمن عند ساحة الخلاني وجسر السنك، مبينة أن المحتجين ألقوا الحجارة وقناني المولوتوف باتجاه قوات الأمن، الأمر الذي أدى إلى أن ترد الأخيرة بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فضلاً عن سماع أصوات رصاص من دون أن يُعرف طبيعته سواء كان حياً أم مطاطياً أم صوتياً.
ووفق المصادر، فإن قوات الأمن أعادت فتح جسور الشهداء والأحرار ومدينة الطب، ورفعت الكتل الكونكريتية من على جسر السنك، غير أن الصدامات مع المتظاهرين، حالت دون إعادة فتحه، وتشديد التواجد الأمني عليه.
يأتي ذلك بعد ليلة دامية شهدتها العاصمة ومحافظات البلاد الأخرى، إذ سقط أكثر من 150 جريحاً من المتظاهرين وقوات الأمن، نتيجة تجدد الحراك الاحتجاجي.

قلق وأسف

وأعلنت «المفوضية العليا لحقوق الإنسان» في العراق، أمس، إصابة 32 متظاهرا و139 منتسبا من القوات الامنية في عموم العراق، خلال التظاهرات التي انطلقت بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لـ«انتفاضة تشرين».
وقال بيان للمفوضية، إن «فرق المفوضية واصلت رصدها للتظاهرات في بغداد وباقي المحافظات، وتعبر المفوضية عن قلقها وأسفها البالغ لسقوط جرحى ومصابين بين المتظاهرين والقوات الامنية نتيجة للمصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين في محافظة بغداد بلغت (31 مصابا من المتظاهرين) إضافة إلى إصابة وجرح (138) منتسبا من القوات الأمنية بينهم (7) ضباط، إضافة إلى إصابة متظاهر ومنتسب في محافظة الديوانية».
ولفت المفوضية إلى أن «المجموع الكلي للجرحى في عموم العراق بلغ (32) مصابا من المتظاهرين، (139) مصابا من المنتسبين نتيجة استخدام بعض المتظاهرين (غير السلميين) ثلاث قنابل يدوية وقنابل مولتوف تجاه القوات الأمنية، إضافة إلى استخدام الحجارة والهراوات والعصي، إضافة إلى الحاق أضرار بعجلتين تابعة للدفاع المدني وحرق خيمتين في ساحة التحرير، في حين لم تشهد باقي المحافظات أي أحداث عنف أو تصادمات».
ودعت «للحفاظ على سلمية مظاهراتهم وعدم السماح للذين يريدون حرفها عن سلميتها، والالتزام بالأماكن المخصصة للتظاهرات والتعاون مع القوات الأمنية لحماية الممتلكات العامة والخاصة».

ضبط النفس

وطالبت المفوضية، حسب البيان، القوات الأمنية والمتظاهرين بـ«اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس وإيقاف أي عنف وإلى المزيد من التعاون وتركيز القوات الأمنية على دورها في حماية المتظاهرين وتعزيز دورهم في التظاهر السلمي».
وأشادت، بـ«الانضباط الكبير الذي تمتعت به الأجهزة الأمنية بمختلف صنوفها للحفاظ على أرواح المتظاهرين» فيما جددت مطالبتها لـ«لحكومة في توفير الحلول السريعة والاستجابة لمطالب المتظاهرين السلميين المشروعة في تعزيز واقع حقوق الإنسان في العراق». في السياق، وصف رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، التظاهرات التي شهدتها بغداد أول أمس، بأنها «استذكار سلمي لأحداث تشرين» فيما أكد أن القوات الأمنية أبدت «أعلى درجات ضبط النفس» في التعامل مع من وصفهم بـ«المتجاوزين».
وقال في «تغريدة» له أمس، إن «تظاهرات بغداد كانت استذكاراً سلمياً لأحداث تشرين، الغالب الأعم من المتظاهرين السلميين أثبتوا التزامهم ووطنيتهم».

إصابة أكثر من 150 متظاهراً وشرطيا… ودعوات للحفاظ على السلمية

وأضاف: «كان هناك بعض المتجاوزين على قواتنا الأمنية البطلة التي أبدت أعلى درجات ضبط النفس والالتزام وقدّمت التضحيات».
وسبق للناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أن أعلن إن جميع القطعات لا تحمل سلاحاً نارياً، فيما أكد أن توجيهات القائد العام بضرورة حماية المتظاهرين. وأضاف أن «توجيهات القائد العام بضرورة حماية المتظاهرين، وألقينا القبض على عدد من يحملون الآلات الجارحة خلال الأيام الماضية من موعد تظاهرة ذكرى تشرين».
وزاد: «لن نسمح لمن يحاول العبث بأمن المتظاهرين وسلامتهم» معتبراً أن «هناك من يحاول الإساءة للمتظاهرين السلميين».
ودعا، المتظاهرين السلميين إلى «التعاون مع الأجهزة الأمنية» مشيراً الى أن «جميع القطعات لا تحمل سلاحاً نارياً».
وتابع: «عثرنا على حدث يحمل 61 قنينة ملوتوف لاستهداف القوات الأمنية» مؤكداً أن «هناك انضباطاً عالياً من قبل القوات الأمنية».
المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، أوضح، «أكدنا على حماية المتظاهرين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة» مشيراً إلى «إصابة 43 من القوات الأمنية بسبب استهدافهم بالملوتوف».
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، أكد أن مجموعة محسوبة على المتظاهرين رمت رمانات على القوات الأمنية في بغداد، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى جرح اثنين من الضباط و30 منتسبا.
وقال رسول في بيان تزامن مع التظاهرات، إن «مع شديد الأسف قامت مجموعة محسوبة على المتظاهرين برمي رمانات يدوية على القوات الأمنية المكلفة بتأمين التظاهرات، مما أدى الى جرح اثنين من الضباط و30 من منتسبي فوج طوارئ الثاني» مشيرا إلى أن «هذه المجموعة مازالت تقوم برمي الأجهزة الأمنية بقناتي المولوتوف في جسري الجمهورية والسنك في ‍بغداد».
وأكد أن «القوات الأمنية المنفذة لواجب حماية المتظاهرين تواصل التزامها بالتعليمات وضبط النفس العالي بالرغم من التجاوزات الحاصلة عليها وهذا الأمر مرفوض لكونه تجاوز على القانون» لافتا إلى أن «قواتنا الأمنية سوف تستمر في إداء واجبها المهني بحفظ الأمن وحماية المنشآت العامة والخاصة».
وإضافة إلى العاصمة بغداد، شهدت مدينة كربلاء أعمال حرقٍ للإطارات أمام مبنى الحكومة المحلية، رافقت التظاهرات.

حرق إطارات في كربلاء

وأقدم عشرات من المحتجين على حرق إطارات أمام البوابة الرئيسية لمبنى محافظة كربلاء، الأمر الذي أدى إلى نشوب صدامات بينهم وبين قوات الأمن التي ردّت بالقنابل الصوتية والدخانية.
على إثر ذلك، أصدرت قيادة شرطة محافظة كربلاء، أمس، توضيحا بشأن الأحداث التي رافقت التظاهرات، مشيرة الى أن «رغم إصرار القوات الأمنية على عدم الاحتكاك مع المتظاهرين لكن حدثت أعمال شغب من قبل مندسين وسط التظاهرات من خلال قيامهم بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتطاولهم على رجال الأمن، حيث تعرض عشرات المنتسبين واثنين من الضباط إلى إصابات خطيرة».
وقالت القيادة في بيان، «ضمن توجيهات القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي ووزير الداخلية عثمان الغانمي حول أهمية التعامل الحسن مع المتظاهرين وبإشراف قائد شرطة كربلاء والمنشآت اللواء أحمد علي زويني، بادر قسم العلاقات والإعلام في شرطة كربلاء وشعبة الشرطة المجتمعية وباقي صنوف القوات الامنية بتقديم الورود والأعلام العراقية والكمامات على المتظاهرين السلميين في ساحة التظاهر وسط أجواء تسودها الالفة والمحبة».
وأوضحت أن «التعليمات من القيادات الأمنية العليا كانت تدعو لعدم حمل أي قطعة سلاح وحمل العلم العراقي وتوفير الحماية التامة للمتظاهرين السلميين» مبينة أن «رغم إصرار القوات الأمنية على عدم الاحتكاك مع المتظاهرين لكن حدثت أعمال شغب من قبل المندسين وسط التظاهرات، حيث قاموا بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتطاولهم على رجال الداخلية الذين تواجدوا في سبيل توفير الحماية لهم وللشعب عامة، حيث تعرض عشرات المنتسبين في شرطة كربلاء واثنين من الضباط الى إصابات خطيرة وبليغة نتيجة ضربهم بالحجارة والمولوتوف حتى تعرض أحد المنتسبين لفقع عينه».
ولفتت إلى أن «بعض الأشخاص الذين بادروا بأعمال التخريب والحرق يحاولون حرف مسار التظاهرات، وهم لا يمثلون المتظاهرين السلميين المتواجدين في الساحة المخصصة للتظاهرات واللذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم التي كفلها الدستور ومن واجب القوات الأمنية أن توفر أقصى درجات الحماية لهم وتفرض القانون على الجميع، كما أن القوات الأمنية المنفذة لواجب حماية المتظاهرين تواصل التزامها بالتعليمات وضبط النفس العالي بالرغم من التجاوزات الحاصلة عليها، ونهيب بالمواطنين والمتظاهرين السلميين إلى فرز هكذا نماذج التي تسيء الى العملية الديمقراطية في حرية التعبير عن الرأي بكل سلمية وكما ينشدها الجميع».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية